أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - جويسم و حلمه الكبير














المزيد.....

جويسم و حلمه الكبير


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4037 - 2013 / 3 / 20 - 22:16
المحور: كتابات ساخرة
    


الله يرحم أيام زمان , كان شباب المحلة منقسمين الى جوقتين يرددون البسته الشهيرة الخاصة بـ (جاسم ) على لسان والدته :
آني أبني فرار من الجيش ..... أي والله وشفنه علومه
من دربونه لدربونه ... الجيش الشعبي يلحكَونه ... ويطفر مثل البزونه ... أي والله وشفنه علومه
يقولون أن خيرية الملايّه هي من ألّفتها على وزن أحد الأغاني التي كانت سائده آنذاك
الحاجّه أم جاسم لا تُغتاب فرغم الفقر المدقع و الأجحاف نالت من الجميع كل الأحترام بشرفها و أعتصامها بالمباديء والاخلاق لكنها أبتليت بأبنها (السرسري) درجة أولى فغالبا" ما جلب لها الفضيحة والعار فحياته عبارة عن قفصين الأول مابين سجني الوحدة والتسفيرات و الثاني فوق سطح بيتهم ومايجاوره من بيوت الجيران بين الطيور من المسكيّات والكمرليات والمحجلات , فقد أدمن الهروب ليضطر الى التخفي وكثيرا" ما أنتهز الفرصة للأنقضاض على السطوح لممارسة أنواع السرقات , فحينما يقبضون عليه يتنفس الناس الصعداء ليعود بعد فترة حين يطلقون سراحه لتدخل المنطقة في حالة من الأستنفار كان هناك جانب أيجابي في كل ذلك فالأهالي يجمعهم موضوع (جويسم) ليجتمعوا ويناقشوا ليقترحوا الوسائل و الأجراءات التي تحد من تأثيره على ممتلكاتهم من قناني غاز و عباءات النساء مع كل ما يوضع على الحبال من ملابس حتى الداخليات , مشكلته جمعت الناس , فللمرة الأولى جلس معهم أبو أيلاف الذي يئس الجميع أن يبادرهم بالتحية فهو كما يصفونه متكبّر و شايف نفسه حين تجمعوا في بيت المختار الذي بيّن للجميع عظم الخطر الذي يهددهم فكل أبنائهم عرضة لأن يصابوا بالعدوى فأقترح أن تسهم كل عائلة بجمع مبلغ من المال فيما ذهب الحاج حسين الى تقديم لائحة بأحتياجات (جويسم ) في الحياة من خلال التخمين العالي لما يحتاج من مصروفات وتم تنفيذ المقترح بكل حذافيره فالأمر يستحق الألتزام وذهب وجوه المنطقة الى بيته و أخبروا والدته بأنهم سيسلمونها كل شهر مبلغا" من المال عليها أن تعطي لأبنها جزءا" منه على عدد الأيام كي لا يلجأ للأنحراف , بكت و دعت لتبتسم مليء الأشداق
وكان لتلك البادرة تأثيرا" كبيرا" لكف الشر رغم تقاعس البعض لكن الخطة نجحت لتستحق أسما" كبيرا" أطلقوا عليه (مساهمة الأهالي والمختار في درء الأخطار) وبذلك تخلص جويسم من الأرق والقلق و ليزول معه أقلاق الناس ليتخلصوا من الوجوه الكريهة لرجال السلطة حتى أنحسرت المفارز والمداهمات ومعها طبعا" السرقات وتحسنت أوضاعهم تناغما" مع وضع جويسم المُسيطَر عليه وكذلك والدته فقد أرتاحت طوال الفترة حتى توفيت رحمها الله فقرر أهل المحلة تزويج جويسم و تبرع الجميع بالمستلزمات من البحث والخطبة والحاجات ليتمكن من الزواج بفتاة مقطوعة من أحد المحلات
مرّت السنين وفاتت الأعوام حتى شهد الناس سقوط النظام لتبرز قصّة (جويسم ) من جديد على سطح الأحداث بعد فترة من السبات فقد شوهد وهو يخرج من الفجر ليعود في شاحنة مليئة بالأغراض تحول من (تنبل أبو رطبة) الى كتلة سريعة من النشاط , فوجيء جيرانه حين رأوه يفرغ شاحنة من أدوات صحيّة في ساحة قريبة و وضع في واجهتها راية خضراء اللون فيما تهامس البعض انها مسروقة من المخازن (بذاك الصوب), وأصبح الأمر عاديا" حين أمتلأت كل الساحات بأنواع السيارات وحديد التسليح و صناديق بشتى الأحجام , والأغرب أنه أتى بـ (مصلحة أم الطابقين ) مع سيارتي أسعاف و تسربت أيضا" أشاعة بأنه من ضمن المجموعة التي دخلت بنك الرافدين في شارع الكفاح .. تحول بيت جويسم الى خلية نحل فقد تجمع عنده الكثير من الشباب ليروا ويعجبوا ويأكلوا الهبيط مع النمنمات غالبيتهم من العسكريين و الأمن الأستخبارات بعد أن سرّحهم الأحتلال , وبعد أشهر قليلة أختفت بالتدريج الأغراض ليختفي (جويسم) بعدها ولم يعرف الناس حينها الى أين توجه (بعدما صار أحوال) , تسريبات كثيرة غير موثوقة تقول أنه سكن في فيلّا كبيرة تحيط بها صبّات عملاقة يراقبها حراس يرتدون نظّارات سوداء يحملون أسلحة من كل الأصناف , وآخرين أقسموا بأبو الجوادين أنهم رأوه أكثر من مرّة على شاشات التلفاز أمامه ميكرفون ويتكلم كما مذيعي الأخبار , كثرت الحكايات حتى مر الوقت ونسيها الناس .. وفي يوم جمعة ساد الهرج والمرج درابين المحلة فقد دخلت أليهم مجموعة من الشفلات معها رافعات وشاحنات وحينما أستوقفها الأهالي أجابهم سواقها أنهم ينفذون أمرا" بهدم الدور و رفع الأنقاض و التنفيذ على الفور ومعهم المسؤول الكبير الموجود في أحد السيارات , أنزلت زجاجة السيارة بعد أن تجمع حولها الناس ليصدم الجميع وهم يطالعون (جويسم ) مطيرجي المنطقة ذلك الذي لايفرش له فراش ولاتقبل شهادته وهو يبتسم شامتا" يرتدي قاط ورباط و قميص مخمل وكأنه من الذوات .. قال لأبناء المحلّة كلمته :
هاي المحلة صارت طابو بأسمي و راح أفلشها وأسويها حديقة حيوانات مفترسة و روحوا دبروا أموركم بلكي يعوضوكم بشقق مترتين في ثلاثه بمشروع بسمايه السكني طول عمركم راضيين بعيشتكم ورزقكم القليل وتنطوني منّه شوية على أساس مسوّين عليّه فضل
صحيح آني عطال بطال و ما بنيت البتلو لمدينة الطب ولاشديت براغي لجسر المعلق
لكن الحياة طرطره والمايبوكَ ينداس بالقندرة وهي فرصة تجي بالعمر مرّه وحده , أيدك ألك و صيح بعالي صوتك وداعا" للفقر
ورجعت اليوم حتى أنتقم منكم وأفهمكم و آخذ جزء من حصتي الجبيرة من النفط
كان هناك دويا" هائلا" أثار أنتباه الناس فقد أنهارت كل بيوت المحلة بمجرد أن أنهى أستاذ جويسم كلمته .... وعفتهم حايرين و صايرين حال الضيم فالأنتقام مع الأجرام صار عندنا ثقافة يمارسها كل طالبٍ للثار من الناقمين على الجميع حتى الأخيار



