أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح برو - محاولة الفئران














المزيد.....

محاولة الفئران


صالح برو

الحوار المتمدن-العدد: 4129 - 2013 / 6 / 20 - 08:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنّ محاولة إنقاذ العالم بالشكل الذي يسعى إليه الكثيرون، لا تخرج عن إطار الموت المحتم، وهي شبيهة بمحاولة الفئران التي تهرب من حرق سفينة على وشك الغرق، لتغرق في البحر، فهي بين حرق أو غرق، وبما أن غالبية السياسيين لا يتحلون بالحيادية، وهناك دائماً ثمة مؤيدين مخدوعين ،وهذا لا يعني نهاية العالم، لذلك علينا معرفة الحقيقة، كي تنقذنا من ربقة المؤامرة.
وبواسطة الفلسفة الإنسانية يستطيع الإنسان العاقل، والمثقف الواعي أن يتجنب الانتحار الفكري الناجم عن الاعتقاد المبني على الإيمان الأعمى، فاليقين يولد النخوة، والنخوة هي عبقرية الإخلاص، ولا طاقة للحقيقة على إحراز أيّ نصر بدونها،ويترتب على ذلك أن يعي الجميع سواءً كان فرداً، أو مجتمعاً، أو نظاماً أن يسعى إلى الإصلاحات على الطبيعة أولاً، ومن يسعى لغير ذلك سيكون أشبه بالبستاني الذي يسعى إلى اقتلاع الأعشاب الضارة من مشتله بقطعها من سطح التربة، بدلاً من اجتثاثها من الجذور.
وما من إصلاح سياسي مستديم يمكن أن يتحقق يوماً ما مادام الناس الأنانيون أنفسهم باقون كما في الماضي على رأس الأمور، فإصلاح الطبيعة البشرية يولد شعوراً عميقاً في قلوب الناس وتربيهم على الواجبات الحقيقية والصحيحة نحو البشر أجمعين، وعندما يسعى الجميع إلى ذلك سرعانما ستختفي كل مفاسد السلطة، وكل القوانين الجائرة بشكل تلقائي، والتي كانت مبنية على الآثرة البشرية السوداء التي تعمل بمقولة " المواطن سر السياسة الوطنية "، وهذا ما ترفضه الإنسانية الحقة قطعاً "، لأن مبدأ الأخوة الإنسانية هو أحدى الحقائق الأزلية التي تحكم تقدم العالم على أسس تمييز الطبيعة الإنسانية عن الطبيعة البهيمية " وليس هناك أسوأ وأفظع من إنسان يحسد حياة حيوان إلى أن يصل به الحال إلى حد التمني بأن يكون هو كذلك، أو يبادله الصفة والهوية، وجواز السفر، دون تردد، مثلما يحدث للمواطن الآسيوي، وخصوصاً في البلاد العربية في عهد هؤلاء الطغاة الذين نهبوا أموالنا، ودمروا اقتصادنا، وفرطوا بخيرات البلاد والعباد...خلاصة القول : إنه من أجل إيقاظ الشعور الأخوي بين الأمم، علينا أن نسهم في التبادل الدولي للفنون، والنتاجات المفيدة، وينبغي على كل فرد أن يستجيب لهذه الحقائق، ويدعوا لها، ويسعى إلى طلب الخير للجميع، لأنَّها المصلحة الإنسانية المشتركة، وهي التي تحقق تقدم الشعوب والأمم .
وفي هذا السياق فإن المشاركة الجماعية هي أساس الإنسانية لبناء الأوطان، ولا تسمى الأوطان أوطاناً إذا كان الإنسان فيها مقهوراً وذليلاً، ولا يمكن تسمية هذه الأوطان إلا بالسجون الكبيرة، لأن الأوطان لا تعرف بأتربتها، وأحجارها، وثرواتها، إنما بمدى سعادة إنساتها، لأن الإنسانية وحدها هي الدين المنتظم، والمتكامل، والمتجانس، والجذاب بجوهره، أما في الحديث عن باقي السياسات والاتجاهات العنصرية، والتيارات البشرية التي شرّعت قوانينها فهي غير جذابة،و خارج حدودها سوى دين الإنسانية جمعاء.
و الدين الذي يدعوا للمحبة والتآخي والسلام، دين العفو والسماح، دين العطاء والوفاء والإخلاص، ومن يستهتر بالإنسان والإنسانية ستسخر منه الحياة في آخر المطاف لسبب واحد فقط كونه غير إنسان، وهذا ما يحدث لزعماء العرب، وما سيحدث للكثيرين من أمثالهم ..وما علينا أن نتمهل على الدهر أشهر قليلة، ونترقب بما سيعيشه العالم من كوارث بشرية ودمار، لأنه عندما يعم الفساد في المجتمعات البشرية فلا بد من الحرب لأعمار أفكار نيرة على أنقاض الفساد.



#صالح_برو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العودة إلى الحياة
- ترميم التناغم المكسور في المجتمع الكوردي
- سماسرة الإعلام
- العودة إلى الذات
- عدسة الكاميرا التركية
- استراحة قارئ


المزيد.....




- -صمام أمان-.. أنور قرقاش يؤكد أهمية تعاون و-حكمة- محمد بن سل ...
- السعودية.. انطلاق مناورات -طويق 4- الجوية (صور+ فيديو)
- الولايات المتحدة.. الكشف عن اختلاس أكثر من ربع تريليون دولار ...
- علامات شيخوخة البشرة.. تعرف على ما يمكن أن تواجهه في المستقب ...
- أحداث لبنان وغزة وسوريا والسودان حاضرة على -مأدبة عمدة اللور ...
- أعراض ورم الدماغ
- علماء: سبب النفوق الجماعي للفيلة في بوتسوانا يعود إلى ظاهرة ...
- ماكرون وبن سلمان يبحثان أزمة الرئاسة في لبنان واستدامة الهدن ...
- هل يولد المجرمون أشرارا؟
- 4 علامات مبكرة للخرف تظهر عند المشي


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح برو - محاولة الفئران