أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - رحمة يا دنيا رحمة !!!















المزيد.....

رحمة يا دنيا رحمة !!!


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4048 - 2013 / 3 / 31 - 19:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يذكر القرأن (وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ [الأعراف : 56] ) وفي هنا إشكالية لغوية حيث سيكتمل المعني أذا قيل رحمة الله قريبة من المحسنين وليس قريب من المحسنين كما هو مذكور في الاية!! ولكني لست بصدد مناقشة لغويات أو نحويات ولكن بصدد مناقشة هذه الرحمة المنسوبة لهذا الاله الرحمن الرحيم!!
وقد ذكر الكتاب المقدس عن رحمة الله الاتي:

1- و قال ايها الرب اله اسرائيل ليس اله مثلك في السماء من فوق و لا على الارض من اسفل حافظ العهد و الرحمة لعبيدك السائرين امامك بكل قلوبهم (1مل 8 : 23)
2- و قلت ايها الرب اله السماء الاله العظيم المخوف الحافظ العهد و الرحمة لمحبيه و حافظي وصاياه (نح 1 : 5)
3- و ابوا الاستماع و لم يذكروا عجائبك التي صنعت معهم و صلبوا رقابهم و عند تمردهم اقاموا رئيسا ليرجعوا الى عبوديتهم و انت اله غفور و حنان و رحيم طويل الروح و كثير الرحمة فلم تتركهم (نح 9 : 17)
4- منحتني حياة و رحمة و حفظت عنايتك روحي (اي 10 : 12)
5- انما خير و رحمة يتبعانني كل ايام حياتي و اسكن في بيت الرب الى مدى الايام (مز 23 : 6)
6- كثيرة هي نكبات الشرير اما المتوكل على الرب فالرحمة تحيط به (مز 32 : 10)
7- يحب البر و العدل امتلات الارض من رحمة الرب (مز 33 : 5)
8- لماذا تفتخر بالشر ايها الجبار رحمة الله هي كل يوم (مز 52 : 1)
9- و لك يا رب الرحمة لانك انت تجازي الانسان كعمله (مز 62 : 12)
10- لان الرب الله شمس و مجن الرب يعطي رحمة و مجدا لا يمنع خيرا عن السالكين بالكمال (مز 84 : 11
11- لانك انت يا رب صالح و غفور و كثير الرحمة لكل الداعين اليك (مز 86 : 5)
12- ها نحن نطوب الصابرين قد سمعتم بصبر ايوب و رايتم عاقبة الرب لان الرب كثير الرحمة و رؤوف (يع 5 : 11)
13- وهناك عشرات الشواهد الاخرى التي تؤكد رحمة الله في الكتاب المقدس بعهديه......!!!!

أي رحمة هذه التي تتحدث عنها هذه الكتب المقدسة أهي رحمة أُنزلت بخصوص الانسان ؛ أالتقي أم الشرير ، أم بخصوص الحيوان ، أم بخصوص النبات، أم بخصوص هذا النظام الشمسي أم بخصوص مجرة درب التبانة بمجملها ، أم بخصوص المجرات الاخرى في هذا الكون universe أم بخصوص السحب السديمية الاخرى التي تمتلأ بالمجرات والنجوم والكواكب؟! إذا نظرنا الى الكرة الارضة وما عليها سنجدها مثل حبة رمل في صحراء أو مثل نقطة مياه في محيط! فأي رحمة تقصدون؟! هل هي الرحمة التي فهمها الانسان بعقله بما أن الانسان هو الكائن الوحيد العاقل في هذه الارض وهو الذي تعقلن وتفلسف وأخرج لنا مفهوم الرحمة بين البشر وبين الكائنات الاخرى؟! وعرفنا ما هو الشر وما هو الخير، هل هذه الرحمة مرسلة من عند الله؟! ممثلة في ماذا؟!، لنضع جانبا الحيوانات لانهم يأكلون بعضهم البعض وأيضا النبات. ولكن دعنا نتحدث عن الرحمة المهداة الى الانسان! هذه الرحمة تتمثل في ماذا؟! هل تتمثل فى إطعامك حينما تكون جائعاً.... فأنت حينما تعيش في بلد مزدهر إقتصادياً... نجد هناك ما يوازي الامثولة المصرية بأن ( الانسان لا يبيت جوعاناً، وكله بفضل الانسان) ولكن هناك بلاد لا يجد فيها الانسان وجبة واحدة في اليوم...!! وهذا راجع الى تخلف البشر الموجودون هناك!!

هناك صورة منتشرة على الانترنت التقطت خلال المجاعة في السودان عام 1994 ، وحصلت على جائزة بولتزر... وفي الصورة طفل سوداني ذو خمس أعوام، عريان وجلد على عظم، يزحف هذا الطفل الذي ضربته المجاعة وأنهكت جسده النحيل بإتجاه مخيم للأغذية يبعد عنه كيلو متر... وخلفه في الصورة يقف نسر منتظراً ، هذا النسر الذي لا يأكل الا الجيف، يقف على مقربة منه ينتظر موته حتى يأكله. هذه الصورة هزت العالم،، ولا أحد يعرف ما حدث للطفل ولا للمصور كيفن كارتر الذي غادر المكان بعد التقاطه لهذه الصورة. وبعد ثلاثة شهور وجد المصور منتحراً ..... متأثراً بهذا المنظر وما يحمله من كأبة واحباط!! وهنا أتسائل لماذا أنتحر هذا المصور الذي كان يعيش في السابق على فكرة أن الله لا يترك إنسان جائعاً!! أين أرجوكم الرحمة هنا؟! وأي إله هذا الذي يترك الاطفال تموت من الجوع؟! أي أب هذا الذي يترك أبنائه في صحراء يموتون من الجوع؟! أنهم صغار ومن المفترض أن يحميهم من المخاطر وخاصة الجوع. وأيضا البشر لهم أب هو الله ، فأين هو ؟! أين هي رحمته؟! هل هذا عقاب؟! إن كان عقاب فأي ذنب إقترفه الاطفال الصغار؟ وأي ذنب أقترفته الحيوانات؟! هل تعرف الحيوانات الشر؟!

مذكور في القرأن ( وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ [هود : 6] ) وهنا تعهد الاله بأن يرزق كل دواب الارض فما بالك الانسان؟! فلماذا يموت الاطفال والدواب جوعى؟! هذا ربما لا يحدث في بعض الدول المزدهرة ولكن لا يخفي علينا أنه يحدث ببشاعة في بقية دول العالم!

ولقد تناولت هنا فقط مشكلة الجوع وبجانبها أيضاً أضع جميع الكوارث الطبيعية من زلازل وبراكين وتسونامي Tsunami وإشعاعات نووية وأوبئة ، كيف يمكن للإله الرحمن الرحيم أن ينزل غضبه على الاشرار والابرار سواسية، على المؤمنين والخطاة معاً، على الشيوخ والاطفال الرضع؟! أين العدالة الالهية؟! بل أين الرحمة القريبة من العباد المحسنين؟!

وإن افترضنا الابتلاء والعقاب الالهي قد نزل على هؤلاء المنكوبين، فأني أتسائل ما الحكمة في إنجاب أطفال في هذه الظروف. فطفل يولد في مجاعة وأمه لا تقوى على إطعام نفسها فكيف تتطعمه؟ً! فهو محكوم عليه بالموت. وطفل ولد في مكان منتشر به وباء فمعلوم أنه سيموت من الوباء أو الاشعاع أي كان نوع الابتلاء!! فلماذا سمح الاله بعملية الانجاب أساساً لهؤلاء الاطفال؟ً ما الجدوى من ولادتهم في هذه الظروف؟ً! وإن كان هذا إبتلاء للكبار فما ذنب الرضع ليولدوا والموت منتظرهم بعد أيام معدودة؟! لماذا لا يكبح الاله هذه القدرة عند الكبار ويسبب لهم العقم أثناء فترة الابتلاء؟!

وهنا أود أن أتأمل في شئ؛ تنتج المرأة ( نطفة أنثوية) بويضة واحدة شهرياً، فلماذا لا يتم إنتاج هذه البويضة عند الانجاب فقط وتوفيرها بدل هدرها؟! لماذا ينتج الرجل في عملية القذف الواحدة أثناء الاتصال الجنسي مئات الملايين من النطف الذكرية ( الحيوانات المنوية sperms )، مع أن حيوان منوي واحد فقط هو الذي سيفوز بالاتصال بالبويضة ليتسببا بإنجاب طفل بشري، فلماذا هذا التسارع والتسابق بين الحيوانات المنوية؟ً! ولماذا يتم إفراز هذا الكم الهائل في المرة الواحدة، لماذا هذا التبذير؟! الم يكن كافياً إفراز حيوان منوي واحد بما أن الله هو الخالق؟ً! هل يوجد هدف من ذلك؟! أم أن في هذا عشوائية وعبثية!! لماذا يتم الإنجاب في ظل تكدس سكاني وقلة الموارد الغذائية، من أين سيتم تغذيتهم؟! أرزقهم على الله؟! ولكننا نجد الناس لا تجد قوتها بل تموت من الجوع. حتى هذا الالتزام الذي وضعه الله على نفسه لم ينفذ! ولماذا يحرم الله على المؤمنين موانع الحمل سواء للرجل أم المرأة طالما لا يلتزم بإطعام البشر، المفروض أن يترك الخيار للوالدين في أن يتحكموا بالنسل طالما لا يقدرون على تربية الابناء!!

