أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - رسالة الأرهابي البرشلوني














المزيد.....

رسالة الأرهابي البرشلوني


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4156 - 2013 / 7 / 17 - 02:06
المحور: كتابات ساخرة
    


حين كنت صغيرا" لم أفرّق بين الباشا كنت أعتقده (باجه ) أكلتنا العراقية الفريدة , كبرت لأعرف أن الباشا رجل يمتلك كاريزما و أموال وجيوش جرارة
كذلك (الحرامي ) فقد تصورته بشر أقرب للوحش (يرتدي تي شيرت) مخطط كالذي يرتديه القراصنة , وجهه مليء بالشعر مع لحية مشتتة مقيتة , حتى أتت الأيام حبلى بلصوص في قمة الأناقة نراهم على الشاشات وهم يبدعون باللباقة ليفوقوا في بلاغتهم أبا شفلخة وأبن الرومي ومي زيادة , أخطأت هنا كما أخطيء في العادة
ولا زلت في حيرة مع مصطلح طرأ منذ مدة يسمونه الأرهابي فلم أصل معه الى نتيجة , وما أقصده هو ذاك الشيء الذي يقتل الناس الأبرياء الأسوياء دون ذنب أو ضغينة , لم أتصور ملامحه سوى مجرد ومضات سوداء مثل اللحظات الرهيبة في أفلام الرعب التي تقدمها فضائيات الأفلام يشبه الشبح الصاخب أو السفاح الذي يعرف ماجرى في الصيف الماضي , ذاك الذي يجعل الكبار مع الأطفال يتوارون تحت بطانياتهم في ليلة شتوية كئيبة .
من سنين وأنا في بحث لأعرف ملامح الأرهابي , لم تزل صورته هلامية باهتة , هل هو شبح أم بشر أم بقر , هل يمتلك عائلة ولديه والدين و أخوان و ذكريات طفولة , هل يغسل أسنانه و يقرأ الكتب و يطالع النت و يأكل الطعام ويخرج مع أصدقائه ليتبادلوا الحديث و يسخروا من الواقع , هل يرى شروق الشمس وتغاريد العنادل , هل يعلم أن الأرض بالنسبة للكون حبة (ماش ) صغيرة , هل يعرف أنه يقتل أنسان كان من الممكن أن يكون مخترعا" أو مكتشفا" أو في أقل الأحوال صاحب رسالة نبيلة , وأن كل الأديان والأعراف و قوانين العالم تعتبر القتل أكبر جريمة
لازلت أبحث لأعرف طينة هذا الشيء الذي يسمى أرهابي , طالعت قناة العراقية وجدتها تؤكد عبر أخبارها وتقسم مع كل نشرة للأخبار وخلال عقد كامل أنهم ألقوا القبض على مجاميع يمسكونهم كل يوم مابين عشرة أو عشرين وحتى مئة , فتأكدت من ركن واحد وهو أن الأرهابي أقوى من الفايروس قابل للتجديد والتكاثر .
عدت الى أصل الكلمة و بحثت في تاريخها , وجدت أول ظهور لها في أفلام هوليود , كان الأرهابي حينها في طوره الأفتراضي عندنا لم يكن قد تحول الى واقع ليضرب المساجد والمقاهي والفنادق , فحصلت على ركن آخر لتوضيح ملامح الأرهابي , فهو ليس متأصلا" في جذوره , بل وثب في غفلة أرتبط دون شك بالمارد المتغطرس أميركا
أول أمس وأنا أقرأ خبر تفجير مقهى (كلاسيكو ) حصل تطور كبير في شخصنة الأرهابي , قبل أن يفجر نفسه بثوانٍ قال للضحايا (سامحوني ) .. أي أنه يتكلم مثل الناس وتلك معلومة جديدة , ومادام يتكلم فهو يمتلك جزءا" من عقل , و أن كلمته الأخيرة فيها رسالة لها مغزى , فهي أشبه بأستغاثة أن ترجمناها بموضوعية تكون لها معاني كثيرة , ربما كان يشجع ريال مدريد أو برشلونه كما بقية الشباب عندنا , لكنه قطع حياته لأمر أخطر من كل ملاعب أسبانيا ومباريات الشباب العراقي
فهو أولا" يعلم أنه مذنب قاتل ويطلب المغفرة من ضحاياه , و الأمر الثاني في معنى رسالته أنه يقول : أنقذوني من شيء أكبر مني أجبرت أن أفتديه بروحي وشبابي و عيوني .
هو أنسان أذا" بحاجة الى أنقاذ من قوى لها قدرات كبيرة بحيث تجبره وبقية الأرهابيين على تفجير الآخرين مع أرواحهم العزيزة , وحوش لم تصلحها يد أنسان , ولم تعتقلها قواتنا القديرة , تلك الوحوش التي تختطف المغرر بهم ليتكاثروا بأعجوبة , ومن خلال دلالات المنطق نجد أن تلك الوحوش على نوعين , الأول يجهزهم بالعدة ويغذيهم بأوهام قسرية تجعلهم مذعنين لها
والثاني يجذبهم بلغة الكراهية والسباب , ليضربوا في المجتمع مناطقه الضعيفة , أسواق ومقاهي وملاعب هي منطقة ألتقاء الضحايا , أبرياء و مغرر بهم يطلقون أستغاثة سامحونا
أما النوعين من الوحوش فهي آمنة سعيدة في أبراجها المنيعة تخطط لمكيدة جديدة برعاية الباشوات واللصوص , ينعمون بالدولمة و المسكوف والباجه بالأشلاء ألانسانية الفريدة .



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشخيص دون علاج نتيجته طوفان من الأوبئة - في الذكرى الثامنة ع ...
- معارضون أم طغاة أم توائم متماثلة
- مكابدات (مونيكا) في العراق الجديد
- قاتل المئة بضربة واحدة
- خشمك مضايقني ... روح غيّر أسمك
- منتوفات من لحيّة الطمّاع
- خلالات العبد وأنتخاباتنا الديمقراطية جدا
- تناشدني عليك الناس وأتحيّر شجاوبها
- حكاية طيلو و السعلاة
- ربطة عنق في ليل بغداد
- شهادة في ذكرى آخر حرب - الحلقة الأولى
- في الليل ضيّعت السمك
- جويسم و حلمه الكبير
- باب الشرجي .. باب الشرجي
- حجّي مجيد وشكري بلعيد و بانوراما الكواتم والثريد
- كلاكيت من الفرن
- عايف أمه وأبوه ولاحكَ مرت أبوه
- ثقافة كظ أخوك لا يتيه وزراعة النخيل
- شكري بلعيد كوكبنا الجديد
- الحسد موروث واقعي مابين القدريّة و التبرير للفشل


المزيد.....




- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - رسالة الأرهابي البرشلوني