أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - هل يمكن للأحياء أن يتحكموا في مصير موتاهم بعد موتهم؟!















المزيد.....

هل يمكن للأحياء أن يتحكموا في مصير موتاهم بعد موتهم؟!


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4073 - 2013 / 4 / 25 - 09:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من سنوات طويلة ، حينما كنت أعيش في أحدى القرى؛ أُصبت بالأرق ولم أستطع متابعة نومي. ولذلك نهضت من السرير في تمام الساعة الثالثة صباحاً، لأغتسل، وأحلق ذقني، وأعمل وأتناول قهوة الصباح خاصتي، ثم فتحت جهاز الكومبيوتر لأقرأ البريد الالكتروني خاصتي.

وفجأة ! في تمام الساعة الرابعة صباحاً والناس نيام، رُوعت من صوت صراخ بعيد، كان يُقرب شيئاً فشيئاً... الى أن أقترب من منزلي. لذلك نظرت من الشباك فمن ذا الذي يصرخ صباحاً هكذا؟ ووجدت سيارة تقف أمام بيت من بيوت الجيران وإمراءة تقارب الاربعون من عمرها تخرج من السيارة تصرخ " أه يا أمي!" " أه يا أمي! " وراحت تجري جيئة وذهاباً من هذه الحارة لتلك ومن تلك الزواية الى زواية أخرى وكأنها تريد أن تستنجد بأحد مما ألمّ بها فقد فقدت أمها العزيزة، فهل من مُعزي؟! وكان زوجها – الذي كان مسيحياً وأسلم ليتزوجها من سنوات كثيرة- يجري ورائها ليمسكها ويحاول تهدئتها بصوت عالي.. " فين الاسلام؟!" " أنتي كده بتعذبيها!" والمرأة المكلومة لا تستطيع أن تسكت ولا يستطيع أن يفهم شعورها إلا من إجتاز هذا الوادي الأليم حينما يفقد حبيب... تريد أن تصرخ لينجدها أحد من جلل الواقعة عليها... لذلك سقطت على الأرض صارخة أماااااااااااااااااااااااااااه! فجأة! ظهر أخيها الاصغر منها بقرابة خمسة عشر عاماً... وجاء اليها... وبلا سابق إنذار... مسكها وبلا شفقة ولا رحمة إنسانية! ... صفعها على وجهها !... وأنتهرها قائلاً... أنتي هتعرينا... ثم دفعها لقرابة مائة متر الى البيت بشدة وبسرعة وأدخلها البيت... ثم خرج خارج البيت ليستكمل الاجراءات الخاصة بالدفن والجنازة... فهو رجل البيت بعد رحيل والده من أكثر من عشرون عاماً!!!

ما هذه العقائد الدينية التي تكبح شعور أنساني كالحزن على فقيد والتعبير عنه بصراخ وبكاء؟!... ولماذا حرم الله هذا الامر؟! وكيف يمكن لبكاء شخص قريب حي أن يُعذب روح ميت حتى ولو كان من الصالحين أثناء حياته على الأرض... فما ذنبه فيما يقترفه الأحياء؟! فقد ترك الدنيا... أتلاحقه الدنيا وأحياءها الى مرقده وموته في العالم الاخر...؟!

لقد أكد علماء النفس حقيقةً أن ( الحزن الذي لا يجد منفذاً فى الدموع يجعل أعضاء أخرى فى الجسم تبكي؛ أي تمرض وتعتل!) فالذي ، لسبب ما، لا يستطيع أن يعبر عن حزنه في بكاء وصراخ- مثل الرجال في الشرق الاوسط الذين يعتبرون هذه عيبة وجُرسة على الرجال أن يفعلوا هذا!- يخرج هذا الحزن من الجسم على شكل أمراض بدنية فقد يخرس أو يعمى أو تنشل أحد اطراف الانسان، قد يصاب بقرحة في المعدة ، أو مرض السكري أو ضغط الدم، قد يعاني من القولون العصبي... وغيرها من الامراض التي لا حصر لها التي سببها الاساسي نفسي مثل الخوف والارق والحزن الذي لا يستطيع الانسان أن يعبر عنه على المستوى الشعوري لأسباب إجتماعية.. فيجد الجسم وسيلة لا شعورية سيكوسوماتية لإخراج هذه الطاقة النفسية السلبية من الجسم على شكل عرض بدني مرضي يختلف من شخص لأخر!!!


ولذلك سأحاول أن أتحرى من الكتب المقدسة عن العقيدة التي تؤكد على قدرة الاحياء في التأثير في الاموات وهم في العالم الاخر! ومدى صدقها وجدواها:

في الكتاب المقدس وفي العهد القديم ( التوراة) يُذكر الأتي على سبيل المثال لا الحصر:

1. اشهد عليكم اليوم السماء و الارض قد جعلت قدامك الحياة و الموت البركة و اللعنة فاختر الحياة لكي تحيا انت و نسلك (تث 30 : 19)

2. [يَا ابْنَ آدَمَ, قَدْ جَعَلْتُكَ رَقِيباً لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ. فَاسْمَعِ الْكَلِمَةَ مِنْ فَمِي وَأَنْذِرْهُمْ مِنْ قِبَلِي. إِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: مَوْتاً تَمُوتُ وَمَا أَنْذَرْتَهُ أَنْتَ وَلاَ تَكَلَّمْتَ إِنْذَاراً لِلشِّرِّيرِ مِنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيئَةِ لإِحْيَائِهِ, فَذَلِكَ الشِّرِّيرُ يَمُوتُ بِإِثْمِهِ, أَمَّا دَمُهُ فَمِنْ يَدِكَ أَطْلُبُهُ. وَإِنْ أَنْذَرْتَ أَنْتَ الشِّرِّيرَ وَلَمْ يَرْجِعْ عَنْ شَرِّهِ وَلاَ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيئَةِ, فَإِنَّهُ يَمُوتُ بِإِثْمِهِ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ نَجَّيْتَ نَفْسَكَ. وَالْبَارُّ إِنْ رَجَعَ عَنْ بِرِّهِ وَعَمِلَ إِثْماً وَجَعَلْتُ مَعْثَرَةً أَمَامَهُ فَإِنَّهُ يَمُوتُ. لأَنَّكَ لَمْ تُنْذِرْهُ يَمُوتُ فِي خَطِيَّتِهِ وَلاَ يُذْكَرُ بِرُّهُ الَّذِي عَمِلَهُ. أَمَّا دَمُهُ فَمِنْ يَدِكَ أَطْلُبُهُ. وَإِنْ أَنْذَرْتَ أَنْتَ الْبَارَّ مِنْ أَنْ يُخْطِئَ الْبَارُّ, وَهُوَ لَمْ يُخْطِئْ, فَإِنَّهُ حَيَاةً يَحْيَا لأَنَّهُ أُنْذِرَ, وَأَنْتَ تَكُونُ قَدْ نَجَّيْتَ نَفْسَكَ ( حزقيال 3: 17-21)

3. النفس التي تخطئ هي تموت الابن لا يحمل من اثم الاب و الاب لا يحمل من اثم الابن بر البار عليه يكون و شر الشرير عليه يكون (حز 18 : 20)

4. فاذكر خالقك في ايام شبابك قبل ان تاتي ايام الشر او تجيء السنون اذ تقول ليس لي فيها سرور (جا 12 : 1)



ويتضح الامر جلياً في العهد الجديد ( الإنجيل) حينما يؤكد على إستحالة إتصال الاحياء بالاموات أو التأثير في حالة بعضهم البعض:

