فى البيئة الرقمية السلوك إنفعالى والعقل صبيانى

أحمد سيد نور الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4188 - 2013 / 8 / 18 - 13:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

بعد فض إعتصامى رابعة و النهضة بالقوة إنشطر المجتمع الرقمى اى الفيس و أخواته إلى فريقين فريق يؤيد ، يبارك و يحتفل بالنصرالمبين و الآخر يدين ،يستغيث و يتوعد بفوزقريب .
و كالعادة فمعظم مرتادى نادى الفيس بوك إنفعاليون فمنهم من يشارك الصور و المقاطع بلا تكلف أو جهد فى البحث عن صحة و سلامة محتواها أو التفكر و تحليل الصورة من عدة زاويا و كأن حالهم وضع برنامج أراب أيدول Arab idol او صفحات التصويت الرقمى لتجميع أكبر عدد و رقم من المشاركات،التعليقات أو الأعجاب وإن كان مذيلا فى الأغلب ببعض البذاءات و السباب !!!.
البعض لا يعرف المعلومات الأولية عن تقنيات و طرق تكوين و تركيب الصور الملغوطة أو وسائل الحرب النفسية ،مبادىء العلاقات السياسية بين الدول وما يحكمها من مصالح مصالح مصالح لا دخل لعقيدة أو إنسانية فى الأغلب .
وما أقصده من العنوان هو المفارقات الطريفية لموجة حذف الأصدقاء لبعضهم من قوائمهم الخاصة على الفيس بوك و كذا حيثيات الحكم الرقمى للقاضى الصديق كالأتى :
• (الى كل خاين على صفحتى وكنت باعتبرة فى يوم صحبى يا ريت تعملى بلوك وتبعد عنى كدة خلصت انا ميشرفنيش اعرف حد فيكم امضاء ارهابى )
• (فرق كبير بين "خسرت صاحبي عشان السياسة" وبين "خسرت صاحبي عشان المبادئ فرق كبير جداً """ بقول كده علشان صحابي الي مسحتهم من عندي يعرفوا انا مسحتهم ليه)

فأقول لهم من دروس التاريخ .
معركة الفتنة الكبرى بين الأمام على كرم الله وجهه و معاويه إشتملت على الأجلاء من الصحابة و القراء فى معسكر المتنازعين ! مع بساطة المرحلة التاريخية ووضوح الهدف.إلا انه للآن من العسير تميز و تحديد الصواب والحق فيما حدث .فحوداث التاريخ لم يتوصل فيها لقرار او حكم نهائى صائب نحوها. فبعضها ترك للزمن و البعض زيف بيد الأقوى فى زمانه و منها ما أصابه الحق فظهر للناس والباقى يعلم الله حقيقته.
كما فى التاريخ الحديث فبعد عشرات السنون من الحرب العالمية الثانية و التى إنتهت بفوز الجيش الأحمر على النازية الألمانية ثبت للبعض جرم ستالين فى حق شعبه ووطنه !كذا فى عالمنا العربى كالقذافية و الصدامية و البشيرية .
لانغفل ان الغرض من الأحداث الساسية و التاريخية هو التعلم و إتخاذ العبر و الدروس سواء بالتفاعل الحى أو الحوار العقلى لأختبار الأفكار و الأراء وبها نرتقى و نتطور لا ان ننعزل و نتشرنق .
سلوكك يا صديقى هذا ينمى ثقافة الأنعزال و التقوقع حول الذات وهو ذات الخطأ الذى مارسه الأخوان طلية عقود خلف الأنوار و عند ظهورهم سقطوا وأسقطوا . فأن تستمع و تستمتع لنغمة واحدة محببة إليك (رأيك ورأى فريقك) فثق أنك لن تستطيع أن تميز الحق من الباطل . فلا تجزم برأى او تقطع بحكم و الصورة لم تتضح بعد فرغم مرور زهاءالثلاث سنوات على الثورة لم نعرف بالقطع قادتها ،إنجازتها ،إخفاقتها ،نتائجها او ضحاياها .
فيا من كنت صديقى على الفيس و توتير و أخواتهم .
أتحاسبنى و تعاقبنى للغلط فى المعلومات و البيانات الواردة من الأعلام و الشهود العيان ...
لمحدودية فى الملكات العقلية لبعضنا من ذاكرة ،تفكير،ذكاء ...
لدهاء و مكر للساسة و الأحزاب...
لتأثر بعضنا بالأيحاء والتكرار ما يدل على خلل الثبات الأنفعالى لهم فيعيشوا فى اللحظة الانية فقط دون ماضى يراجعوه او مستقبل يرسموه .
لتعارض المصالح بين الشركاء والأصدقاء كانوا دول ام جماعات
العلاقات الأنسانية و الأمور المشتركة لا تعالج بالبتر والأقصاء فنحن نعيش فى عالم متطور،متشابك ومتداخل لا جزر و صحارى متباعدة الأطراف بسيطة المعطيات كالسابق من الحقبات و الحضارات

#أحمد_سيد_نور_الدين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات