محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل
(Mohsen Aljanaby)
الحوار المتمدن-العدد: 4200 - 2013 / 8 / 30 - 20:19
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
الترقب و القلق أصعب كثيرا" من الخوف
فمع كل هجوم غربي على العراق كانت لحظات الأنتظار لبدء القصف أصعب من القصف نفسه , حين ضربتنا صواريخهم شعرنا بأرتياح
كالعبد الذي ينتظر عقاب سيده , لايعرف بأي سوط يضرب وأي جزء من جسده سيناله الجلد لتنزف منه الدماء .
تغمرني منذ يومين مشاعر ترقّب وقلق تعصر النفس كأنني في سوريا التي تهدد بالقصف
نفس الشعور الذي يسبق سلسلة الضربات التي طالما تلقيناها في العراق , أنترحّم على الذين سيقتلون أم نساعد بحفر القبور لنستبق الأحداث .
أمة؟
أم عبيد ؟
أم أخوة يوسف ؟
أم ثلل من الوحوش الجهال ؟
أم آلات برمجت لتجلب الدمار؟
أي حياة بائسة نعيش وكل كيان بها مستباح ؟
أي حكام يكذبون حتى في أحقر لحظات الانهزام ؟
أي ثوار يأكلون الأكباد و يحتفلون ؟
الحيوان يتعلم , والنبات يتكيف , حتى الجماد كثيرا" ما تحول الى جدوى في تلك الحياة
الى متى نستيقظ بعد كل عقدٍ لنجد أنفسنا أدنى من كل تلك الكائنات
أما من أحد يمتلك بقايا عقل ليشخص موطن الخلل و أسباب الأنهزام , أما من حكيم يجمع البدو تحت خيمة الأحلاف , أما بينكم من أنسان ؟
تلك هواجس من بقايا ركام , مبلل لا يخشى مطر الصواريخ , فقد أدمنها لكنه يكترث فقط للكائنات المرهفة مثل الجنابد و أجنحة الفراشات و الأطفال
#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)
Mohsen_Aljanaby#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