1. «كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ وَكَانَ يَلْبَسُ الأَُرْجُوانَ وَالْبَزَّ وَهُوَ يَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ مُتَرَفِّهاً. وَكَانَ مِسْكِينٌ اسْمُهُ لِعَازَرُ الَّذِي طُرِحَ عِنْدَ بَابِهِ مَضْرُوباً بِالْقُرُوحِ وَيَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الْفُتَاتِ السَّاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الْغَنِيِّ بَلْ كَانَتِ الْكِلاَبُ تَأْتِي وَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ. فَمَاتَ الْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ. وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضاً وَدُفِنَ فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ فِي الْهَاوِيَةِ وَهُوَ فِي الْعَذَابِ وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيدٍ وَلِعَازَرَ فِي حِضْنِهِ فَنَادَى: يَا أَبِي إِبْرَاهِيمُ ارْحَمْنِي وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَِعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هَذَا اللهِيبِ. فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا ابْنِي اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ وَكَذَلِكَ لِعَازَرُ الْبَلاَيَا. وَالآنَ هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ تَتَعَذَّبُ. وَفَوْقَ هَذَا كُلِّهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ هُوَّةٌ عَظِيمَةٌ قَدْ أُثْبِتَتْ حَتَّى إِنَّ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْعُبُورَ مِنْ هَهُنَا إِلَيْكُمْ لاَ يَقْدِرُونَ وَلاَ الَّذِينَ مِنْ هُنَاكَ يَجْتَازُونَ إِلَيْنَا. فَقَالَ: أَسْأَلُكَ إِذاً يَا أَبَتِ أَنْ تُرْسِلَهُ إِلَى بَيْتِ أَبِي لأَنَّ لِي خَمْسَةَ إِخْوَةٍ حَتَّى يَشْهَدَ لَهُمْ لِكَيْلاَ يَأْتُوا هُمْ أَيْضاً إِلَى مَوْضِعِ الْعَذَابِ هَذَا. قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: عِنْدَهُمْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءُ. لِيَسْمَعُوا مِنْهُمْ. فَقَالَ: لاَ يَا أَبِي إِبْرَاهِيمَ. بَلْ إِذَا مَضَى إِلَيْهِمْ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يَتُوبُون فَقَالَ لَهُ: إِنْ كَانُوا لاَ يَسْمَعُونَ مِنْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَلاَ إِنْ قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يُصَدِّقُونَ». ( لوقا 16: 19-31)
2. لاَ تَتَعَجَّبُوا مِنْ هَذَا فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ. ( يوحنا 5: 28-29)
3. و سمعت صوتا من السماء قائلا لي اكتب طوبى للاموات الذين يموتون في الرب منذ الان نعم يقول الروح لكي يستريحوا من اتعابهم و اعمالهم تتبعهم (رؤ 14 : 13)

وفي الكتاب المقدس بأكمله لا يوجد ما يوحي أو يصرح أنه يمكن لممارسة ما أو دعاء أو صلاة أو قداس أن يغير من حالة الميت في قبره أو في العالم الاخر... فأما الميت قد ذهب للجحيم أو ذهب للفردوس بعد الموت مباشرة! يحمل جزاء ذنوبه معه، أو يكافأ على صلاحه! فما معنى وجدوى ومغزى أن يقام قداس على روح الميت... أليس هذا ضد الكتاب المقدس... هل القداس يجعل الله يغير من رأيه ويغير من مصير الشرير من الجحيم للفردوس؟! لقد كان يفهم قديما أن القداس والصلاة والدعاء بالمغفرة بل ذبح ذبائح و توزيع أقراص الخبز على روح الميت قد يساهم في إراحته من الجحيم... ولكن هل يوجد صدى لذلك في الكتاب المقدس... أم أن هذه عقيدة دخيلة على الذهن المسيحي من أديان أخرى؛ فرعونية وشرقية قديمة وأسلامية!

حينما تفهم الكهنة ذلك أصبحوا يطلقون على هذه القداسات: قداس ذكرى الاربعين، السنوية الاولى والثانية وغيرها... وهي لفائدة الاحياء الروحية! بدلاً من إلغائها لأنها ضد روح الكتاب المقدس فهي كانت وما زالت تدري للكنيسة أرباح طائلة!!

في الكتاب المقدس لا توجد أي فعالية للصلاة والدعاء من أجل الأخرين إلا من خلال الاحياء للأحياء ولا يمكن أن يتم الاتصال بموتى أو الصلاة من أجلهم فقد أنقطع عملهم وحالتهم عن الارض!

1. و اقول لكم ايضا ان اتفق اثنان منكم على الارض في اي شيء يطلبانه فانه يكون لهما من قبل ابي الذي في السماوات (مت 18 : 19)
2. اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات و صلوا بعضكم لاجل بعض لكي تشفوا طلبة البار تقتدر كثيرا في فعلها (يع 5 : 16)

وأي تفسير أخر في أنه يمكن للصلاة والدعاء للموتى للتغيير من حالتهم ، فهو لاهوتياً غير مسيحي وضد المسيحية! بل أن أرواح الموتى طبقا لمثل الغني ولعازر- الذي ذكره المسيح، لا يمكنها التأثير في حياة الاحياء حتى ولو كانوا قديسين... حتى ولو كان أبونا أبراهيم نفسه!!

