هل هناك علاقة دالة إحصائياً بين الضعف الجنسي والتدين ؟!!

توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4159 - 2013 / 7 / 20 - 00:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

يؤرق كل رجل السؤال الأزلي التالي : كيف أكون نشطاً جنسياً طوال حياتي متجنباً أي مسبب للضعف الجنسي ؟!! ولكي أوضح العلاقة بين الضعف الجنسي والتدين؛ هناك كلمة مفتاحية تلخص الأمر وهي الشعور بالذنب !! فإذا نجحنا في إزالة هذا الشعور البغيض بوسيلة ما، فسنتخلص مما يترتب عليه من خوف وإعتلالات جسدية عديدة منها الضعف الجنسي لدى الرجال!!

وكقاعدة نفسية عامة: إن معظم الأمراض التى تصيب الانسان هي بسبب مخالفة الإنسان لما تربى عليه من مبادئ ( أيّ كانت: سواء دينية أو عُرفية أو إجتماعية)؛ لذلك تُفتح مفاتيح الغضب عليه من داخل جسمه ، من داخل عقله ، من داخل ضميره، ويصاب بأمراض كثيرة. وقد أكتشف الانسان هذا الامر بصور بدائية فى اديان كثيرة البدائية منها والمعاصرة وعلم رجال الدين انه حينما يتم التصالح مع الله ( أو مع النفس؛ مع الأنا العليا، أو مع الضمير) يتم إخراج الارواح الشريرة او الشياطين والتى تسبب الامراض ولذلك يشفى الانسان مما يصيبه من امراض.

ولكن الشياطين او الجن هي مجرد نظم فكرية من افكار سلبية يعتنقها الأنسان تسبب المرض حينما تسكن عقل الانسان وليست كائنات حقيقية!!. ففعلاً حينما يصاب الانسان بقلق او أرق او توتر او صراع نفسي بسبب خلافه لمبادئه أو وصايا الهه، يحاول الهيبوثلاموس الموجود اسفل المخيخ بترجمة هذه المشاعر السلبية الى أعراض بدنية مثل شلل او توقف أحد اعضاء الجسم عن أداء وظيفته ( ومنها العضو التناسلي!). وحينما، بسبب ما سواء واقعي او وهمي ، يتم ازالة هذه المشاعر السلبية سيتم بالتالي إختفاء الأعراض البدنية وتعود الاعضاء المعتلة لأداء وظائفها مرة اخرى بصورة سليمة.

وتوضيحاً لذلك الأمر؛ ما يحدث لمراهق في العقد الثاني من عمره، حينما يرى أمه أو أخته عارية في الحمام دون قصد ويشعر بالإثارة الجنسية ويحدث له إنتصاب بالعضو الذكري لقاء هذا الأمر؛ فهو يشعر بصراع داخلي بين غرائزه الطبيعية الجنسية وبين مبادئه الدينية التي تحرم ما حدث! وغالباً ما ينتصر الضمير والمبادئ في إسكات الغريزة الجنسية ، ويمر المراهق في حالة إستغفار وتوبة بتلاوة الايات الدينية من كتابه لصرف هذه الافكار الشيطانية، بل يتمادى الأمر في أن العقل الباطن يعاقب العضو الذكري المنتصب بالشلل والضعف التام؛ المؤقت أو الدائم مدى الحياة... ولا يدرى الرجل سبب ضعفه الجنسي فيما بعد في أنه من جراء تلك الواقعة! وهناك من يكون العقاب الضميري يقع على عينيه فيصاب بالعمى الهستيري لسنوات عديدة قد تطول مدى الحياة !!!

فالرجال ( وخاصة الرجال الشرقيون) الذين يعيشون في مجتمع منغلق جنسياً ... غالباً ما يقعون في شهوات جنسية ذهنيه ويمارسون الجنس ولو بصورة ذهنية بمشاهدة البورنوجرافي Pornography من صور ومجلات وأفلام جنسية إباحية . وهناك من يتمادى به الأمر الى ممارسة الجنس الفعلي خارج إطار الزواج مع مومسات Prostitutes أو مع صديقات girlfriends ! ولكن المشكلة هنا ليست في ممارسة الجنس المحرم... سواء بصورة ذهنية Masturbation أو بصورة فعلية Sexual Intercourse ، ولكن في معارضة هذه الأفعال لمخزون القيم والمبادئ المخزن في ذهن الشاب في العقل الواعي وأيضا في اللاشعور! وحينما يحدث هذا التعارض Clash يحدث للأنسان صراع داخلي قد لا يشعر به ولكنه يبزغ على السطح في صورة إعتلالات بدنية مثل الأرق بعد الممارسة الجنسية وعدم القدرة على النوم أو فقدان الشهية أو العصبية أو بعض الأمراض السيكوسوماتية ( النفسجسمية) من دمامل في الجسم أو إعتلال في وظائف الكلىّ أو الكبد أو البكرياس أو الحجاب الحاجز، أو قرحة في المعدة وغيرها الكثير من الاضطرابات التي اساسها ومسبباتها نفسية بحته ومنها الضعف الجنسي بعد وقت ليس بطويل من الممارسات الجنسية المحرمة، والمناقضة للمبادئ الدينية التي يعتنقها الفرد !!!

ولعلاج هذه الأعراض مع المتدينين يجب إقناعهم بأن الله تصالح معهم وقبل توبتهم بالذهاب لرجل الدين وفعل ما يأمرهم به ! وهناك من يعتقدون طبقاً لمعتقداتهم البدائية أن ما حدث سببه عمل أسحار وربط وحسد ولذلك يجب الذهاب لمن لديه المقدرة على فك وإزالة هذه الأثار الناتجة من الحسد أو السحر ! وحينما يقتنع الأنسان إقتناع تام بقدرة الساحر أو رجل الدين في إزالة هذه الأعمال السحرية أو الشياطين أو الجان من البدن؛ يطمئن وتزول الأعراض البدنية ( ومنها الضعف الجنسي) ولكن بصورة مؤقتة حيث تعاود الاعراض في الظهور مرة أخرى عند إرتكاب الانسان للموبقات مرة أخرى أو حتى التفكير فيها !!


أما اللاديني فيمكنه الفرار بل عدم التأثر بهذه الدائرة اللعينة، إذا تحرر من قيد الدين!! فعند عدم إيمانه بالدين تزول عقيدة العقاب الالهي سواء دنيوياً أو أخروياً في عقله!! وبالتالي يزول الخوف وتزول أي أعراض بدنية بنيت على هذا الخوف الوهمي!!

فالاديني، حينما يتحرر من دوغمائية الاديان ؛ عندما يشاهد البورنو أو ينغمس في جنس خارج إطار الزواج، فهو لا يشعر أبدا بتأنيب الضمير النابع من الدين... لذلك لا يصاب بالضعف الجنسي بل العكس تماماً...تطبيقاً للقاعدة الفسيولوجية العلمية المعروفة " ما لا يستخدم يضعف ويضمر ويموت، وما يستخدم بكثرة ينشط وينمو" !!!

ولكن يجب التنويه أن تأنيب الضمير قد لا ينبع من نبع ديني ولكن من نبع مجتمعي أخلاقي! فممارسة الجنس مع فتاة تعيش في الشرق الأوسط وقد غررت بها، وأنت تعلم عواقب هذا الأمر عليها من الأهل والجيران أذا علموا الأمر، أو حينما يحرم المجتمع الذي تعيش فيه الجنس خارج إطار الزواج؛ فحينما تفعل الأمر سرقةً فهذا يجعلك تشعر بتأنيب ضمير وهو مشابه للشعور الناتج من التدين وقد يصيبك بالأمراض أيضاً!!

