الحسابات الرقمية وبال وبلاء على الثورة المصرية .

أحمد سيد نور الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4190 - 2013 / 8 / 20 - 14:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

أظن انه منذ تفجر بركان 25 يناير و حدث حقن مكثف للغلظة و القسوة و تطعيم خارجى ضد الرأفة و الرقة للمصريين فتبارى أصحاب الفيس و اخواته برفع صور القتلى البشعة و المقززة أحيانا بل المدهش ان ترى أحدهم و قد أمسك بكاميرا او آلته لتصوير لحظات خروج الروح و سكرات الموت بينما هو ذاته لا يتعظ بهذا فهو فى مارثوان لتأجيج نار الفتنة و الأنقسام الداخلى بين المصريين و إحازة قصب السبق فى الفوز بذهبية أبشع صورة او أفظع فيديو بالحصول على أكبر قدر من الأعجاب الرقمى !!! ماذا يعجب ؟ بعض الحسابات للفيس الأسود لوثت الثورة بل و ساهمت فى تآكل الرحمة فى قلوبنا وكما يذكر د أحمد عكاشة فى كتابه الممتع و الشيق (ثقوب فى الضمير) ان بمعادوة وإعتياد النظر لمناظر القتل او قراءة أخبار الأنتحار و الجرائم يحدث إشمزاز و رفض فى بداية الأمرللنفس و بالتكرار تتكيف النفس مع الحدث إلى ان تصل ل "التحصين النفسى " فيصبح رد الفعل سلبى تجاه الأمر أو الجريمة بتبلد المشاعر. شاهدنا صور المحروق برابعة ،المتردى من فوق البنايات الأسكندرية ،المسحول فى شوارع أبو مسلم ، المقتول بشومة او طلق نارى أو بالضرب حتى الموت على نموذج شجرة الضر ،المدهوس بعربة او سيارة ،مفصول الرأس،المنخنق بالغازات.مع تمثيل لجثث بعضهم ثم نشارك الصور فيما بيننا فنتشرب القسوة بإماته مشاعرنا.
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم فيما معنى الحديث إن قتلتم فأحسنوا القتل وإن ذبحتم فأحسنوا الذبح ولا ترى الذبيحة السكين هذا رغم أن رتبة الحيوان أدنى من الأنسان أيخاف هو (ص) من إدخال الذعرعلى حيوان و نحن اتباعه نحترف و نفتخر بفنون القتل ،السحل و الحرق ثم نقول " بسم الله الرحمن الرحيم " فهذا الحيوان الأعجمى الغير مكلف بأى إيمان أو عقيدة نؤمر بذبحه بالرأفة و الرفق بينما بعضهم بدعوى نصرة الحق أو رد البغى يحرق ،يمثل و يسحل بمن أرقى وأعلى من الحيوان عند الله الرحيم.
أقام بعضهم الدنيا و شجب و أدان و طالب العالم لأنقاذ مسلمى بورما بالتطهير العرقى لبعض المسلمين ! ونحن نقوم بذات التطهير على أكمل وجه فما هذا إلا إزدواج بيد تشجب و تلعن جرائم النظام السورى ضد السنة و اليد الأخرى تمارس ذات الجرائم بل أبشع منها ضد السنه ، الذميين او المصريين عامه و بمباركة بعض قادتنا وساساتنا .
حتى جنود الأحتلال الأمريكى قاموا بتغطية وجه صدام حسين عند تنفيذ حكم الأعدام فيه دون التمثيل بجسده بالرغم من ما إقترفه بينما الأخوة الليبيون هتكوا و مثلوا بجثة رئيسهم المسحول .
فرسالة إلى من يرفع صورومقاطع بدعوى إبرازالحقيقة .
انت يا...
من تفرح و تسر بعدد الأعجابات و التعليقات لمنشورك و كأنك مظهر الحق قاهر الظلم .
تنشر ما انت كاره ان تصير إليه فمن منا يحب و يرغب فى هتك حرمة جسده قبل او بعد الموت بعرضها على العامة و إنتهاكها و إذلالها بتصويرها عارية من كافة الجوانب ؟ لا تدرى جرم ما تفعل فى حق أطفال و نساء و شباب حظهم السىء انهم ملتحقيين ببعض الصفحات فيصحوا ،يغدوا ،يناقشوا ، يسمعوا ويناموا على المفزعات والمثبطات الخلقية من صور و فيديوهات .فألى اى بشراو ناس فى المستقبل هم صائرون !
وإلى من يصور الحدث من غير الصحافين اوالمحققين إنشغل بإنقاذ نفس بدلا من أن تهدر وقتك فى نقل وتصوير عذاب وألم نفس تذوق الموت ففى التنزيل ما معنى " فمن أحياها كأنما أحيا الناس جميعا" .
فما الفائدة من توثيق مشاهد القتلى فأنت...
• لا تعمل بالطب الشرعى الذى له ادواته و طرقه فى تشخيص ، تحديد أسلوب و كيفية القتل ثم إستخراج التقارير !
• لا انت ملحق بأحد الجهات النيابية لتعاين الجثث ومكان الحادث ثم تصدر بيان و قرار !
• لا اظنك فنان تريد ان تحتفظ بهذا كفيلم وثائقى عن حروب و صراعات سياسية أهلية !
فهل أفادت الصور و المقاطع فى القصاص للشهداء ،القبض على الجناة او توعية و تثقيف الناس بعدوهم !
فى ظنى ان بعضهم يرغب و يحب ان يعيش فى فوضى وهرج فهو كاره لذاته ، لحياته ،لوطنه و للأخرين . وهمه توصيل رأيه و قناعته السياسة بمقاطع ،صورلأحداث أليمه لخلق صورة ذهنية وتشكيل عقل جمعى لدى العامة بما يريد فهو تاجر اموات لا إنسان .
المصرى بيحب الخير لا الموت للغير .

#أحمد_سيد_نور_الدين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل