أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - الحدائق الخلفية تغادر العراق














المزيد.....

الحدائق الخلفية تغادر العراق


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4190 - 2013 / 8 / 20 - 23:09
المحور: كتابات ساخرة
    


جمع من الشباب بعمر الورد يملئون الممر الطويل , عيونهم لاتهدأ من القلق كل يحمل أوراقه , مبعثرة لم تنضّد , مررت بصعوبة وسطهم حين دخلت على (أبو التبادل الثقافي) صاحبي :
وبعد السلام وأبتسامات أظهرناها لبعضنا (بالشافعات) أخبرني أن عدد المسافرين من الطلاب للشهر الماضي تجاوز 3500 تحت مسميات عدة
, نفقة خاصة , أجازة دراسية أو حتى مجرد ترجمة ومصادقة ليسافروا الى المجهول والشيء المثير للأشمئزاز أن البعض ترسلهم الدولة في دورات الى دول أجنبية فيهربوا من هناك , وتصوّر مدى الأحراج
الوزير ناقم وأسمعني بالهاتف كلاما" لم أسمعه طوال خدمتي التي تجاوزت العشرين عام وأنتَ تعرفني جيدا", قام يوم أمس بشطب كل الشهادات وعليه فلن نزودهم بملفات دراسية و أفلح من نجا قبل شهر آب
وفيما هو يتكلم لا أعرف لمَ أستذكرت حكايات الصعالكة من الأصحاب أثناء حقبة الحصار , مكابدات وأحلام مؤجلة تنتظر في مقهى السنترال بعمّان
وكيف خرجوا بعد أن باعوا سجادات الصلاة ومعها الزوالي واللحف والليانات , كانت أغلبها لأمهاتهم ليدفعوا رسم الخروج ويبيتوا في فنادق قذرة كانت ليلتها بدينار
لماذا يخرجون ؟ سألته : عدّل نظّاراته و تجاهل سؤالي رغم يقيني أنه يرغب بالأجابه بآلاف الكلمات (عرفت السبب فحين يكون أحدنا تحت العلم يكون شخصا" آخر فلا يمكنه البوح لأنه مقيّد بالنظام)..
أبو أشرف : مشّيها على طريقتك , جد لها صرفة قانونية كما نفعل دوما" مع (الشغلات العويصة ) غيّر التاريخ وأحسبها على صادر تموز , مؤكد أنك حاجز بعض التسلسلات في الأرشيف ..
حصلت الموافقة , قالها بصيغة صارمة وأضاف :
أهم شي الكفالات , أكملها اليوم وليأتيني (أبن أختك) غدا" ولا تكلف نفسك فأنا موجود .. أشكرك , فيما الله
في الباب أزداد الزخم , يبدو أنهم قدموا من محافظات بعيدة وتأخروا بسبب الأزدحامات , أخذنا ركنا" في مدخل سلّم , بأمكاننا أن نجعل (المحجّر ) سندا" لنكتب رغم شحة الضوء
ونحن مستغرقين بأخراج المستمسكات الأربعة لنملأ بها الأوراق تجمع حولنا بعض الشباب , غريب أن أغلبهم فضوليين , ودار حديث مع القريبين وكأننا في برنامج على الهواء :
شاب نحيف بلحيه خفيفه قال :
أذا كنتم رايحين الى لبنان أنصحكم لوجه الله أن لا تذهبوا , فهناك طائفية بشعه جربتها بنفسي, حين يحدث صراع يمكن أن تقتلوا لا سامح الله ولايمكنكم الهروب فهي صغيرة جدا" ومقسمة الى أقطاعيات
, بمجرد كلمة أو رأي تصدر فتوى من أحدهم ليلغي حياة أي أنسان , صعب أن يعيش العراقي هناك سنتين وربما تطول لستّة سنوات أن أراد الدكتوراه
فوجئنا بكلامه , معقولة هيج الأوضاع بلبنان , تنفست الصعداء حين أخبرته أنني لن أسافر , بل هو أبن أختي وأشرت نحوه , كان قريبي مستغرقا" بـ (صفنة ) طويلة ربما صدم بكلام الشاب
, فحرضناه على الكلام حتى نطق بصوت خافت بعد أن ركزّنا أبصارنا عليه وقال:
راح أروح لمصر و بطّلت ما أروح لبنان ... (كما كل العراقيين .. خلال لحظة أتخذ القرار)
تهللت أسارير الموجودين وأثنوا على قراره الجديد , وبادر الشاب الغريب ذو الحية بالقول :
مصر دولة عظيمة أجمل ما فيها أنها أكبر من الطائفية مهما تطورت الأمور
فبادرته : ولماذا تسافرون وتتركوا العراق الى بلدان فيها حروب وصراعات ؟
عم صمت شامل المكان , مع حركة هروب سريعة قام بها كل المتجمعين أولهم الشاب أياه , كانت أبصارهم شاخصة على السقف حين تحركوا وكأن عبوة ناسفة نزلت في المكان !
.. ماذا قلت ؟ هل كفرت ؟ أم أن تحذيرا" أتى بأن هناك أنفجار , أكملنا مليء الأوراق بعد أن تخلصت وقريبي من كل الفضوليين
حتى داعبت نسمة دافئة وجوهنا زادتنا تعرّقا" فقد كان المكان خانقا" مظلما" بسبب الحر الشديد وأنقطاع الكهرباء ... أودعناكم أخوان



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماع المسمار .. يا أحرار
- حكومة بريئة و شعب في صمت يذبح
- راسم لايعرف الرسم
- النجدة .. صرصور في البيت
- جتّالي موش أبعيد من هاي الشكولات
- رسالة الأرهابي البرشلوني
- تشخيص دون علاج نتيجته طوفان من الأوبئة - في الذكرى الثامنة ع ...
- معارضون أم طغاة أم توائم متماثلة
- مكابدات (مونيكا) في العراق الجديد
- قاتل المئة بضربة واحدة
- خشمك مضايقني ... روح غيّر أسمك
- منتوفات من لحيّة الطمّاع
- خلالات العبد وأنتخاباتنا الديمقراطية جدا
- تناشدني عليك الناس وأتحيّر شجاوبها
- حكاية طيلو و السعلاة
- ربطة عنق في ليل بغداد
- شهادة في ذكرى آخر حرب - الحلقة الأولى
- في الليل ضيّعت السمك
- جويسم و حلمه الكبير
- باب الشرجي .. باب الشرجي


المزيد.....




- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - الحدائق الخلفية تغادر العراق