أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح برو - المعارضة العربية والمستقبل














المزيد.....

المعارضة العربية والمستقبل


صالح برو

الحوار المتمدن-العدد: 4141 - 2013 / 7 / 2 - 07:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عدَّت قوى المعارضة العربية نفسها جسراً بين عالم قائم محتضر، وعالم جديد مجهول لم يزل في طور الولادة، بحيث لم يكن دورها مقتصراً على كشف سر هذا العالم الجديد وترجمته إلى واقع أسمى، بل تريد ترجمة الثورة ووحدة صف شعوها إلى فعل حقيقي لإسقاط النظام وخلق واقع جديد ومختلف. لأنَّ الشعب كان يعتبر معاناته في العزلة تضحية وقرباناً للمستقبل الذي لم يكن يدرك سره إلا القليلون، فراهنوا على الخروج من العزلة ليتجسد بهذا المستقبل، بحيث تكون صيرورته ملكاً للجميع. وبما أنَّ قوى المعارضة العربية حملت على عاتقها بأن تكون وثيقة الصلة بالعناصر الخلاّقة في مجتمعاتها فما عليها إلا أن تتخذ من المستقبل أداة لأسرار هذا المستقبل. وها هو المستقبل يوشك أنْ يزيح قناعه الأسود عن محياه الجميل ويوشك أنْ يتجلى للجميع.
يجب على المعارضة العربية أنْ تميّز ما بين رؤى المستقبل والمستقبل ذاته، بين التوق الشديد إلى تجديد الواقع وبين هذا التجسيد نفسه، بين البحث الأبدي عن الحقيقة، كما يقولون، وبين الحقيقة ذاتها، لأنَّ ما يخشاه المواطن أنْ تنصرف المعارضة بعد استلامها للحكم إلى اللعبة الشكلية الخالصة والنزوة الذاتية وتغلغل شيطان التهكم الذي لا يراعي قداسة التغيير والإصلاح. وحين تقع تحت خطيئة الفردية والجماعية فأنها لجسيمة جداً، حينها سيقول الشعب "لقد اعترانا جنون العوالم الأخرى فأردنا وقوع المعجزة قبل أوانها فحولتنا المعجزة إلى رماد" كما ذكرتها شعوب سابقة من قبل.
وبما أنَّ قوى المعارضة العربية تسعى ما بوسعها لتنحية الطغاة عن الحكم وزج مفهوم المعارضة ببعديها السياسي والإنساني في صراعات الحياة الدائرة فلا يجوز لها أنْ تشيّع الرضا في نفس الشعوب في ظروف دقيقة كهذه، وإنما يجب عليها أنْ تثير فيها سخطاً حادّاً وحقيقياً على وجودها وتحفزها إلى نشدان تلبية فعلية لرغباتها ونوازعها لأنَّ من مهمات العمل السياسي ليس مدّ الشعوب بثروات موهومة، وإنما أنْ يكشف للشعوب عن فقره الفعلي الذي كان فيه من قبل، ولا يستهدف له بخلق وهم الحرية، كما جرى في السابق، وإنما ليدله على المواضيع التي يفتقر فيها إلى الحرية كسبيل إلى بلوغ الحرية الكاملة. أي أنْ الشعب يحتاج إلى التأهيل ضمن هذه الفترة ليتخلص من كافة شوائب الماضي. وعلى ضوء هذه المفاهيم بإمكان أي شعب أنْ يحدّد مفاهيمه، لأنَّ المشكلات السياسية لا تنحل إلا بما يتفق مع احتياجات المجتمع كاملة.
كما أنَّ هناك مسألة أخرى وهي الأشدّ خطورة عن سابقاتها ألا وهي رسم حدود واضحة وحمراء بين الدستور والحاكم، بين الدستور الذي يعطي الأولوية والواجبات تجاه مفهوم المواطنة وحقوقه المشروعة وكرامته المصانة والذي يصيغها الشعب، وبين الدستور الذي ينطوي على قيمة شكلية مفرغة من الداخل تحت سيطرة النخبة الحاكمة، وكأنه نص مسودة يتحمل الحذف متى شاؤوا وأينما كانوا كما كان في السابق.
هل يمكن للدستور أنْ يستفيد من نظرية "حكومة الحراسة الليلية للشعوب" لـ"جون لوك" الذي قال ذات مرة: "أنَّ الدولة يجب أنْ لا تتدخل في حرية العقيدة. يجب أنْ لا تستبعد إنساناً أياً كان عمله، أو وظيفته لأنه وثني أو مسلم أو يهودي، فكل إنسان له حقوق طبيعية. وهذه الحقوق الطبيعية ليست لكي يعيش الإنسان فقط، وإنما ليكون حراً وأنْ تكون له ملكية خاصة. ووظيفة الحكومة هي حماية الإنسان، وحياته، وحريته، وممتلكاته، ورفض الحق الإلهي للملوك والرؤساء. فالحكومة كسبت شرعيتها من الذين تحكمهم ولا توجد سلطة لها الحق في حكم الشعب إلا السلطة التي اختارها هو، فهو الذي يعطي الشرعية للذين يحكمونه".



#صالح_برو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية شراب العصر
- أردوغان علامة شاذة في الموسيقى السياسية
- هوليود والدراما التركية
- نكران الذات
- محاولة الفئران
- العودة إلى الحياة
- ترميم التناغم المكسور في المجتمع الكوردي
- سماسرة الإعلام
- العودة إلى الذات
- عدسة الكاميرا التركية
- استراحة قارئ


المزيد.....




- محكمة استئناف فرنسية تقضي بالإفراج عن جورج إبراهيم عبد الله ...
- من هي الجماعات المسلحة المتصارعة في سوريا؟
- الجيش السوري ينسحب من السويداء.. الشرع يؤكد أن الدروز جزء أس ...
- سوريا ـ انسحاب قوات الحكومة من السويداء وتكليف الدروز بحفظ ا ...
- أوبر تفتح أبوابها للتاكسي الصيني ذاتي القيادة.. والشرق الأوس ...
- الولايات المتحدة ترحّل مهاجرين لدولة أفريقية وسط مخاوف حقوقي ...
- لماذا تغيب روسيا عن التطورات الأخيرة في سوريا؟
- كيف تربح أميركا من حرب روسيا على أوكرانيا؟
- إصابة 5 جنود إسرائيليين والقسام تعلن عن عمليات في غزة
- لا يسكنها أحد.. كيف أصبحت عشرات القرى البلغارية خالية؟


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح برو - المعارضة العربية والمستقبل