أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد سيد نور الدين - الأنسان و الثلاث وصلات














المزيد.....

الأنسان و الثلاث وصلات


أحمد سيد نور الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4172 - 2013 / 8 / 2 - 17:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


للأنسان ثلاث وصلات لها سماتها ، متطلباتها و ثمراتها .
بتصدع أو تعطل أحدها تضطرب حياته .
الوصلة الأولى ذات الأتجاه الرأسى :
بين الله و الأنسان وهى علاقة خاصة خفية تتطلب إخلاص التوحيد له و التقرب إليه بالفرائض و النوافل و كافة العبادات .و ثمراتها السلامة و الطمأنينة إن تجرد من العلائق كالخوف والقلق بمستقبله ، السخط و الكره لحاضره أو الندم لماضيه .و قد تتأثر لحظيا بأمور خارجة عن سيطرته كالحالة الصحية ،المالية أو المشاكل الأسرية ، بالكوارث الطبيعة و البشرية أو القهر السياسى فينجرف لموجات من الحيرة ،التوتر و الأكتئاب و التيه قال الله "يا أيها الذين ءامنوا لا تلهكم أموالكم و لاأولادكم عن ذكر الله " وفى "أخرى رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ".فتختلف متانة و كفاءة الوصلة وفقا لرعايتها و صيانتها .
الوصلة الثانية أفقيه الأتجاه ذات فرعين :
الفرع الأول : تكون بين الأنسان و بنى البشر و هى (ع ع ع ) علاقة عقلية عاطفية تتطلب التواصل اللفظى والتفاعل الحى على مستوى العقل و العاطفة و بسلامتها و صلابتها قد يتصل الفرد بالله بملاحظة أفعال العباد الحسنة فيرى آلالاء المولى وجمال صفاته على عباده أو الأعمال الذميمة فيشاهد لطف و ستر الله .وفى التنزيل الشريف "و خلقانكم شعوبا و قبائل لتعارفو" فالأتصال بين بنى البشرهام و مهم .فيخطىء من يحصر العمل الصالح و السلام النفسى الذاتى فى الصلة الأولى فقط " العلاقة بين الله والعبد" فنحن بشر لا ملائكة منزوعي الغرائز و الطباع فلو أراد الله لنا تلك العلاقة فقط لكنا ملائكة لا خلفاء الله فى أرضه.
و للأسف هذا ما يتسم به تصرفات و أعمال بعض المسلمين بأقصاء تلك الصلة من علاقاته فيجتهد فى العبادات و يتغافل عن الأنسانيات و بهذا يظن أن ينال السلام و الأطمئنان.
ومن ثمراتها إن صحت رعايتها ... إدراك القيم الأنسانية بظهور صفاتها فى أناس كقيم الود ،الشجاعة ، الحزم و القناعة ...إلخ و ترقى العقل بنمو ملكة التفكير الناتج لكثرة الأحتاك و الأختلاط ببنى البشر .
الفرع الثانى من الوصلة الثانية : التواصل بين الأنسان من ناحية والطبيعة و كائنتها الحية الغير عاقلة من جهة أخرى كالنبات و الحيوان فيكون الأتصال على المستوى الوجدانى فقط . تمده الطبيعة و أولادها كم و كيف من طاقات إيجابية ،فيدرك تميزة ورقيه النوعى ويشعر بمشاركة ووجود غيره فى أعماق البحار ، سموات الفضاء و قمم الجبال فتتغذى الذائقة الجمالية له بما يرى من مناظر و يسمع من نغمات و أصوات ما يفيض به لاحقا فى شكل مواهب و إبداعات فنية .فحياة الطيور والحيوانات هى أساس الأدب و القصص و تشخيص لعلم الأخلاق و صفات الأنسان بأسقاطها على ألسنة الكائنات .
الوصلة الثالثة إتجاها داخلى :
و بها يحوار الأنسان سر روح الله و ذاته فيكتشف وجوده و رتبته بين الخلائق ولها خصوصياتها الفردية و غذائها الخاص كبصمة الأنسان .وهى غير منظورة للأخر عسير تميز صفاتها .

