أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - إلحاد ... أم ... إستلحاد !!!















المزيد.....

إلحاد ... أم ... إستلحاد !!!


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4097 - 2013 / 5 / 19 - 01:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وقعت أمس في حالة مرضية شديدة وقاربت الموت... فقد أُصبت بنزلة برد شديدة صاحبها قئ وإسهال وكحة وصداع وتقلص بالمعدة و ألم بالبطن وفي كافة أجزاء الجسم طوال اليوم أمس....وكنت على سرير المرض قبل ذهابي للطبيب أفكر لأني لم أكن أقوى على الكلام!!! لقد أكلت أكلاً لم أسخنه بطريقة كافية فلربما يكون ميكروب أو لأنني أكلت لحم نصف مطبوخ فلربما أكون أُصبت بالسالومونيلا... وخاصةً لأني أكلت شيئاً غير متوافق مع نزلة البرد!!! ففكرت بأني لا أستطيع أن أذهب للطبيب الأن فما زال النهار وأقرب عيادة لن تفتح الا بعد ساعات!! وربما أموت في أي لحظة، فماذا أفعل.... فتسائلت ... هل أستنجد بالله فنبذت الفكرة سريعاً ! فكيف أنادي وأناجي من لا أؤمن بوجوده... فلجئت لأمر درسته بعمق ولكني لم أختبره كثيراً وهو علم النفس الأيجابي ومدى عمق تأثيره على الانفس... ورحت أفكر في كل شئ إيجابي أحب أن أحققه في حياتي المستقبلية... ورحت أعدد هذا الامر... وهذا وهذا وهذا الى أن سقطت في النوم وأنا أنتفض تحت البطانية... فراح الجسم يعمل ويُفعل الاجهزة المناعية في ظرف نصف ساعة قمت من النوم وأنا فائق من الصداع والالام الكثيرة وطلبت شراب ساخن مع بعض الخبز الجاف وأكلت وملئت بطني التي كانت قد أُفرغت منذ ساعات!! ثم ذهبت للطبيب ليكشف عليّ ويعطيني مضاد حيوي قوي ليكمل ما قد بدأ في جسمي وأنا بخير حال الأن....! لحسن حظ البعض ولسوء حظ الكثيرين!!!!

واليوم فكرت في سؤال هام لماذا حينما يواجه الملحدين موقف صعب كمرض شديد مميت أو حادثة كبيرة، أو قرب سقوط طائرة مثلاً.. أن بعضهم يلجأ الى الله ويقول ( يا الله أن كنت فعلاً أنت موجود ، أنقذني وأنا سأتوب اليك وسأخدمك طوال عمري...!!! وحينما لأمر ما يزول الخطر ويفهم هذا الانسان بالطبع أن الله أنقذه... يرجع للأيمان من جراء هذه الخبرة وبشدة وبطريقة أصولية وأغلب هؤلاء يتفرغون للدعوة الدينية ويصبحون قسوساً وشيوخاً ويكونوا فعالين بل ولديهم كاريزما تستجمع الكثيرين حولهم!... بل ويعملون على إستجلاب ملحدين للأيمان ويجاهرون دوماً أنهم كانوا ملحدين فتابوا وكان ضالين فوجدوا!!! أما البعض الأخر فلا يفكروا ولو للحظة بأن يلجأوا الى كائن وهمي كالله بل يحاولون بكل الطرق الممكنة أن ينقذوا أنفسهم إما بإستغلال الحلول المتاحة أم إبداع وإستحداث حلول أخرى لما يواجهون من صعاب !!!

ورحت أفرق بين الفريقين فالفريق الأول أسميته المستلحدين أما الفريق الثاني فهم الملحدين الحقيقين الذين يؤمنون بعدم وجود الله أو الهة قط!!!

أما عن الجانب الإستلحادي فيمكن تلخيصه في ثلاث نقاط:

1. الملحدون الذين ولدوا في أسرة ملحدة داخل وسط الحادي داخل بلد يشجع على الالحاد... دون دراسة لأي دين!!! هؤلاء يكونون في عرضة لرجال الدين المسيحيون والمسلمين خاصة حينما يحاورونهم عن الاله الراعي المحب الرحمن الرحيم...! والملحد في هذا الوسط يكون بحاجة الى راعي محب بديلاً عن أبيه وأمه ( وخاصةً عند موتهما أو إقلاعهما عن رعايته لنضوجه وكبره ليعتمد على نفسه) فحينما يسمع عن وجود كائن خفي يستطيع رعاية الجميع كأب محب بذل الكثير ليتبناه...! يجثو سريعاً حينئذ ليعلن عن قبوله الله ( المسيح في المسيحية إن لم يكن قد درس المسيحية ) ( أو الاله الاسلامي والرسول محمد إن كان المجتمع قد نبذ المسيحية عن دراسة وافية ) !!! والمجتمعات الاوربية حالياً هم في خطر من الجماعات الجهادية الاسلامية التي تحاول نشر الاسلام في بلاد نبذت المسيحية من قرون ويقدمون حلاً أفضل للأيمان بالله... دون أن يعرف هؤلاء الاجانب أي شئ عن الاسلام سوى الجوانب المضيئة ولا يعلمون أو يُعلمهم أحد عن الجوانب المرعبة لعدم ترجمتها للغاتهم !!!

2. الملحدين المنكرون لله! وهم يشبهون الاولاد الذين يعانون من أب قاسي لأسباب ما... فيتركون البيت ويتبرئون منه وينادون أنهم بلا أب... بل ينكرون أسمهم في بعض الاحيان ويحاولون تغييره كنايةً (وكفراً) في أبيهم !! هكذا هؤلاء الملحدين فقد كانوا مؤمنين بعمق وكانوا متعشمين في الله أن يقدم لهم خدمات كإنجاب أطفال أو إنجاح مشروع أو التزوج من فتاة معينة أم النجاح بتقدير عالِ أم الحصول على وظيفة ما... وقد قاموا بكل ما أوتوا من قوة وتفكير للحصول على هذه الامور وصدروا الله في دعائهم وصلاتهم وتهجداتهم و إستخاراتهم وشعروا مقدماً أن الله سيستجيب بل أنه أستجاب فعلاً مقدماً بالايمان !!! ويفاجئوا هؤلاء المؤمنون بل يصدموا حينما تفشل توقعاتهم في الله ويتركونه ويتبرئون منه بل ينكرون وجوده.... وينضمون للملحدين.... وهؤلاء أغلبهم ينغمس في أفعال لا أخلاقية تضر بسمعة الملحدين وكل ما يفعلونه كناية وإنتقاماً في الله الذين هم مؤمنون تماماً بوجوده ولكنهم ينكرون!!! هؤلاء حينما يقعون في محكات صعبة ويستنجدون بالله لإنقاذهم وخاصة عند زوال هذه الظروف والمنغصات لسبب ما وحينما يفهمون أن الله أستجاب لهم بإزالة الظروف الصعبة.... يرجعون بقوة لله بل ويخدمونه طوال حياتهم كرجال ودعاة دين!!

3. النوع الثالث هو النوع المتردد الذي لم يدرس لا دينه ولا الالحاد عن عمق ولكن أتبع الموضة الجديدة المتحررة من الملحدين في المجتمع... والذي عن طريقها يستطيع الحصول على مبتغاه الممنوع داخل إطار الأديان !!! هؤلاء حينما يجلسون مع مؤمن متعمق في دينه أو رجل دين ليوضح له الدين والامور المتخالفة... تستنير عيناه ويرجع للأيمان ويتوب ويكفر عن إلحاده بالحج أو بزيارة الاماكن المقدسة كالاديرة... لعل الله يغفر أثمه الجسيم في مناداته بعدم وجود الله !!!

ولعلاج هذه الانواع من المستلحدين وتحصينهم من الرجوع للأيمان مرة أخرى... هذا إن أستشعرت إنك واحد منهم يجب أن تعلم أن من بعض مميزات الملحد الحقيقي ما يلي:

1. الصدق والامانة مع النفس وخاصة فيما يتعلق بالايمانيات من جهة الايمان بالله واليوم الاخر... فهو بالتحديد لا يؤمن بهما!
2. متفائل وقد تغلب على الاكتئاب في بداية الحاده ويحاول بكل وسعه أن يسعد من حوله!
3. ناجح في عمله... وإن فشل في مجال ما يبحث عن غيره الى أن يعمل ما يحب!
4. محب للقراءة والاطلاع ولا يشبع أو يكتفي أبداً من هذا... بل هو أحياناً يغير مجال القراءة في الاديان الى مجال أخر يستلطفه!!
5. يحاول التطوع لخدمة مجتمعه وبلده فهو إنسان يحترم قيم القومية والمواطنة!
6. يجب أن يكون مر سنوات على إجتيازه وتفكيره في الافكار الالحادية وقد يكون مر على الاديان الاخرى و البهائية والربوبية واللاأدرية الى أن وصل الى الالحاد أخيراً وبعد شهور أو سنين عن إقتناع يستحيل هزه!

