أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح برو - ثورة الحيوان














المزيد.....

ثورة الحيوان


صالح برو

الحوار المتمدن-العدد: 4198 - 2013 / 8 / 28 - 00:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مذكرات مسربة من عالم الحيوان

الدب : لم تظهر الحداثة كنظام عالمي جديد إلا بعد أن تم إضعاف جميع المجتمعات البشرية برمتها، وانتزاع الإيمان منها وزعزعة كافة العلاقات الطيبة فيما بينها لخلق واقع افتراضي يجبر الناس على الإنبطاحية والاستسلام أمام ملكوت المال، فكانت النتيجة أن معظم الناس فضلّوا العيش صامتين وكفيفين تجاه الجريمة التي ارتكبتها الحداثة بحق الحقيقة لأن ذلك حقق لهم المزيد من الربح والمال .لقد سعت البشرية إلى ممارسة هذا السلوك من أجل لقمة العيش على حساب الأخلاق والضمير والمبادئ والقيم، ظناً منها أن الحياة لا تعني سوى "تلك اللقمة ".

ملكة النحل : إن الحداثة التي أدارت ظهرها للمجتمع الإنساني برمته ليس إلا لخلق مجتمع عالمي بديل، مجتمع لا يولي أي اعتبار للعلاقات الاجتماعية النبيلة،مجتمع عديم المشاعر والإحساس،مجتمع لا شخصية له، مجتمع انعدمت فيه الشفقة والرحمة،مجتمع انحلت فيه أواصر الصلة و علاقات المودة والحنين.

القطة : إن الحداثة لم تسعى يوماً إلى تنظيم حياة المجتمعات بل جعلتها تفقد تنظيمها على أساس إدارة تنظيمية جديدة...لقد فرضت هيمنها على البشرية واستعبدتها لعدم قدرتها على التحمل ولأنها فقدت المعنى الحقيقي للحياة ولجذورها العميقة المرتبطة بهذا العالم الخلاق إلى أن تحولت الحداثة اللا أخلاقية إلى أخلاق حضارية في نظر الكثيرين.

الذئب : إن تجربة الحداثة التي بدأت بالشركات التجارية، والمصانع الضخمة،المعامل الاتوماتيكية،السكك الحديدية،المناطق الصناعية،المدن المزدحمة بالسكان، الشوارع والأحياء المليئة بالناقلات والحافلات والآلاف من الصحف اليومية و أجهزة الاتصال" جردت المجتمع برمته وحولته إلى آلة ،و جردته من إنسانيته لتحقيق الهدف الأسمى ألا وهو جمع المال.

البطة : لم يسلم الفنانون والأدباء من الجنس البشري من ضياع ذواتهم حيث وقعوا في فخاخ وهم الإبداع الذي ابتكرته الحداثة لهم.

البقرة : إن الحداثة نظام متناقض بصورة دائمة كل شيء فيه عابث وسخيف، معاد لكل ما هو خّيير يعترض في وجه كل ما يسمى بالفضيلة، يكره ويمقت كل من له صلة بالحقيقة،إنه عالم قائم على ثقافة رأسمالية تغلغلت في شتى أنحاء العالم بدءاً من الفرد والعائلة، ومروراً بالمجتمع ونظام المؤسسات ، وانتهاء بالدول التي لا تمنح امتيازاتها إلا لمن يكون مرنًا وقابلاً للتكييف معها والانصياع لظلاميتها وأتباع نهجها.

العصفور : إن الحداثة سعت إلى توحيد كل الأمم، وساوت بين جميع الدول و الطبقات والأديان وسائر الاتجاهات لكن على أساس التفكك والتمزق والتنافر، بمعنى أن وحدة الحداثة وحدة كارثية تتصف باللاوحدة كونها تقود البشرية نحو التفسخ بحجة التجدد و إلى الصراع بحجة مكافحة الإرهاب المصنوع سابقاً في معامل الحداثة وتوجه العالم صوب الغموض والضياع بحجة التقدم والحضارة، علما إن الحداثة ليست إلا سوءاً بسوء.




النملة : إن عالم الحداثة جو مليء بالاضطرابات النفسية تتسع فيه إمكانيات هائلة لتدمير الحدود الأخلاقية والروابط الاجتماعية وعلاقات المحبة والحنين ،إنه عالم مؤسس على الردة والانحدار والضياع ..عالم تسيطر فيه الأشباح على كل شيء.

الجرادة : إن أكثر الذين نادوا بالحداثة واستخدموا هذا المصطلح moderniste قبل الثورتين الأميركية والفرنسية كانوا مضطربين.


الحداثة مفعمة بالمفارقات والتناقضات وعلى الرغم من ذلك استطاعت أن تخضع المجتمعات البشرية المتخلفة عقلياً لهيمنة التنظيمات البيروقراطية التي تحكمت بسائر التجمعات والأعراف والقيمّ الإنسانية النبيلة ودمرتها.


الثعلب : بدأت أحس بالسكر في هذه الحياة القلقة الصاخبة، فبهذا الحشد من الأشياء التي تمر أمام عيني، أحس بالدوار.، ومن بين كل هذه الأشياء التي تدهشني ليس هناك ما يساند قلبي. مجرد النظرة إلى الوجه البشري تجعل مشاعري تتقلب وأتقيأ، حتى أنني أحياناً أنسى ما أكونه وإلامَ أنتمي.

البجعة : في عصر الحداثة انطلقت المفارقات الساخرة وظهرت كل أشكال البؤس والاغتراب الروحي، والعلاقات الاجتماعية الزائفة، حتى هيمنت على كافة الميادين. بالحداثة تزول كل مبادئ المحبة والاحترام والالتزام ، و تفنى الحرية مقابل حرية من نوع آخر.، لذا لا يمكن للشمس أن تنير هذا العالم طالما تم إطفاء الأنوار الداخلية في قلوب الملايين من البشر.

الصرصور : إن الحداثة أنجبت مجتمعاً عالمياً ممسوخاً

الأفعى : الحداثويون بقدر ما هم أموات ليسوا أحياء.

الأرنب : الحداثة بكل بساطة لا تساوي إلا عبودية خانعة.

الصقر : إذا كانت الحداثة الرأسمالية كما يقوله البشر قادرة على خلق مستقبل طليق،مستقبل مفتوح فالحقيقة هي بعكس ذلك، إنها تمتعت بهذه الإمتيازات على حساب الغير،على حساب البشرية الشقية، إن حقيقة الحداثة الرأسمالية لم تقدم للبشرية سوى أسلحة الدمار الشامل.

الحمامة : إن معظم الحداثويين قد فقدوا ذواتهم منذ أن تخلوا عن الأخلاق الإنسانية طوعًاً،
أوليس من العار أن تحكمنا هذه الكائنات الممسوخة؟

النسر : إذا كان " التاريخ بوصفه نشاطًاً لا يعرف السكون" حسب تعبير هيغل وماركس فإن الحداثة تحيا في تاريخ مضاد للأخلاق والكرامة،كونها عجلة لا تسير إلا عبر ممرات تؤدي نحو السقوط في الهاوية

الأسد : إن الحداثة الرأسمالية رفعت من قدر المنبوذين والمستغلين والمضطهدين الطغاة بشكل عبثي لا مثيل له.

البطريق : إن أخلاق الحداثة جعلت المجتمع العالمي بشكل عام ساذجاً وسخيفاً أكثر مما هو عليه إلى حد لا يمكن تصوره في أي عصر قد مضى .

الفأر : إن إحدى الشروط الأساسية لفهم حقيقة الحداثة هي معاداة الحداثة.

الحمار : إن الحرية التي جاءت بها الحداثة هي حرية جهلٍ، حرية تحّرض المجتمعات على الإضطراب والقلق،حرية تكمن في فضيحة الإغواء في الجسد،حرية التبادل بالعورات، فهل يمكن تسمية هذا النهج السام بالحرية؟



#صالح_برو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية دمعة
- عصر المساحيق
- صالح برو
- الشاهد
- السفهاء لا يرون إلا أحلاماً سفيهة
- روتشيلد وفكرة الحرية
- للعالم أقول
- موت يحكم الشرق!
- خطورة الحرية في المجتمع القاصر.
- الاستقلالية والإنسانية في العصر الحديث
- سيرة ظل
- شريعة الشيطان
- العبث إنقلاب
- المعارضة العربية والمستقبل
- حكاية شراب العصر
- أردوغان علامة شاذة في الموسيقى السياسية
- هوليود والدراما التركية
- نكران الذات
- محاولة الفئران
- العودة إلى الحياة


المزيد.....




- أضرار البنية التحتية وأزمة الغذاء.. أرقام صادمة من غزة
- بلينكن يكشف نسبة صادمة حول معاناة سكان غزة من انعدام الأمن ا ...
- الخارجية الفلسطينية: إسرائيل بدأت تدمير رفح ولم تنتظر إذنا م ...
- تقرير: الجيش الإسرائيلي يشكل فريقا خاصا لتحديد مواقع الأنفاق ...
- باشينيان يحذر من حرب قد تبدأ في غضون أسبوع
- ماسك يسخر من بوينغ!
- تعليقات من مصر على فوز بوتين
- 5 أشخاص و5 مفاتيح .. أين اختفى كنز أفغانستان الأسطوري؟
- أمام حشد في أوروبا.. سيدة أوكرانية تفسر لماذا كان بوتين على ...
- صناع مسلسل مصري يعتذرون بعد اتهامهم بالسخرية من آلام الفلسطي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح برو - ثورة الحيوان