أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - إسطورة الإله الشخصي !














المزيد.....

إسطورة الإله الشخصي !


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4078 - 2013 / 4 / 30 - 09:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقال في الأديان عن الله بإنه الراعي والحامي والحافظ والعارف بكل دقائق حياة الانسان وغيرها من الصفات التي توحي بأنه يتخذ مع الانسان كفرد (وجماعة) علاقة شخصية معه ويعده بأنه سيحفظه ويرعاه كما هو مذكور في الكتب المقدسة:
ففي القرأن الكريم يُذكر على سبيل المثال لا الحصر:

1. وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ [قـ : 16]
2. (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً [طه : 110]

أما في الكتاب المقدس :
لعل مزمور الراعي لهو أبلغ دليل كتابي على أن الله اله شخصي:

) مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ اَلرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ.. فِي مَرَاعٍ خُضْرٍ يُرْبِضُنِي. إِلَى مِيَاهِ الرَّاحَةِ يُورِدُنِي.. يَرُدُّ نَفْسِي. يَهْدِينِي إِلَى سُبُلِ الْبِرِّ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ.. أَيْضاً إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرّاً لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي. عَصَاكَ وَعُكَّازُكَ هُمَا يُعَزِّيَانِنِي.. تُرَتِّبُ قُدَّامِي مَائِدَةً تُجَاهَ مُضَايِقِيَّ. مَسَحْتَ بِالدُّهْنِ رَأْسِي. كَأْسِي رَيَّا. إِنَّمَا خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي وَأَسْكُنُ فِي بَيْتِ الرَّبِّ إِلَى مَدَى الأَيَّامِ.) مزمور 23
يولد الانسان كائناً ضعيفاً هشاً جداً... يعتمد إعتماداً كلياً على الام في الرعاية والتغذية والحنان والحب والقيمة... ثم تغيب الام لأسباب ما كالوفاة او السفر وغيرها... ويصبح الانسان في وضع يُخول اليه أن يعتمد على نفسه في هذه الدنيا... ولكنه ينزح الى الأيمان بأن هناك كائن أكبر يسكن السماء... ويرى كل شئ... ويعرف كل شئ ؛ ما عن يمينه وما عن يساره وما فوقه وما تحته!... وبذلك فهو القادر على حمايته وتقدير رزقه! وبذلك ينتكص الانسان الى مرحلة الطفولة ويبحث عن بديل لأمه الحنون الرؤوم؛ ويسميه الاله!!!

ولكن هذا الامر لهو في عالم التوقعات والاماني ولم ينزل الى أرض الواقع أبداً!!!

أنظر الى الحروب والمجاعات والاوبئة التى تجتاح المؤمن والعاصي سوياً... أين الاله الحارس هنا... لقد شاهدت يوتيباً لعملية إغتصاب لسيدة محتشمة مسيحية قبطية على يد أحد المسلمين في سوق عام وعلى الملأ! ... وقد كانت تستنجد بالاله والعذراء والقديسين بلا أي رحمة من المعتدي ولا أي إستجابة من الاله الحارس ولا حتى من الناس المتجمعين الذين كانوا يصيحون الله أكبر!!!... أين هذا الإله الذي يقال عنه (لانه هكذا قال رب الجنود بعد المجد ارسلني الى الامم الذين سلبوكم لانه من يمسكم يمس حدقة عينه (زك 2 : 8) ) !! أين ذا الذي يهب ناجداً مستجيباً حينما يُستجد به ( و ادعني في يوم الضيق انقذك فتمجدني (مز 50 : 15)، ادعني فاجيبك و اخبرك بعظائم و عوائص لم تعرفها (ار 33 : 3) )

ألا يوجد تناقض بين فكرة الاله الراعي الحامي المدافع عنكم وانتم تصمتون وبين تقدير ولزوم إجتياز المؤمن للأحزان والاضهادات والالام وغيرها من الابتلاءات كما تقول هذه الايات:

1. الرب يقاتل عنكم و انتم تصمتون (خر 14 : 14) ) وبين فكرة أنه يجب على الاتقياء أن يُبتلوا ويُضطهدوا ويعيشون في ضيق؟!
2. اذكروا الكلام الذي قلته لكم ليس عبد اعظم من سيده ان كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم و ان كانوا قد حفظوا كلامي فسيحفظون كلامكم (يو 15 : 20)
3. باركوا على الذين يضطهدونكم باركوا و لا تلعنوا (رو 12 : 14)
4. حينئذ يسلمونكم الى ضيق و يقتلونكم و تكونون مبغضين من جميع الامم لاجل اسمي (مت 24 : 9)
5. قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام في العالم سيكون لكم ضيق و لكن ثقوا انا قد غلبت العالم (يو 16 : 33)
6. و ليس ذلك فقط بل نفتخر ايضا في الضيقات عالمين ان الضيق ينشئ صبرا (رو 5 : 3)
7. لان خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا اكثر فاكثر ثقل مجد ابديا (2كو 4 : 17)
8. لذلك اسر بالضعفات و الشتائم و الضرورات و الاضطهادات و الضيقات لاجل المسيح لاني حينما انا ضعيف فحينئذ انا قوي (2كو 12 : 10)
9. كي لا يتزعزع احد في هذه الضيقات فانكم انتم تعلمون اننا موضوعون لهذا (1تس 3 : 3)


لا أستطيع أن أفهم هذه النصوص حقيقةً... حيث يعد الاله المؤمن بالحماية والدفاع عنه من جهة... ومن جهة أخرى يؤكد عليه أنه يجب أن يجتاز ضيقات والام يكون مكافأتها في السماء وفي الابدية ( ثقل مجد أبدي)! أي هراء هذا... أي مدمن للوهم يمكنه تصديق هذه الاوهام؟! أين ذا الذي وعدني أنه سيحميني؟! ألا توجد هناك فعالية وتفعيل لهذه الصفة في الاله ونحن على الارض حينما نجتاز الضيقات والالام والاضطهادات والحروب والاغتصابات؟! يقال الصديق عند الضيق! فإن لم يقف معي صديقي عند ضيقي فما فائدته أذاً؟! وأي اله هذا الذي يعد بالاضطهاد والانقاذ في أن؟! مع أن الانقاذ والحماية كما تؤكد الشواهد والادلة لا تحدث في الواقع بتاتاً.... سوى أنها قصصاً روائية وردت في الكتب المقدسة؟!



#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هناك علاقة دالة إحصائياً بين الدين والذكاء؟!
- في داخل سُرادق عزاء أبي !
- حللني يا أبونا !!!
- الإله الظالم !!!
- هل يمكن للأحياء أن يتحكموا في مصير موتاهم بعد موتهم؟!
- الإله العاجز !!!
- هل الله يحتاج الى إرفاق ملاحق لكتبه؟!
- المطاريد الأعزاء !
- مسرحية بعنوان ( في البدأ خلق الإنسان الله!)
- أخطاء علمية في الكتاب المقدس!!!
- الإله الدموي!!!
- الرطن المقدس
- منبع السعادة
- طبقاً للإنجيل: المسيح هو أول من يخالف وصية تحويل الخد الاخر؟ ...
- أسطورة الملاك الشافي في إنجيل يوحنا!!
- جدلية أينشتاين في وجود الله!
- (من الكتاب المقدس ) من قتل أكثر؟ الله أم الشيطان؟!!
- تقويض قصة أدم وحواء في سفر التكوين!!
- الشحاذ... هل أعطيه حينما يسألني؟!
- نداء لوزارة التعليم العالي للإشراف المباشر على كليات وإكليرك ...


المزيد.....




- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- toyour el-janah kides tv .. تردد قناة طيور الجنة على القمر ا ...
- سوريا: تنظيم -داعش- الإرهابي يقف وراء تفجير الكنيسة بدمشق
- البابا ليو: يجب عدم التساهل مع أي انتهاك في الكنيسة
- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...
- سلي أطفالك في الحر.. طريقة تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 T ...
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل
- الجهاد الاسلامي: الإدارة الأميركية الراعي الرسمي لـ-إرهاب ال ...
- المرشد الأعلى علي خامنئي اختار 3 شخصيات لخلافته في حال اغتيا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - إسطورة الإله الشخصي !