أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - توماس برنابا - الميلاد الثاني!!














المزيد.....

الميلاد الثاني!!


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4055 - 2013 / 4 / 7 - 20:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الانسان بكافة الوانه دائماً يود أن يسير وفق نسق أيدولوجي يعتنقه يملأ عقله وفكره وأن لم يقدر على تكوين أيدولوجية خاصة به فهو ينزح الى إعتناق أيدولوجية موجودة بالفعل ويتبناها... وهكذا فى كافة أوجه الحياة... أما فى الجانب الديني وخاصة المسيحي يقول المسيحيون أن المسيحية ليست دين بل منهج حياة ، فالمسيح لم يؤسس عقيدة بل ترك لنا منهج حياة نسير وفقه فى ضوء إيمان قلبي يجتاح الكيان كله! و يظل الفكر بحاجة الى أن يمتلأ بأيدولوجية عقائدية.! وهكذا بنائنا العقلي! وبما أننا مختلفون ومميزون فأفكارنا وأيدولوجياتنا ستظل فى تنوع مستمر وستتزايد عدد الايدولوجيات والعقائد لتتساوى مع عدد البشر في العالم لأننا فى القرن الحادي والعشرين وداخل إطار دين واحد مثل المسيحية إنتقل الاقتناع المذهبي من مستوى المجامع الطائفية الى مستوى الإقتناع الشخصي!! ويجب أن نتعلم من الان فصاعداً أن نقبل وجهات نظر بعضنا البعض ولا نملي أفكارنا على الاخرين. فنحن لسنا عبيداً لأصنام العقائد بل نحن أسياد عليها فى قبولها أو رفضها !!

فكيف تكون المسيحية منهج حياتي وليست ديانة، وباقي الاطر الايدولوجية الدينية أديان؟! في سياق ما ذكر فأن العقل الانساني دائما ما ينزح الى إعتناق أيدولوجية أو فلسفة يملأ بها عقله وتتحكم في سلوكياته وأقواله! فالانسان مثل شخص وُجد في صحراء وخواء فكري ولذلك فهو بحاجة لبنيان فكري عقائدي حتى يصبح انساناً سوياً!! يحتاج الى سوفتوير Software للمخ والعقل الذي يُعتبر Hardware للإنسان! ولكن المعول عليه هنا هو امتلاء العقل بنسق أيدولوجي معين ؛ ربما تكون فلسفة موجودة فعلاً مثل المثالية أو البراجماتية أو الواقعية أو الوجودية، أو تكون دين موجود فعلاً مثل المسيحية أو الاسلام أو اليهودية أو البوذية وغيرها ، أو إن لم يقبل الانسان ما هو موجود من فلسات وأديان ، فهو ينزح بالضرورة الى خلق وإبتداع بنيان أيدولوجي يتكون من ارائه الشخصيه في كافة أوجه الحياة وقد يكون ذلك النسق الايدولوجي فريد ولا يتشابه فيه مع أحد وقد يتبعه أخرين ليصبح مذهب أو دين أو فلسفة جديدة!!

(إن تمحور البسطاء والجهال وتزايدهم حول وهم ما يصنع منه حقيقة مطلقة يدور فى فلكها ويتفلسف المفكرون المؤدلجون!!) إن عملية الادلجة ليست صعبة في المفهوم؛ فنجد الانسان في حالة تقبل سلبي لا أرادي غير ناقد لدين أو بنيان عقائدي ما وخاصة وقت الطفولة! حيث يتقبل الطفل لكل ما يقال له دون نقد أو تشكك وتتراكم هذه المعلومات بمرور الزمن لتكون ايدولوجية فكرية تتحكم في سلوكياته فيما بعد حتى ولو كانت هذه السلوكيات غير منطقية أو منافية للعقل وللأنسانية! بل نجد أنسان حاصل على أكثر من دكتوراة وهو يدور بصورة بلهاء داخل إطار أيدولوجي ديني بصورة حلقية circular thinking بل ويتفلسف فيما نصيبه من الفلسفة والحكمة الانسانية صفر!! ولا يستطيع الهروب من هذا الاطار، هذا الصندوق، هذا القفص، هذه الايدولوجية، هذا الدين، الذي يحد تحليقه في سماء الحرية الفكرية.