وفى دول القهر و القمع تتأثر وتتعطل أى وصلة من مثلث الوصلات الثلاثة بالحالة السياسية فتحلل و تفكك الحكومات الفاسدة الصلات و الوصلات بين الأنسان و الطبيعة أو بين الأنسان و الآخر ما يؤثر فى صلته بالله .
فى بلاد المقهورين سياسيا و إجتماعيا يتنصل بعضهم ويتجرد من تعاليم دينهم أو إلتزامهم الأنسانى لتلويث ساستهم للطبيعة وإفساد البيئة فحرمانه من مشاهدة الجمال و التأمل فى الحياة و تعلبيه فى علب أسمنتية منزوعة الهواء الصحى والأمان يقطع صلته بالكون مع إنهاك قواه فى التفكير و التدبير لإدارة كل أموره يقطع صلته بالأنسان فلا يبقى إلا لديه إلا قانون الغاب .
فالسماء ،الأرض و ما بها من بحور ،جبال ،صحارى ووديان هى كتاب الله المنظور و نحن البشركافة نقرأه بطرق و أساليب ففى الغرب الحديث يحافظوا على صفحاته فينعموا بجماله أما نحن فى دول الشرق المقهور نمزق أوراقه فنشقى بقطع مداد غذائه .فلا تندهش من دخول و تحول بعض الغربيين للأسلام أو الأنتساب لعقيدة أو ديانه تمجد و توحد الأله . فجمال الكون سبب فى إدراك وجود الله.أضافة للسلامة السياسية الباعثة على صحة و جودة التواصل الأنسانى الذاتى و الأجتماعى . فيكتمل مثلث السعادة و الأطئمنان لهم.

" على قدر جودة وصحة المقدمات تكون سلامة و قوة النهايات "





#أحمد_سيد_نور_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذات تكتب أم تتكلم
- تآكل الأنتماء
- الأعلام المصرى هو الجانى الفعلى
- على الكل تسطع شمس القبح
- مساوىء التكنولوجيا الرقمية على القيم الأخلاقية
- مساوىء التكنولوجيا الرقمية على الصحة النفسية
- سلبيات التنشئة الأسرية مثبطات للتنمية البشرية (1)
- الآخر والمرأة المسلمة !
- هنا إسلاميون زيفا وهناك مصريون قولا !
- فلنكن -نحن-
- ثوب الأسلام فى الميدان .
- ضحية شهيد أم مشروع شهيد
- صدى الثورات على كفاءة العامل و إنتاجية المكان
- تناغم الأفكار خلال الحوار
- تفكك هرم ماسلو !
- التطفل على شئون الآخرين !
- أيها الأباء ، الأمهات و الأوصياء إنتبهوا (2)
- أيهاء الأباء ، الأمهات و الأوصياء إنتبهوا


المزيد.....




- أول تفسير من الجيش الأمريكي لاستثناء موقع إيراني نووي من الق ...
- الرئيس الأمريكي يوقع على اتفاق سلام لإنهاء أحد أقدم الصراعات ...
- بيزنس إنسايدر: قطر أسقطت الصواريخ الإيرانية ببطاريات باتريوت ...
- الرئيس الجيبوتي يعتزم تفعيل دور -إيغاد- لحل الأزمة السودانية ...
- جنرال أميركي يكشف سبب عدم قصف موقع إيراني نووي بقنابل خارقة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يحبط -محاولة ديمقراطية- لتقييد قدرة ترامب ...
- عراقجي: على ترامب التوقف عن استخدام لهجة غير لائقة تجاه المر ...
- مجلس الشيوخ يرفض تقييد صلاحيات ترامب في الحرب مع إيران
- مقتل مواطنين عراقيين في تركيا.. وتحرك عاجل للسلطات
- أول رد من إيران على تصريحات ترامب عن -إنقاذ خامنئي من موت مش ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد سيد نور الدين - الأنسان و الثلاث وصلات