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باب الشرجي .. باب الشرجي
- حجّي مجيد وشكري بلعيد و بانوراما الكواتم والثريد
- كلاكيت من الفرن
- عايف أمه وأبوه ولاحكَ مرت أبوه
- ثقافة كظ أخوك لا يتيه وزراعة النخيل
- شكري بلعيد كوكبنا الجديد
- الحسد موروث واقعي مابين القدريّة و التبرير للفشل
- خراويت على جدران الصبّات
- الأطباء في العراق ملائكة الثراء على حساب الحياة – بمناسبة ال ...
- شهادات ومشاهد من العهد الأزلاميّ الثاني
- الرابعة عصرا- في بغداد حسب توقيت الفوضى
- الرسائل الستراتيجية وأصالة الشخصية العراقية
- زيتوني فاتح .. زيتوني غامق مع جرغد مقلّم - مشاهد من الشارع ا ...
- حنتو البريسم ومباديء الأعلام
- علوة حجي خضر
- نمر ونمرود ورحلة الخلاص من جزيرة سانت هيلانه
- تساؤلات مشروعة معها رسالة .. التوبه ومراح ننتخب
- الملّة عبود الكرخي أستذكار مع مرتبة الشرف في ذكراه
- دردمه بغدادية على لسان أبو الدكّان
- الأحتباس الأنساني مابين مهرجان المفخخات و ندرة القطرات


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - جويسم و حلمه الكبير