أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - خلالات العبد وأنتخاباتنا الديمقراطية جدا














المزيد.....

خلالات العبد وأنتخاباتنا الديمقراطية جدا


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4069 - 2013 / 4 / 21 - 00:26
المحور: كتابات ساخرة
    


كل شيء ينتهي تأتي بعده راحة حتى العودة من المقبرة , لم تكن العملية صعبة , فهي تشبه زرق الأبرة , لكنها تضرب في القلب لتداعب ألف حلم و حسرة , كان يوما" مختلفا" , يراه القلة عيدا" والغالبية يروه كالعاشر من محرّم
, صرنا مجموعة أضيف لها جانب مفرح فللمرة الأولى أمتلك أبني حق التصويت و طلبت منه مرافقتنا الى المركز الأنتخابي , لكنه رفض و أعتذر , لم أستغرب , حدثته بهدوء عن معنى التصويت , فهو حق يمنح فقط للمواطن المكتمل , وأن من واجبه الحفاظ عليه و لا يفرط به مهما حصل , أجابني وهو أبن الثمانية عشر : بابا أنا لا أثق بكل مرشّح
طال حديثنا ليدخل في صميم الحقوق السياسية والمنطق وفي النهاية أقتنع بعد أن أخبرته بأن صوته سيُجَيّر الى شخص سيء أن بقي عازفا" , فأن لم يوقع في قوائم الناخبين سيعطي بذلك فرصة لأن يوقع أحدهم وما أكثرهم ليختار بدلا" عنه ,
كانت الطرق مغلقة و الغريب أنها خالية من البشر عدا الجيش والشرطه , وجدنا بضعة مصوّتين مع أكثرية من الموظفين و ممثلي الكيانات داخل المركز , ( الوادم طالعه رواحها و كولشي ما شافت و من وره مشعولي الصفحه أكثرهم ما أنتخبوا ) همس لي أبو أسيل عند البوابة , الناس العاديين أختفوا من المشهد , فقط تلك الوجوه نفسها ممن يستجدون الأصوات بطريقة مخزية منقسمين الى مجاميع , داخل و على أطراف المركز , أقارب المرشحين كانوا مرهقين , سلمنا على بعضهم ممن نعرفهم , كانوا يتوسّلون المارة فيردّوهم بكلمات قاسية , حين طرقت سمعي أحداها جعلتني أخجل , معظم من يعمل بالمركز أعرفهم , زملاء وأصدقاء , (الوادم حقها وكانت مغشوشة ) أخبرني محمد مدير المحطة رقم 6, (أتغدينا كل واحد ربع دجاجة , عمي يا أنتخابات يابطيخ أهم شي الـ 200 ألف) قالها حازم هامسا" فأجبته مازحا" ( هذا خرق أنتخابي و اليوم على الشرقية أفضحك ) , صوّتنا وقبلها أتفقنا , على أن ننتخب الوجوه الجديدة الواعدة ثم خرجنا فكان الشارع أكثر وحشة , بادرتني فكرة غريبة وهي أن أفترش الشارع لنجلس وسطه فلا يعقل أن يكون نفسه الطريق المزدحم الذي أمر به دائما" خاليا" اليوم من كل أنسان أو مركبة , أين أختفت الناس و حمدت الله لسماعي صوتا" شاهدت مصدره , فأمام أحد المحلات المغلقة كان هناك مجموعة أطفال يلعبون ليس بعيدا" عن المركز , أحدهم أرتدى قناع على شكل صورة مسؤول كبير (جدا") يبدو أنها من بقايا اللافتات التي أزيلت ليلة أمس , ثبّته بخيط على رأسه , والآخرون من رفاقه يركضون خلفه يحملون العصي ليضربوه بمزاح وهم يصرخون : يا حرامي ما ننتخبك ...(طوووووط) فالباقي لا أستطيع نطقه ,براءة أطفال يقولون , مؤكد خارج حدودنا , الا ما ندر , كان يوما" مرهقا" لكنني فرحت كثيرا" في عصريّته , فقد أتى الحدّاد أبو مصطفى وصنع لي قفصا" للمكيف الجديد في بيتي , أنتظرته أياما" طويلة و كلما أتصلت به كان يعتذر لعدم توفر حديد الزاوية و المربع , يبدو أن الحديد هذا اليوم توفر !! ...
(اللهم ينعلك يالشيطان , بس لا خمط حديد اللافتات , حتى أنت يا أبو مصطفى مو على أساس حبّاب وخوش ولد , الله لايجعلها غيبة , خلي أخابره و أتأكد ) ..











#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تناشدني عليك الناس وأتحيّر شجاوبها
- حكاية طيلو و السعلاة
- ربطة عنق في ليل بغداد
- شهادة في ذكرى آخر حرب - الحلقة الأولى
- في الليل ضيّعت السمك
- جويسم و حلمه الكبير
- باب الشرجي .. باب الشرجي
- حجّي مجيد وشكري بلعيد و بانوراما الكواتم والثريد
- كلاكيت من الفرن
- عايف أمه وأبوه ولاحكَ مرت أبوه
- ثقافة كظ أخوك لا يتيه وزراعة النخيل
- شكري بلعيد كوكبنا الجديد
- الحسد موروث واقعي مابين القدريّة و التبرير للفشل
- خراويت على جدران الصبّات
- الأطباء في العراق ملائكة الثراء على حساب الحياة – بمناسبة ال ...
- شهادات ومشاهد من العهد الأزلاميّ الثاني
- الرابعة عصرا- في بغداد حسب توقيت الفوضى
- الرسائل الستراتيجية وأصالة الشخصية العراقية
- زيتوني فاتح .. زيتوني غامق مع جرغد مقلّم - مشاهد من الشارع ا ...
- حنتو البريسم ومباديء الأعلام


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - خلالات العبد وأنتخاباتنا الديمقراطية جدا