أما في القرأن فأيضا هذه العقيدة تغيب عن أياته وعلى سبيل المثال لا الحصر أذكر الايات الأتية:

1. قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ [الأنعام : 164]
2. وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ [البقرة : 281]
3. لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [البقرة : 286]
4. فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ [آل عمران : 25]
5. وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ [آل عمران : 161]
6. وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ [الأنعام : 70]
7. هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ [الأنعام : 158]
8. لِيَجْزِي اللّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [إبراهيم : 51]
9. الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [غافر : 17]
10. وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ [الجاثية : 22]
11. كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ [المدّثر : 38]

فكل الايات السابقة وغيرها وخاصة الاية الاخيرة (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ [المدّثر : 38] ) تؤكد على أن الانسان يُحاسب طبقاً لأفعاله خلال حياته... ولا يمكن أن يتم تغيير مصيره بعد الموت بدعاء الاخرين له أو إقامة ذبائح على روحه أو إطعام فقراء على روحه... فالمنطق السليم يؤكد على أن هذه الامور هي بلا فائدة أو قيمة داخل الايدولوجية الدينية..

وهذه العقيدة أيدولوجياً وفلسفياً تنسب لله الظلم؛ فأفترض أن أثنين أشرار ماتوا وكان بالطبع عقابهم النار وعذاب القبر... أحدهم كان له أولاد كثر منهم الصالحين والاخر لا أحد له... فحينما يدعوا الاولاد الصالحين لأباهم الشرير بعد موته دون توبة... هل هذا الدعاء سيُغير من حالة أباهم... هل سيخدع هذا الدعاء الله في إستدراجه لرحمة أباهم والغفران له؟! وماذا عن الشرير الاخر الذي لم يدعو له أحد... أليس من العدل المساواة بين الاثنين؟!

يا أعزائي المنطق والعقل يؤكد تناقض هذه العقيدة مع أي بنيان عقائدي أيدولوجي لأي دين... فلا يمكن لبكاء أو دعاء أيا كان على الموتى أن يؤثر فيهم سلباً ولا حتى إيجاباً!

عرضت هذه القضية من خلال الفكر الديني- بالرغم من أني قد تحررت وخرجت منه للأبد، ولكني أستطيع الدخول الى تلك الدائرة الدينية حينما أشاء لإفكر بطريقة المؤمن المتدين؛ فيا عزيزي المسيحي و يا عزيزي المسلم: يا ليتكم تدرسوا أديانكم بصورة دقيقة حتى تكتشفوا خطأ وتناقض الكثير مما تعتقدون وتمارسون مع جوهر دينكم!!!




#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإله العاجز !!!
- هل الله يحتاج الى إرفاق ملاحق لكتبه؟!
- المطاريد الأعزاء !
- مسرحية بعنوان ( في البدأ خلق الإنسان الله!)
- أخطاء علمية في الكتاب المقدس!!!
- الإله الدموي!!!
- الرطن المقدس
- منبع السعادة
- طبقاً للإنجيل: المسيح هو أول من يخالف وصية تحويل الخد الاخر؟ ...
- أسطورة الملاك الشافي في إنجيل يوحنا!!
- جدلية أينشتاين في وجود الله!
- (من الكتاب المقدس ) من قتل أكثر؟ الله أم الشيطان؟!!
- تقويض قصة أدم وحواء في سفر التكوين!!
- الشحاذ... هل أعطيه حينما يسألني؟!
- نداء لوزارة التعليم العالي للإشراف المباشر على كليات وإكليرك ...
- دائرة الخوف المرضي... هل من فرار لا ديني منها؟!!
- الاعمال السحرية والحسد من منطلق علمي لاديني!!
- المنهج الخفي!!
- الميلاد الثاني!!
- ( الشماعة ) و النفس البشرية!!!


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - هل يمكن للأحياء أن يتحكموا في مصير موتاهم بعد موتهم؟!