ولذلك لتحيا حياه جنسية سوية طوال حياتك، أبعد عن كل ما يؤرق ضميرك! فلا داعي لممارسة الجنس مع المحارم أو مع الفتيات المتدينات الذين قد يتأثرن مجتمعياً أو نفسياً من تلقاء الأمر مما يُدخلك في دائرة تأنيب الضمير! وربما لاحظ القارئ أني أستخدمت كلمة المحارم ! نعم يا عزيزي لا يوجد أحد أو شئ في الكون كله ( لا إله ولا ملاك ولا شيطان) سيعاقبك على جنس المحارم سوى ضميرك الذي داخلك !!! فأذا تمكنت بطريقة ما أنت ومن تمارس معه الجنس من المحارم التخلص من شعور التحريم سواء الديني أو المجتمعي فهنيئاً لكما في حياتكما الجنسية !!! ولكن هذا الأمر محفوف بمخاطر الشعور بتأنيب الضمير والوقوع في عقدة أوديب، لذلك لا أنصح أبداً بجنس المحارم Incest لا خوفاً من دين أو إله ، بل لأن هناك يا عزيزي المئات بل الالاف من خارج أسرتك يتمنونك فلماذا تشتهي أقربائك الذين قد يتضررن من المجتمع أو نفسياً من تلقاء هذه العلاقة ولو فيما بعد!!

أعرف أن الكثيرين سيعارضوني في هذه الفكرة وربما يكرهونني وربما يقلعون عن القراءة لي بسبب هذه الأفكار ولكني أتحدث بصورة نظرية أخواني وأخواتي؛ وأقول الصدق ولا أكذب أني لم أمارس الجنس أبداً في حياتي مع أي فتاة أو إمراءة قبل زواجي الذي كان في عقدي الرابع ، فقد كان متأخراً ، وكنت ملحداً منذ ثماني سنوات حينئذ وظللت عذرياً Virgin فأنا إنسان أخلاقي أعيش في مجتمع يحرم هذه الأمور ولكي أكون مواطناً صالحاً لا بد أن لا أقترف ما يسميه المجتمع الذي أعيش فيه إنحرافاً أو شذوذاً مما يسبب الضرر المجتمعي لي ولمن أمارس الجنس معها ولو نفسياً من تأنيب ضمير! فما بالك بإشتهاء الأخت أو الأم أخي المتدين، يا عزيزي أقول لك الصدق إن كانت أمي أو أختي عارية تماماً أمامي أنا توماس برنابا فلن يحدث لديّ أي أشتهاء أو حتى إنتصاب فهذا الأمر ميت بالنسبة لي فهم سيكونوا كرجال بالنسبة لي! ولكني أعالج الموضوع نظرياً لأن هناك من يقعون في إعتلالات بدنية ونفسية من جراء هذه الأمور!! وأنا لن أنجو من تأنيب الضمير إذا أقترفت هذه الأمور، فلم يمت ضميري بعد لهذه الدرجة !! فأنا الأن لا أستطيع أخلاقياً خيانة زوجتي الوحيدة التي مارست معها الجنس حتى الأن!!

يا عزيزي أنا أتحدث عن صحتك الجنسية، فإن أنتصرت على نفسك وضميرك فهنيئاً لك وصدقني ستحيا حياة أطول بل أصح بدنياً في حياتك الجنسية مع كثيرات ... ولكن أحذرك ستخسر أمور أخرى منها الوفاء والولاء لشريك واحد وأنا لست مستعد لخسارة هذه الأمور!!! وإياك إن كنت مؤمن بالمسيحية أو اليهودية أو الاسلام وتمارس الجنس خارج مبادئك الدينية فيا عزيزي ستصاب بالضعف بل في أحيان كثيرة بالعجز الجنسي بعد وقت ليس بطويل من إقترافك لهذه الخطيئة من وجهة نظرك !!!

#توماس_برنابا (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين