أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - توماس برنابا - سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 9 – الإيمان بروحانية التعزية والنشوة الدينية!!!















المزيد.....


سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 9 – الإيمان بروحانية التعزية والنشوة الدينية!!!


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4179 - 2013 / 8 / 9 - 13:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سأعرض هنا بالتفصيل ملحق للحلقة السابقة والتي تحدثنا فيها عن الظهورات النورانية وإرتباطها شعبوياً بمفهوم الوعي الجمعي ( سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 8 – الإيمان بالظهورات النورانية!!! .... الرابط: ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372395 ) وهذه الحلقة سأتناول فيها كيف أن مشاعر الراحة والطمأنينة بل حتى مشاعر النشوة والرهبة والتعزية وقشعريرة البدن التي تنتاب المسيحيين في صفوف الكنيسة، وتلك التي تسري في أبدان المسلمين في صفوف المسجد، وهذه التي يشعر بها الجندي في صفوف الجيش؛ وأيضا تلك التي شعر بها المصري في مليونيات الثورة المصرية في ميادين التحرير بمصر..... وغيرها، كلها تعتبر واحد بالنسبة للجهاز العصبي للجسم الإنساني! وإن تشككت في الأمر أسأل الجندي وأسأل المتدين كيف أن مشاعر الرهبة وقشعريرة البدن تسري في أجسامهم في المسجد وفي الكنيسة وفي الجيش وفي ميدان التحرير بصورة متماثلة متطابقة! وهذا الدليل يؤكد لنا أن مصدر هذه المشاعر أو ( المشاركة الوجدانية) ليس سماوي إلهي بل نفسي بحت!!

فالمشاركة الوجدانية الفطرية تكفي في تعليل وحدة العمل في المستويات العقلية الدنيا- لدى الحيوانات الإجتماعية وفي خليط غير منظم من الجماهير. فإذا ما صعدنا الى مستوى أعلى وجدنا أثر عامل أخر هو الشعور الذي ينشأ في كل عضو عن الجماعة التي ينتمي إليها. فالطيور لا تنظر الى سربها من حيث أنه سرب والأفراد المزدحمون لا ينظرون الى جمهرتهم ( في ميادين مصر مثلاً) من حيث أنها جمهرة ولكن الأفراد في مدرسة أو في جيش أو في شعب ما، لديهم فكرة واضحة عن المجموعة المنتظمة التي تضمهم- فذلك المجموع في نظرهم له مثل عال أو غرض محدود، وهم معنيون به ولهم به هوى وإعجاب وهم يحرصون على سعادته وبقائه، يعطونه أسماً ويتحدثون عنه فيما بينهم، وينمو عندهم حبه والولاء له. فحب المرء لوطنه قد يغلب حبه لنفسه، حتى أن البطل ( أو شهيد الثورة المصرية) ليضحي بحياته من أجل ذلك الوطن. هذه العاطفة أو الشعور بالعطف نحو الجماعة، هي التي يبنى عليها ما يسميه الناس (إرادة الجماعة) فعندما نتكلم عن الجماعة التي تستخدم إرادتها إنما نعني في الحقيقة أن أفرادها يستخدمون إرادتهم المختلفة في إتجاه واحد ولصالح المجموع... كإرادة الشعب المصري في الثورة والتي وضحت كثيراً أنها موحدة وكأن نبضها ينبع من قلب رجل واحد! وهم إنما يستطيعون هذا لأن كل فرد يشعر بالهيئة التي ينتمي إليها ويعتبر أغراضها أغراضه هو نفسه. وعلى هذا فالتعبير بالشعور الوطني أو الإرادة الوطنية لا يفهم منه أن الشعب في مجموعه كائن شاعر له عقل خاص أو روح خاص، بل ويتضمن أن لكل من أفراده شعوراً بالشعب الذي يكونه.


فعلى المستوى الديني وبصورة إختبارية شخصية فإني لسنوات عديدة كنت أرنم الترنيمة التي تقول ( يا روح الله... تعال برعش في كل عظامي.... روحك يملأ كل كياني ) حتى أندمجت روحيا ( أيدولوجياً) بمرور الزمن مع الترنيمة وبفعل الأيحاء ( والموسيقى) كانت تصيب بدني وعظام العمود الفقري القشعريرة حينما البدأ في ترنيم هذه الترنيمة تحديداً سواء داخل الكنيسة أو خارجها... منفرداً أو مع أخرين! وحينما كنت أشعر بذلك أحمد الرب وأهلل... هللولويا !!! لأن الرب عزاني ويعزيني بملأ روحه القدوس لكياني !!!


هذه الرهبة Awe تنتاب المتدين المسيحي ( والمسلم بل أي متدين بأي دين) الأمين في تعاملاته مع إلهه حينما يقترب من مكان العبادة... حينما يدخل هيكل الكنيسة... حينما يمثُل أمام محضر الله؛ أمام أيقونة، أو منفرداً في المخدع...! حينما يرنم أو يصلي... حينما يمسك ويقرأ الكتاب المقدس... حينما يقبل يدي كاهن وغيرها من المواقف المصطبغة بصبغة دينية !!! ويفسر المسيحي هذه الرهبة بأنها من تأثير حضور الله في المكان وتعزية الروح القدس للنفس والروح البشرية! وفي الأجواء البروتستانتية نجد إنطلاقة وتحرر في هذا الأمر... فحينما يشعر المتدين بشعور الرهبة أثناء الترنيم وغيرها من الأنشطة التعبدية... يصرخ مهللاً هللولوياً... أو مجداً للرب! وبعضهم يرقص في طرقات الكنيسة... وبعضهم ينخرط في نطق غريب (Glossolalia) وهي التكلم بألسنة !! ( وساتناولها بالتفصيل في العدد القادم).



وهذه الممارسات يسمونها تعزية من جراء الإمتلاء بالروح القدس والمفروض أنها تأتي بصورة عفوية... ولكن ما كنت أراه أنها كانت تُستحضر قصراً ورغما عن الجميع من قبيل قائد الترتيل وعازف الموسيقى بل المتعبدين أنفسهم وينتهرون الناس حينما يكونوا هادئين... قائلين أفتحوا أنفسكم على روح الله... تصرفوا بعفوية... لا تكن عنيداً فالكتاب المقدس يقول (هنذا واقف على الباب و اقرع ان سمع احد صوتي و فتح الباب ادخل اليه و اتعشى معه و هو معي (رؤ 3 : 20)) ويظل يُحمس الناس حتى يترك الناس أنفسهم للموسيقى والرقص والتهليل والرطن وغيرها مما يدل على حضور الرب وأثر الروح القدس على المكان !!! حيث يُصاب الجميع بالرهبة والقشعريرة التي تنتاب الكيان والوجدان ويسمونها ( تعزية)... ويشترك في هذا الكبار والصغار، الرجال والنساء، الأغنياء والفقراء، الفرحين والحزانى! ولكني لاحظت أن أغلبية ممارسي أنشطة التعزية هذه من الفقراء والحزانى في حياتهم الشخصية ويبتغون من حضورهم الكنيسة بعض الفرح ( ولو كان مؤقتاً؛ ولو كان وهمياً) ولذلك يُقدرون بل يُقدسون الذهاب للكنيسة للعبادة، ويمرون على أكبر قدر ممكن من المعارف والجيران ليأتوا للكنيسة ليشعروا بالمثل معهم ويلمسوا ويتلامسوا مع روح الله الذي سيُعزي نفوسهم من الأحزان والمصائب التي يمرون بها... وكان الناس يأتوا ويشعروا بالفرح المؤقت والوهمي... الذي يُزال فور خروجهم من الكنيسة !!!

ولكن هل هذه التعزية أو الرهبة Awe قاصرة على المسيحيين فقط سواء كانوا من الارثوذكس أو البروتستانت؟! لا! فهي موجودة في كافة الأوساط الدينية من كافة الأديان والمذاهب... فهي توجد في أوساط المسلمين سواء سنة أم شيعة... وخاصة بين الصوفيين حيث توجد هذه المشاعر بكثرة وهي ما يُميزهم !! لذلك فتفسير هذه المشاعر ليس ديني على الأطلاق بل نفسي! فحينما يُقدس الأنسان أمر ويُجله؛ نجده يصاب بالرهبة حينما يراه أو يسمعه أو يتلامس معه بل حتى التفكير فيه!!!


والدليل على ذلك؛ إننا نجد ذلك الشعور بالرهبة والقشعريرة التي تسري بالكيان بين الجنود في الطابور العسكري وحينما يُنشد النشيد الوطني... من جراء الحماسة والإيمان التام بالوطنية والتقاليد العسكرية... التي تنال درجة من القدسية داخل نفوسهم !!! ومما يُضحك فقد رأيت حينما كنت في المدرسة الثانوية وأثناء طابور الصباح حينما كان يُنشد النشيد الوطني؛ أحد الزملاء رشم الصليب على جسمه عند الإنتهاء من النشيد الوطني! فقد إندمجت قدسية النشيد الوطني مع قدسية الصلاة الربانية في عقله اللاشعوري والتي تنتهي برشم الصليب على البدن !!! ولا شعورياً أعتبر النشيد الوطني صلاة !! فالنفس لا تُفرق بين الرهبة الدينية والعسكرية ...! إنها رهبة ناتجة عن الاحترام الكامل لما يُقال أو يُنشد !!!



بل أتمادى وأقول أن هذه الرهبة والقشعريرة والاحساس بالفرح الذي يملأ الكيان هو ذاته ما نشعر به حينما نكون في إحتفال زفاف أحد الأصدقاء حيث ينخرط الجميع في الأغاني والرقص!! وهذا الشعور... هو ذاته شعور الراقصة أثناء الرقص! وذاته شعور الراقصين في البارات وقاعات الديسكو... فالموسيقى والرقص هو ما يجعل هؤلاء الناس تحضر الافراح وهذه الأماكن إبتغاءً لذلك الاحساس المقدس بالنشوى والفرح!!! بنفس قدر المتدين الذي يواظب على العبادة وحضور الكنيسة لنفس السبب وهو الاحساس بالرهبة والنشوى والفرح المؤقت الذي يبتغيه مسمياً إياه بالأمتلاء بالروح القدس !!! وهذا الشعور بالرهبة والنشوى في أي وسط – سواء ديني أم دنيوي – لهو مثل الأدمان! يقبل عليه ويُدمنه من يفتقد الفرح في حياته ويبحث عما يملأ نفسه بالسعادة. ولذلك لا نجد الأقبال على حضور قاعات الرقص والديسكو ودور العبادة.. من قبل السعداء الذين يمتلكون ما يفرحهم في حياتهم الشخصية من أعمال ومال وأولاد وشريك حياة... الذين يستمدون سعادتهم من داخل أنفسهم بإنجازاتهم الشخصية للفرد والمجتمع وبالحياة والتعايش مع ما يمتلكون ومن ينتسبون اليه !!! فهم بغير حاجة الى ( كبسولات) الفرح المؤقت الزائف الزائل الذي يُستمد من حضور الاجتماعات الدينية أو قاعات الرقص !!!
وبالنسبة للراحة والطمأنينة التي تنتاب الجميع في دور العبادة فما السر بها؟ أحيانا في صحراء الأحزان والعواصف الأجتماعية والأمراض والأعباء بمختلف أنواعها التي يعيشها الأنسان... تعتبر الكنيسة ملاذاً لكثيرين يبتغون فيه بعض الراحة... نعم! بعض الطمأنينة...! لتجعلهم واثقين أن السماء ما زالت تقف بجانبهم... ما زال الله يرى ويستجيب...! وحينما يُبتلي فهو يُعطي الطاقة على الإحتمال... وهاك الله يسكب الراحة في النفوس عند المثول أمامه داخل الكنيسة !!!

نعم لا أحد يستطيع أن ينكر هذه الحقيقة... بأن دفقة شديدة من الطمأنينة والسلام الداخلي تنتاب قلب المتدين المسيحي حينما يدخل من أبواب الكنيسة إيماناً منه بأن هذا هو السلام الذي يعطيه المسيح (سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم و لا ترهب (يو 14 : 27) ولكن لماذا لا تنتاب هذه المشاعر قلوب الكثيرين الأخرين؟ ولماذا تزول بعد الخروج من الكنيسة؟ ! وهل هذه المشاعر فعلاً مصدرها الله؟ أم هناك تفسير نفسي أخر؟!!!


السر في هذا الأمر هو الحواس الخمس والارتباط السلوكي. فالحواس الخمس: البصر والسمع والشم والتذوق واللمس الذين يتفتحوا في الصغر والرضيع على صدر أمه مصدر الأمان والحنان والشبع والقبول والمحبة! والأم المتدينة تذهب برضيعها الى الكنيسة حيث تشعر بفرح غامر هناك وسلام داخلي ووليدها على صدرها تنتقل لقلبه وعقله هذه المشاعر بجانب مشاعر الأمومة المتمثلة بالأمان والطمأنينة والحب والحنان والقبول والشبع ( حينما ترضعه هناك أحيانا)... وترتبط هذه المشاعر سلوكياً بالكنيسة؛ بما يبصر ويسمع ويشم ويتذوق ويلمس هناك !!!


1- حاسة الشم:


يكون الطفل على صدر أمه حينما تدخل من باب الكنيسة ... لتشم أنفه رائحة البخور المميز للكنيسة الأرثوذكسية ... وبالنسبة للطفل يحدث إرتباط سلوكي لهذا المكان الذي يشم فيه رائحة البخور ... وبين الكنيسة التي يشعر بالأمان والطمأنينة والسلام الذي يجتاح قلب الأم فيها وتنتقل إليه هذه المشاعر ... ليشعر حينما يشم هذا البخور فيما بعد وهو رجلاً كبيراً بمشاعر الأمومة : الحب والحنان والشبع والتقبل والسلام والأمان والطمأنينة! فحتى إن كانت أمه قد ماتت؛ فسيظل هذا الارتباط السلوكي في عقله بين رائحة البخور وهذه المشاعر التي حينما تجتاح كيان المتدين يفرح ويمجد الله إيماناً منه أن الله هو من ملأ قلبه بهذه المشاعر !!!

2- حاسة السمع :

وبنفس المنطق حينما تدخل أم الطفل الكنيسة وهو على صدرها وتُفعل حاسة السمع بأذانه... يسمع التراتيل والألحان المميزة للكنيسة والموسيقى الفريدة بهذا المكان ... وخاصة صوت الناغوس ( Cymbals) !! الذي تقريباً لا يسمعه المتدين سوى في الكنيسة ! يحدث إرتباط سلوكي بين هذه الأصوات الكنسية وبين مشاعر الأمومة التي تنتابه على صدر الأم الأمنه في الكنيسة! فحينما يستمع لهذه الأصوات حينما يكبر في أي مكان سواء وهو يمر بكنيسة ما في الطريق.. أو إستمع لها على الراديو أو في التلفزيون ... ينتقل لعقله فورا مشاعر الرهبة التي كان يشعر بها داخل الكنيسة مصحوبة بمشاعر السلام والطمأنينة ( التي كان يشعر بهم على صدر أمه رضيعاً) فيشكر الله الذي عزى قلبه وملأ كيانه بالطمأنينه ويزيد إيمانه بأن هذه الأصوات الكنسية: الألحان والترانيم والموسيقى هم سبب راحة المسيحي فيزيد من الأستماع اليهم داخل البيت !!!

3- حاسة البصر :

وتنطبع بذهن الطفل صغيراً صورة الكنيسة وما يميزها من مقاعد وكيفية جلوس الناس عليها وحالة الخشوع التي يكونون عليها داخل الكنيسة... وكيف تشعر أمه بمشاعر تنتقل اليه وهو على صدرها... فلغة الحوار للرضيع بأمه هي اللمس فالرضيع يشعر بما تشعر به أمه وهي داخل الكنيسة! وبذلك يحدث إرتباط سلوكي بمظهر الكنيسة وجمهور الناس الحاضرين الخاشعين... بمشاعر الأمومة التي إنتقلت اليه عبر صدر الأم ومنها القبول والحنان والمحبة والدفء والسلام والطمأنينه... وذاتها هي المشاعر التي تنتابه حينما يتواجد في نفس المكان أو مكان شبيه حينما يكبر فينسب هذه المشاعر لله الذي يملأ روحه المكان ... وروح الله الذي يرفرف في أجواء الكنيسة هو سبب مشاعر الرهبة والسلام الداخلي الذي يفوق كل عقل (و سلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم و افكاركم في المسيح يسوع (في 4 : 7)


4- حاسة اللمس :


يشعر الطفل بيد الكاهن حينما يُصلي عليه من قبل الكاهن واضعاً يده على جبهته وينطق بكلمات ربما لا يفهمها الرضيع لكن ذهنه يخزن في اللاشعور هذا الموقف بالأصوات واللمسات والمشاعر التي كانت تنتابه ... وحينما يلمس جبهته كاهن ( في سر الأعتراف أو في مواقف أخرى عند الكبر) تسري داخل جسده قشعريرة الرهبة والقدسية لهذا الكاهن ... التى تليها مشاعر الراحة والأمان بأن الله إستجاب صلوات الكاهن من أجله... والدليل هذه الرعشة التي سرت بكيانه عند تلامس يد الكاهن بجبهته !!! فهذا مرجعه الارتباط السلوكي الذي حدث منذ الصغر بلمسات الكاهن وبالرهبة والقشعريرة والامان والسلام الذي كان ينتاب صدر أمه في هذا الموقف وأنتقلت اليه هذه المشاعر التي يفهمها الطفل جيداً !!!


5- حاسة التذوق :


تُفعل حاسة التذوق بالأرتباط السلوكي بالكنيسة حينما يجوع الرضيع داخل الكنيسة، وتنزوي الأم الأمنة المطمئنة الممتلئة سلاماً في مكان وترضع وليدها فيشعر الطفل بالدفء والسلام والشبع المروي الذي ربما لا يشعر به في البيت ... فترتبط سلوكياً هذه المشاعر بمكان الكنيسة! فتصبح الكنيسة لهذا الطفل حينما يكبر ، مصدراً للأمان والسلام والشبع النفسي ( وأحياناً المادي) وهو موقن تماماً أن هذه المشاعر مصدرها روح الله الذي يملأ المكان ولا يخطر بباله مطلقاً أن هذه المشاعر هي المشاعر التى أنتقلت اليه من خلال أمه وهو على صدرها رضيعاً في هذا المكان وحدث إرتباط سلوكي بين هذه المشاعر والكنيسة!!! فالله لم ولن يكن مصدر هذه المشاعر!!


وتُفعل حاسة التذوق أيضاً للطفل بالارتباط السلوكي بالكنيسة في سر الأفخارستيا ( التناول أو مائدة الرب) ... حيث يتناول الجميع بعد القداس ... قطعة خبز وجرعة من النبيذ كعلامة على الأشتراك في صلب وموت المسيح ... فقد قال المسيح ( ثُمَّ تَنَاوَلَ كَأْساً وَشَكَرَ وَقَالَ: «خُذُوا هَذِهِ وَاقْتَسِمُوهَا بَيْنَكُمْ لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ حَتَّى يَأْتِيَ مَلَكُوتُ اللهِ». وَأَخَذَ خُبْزاً وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هَذَا لِذِكْرِي». وَكَذَلِكَ الْكَأْسَ أَيْضاً بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلاً: «هَذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ. ( لوقا 22: 17-20)... وحينما يتناول الرجل أو المرأة في الكبر يستحضر ذهنها مشاعر السلام والراحة بعد التناول ... ليصبح التناول بالنسبة لمعظم المسيحيين ممارسة تجلب السلام والطمأنينة والغفران وأحيانا الشفاء مع الكثير من الناس... حيث يجلب التناول الشفاء لكثير من المرضى ... ويعمل هنا الخبز والنبيذ كبلاسيبو (Placebo ) يتسبب لا شعورياً وبطريقة سيكسوماتية في الشفاء !!! ( إن أردت عزيزي القارئ أن تتبحر في هذا الموضوع فهناك دراستي المطولة بخصوص هذا الأمر بعنوان كوانتم الشفاء وهو موجود كأول موضوع لي على موقعي الفرعي هنا في الحوار المتمدن:الرابط http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=351283 ) !!! وتناولتها أيضا في هذه السلسلة في العدد السادس: سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 6 – الإيمان بكرامات الأولياء والقديسين !!! ..... الرابط : ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372245 )


وتمادى الناس وخاصة العلمانيين حينما أبتدأ الناس يكتشفون نصب الطرق الاستشفائية القديمة والتي تعتبر بلاسيبو؛ فراحوا يبتدعون العلاج بالماء والعلاج بالطاقة والعلاج باليوجا والعلاجب Reiki وغيرها وهي في الحقيقة إجراءات بلاسيبوهية مستحدثة لا علاج فيها البتة ولكن الفعالية في كل ممارسات البلاسيبو في كل المجالات الدينية والعلمانية تؤكد على دور المخ البشري في شفاء ما الم بالجسم وما كل هذه الاجراءات سوى تحفيز فقط لقدرات الانسان الاستشفائية الكامنة فيه!!!



يا أعزائي القراء والقارئات تتفاعل الحواس الخمس مجتمعين للطفل الرضيع على صدر الأم وهي داخل الكنيسة ... فحينما يمتلأ قلبها بسلام وأمان... بعكس ما ينتابها في البيت من أحزان ومواجع ... ينتقل هذا الإحساس الى قلب وعقل الطفل ويرتبط سلوكياً بممارسات الكنيسة التي حينما يمارسها الانسان في الكبر تُصب داخل نفسة المشاعر الأيجابية التي كان يستمتع بها وهو على صدر أمه رضيعاً... من حب وحنان وتقبل وأمان وإطمئنان وسلام داخلي !!! لكن المشكلة أن المتدين متأكد أن هذه المشاعر من تأثير الروح القدس وحينما نقول له هذه أوهام... يصرخ في وجوهنا: يا كفرة... أنا بقالي سنتين مفرحتش ولما دخلت الكنيسة الفرح ملأ قلبي ، يا كفرة أمنوا بالله ) ولكن أرد على هذا الاخ العزيز وأقول له وهل أستمرت هذه المشاعر الأيجابية بعد الخروج من الكنيسة والرجوع للبيت؟! بالطبع لا!! وهذا تفسيره إرتباط سلوكي حدث منذ الصغر والطفل كان يذهب للكنيسة مع الأب أو الأم الى الكنيسة !!!

عزيزي المسلم يمكنك أن تأخذ نفس النظرية وتطبقها على الذهاب الى المسجد والهدوء الذي يبعث على الطمأنينه هناك وما يمارس هناك من ركعات وإبتهالات وقراءات قرأنية تبعث السلام الداخلي! يا أعزائي الموضوع نفسي بحت حيث تُفعل الحواس الخمس في الصغر فتحدث إرتباطات سلوكية بين مكان العبادة وبين المشاعر الأيجابية التى تنتاب الانسان صغيراً ولا علاقة لله في الأمر تحت أي حال!!!



أعزائي مشاعر و الراحة والطمأنينة بل حتى مشاعر النشوة والرهبة والتعزية وقشعريرة البدن وغيرها مما يستدل عليها بأنها لمسة إلهية؛ هي في حقيقة الأمر مشاعر يشعر بها حتى الملحدين في صفوف الجيش ومليونيات الثورة بل حتى في قاعات الديسكو فهي مشاعر نفسية بحتة لا علاقة لله أو حتى الشيطان في إحداثها!!!


وسأتناول في العدد القادم موضوع يرتبط بما ذكر في هذه المقالة ألا وهو التكلم بألسنة أو النطق بكلام مفهوم أو الرطن تحت تأثير النشوة الدينية في أديان كثيرة خاصة الأوساط المسيحية البروتستانتية وما قاله الرسول بولس في الرسالة الى أهل كورنثوس المشهورين بهذه الظاهرة!!

10- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 10 – الإيمان بالتكلم بألسنة Glossolallia !!!




مقالات سابقة في السلسلة:

1- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 1 – الإيمان بالجن والعفاريت !!!....... الرابط : ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=371574 )
2- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 2 – الإيمان بالعين والحسد !!!...... الرابط: ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=371836 )
3- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 3 – الإيمان بالسحر والشعوذة !!!...... الرابط : ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=371984 )
4- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 4 – الإيمان بالتفاؤل والتشاؤم !!! ..... الرابط: ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372083 )
5- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 5 – الإيمان بالتنجيم!!! ...... الرابط: ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372099 )
6- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 6 – الإيمان بكرامات الأولياء والقديسين !!! ..... الرابط : ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372245 )
7- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 7 – الإيمان بشفاعة القديسين !!! ....... الرابط : ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372261 )
8- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 8 – الإيمان بالظهورات النورانية!!! ...... الرابط: ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372395 )



#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 8 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 7 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 6 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 5 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 4 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 3 – الإيمان ...
- دعوة علمانية خالصة لإفشاء إطلاق اللحية بين الجميع !!!
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 2 – الإيمان ...
- إستراتيجية التفريغ النفسي كعلاج نفسي ومعرفي لادوائي للكثير م ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 1 – الإيمان ...
- خسئ كل من قال أن أجدادي الفراعنة كانوا من عابدي الحجر والشجر ...
- حورس ( المعبود المصري الفرعوني) متخفياً في عقيدة وعبادة المس ...
- هل يوجد فعلاً إله يتحكم في مصائر ومقادير البشر ؟!!
- كتابات أرسطو هي مصدر محمد لقضية مراحل تكون الجنين ونوع الجني ...
- هل هناك علاقة دالة إحصائياً بين الضعف الجنسي والتدين ؟!!
- تقويض تاريخية قصة يونان النبي ( يونس) وبقائه حياً في جوف الح ...
- هل هناك علاقة دالة إحصائياً بين التدين والفصام العقلي Schizo ...
- العلاقة بين الفول المدمس والإسلام في الساحة السياسية في مصر ...
- وأد الابداع... حينما يكون الأختلاف إقتراف لجريمة !!!
- هل من فائدة تُذكر للتبشير ( أو التبليغ) !!!


المزيد.....




- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..مقتدى الصدر يشيد بالانفتا ...
- الكشف عن بعض أسرار ألمع انفجار كوني على الإطلاق
- مصر.. الحكومة تبحث قرارا جديدا بعد وفاة فتاة تدخل السيسي لإن ...
- الأردن يستدعي السفير الإيراني بعد تصريح -الهدف التالي-
- شاهد: إعادة تشغيل مخبز في شمال غزة لأول مرة منذ بداية الحرب ...
- شولتس في الصين لبحث -تحقيق سلام عادل- في أوكرانيا
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (1).. القدرات العسكرية لإسرائيل ...
- -امتنعوا عن الرجوع!-.. الطائرات الإسرائيلية تحذر سكان وسط غ ...
- الـFBI يفتح تحقيقا جنائيا في انهيار جسر -فرانسيس سكوت كي- في ...
- هل تؤثر المواجهة الإيرانية الإسرائيلية على الطيران العالمي؟ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - توماس برنابا - سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 9 – الإيمان بروحانية التعزية والنشوة الدينية!!!