أما أذا أستشعرت أنك غير ذلك فياليتك تعمل الاختبار التالي:

أجب بنعم أم لا عن الاسئلة التالية:

• هل حينما تمر بجانب كنيسة وتسمع التسابيح أو تمر بمسجد وتسمع الاذان؛ تنتابك القشعريرة والحنين للماضي المتدين؟
• هل حينما تسمع بطريقة غير مقصودة تسجيلات في الاتوبيسات والحافلات المركبات العامة للقراءن أو للتراتيل أو الخطب والعظات أن تدندن وتندمج معها وتفعل ما كنت تفعله وقت الايمان؟
• هل حينما ترى قطعة خبز في الشارع تجثو لإلتقاطها ووضعها بجانب الحائط؟
• هل حينما تجد حذاء او شبشب مقلوب ، تشعر برغبة قوية في عدله؟
• هل ما زلت تتشائم من الرقم 13 أو القطط والكلاب السوداء وغيرها من الأمور؟
• هل ما زلت تؤمن بالجن والشياطين والسحر والاعمال؟
• هل سينتابك تأنيب الضمير وخوف حينما تدوس على أو تحرق أو تلقى بالقمامة كتابك المقدس؟ ياليتك تفعل وتجرب!

إن أجبت بالنفي على كل ما سبق فأنت ملحد صميم لا يُخاف عليك من أي شئ... ولكن إن أجبت على أحد هذه الاسئلة أو أكثر بالايجاب، فتأكد عزيزي أن الايمان ما زال متمكن من قلبك وأنت غير محصن للرجوع في دائرة دينك الذي تركته مرة أخرى أو الدخول في كنف دين أخر!!

وللتحصن من الدخول في دوائر الاديان مرة أخرى يجب أن يقوم الانسان بدراسة مستفيضة للأديان اليهودية والمسيحية والاسلام ويكون مستعداً لمواجهة والرد على أي سؤال يخص عقيدة أي منهم... حتى لا يستطيع أحد أتباع هؤلاء الاديان الثلاثة إستمالته لدينه!!! ويجب أن يقرأ ويستفيض في الكتابات اللادينية التي توسع أفقه ومداركه... وتجيب عما سيواجه من تساؤلات في المستقبل!!

فيا أخي العزيز...: لطفاً حذاري أن تكون مستلحداً فالأيمان يتربص بك وهو لك بالمرصاد وربما تكون ضعيفاً تجاهُ!! بل كن ملحداً إيجابياً ناشطاً يساهم في نفع وإصلاح مجتمعه..



#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعجاز الرقمي والعلمي في النصوص المقدسة
- المرآة والأزدواجية في المجتمع المصري !!!
- إبداع أم هرطقة !!!
- عمق عينيكي !!!
- نصارى ... أم ... نتذارى ... أم ... مسيحيين ؟!!
- خطة مقترحة من محشش للتعليم ما قبل الجامعي الالزامي!
- في نقد المسيحية أثناء الأيمان -10- التدين !!!
- في نقد المسيحية أثناء الأيمان -9- ظاهرة تأخر الخادم و الوقت ...
- في نقد المسيحية أثناء الأيمان -8- التسبيح !!!
- في نقد المسيحية أثناء الأيمان -7- سيادة الله !!!
- في نقد المسيحية أثناء الأيمان -6- الرحمة اولاً ثم الذبيحة !! ...
- في نقد المسيحية أثناء الأيمان -5- فعالية الماضي في الحاضر و ...
- في نقد المسيحية أثناء الأيمان -4- نظرية النسبية و الصليب !!!
- في نقد المسيحية أثناء الأيمان -3- التلاميذ خريجوأفضل جامعات ...
- في نقد المسيحية أثناء الأيمان -2- رنم صح !!!
- في نقد المسيحية أثناء الأيمان -1- رنم صح !!!
- تفنيد ظاهرة النور المقدس !!!
- زعزعة المزمور الخامس عشر !!!
- العنف المسيحي الغير مُفعل !!!
- إسطورة الإله الشخصي !


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - إلحاد ... أم ... إستلحاد !!!