أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - هل الشعور بالراحة والطمأنينة داخل الكنيسة مصدره إلهي ؟!!















المزيد.....

هل الشعور بالراحة والطمأنينة داخل الكنيسة مصدره إلهي ؟!!


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4107 - 2013 / 5 / 29 - 10:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أحيانا في صحراء الأحزان والعواصف الأجتماعية والأمراض والأعباء بمختلف أنواعها التي يعيشها الأنسان... تعتبر الكنيسة ملاذاً لكثيرين يبتغون فيه بعض الراحة... نعم! بعض الطمأنينة...! لتجعلهم واثقين أن السماء ما زالت تقف بجانبهم... ما زال الله يرى ويستجيب...! وحينما يُبتلي فهو يُعطي الطاقة على الإحتمال... وهاك الله يسكب الراحة في النفوس عند المثول أمامه داخل الكنيسة !!!

نعم لا أحد يستطيع أن ينكر هذه الحقيقة... بأن دفقة شديدة من الطمأنينة والسلام الداخلي تنتاب قلب المتدين المسيحي حينما يدخل من أبواب الكنيسة إيماناً منه بأن هذا هو السلام الذي يعطيه المسيح (سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم و لا ترهب (يو 14 : 27) ) !!! ولكن لماذا لا تنتاب هذه المشاعر قلوب الكثيرين الأخرين؟ ولماذا تزول بعد الخروج من الكنيسة؟! وهل هذه المشاعر فعلاً مصدرها الله؟ أم هناك تفسير نفسي أخر؟!!!

السر في هذا الأمر هو الحواس الخمس والارتباط السلوكي. فالحواس الخمس: البصر والسمع والشم والتذوق واللمس الذين يتفتحوا في الصغر والرضيع على صدر أمه مصدر الأمان والحنان والشبع والقبول والمحبة! والأم المتدينة تذهب برضيعها الى الكنيسة حيث تشعر بفرح غامر هناك وسلام داخلي ووليدها على صدرها تنتقل لقلبه وعقله هذه المشاعر بجانب مشاعر الأمومة المتمثلة بالأمان والطمأنينة والحب والحنان والقبول والشبع ( حينما ترضعه هناك أحيانا)... وترتبط هذه المشاعر سلوكياً بالكنيسة؛ بما يبصر ويسمع ويشم ويتذوق ويلمس هناك !!!

1. حاسة الشم:

يكون الطفل على صدر أمه حينما تدخل من باب الكنيسة ... لتشم أنفه رائحة البخور المميز للكنيسة الأرثوذكسية ... وبالنسبة للطفل يحدث إرتباط سلوكي لهذا المكان الذي يشم فيه رائحة البخور ... وبين الكنيسة التي يشعر بالأمان والطمأنينة والسلام الذي يجتاح قلب الأم فيها وتنتقل إليه هذه المشاعر ... ليشعر حينما يشم هذا البخور فيما بعد وهو رجلاً كبيراً بمشاعر الأمومة : الحب والحنان والشبع والتقبل والسلام والأمان والطمأنينة! فحتى إن كانت أمه قد ماتت؛ فسيظل هذا الارتباط السلوكي في عقله بين رائحة البخور وهذه المشاعر التي حينما تجتاح كيان المتدين يفرح ويمجد الله إيماناً منه أن الله هو من ملأ قلبه بهذه المشاعر !!!

2. حاسة السمع :

وبنفس المنطق حينما تدخل أم الطفل الكنيسة وهو على صدرها وتُفعل حاسة السمع بأذانه... يسمع التراتيل والألحان المميزة للكنيسة والموسيقى الفريدة بهذا المكان ... وخاصة صوت الناغوس ( Cymbals) !! الذي تقريباً لا يسمعه المتدين سوى في الكنيسة ! يحدث إرتباط سلوكي بين هذه الأصوات الكنسية وبين مشاعر الأمومة التي تنتابه على صدر الأم الأمنه في الكنيسة! فحينما يستمع لهذه الأصوات حينما يكبر في أي مكان سواء وهو يمر بكنيسة ما في الطريق.. أو إستمع لها على الراديو أو في التلفزيون ... ينتقل لعقله فورا مشاعر الرهبة التي كان يشعر بها داخل الكنيسة مصحوبة بمشاعر السلام والطمأنينة ( التي كان يشعر بهم على صدر أمه رضيعاً) فيشكر الله الذي عزى قلبه وملأ كيانه بالطمأنينه ويزيد إيمانه بأن هذه الأصوات الكنسية: الألحان والترانيم والموسيقى هم سبب راحة المسيحي فيزيد من الأستماع اليهم داخل البيت !!!

3. حاسة البصر :

وتنطبع بذهن الطفل صغيراً صورة الكنيسة وما يميزها من مقاعد وكيفية جلوس الناس عليها وحالة الخشوع التي يكونون عليها داخل الكنيسة... وكيف تشعر أمه بمشاعر تنتقل اليه وهو على صدرها... فلغة الحوار للرضيع بأمه هي اللمس فالرضيع يشعر بما تشعر به أمه وهي داخل الكنيسة! وبذلك يحدث إرتباط سلوكي بمظهر الكنيسة وجمهور الناس الحاضرين الخاشعين... بمشاعر الأمومة التي إنتقلت اليه عبر صدر الأم ومنها القبول والحنان والمحبة والدفء والسلام والطمأنينه... وذاتها هي المشاعر التي تنتابه حينما يتواجد في نفس المكان أو مكان شبيه حينما يكبر فينسب هذه المشاعر لله الذي يملأ روحه المكان ... وروح الله الذي يرفرف في أجواء الكنيسة هو سبب مشاعر الرهبة والسلام الداخلي الذي يفوق كل عقل (و سلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم و افكاركم في المسيح يسوع (في 4 : 7) )!!!

4. حاسة اللمس :

يشعر الطفل بيد الكاهن حينما يُصلي عليه من قبل الكاهن واضعاً يده على جبهته وينطق بكلمات ربما لا يفهمها الرضيع لكن ذهنه يخزن في اللاشعور هذا الموقف بالأصوات واللمسات والمشاعر التي كانت تنتابه ... وحينما يلمس جبهته كاهن ( في سر الأعتراف أو في مواقف أخرى عند الكبر) تسري داخل جسده قشعريرة الرهبة والقدسية لهذا الكاهن ... التى تليها مشاعر الراحة والأمان بأن الله إستجاب صلوات الكاهن من أجله... والدليل هذه الرعشة التي سرت بكيانه عند تلامس يد الكاهن بجبهته !!! فهذا مرجعه الارتباط السلوكي الذي حدث منذ الصغر بلمسات الكاهن وبالرهبة والقشعريرة والامان والسلام الذي كان ينتاب صدر أمه في هذا الموقف وأنتقلت اليه هذه المشاعر التي يفهمها الطفل جيداً !!!

5. حاسة التذوق :

تُفعل حاسة التذوق بالأرتباط السلوكي بالكنيسة حينما يجوع الرضيع داخل الكنيسة، وتنزوي الأم الأمنة المطمئنة الممتلئة سلاماً في مكان وترضع وليدها فيشعر الطفل بالدفء والسلام والشبع المروي الذي ربما لا يشعر به في البيت ... فترتبط سلوكياً هذه المشاعر بمكان الكنيسة! فتصبح الكنيسة لهذا الطفل حينما يكبر ، مصدراً للأمان والسلام والشبع النفسي ( وأحياناً المادي) وهو موقن تماماً أن هذه المشاعر مصدرها روح الله الذي يملأ المكان ولا يخطر بباله مطلقاً أن هذه المشاعر هي المشاعر التى أنتقلت اليه من خلال أمه وهو على صدرها رضيعاً في هذا المكان وحدث إرتباط سلوكي بين هذه المشاعر والكنيسة!!! فالله لم ولن يكن مصدر هذه المشاعر!!

وتُفعل حاسة التذوق أيضاً للطفل بالارتباط السلوكي بالكنيسة في سر الأفخارستيا ( التناول أو مائدة الرب) ... حيث يتناول الجميع بعد القداس ... قطعة خبز وجرعة من النبيذ كعلامة على الأشتراك في صلب وموت المسيح ... فقد قال المسيح ( ثُمَّ تَنَاوَلَ كَأْساً وَشَكَرَ وَقَالَ: «خُذُوا هَذِهِ وَاقْتَسِمُوهَا بَيْنَكُمْ لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ حَتَّى يَأْتِيَ مَلَكُوتُ اللهِ». وَأَخَذَ خُبْزاً وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هَذَا لِذِكْرِي». وَكَذَلِكَ الْكَأْسَ أَيْضاً بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلاً: «هَذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ. ( لوقا 22: 17-20)... وحينما يتناول الرجل أو المرأة في الكبر يستحضر ذهنها مشاعر السلام والراحة بعد التناول ... ليصبح التناول بالنسبة لمعظم المسيحيين ممارسة تجلب السلام والطمأنينة والغفران وأحيانا الشفاء مع الكثير من الناس... حيث يجلب التناول الشفاء لكثير من المرضى ... ويعمل هنا الخبز والنبيذ كبلاسيبو (Placebo ) يتسبب لا شعورياً وبطريقة سيكسوماتية في الشفاء !!! ( إن أردت عزيزي القارئ أن تتبحر في هذا الموضوع فهناك دراستي المطولة بخصوص هذا الأمر بعنوان كوانتم الشفاء وهو موجود كأول موضوع لي على موقعي الفرعي هنا في الحوار المتمدن: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=351283 ) !!!


يا أعزائي القراء والقارئات تتفاعل الحواس الخمس مجتمعين للطفل الرضيع على صدر الأم وهي داخل الكنيسة ... فحينما يمتلأ قلبها بسلام وأمان... بعكس ما ينتابها في البيت من أحزان ومواجع ... ينتقل هذا الاحساس الى قلب وعقل الطفل ويرتبط سلوكياً بممارسات الكنيسة التي حينما يمارسها الانسان في الكبر تُصب داخل نفسة المشاعر الأيجابية التي كان يستمتع بها وهو على صدر أمه رضيعاً... من حب وحنان وتقبل وأمان وإطمئنان وسلام داخلي !!! لكن المشكلة أن المتدين متأكد أن هذه المشاعر من تأثير الروح القدس وحينما نقول له هذه أوهام... يصرخ في وجوهنا: يا كفرة... أنا بقالي سنتين مفرحتش ولما دخلت الكنيسة الفرح ملأ قلبي ، يا كفرة أمنوا بالله ) ولكن أرد على هذا الاخ العزيز وأقول له وهل أستمرت هذه المشاعر الأيجابية بعد الخروج من الكنيسة والرجوع للبيت؟! بالطبع لا!! وهذا تفسيره إرتباط سلوكي حدث منذ الصغر والطفل كان يذهب للكنيسة مع الأب أو الأم الى الكنيسة !!!

عزيزي المسلم يمكنك أن تأخذ نفس النظرية وتطبقها على الذهاب الى المسجد والهدوء الذي يبعث على الطمأنينه هناك وما يمارس هناك من ركعات وإبتهالات وقراءات قرأنية تبعث السلام الداخلي !!! يا أعزائي الموضوع نفسي بحت حيث تُفعل الحواس الخمس في الصغر فتحدث إرتباطات سلوكية بين مكان العبادة وبين المشاعر الأيجابية التى تنتاب الانسان صغيراً ولا علاقة لله في الأمر تحت أي حال من الأحوال !!!



#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الخراف المسيحيون... لماذا تلوموا الذئاب على إفتراسكم ؟! ...
- ما تفسير مشاعرالتعزية والرهبة التي تنتاب المسيحي ؟
- عوامل تعرية حصون المتدين الذهنية !!!
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -8- التوائم الملتصقة !
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -7- الخنثى والعاجز جنسيا ...
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -6- ضحايا الكوارث الطبيع ...
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -5- الحيوانات !
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -4- المعوق !
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -3- الأجنة والاطفال الرض ...
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -2- المثلي !
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -1- أبن الزنا !
- عقل المتدين المُجزء !!!
- الإله الذي يُشمخ عليه !!!
- الإله الشحاذ !!!
- التدرج السُباعي نحو الإلحاد الواعي !!!
- إلحاد ... أم ... إستلحاد !!!
- الاعجاز الرقمي والعلمي في النصوص المقدسة
- المرآة والأزدواجية في المجتمع المصري !!!
- إبداع أم هرطقة !!!
- عمق عينيكي !!!


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - هل الشعور بالراحة والطمأنينة داخل الكنيسة مصدره إلهي ؟!!