توماس برنابا
الحوار المتمدن-العدد: 4090 - 2013 / 5 / 12 - 00:10
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هذا سابع مقال كتبته في بداية نقدي للمسيحية وأنا ما زلت مسيحياً ولم ألحد بعد من أكثر من أحدى عشر عاماً وقد نشرمع غيره بمجلة الكنيسة مما أثار حفيظة المسيحيين المؤمنين ولا أعلم لماذا؟.... أرجو من الأخوة المسيحيين أن يدلوا بأرائهم ويقولوا لي لماذا يُغضب مقال مثل هذا المسيحيين؟! وسأتابع نشر بعض الموضوعات التي كتبتها في نقدي للمسيحية وأنا ما زلت بعد فيها ولم ألحد بعد !!! أرجو الملاحظة أن النقد مسيحي وقد لا يوحي بالالحاد أو اللادينية ولكنه ضد ما هو مألوف وقد يتقبله المسيحيين ولكن الأغلب يرفضونه..... لماذا؟ أنتم أعزائي القراء أعلم!!!!
((( إن إرادة الله هى التى تصيرفوق كل شيء لأنه كما قال الرب " كما قصدت يصير و كما نويت يثبت" (أش24:14).
إن الشخص الذى يقبل المسيح و يصير عضو فى جسد المسيح وأبناً لله بمشيئته التى تود أن جميع الناس يَخلصون وإلى معرفة الحق يُقبلون ، تتغير إرادته عند قبوله المسيح لتصير من و فى إرادة المسيح . فكما أن عضو الجسد يفعل إرادة الرأس ، هكذا المؤمن للمسيح. وفى هذا ليس تقييد لحرية إرادة المؤمن بل بالعكس فإرادته تسير بكل حرية؛ ذاهبة و إيبة، صاعدة و هابطة، داخل " ماسورة" المشيئة الإلهية.
أما إرادة الشخص الخاطىء البعيد عن الله و الذى يريده الله أن يقبل إلي التوبة و لكن بسبب قساوة قلبه غير التائب يفضل بإرادته أن يبعد عن الله و بمعرفة طرقه لا يسر و يكون فاعل لكل خطية ونجاسة فى الطمع. والله بنوره يشرق على هذا الشخص و يتأنى عليه و هو قد أعد له مكاناً لخلاصه و لكن الخاطىء أصر على عناده و صار يفعل الشر.
هل الشر هنا- الذى نتج من تفاعل الشرير مع العالم و الشيطان- هو من مشيئة الله ؟ لا بالطبع ، و لكن بإرادته السامحة سمح بهذا و هو قادر أن يحول خراب الأرض بما فيها من شرور و أثام لخير مؤمنيه و لصالح ملكوته بقدرته الفائقة ؛ لأن كل الأشياء تعمل معاً للخير، للذين يحبون الله ، الذين هم مدعوون حسب قصده( رو28:8).
لا نستطيع أن نقول أن الشرير يفعل مشيئة الله لأن النور لا يتفق مع الظلمة ؛ فكيف ينبع من نور مشيئة الله ظلمة الشر؟! و لكن يصح القول بأن الشرير حر فيما يفعل خارج مشيئة الله ، مذخر لنفسه غضب فى يوم الغضب ، بل و مالئاً لكأس الغضب. و الشر الذى يَخرج منه يُحول بأشعة شمس البر و بملح الروح القدس تلقائياً بقدرة الله إلى ما يمجد الله و يزيد فى إمتداد ملكوته. و فى هذا تأكيد لسيادة الله و فى ذات الوقت حرية لإرادة الإنسان و مسئوليته، الإنسان الذى خُلق ليختار من البدء بكل حرية بين طريق طاعة الله و طريق عصيانه ....)))
#توماس_برنابا (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