أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - في الليل ضيّعت السمك














المزيد.....

في الليل ضيّعت السمك


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4038 - 2013 / 3 / 21 - 21:53
المحور: كتابات ساخرة
    


الساعة بعد العاشرة حين طرقت بابنا جارتنا يوم أمس , وبعد التحية و السلام
سألت : عدكم سمك ؟
تصورتها تمزح فلا أحد يطلب حاجة خصوصا" السمك قبل ساعتين من منتصف الليل فقد أعتدنا أن يطلب الجيران دواءا" خافضا" للحرارة أو معقم للجروح أو راس بصل أوخمرة .. ألخ , لكن السمك حقيقة كان طلب غير مسبوق
بادرتها : شتسوّوين بالسمچ تالي الليل .. أكيد أجاكم خطّار معتام ؟
أجابت بحزن : الليلة الدخول وعيد نوروز و الربيع وياهم عيد الشجرة ولازم نسوّي كل الشغلات , أنريد الرزق والعافية والتوفيق وكل سنة وأنتم بخير
وكل الحوايج موجودة عندي بس راس السمجه عصّه عليه , وصّيت رجلي ونسى وما أدري شلون أدبرها بهالليل ... كانت محتارة مشتتة الأفكار وكأن على رأسها الطير
أخبرتها أن أبو حسن صاحب السوبر ماركت لديه سمك مجمّد وبأمكاني أن أرسل أحد الأولاد ليجلب لها واحدة أو أثنين و أقنعتها أن السمك واحد ولافرق بين التازه أو المجمد فجميعها تعيش بالماء وترمز الى الخير
أقتنعت بالفكرة على مضض وأخبرتني أنها ستذهب بنفسها لتختار .. في أمان الله
توارد الى ذهني شريط طويل من الأفكار وكيف تغيرت التقاليد على مر الزمان فالطقوس كانت متفردة , فلكل مجتمع تقليد واضح الملامح تحول الآن الى تقاليد هجينة أو أقرب الى لوحات يشترك في تلوينها كل الناس بسبب التداخل و سهولة التفاعل مع تطور وسائل الأتصال , الاعياد الموروثة تتغير كما دورية زمنية تأتي محملة بالجديد من البصمات , أغلبها تطلق لتناجي الغيبيات , لكنها أجمل حين تكون صفة مميزة لمجتمع يزداد أصالة مع الفلكلور ..
لا أعرف من أدخل طقس رأس السمكة لكنه تقليد جديد في محلتنا فلم يسبق أن شهدته كونه وليد بضع سنوات .. ربما جلبته زوجة أبن خالتي التي أتت من الموصل أو زوجة جارنا صالح القادمة من تكريت أو زوجة كاظم بنت العمارة ذات الطبخ اللذيذ , لا أعرف بالضبط .. لكنني واثق أن من أخترعها أمرأة دون أي شك
من عادة الناس التأثر بثقافة مايرون من باقي الناس خصوصا" عندنا نحن الغارقين بالغيبيات فقد زادت حيرتنا حتى بتنا تائهين ما بين البداوة و التحضّر لنضيّع المشيتين وسط المزيد من الموزائييك الأجتماعي المليء بالتناقضات
فيما سبق عرفنا صينية خضر الياس حيث توقد النساء الشموع مع مواعين الحنة و الهيل و الزبيب وكل ما لذ وطاب من (النمنمات) كذلك شهدنا عرس القاسم المشابه لطقوس زكريا رغم أختلاف الترنيمات يقام في اليوم السابع من عاشوراء , وكم تلذذنا بخبز العبّاس , والذي يشبه البيتزا تلف بوسطه الخضروات .. تغيرت الطقوس لتندمج كما الأجهزة الحديثة لتلبي جميع الأغراض , فعيد نوروز يتضمن الآن كل ماذكر ليحتوي الأماني و التطلعات ليزداد التشبث بالغيبيات , فالأعتدال الربيعي أمتد ليقحم حتى السنة الصينية ( بلاد الصين وليست صينية الستيل المعروفة) لتدور السنة على حيوان من فأر أو كلب .. الخ تنتظرها النساء بفارغ الصبر , بعد أن تجهّز أضافة لرأس السمكة صينية واسعة لاتدخل من الباب مع الشموع مع مالايقل عن سبعة أنواعٍ من الحلويات يجمعها حرف (السين) بالعربية أو الأنكليزية فلا فرق بدءا" بالسمسمية ومن السما و النساتل وحب عباد الشمس مع الكاسترد والزردة الملونة بالدارسين و المطيبات ليتحول الى مهرجان لتحقيق الأمنيات وأشباع النهم للحلويات خصوصا" عند الأطفال فالجميل في تلك التقاليد أنها مطاطه نضيف أليها ما نشاء فبمجرد طرحها مع بعض الكلمات تكتسب الشرعية لتصدقها أم البيت وتلتزم بأبقائها كجزء مهم من التقليد لتنتشر كما النار في الهشيم في كل أرجاء الحي وبذلك أضاف أولادي للقائمة حبّات السنيكرز و شكولا مارس الشهير .. تقاليد جميلة تجمع العوائل و تقوّي مابين الناس من علاقات لكن مشكلتها تأثرها بالتقاليد الدخيلة القادمة من باقي المجتمعات ..ماذا لو جلبت يقطينة كبيرة وثقبتها لأضع بداخلها شمعة كما يفعل الأمريكان بعيد الهالوين .. أنا متأكد أن الأمر سينتشر و يضاف الى مافي الصواني من حاجات وتتبارك به النساء مع الرجال فهو فأل خير و دليلي في ذلك هو حرف السين المجهول المصدر لحد الآن فلاعجب أن ترون أهالي بغداد وهم يلبسون أقنعة مصاصي الدماء فهي تعطي المراد باليد ومن لم يصدق فليسأل بابا سنفور .. وكل عام وأنتم ألف خير



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جويسم و حلمه الكبير
- باب الشرجي .. باب الشرجي
- حجّي مجيد وشكري بلعيد و بانوراما الكواتم والثريد
- كلاكيت من الفرن
- عايف أمه وأبوه ولاحكَ مرت أبوه
- ثقافة كظ أخوك لا يتيه وزراعة النخيل
- شكري بلعيد كوكبنا الجديد
- الحسد موروث واقعي مابين القدريّة و التبرير للفشل
- خراويت على جدران الصبّات
- الأطباء في العراق ملائكة الثراء على حساب الحياة – بمناسبة ال ...
- شهادات ومشاهد من العهد الأزلاميّ الثاني
- الرابعة عصرا- في بغداد حسب توقيت الفوضى
- الرسائل الستراتيجية وأصالة الشخصية العراقية
- زيتوني فاتح .. زيتوني غامق مع جرغد مقلّم - مشاهد من الشارع ا ...
- حنتو البريسم ومباديء الأعلام
- علوة حجي خضر
- نمر ونمرود ورحلة الخلاص من جزيرة سانت هيلانه
- تساؤلات مشروعة معها رسالة .. التوبه ومراح ننتخب
- الملّة عبود الكرخي أستذكار مع مرتبة الشرف في ذكراه
- دردمه بغدادية على لسان أبو الدكّان


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - في الليل ضيّعت السمك