وللخروج من عقيدة ما، يلزم التشكيك فيما قد تعتنقه أولاً ثم هدم أسس ذلك البنيان العقائدي شيئا فشيئاً الى أن يتم إنهيار البنيان الايدولوجي بمجمله ليصبح الانسان في حالة خواء معرفي مثل الطفل الصغير! ثم سكب ( بالإقناع) أيدولوجية جديدة أيا كانت دينية أم سياسية، في عقله!! وهذا ما يسمى ب غسيل الدماغ Brain- Washing وهو يحدث بكثرة في الاوساط الدينية فما ذكر يحدث لمشاهدي قناة اسلامية او مسيحية بكثرة حيث تشكك في معتقدات والبنيان الايدولوجي لدين معين حتى يتم هدمه في عقل المشاهد ثم يتم إقناع المشاهد بالبديل وهو الدين الاسلامي او المسيحي!! وحينما يتقبل الانسان ويؤمن بالدين المسيحي بصورة كاملة يسمى born- again Christian أو الميلاد الثاني حيث تتغير اتجاهات وسلوكيات الانسان بصورة مغايرة تماماً ويشعر الانسان انه انسان جديد فعلاً ويرى العالم بصورة جديدة! نعم فقد تغيرت النظارة Eyeglasses التي كان يرى بها العالم! وهذا التغيير قد يحدث لانسان تحرر من الاديان بمجملها وأصبح لاديني لا تتحكم فيها تهديدات وترغيبات الدين، و نحت طريقه في الصخر ليكُون بنيانه الفكري الخاص به من خلال خبراته الشخصية والاجتماعية وقراءاته المتعددة!!

وأختم بعبارة بسيطة جدا وهي : الديانات تحيا وتبقى فى عقول معتنقيها فقط اذا ابتعدوا عن دراستها ونقدها. وتموت حين يتم فحصها ونقدها والتفكر فيها بصورة حيادية! وحينئذ يتحرر الانسان من التأطر الايدولوجي ليكون حراً مثل عصفور قد كسر القفص وأصبح حراً يحلق فى الاجواء المختلفة ليحط على أي شجرة أراد وليأكل أي نوع من الحبوب أراده! دون تقييد، ودون ترهيب وخوف، ودون ترغيب، بل دون غباء!!



#توماس_برنابا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( الشماعة ) و النفس البشرية!!!
- شوم إن نيسيم أو( شم النسيم )!!!
- ماذا كان سيحدث لو لم تكن هناك أي معدة ولا جهاز هضمي ؟!!!
- الصديق الخيالي الأكبر!!!
- رتابة الافلام المسيحية للقديسين !!
- شفاعة القديسين من منظور محايد!!
- الفصامية في السلوك المصري !!
- تسمية الاطفال وأثارها النفسية!!
- الافيون .... والصحة النفسية!!
- ذهب! ياقوت !مرجان! أحمدك يا رب!!
- هل تكلم الحمار؟!
- زهقنا ! كل يوم فول!
- الجهمية والمعتزلة في الاسلام في مقابل الكالفينية و الارمينية ...
- الغناء والانشاد الديني الذى غزا الكنيسة في طريقه لغزو المساج ...
- أصبع الله.... أم عشوائية؟!
- رحمة يا دنيا رحمة !!!
- إختيار صعب: إما موت يونان النبي ( يونس ) في بطن الحوت أو عدم ...
- ثلاث إشكاليات منطقية تنتظر الرد في أول صفحة فقط في الكتاب ال ...
- تقويض فكرة الثواب والعقاب الدينية
- المسيح والشيطان يؤكدان أن الارض مسطحة من إنجيل متى!


المزيد.....




- فساتين النجمات في حفلات صيف 2025: بين الأناقة والتمرّد على ا ...
- مراسلة CNN تضغط على ترامب بشأن الاجتماع المحتمل مع بوتين
- البرغوثي يعلق على خطة غزة التي أعلنها نتنياهو
- ماذا كشف نتنياهو بخطة غزة الجمعة؟.. إليك ما نعلمه ولا نعلمه ...
- مفاوض سابق عن خطة احتلال غزة: من الصعب نجاحها وستكون باهظة ا ...
- لماذا تقود السعودية حملة دولية للاعتراف بدولة فلسطينية؟
- رفيقك الوفي.. كلبك قد يعيد لك توازنك ويخفف من الضغوط والتوتر ...
- وزير الهجرة اليوناني يشيد بتراجع أعداد الوافدين بعد شهر من ت ...
- فيدان: ناقشت مع الشرع تعميق التعاون والقضايا الأمنية
- حكم قضائي رابع يوقف أمر ترامب بمنع منح الجنسية الأميركية بال ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - توماس برنابا - الميلاد الثاني!!