وهنا أيضاً أتجرأ وأتسائل لماذا يولد الاطفال مشوهين... بعدم وظيفية أحد الاعضاء. ربما نجد أطفال مولودين بشلل أم بعمى أم بعيوب خلقية! هل في هذا إبتلاء للوالدين أم الطفل؟! وما ذنب الطفل أن لا يعيش حياته مثل الاخرين؟! وأيضاً أتجرأ واتسائل أيضاً لماذا يولد الانسان بجسم ذكر وتوجه جنسي أنثوي أو بجسم أنثى وتوجه جنسي ذكري homosexual orientation ويعيش الانسان صراع يتسبب في الانتحار أحياناً، لانه يرى أن الله في الكتب المقدسة يحرم المثلية الجنسية، وهو لايشعر منذ ولادته بالاثارة الجنسية بتاتاً مع الجنس الاخر بل مع بني جنسه! وتجتاحه الشهوة حينما يتواجد مع بني جنسه. هذا الانسان المثلي تكوينه الجيني هكذا وقد خُلق هكذا ولا علاج أبداً له!! لماذا خلقه الله هكذا، وفي ذات الوقت يحرم عليه الاتصال الجنسي المثلي؟!

بل أتجرأ وأتسائل لماذا يولد she- males هكذا فهم خلقوا بعضو ذكري وجسم أنثى ملئ بالتضاريس؛ كاعب وناهد؟! لماذا يا عزيزي الفاضل يولد الانسان بعضو ذكري واخر أنثوي، نعم الاثنين في جسم واحد!! ما الهدف من ذلك؟! وكيف يتزوج ويكمل نصف دينه؟! أيتزوج نفسه؟!

ولماذا يولد التوأم الملتصق، هناك توأم ملتصق برأسين وجسد أمرأة يعيشا الان في أمريكاً وقد تزوجا برجل واحد وأنجبا طفلا جميلاً! أخاطب ذهن المتدين هل الرجل الذي تزوجهما وهما بعضو تناسلي واحد ، يكون قد اتصل جنسياً بأمرأة واحدة أم أثنين! وماذا يكون رد اللاهوت المسيحي هنا الذي يحرم الزواج بأكثر من واحدة؟! وأذا أحبت أحداهما الرجل ولم تطيقه الاخرى فكيف يتفقان؟! ما الهدف الالهي من هذا الخلق!! أم أن هذا عبث وعشوائية!!

أختم هنا بمقولة قالها الفيلسوف الاغريقي أبيقور في غابر الزمان:
هل الله يريد منع الشر ، و لكنه غير قادر؟
أذن هو ليس قادر على كل شيء
هو قادر ، و لكنه لا يريد؟
أذن هو حاقد ، ذو غل
هل هو قادر و يريد؟
أذن ، من أين يأتي الشر؟
هل هو غير قادر ولا يريد؟
لماذا ندعوه إله أذن؟
-- Epicurus أبيقور



#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إختيار صعب: إما موت يونان النبي ( يونس ) في بطن الحوت أو عدم ...
- ثلاث إشكاليات منطقية تنتظر الرد في أول صفحة فقط في الكتاب ال ...
- تقويض فكرة الثواب والعقاب الدينية
- المسيح والشيطان يؤكدان أن الارض مسطحة من إنجيل متى!
- الصوم من منظور لا ديني
- قصة عبور البحر الاحمر للشعب العبراني فى سفر الخروج من التورا ...
- مجهودات باسم يوسف تصب في مصلحة الرئيس!!
- لا بيض بل حليب
- مجمل الأقداس
- كوانتم الشفاء


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - رحمة يا دنيا رحمة !!!