لا بيض بل حليب

توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4043 - 2013 / 3 / 26 - 21:08
المحور: كتابات ساخرة
    

أستيقظت من النوم على صوت جرس المنبه ولم أكن قد أخذت كفايتي من النوم ، وأرتديت ملابسي وجلست على مائدة الافطار أنتظر الطعام وسألت والدتي: يا أمي ماذا يوجد على الافطار فردت عليّ " بيض وحليب، وسيجهزوا حالاً فقط أنتظر دقائق" وأنتظرت على المائدة وغفلت عيناي لترتشف من النوم قليلاً ريثما يجهز الطعام ووجدت نفسي داخل سفينة روادها من مختلف الالوان؛ لكل منهم نمط حياته المميز له والكل يحترم بعضه البعض ويسعى نحو مسرة الاخر. فكلهم فى سفينة واحدة. وللسفينة طاقم إداري مسئول عنها. ولكن هناك شئ واحد يختلفون فيه ؛ فكان المعظم يحب أكل البيض فمنهم من كان يحب أكله من المنتصف وأخرون يحبون أكله من الطرف ، وأخرون يأكلونه مقلياً، وأخرون لا يأكلونه بتاتاً. وحدث بمرور الايام أن أكلي البيض من المنتصف أصبحوا يجلسون سوياً على المائدة وهجروا الاخرين، وكانوا يتحدثون أثناء أكل البيض عن أهمية أكل البيض من المنتصف وعن خطورة أكله من الطرف وشكلوا حزباً فى السفينة أخذ فى التزايد وكانوا يجتمعون بصورة دورية منددين بأكل البيض من الطرف. وفى يوم من الايام بعد أحد هذه الاجتماعات خرجوا كرجل واحد فى الجانب القبلي من السفينة وهجموا على أكلي البيض من الطرف وذبحوهم حتى تصبح كل السفينة من اكلي البيض من المنتصف.

تناقلت الانباء عن إنتشار حزب أكلي البيض من المنتصف فى كافة ارجاء السفينة، وأنتشر الرعب بين الركاب وطاقم السفينة. وكان لا بد أن يجتمعوا لإيجاد حل فذاك الحزب أعلن مسئوليته عن الاحداث وسيواصل جهاده ضد من لا يأكل بيضته من المنتصف وإبادته من على السفينة. وتعالت الاصوات فى الاجتماع: إحداها يقول لنبلع البيض بلعاً، لا من المنتصف ولا من الطرف؛ وأخرون يقولون لا فلنأكله مشويا؛ ولكن تعالى صوت من أخر الردهة قائلاً فلنمنع أكل البيض على السفينة بتاتاً ولنحقن الدماء، ولنستبدله بالحليب... لا بيض بل حليب... لا بيض بل حليب... وأنتفضت لأجد صوت أمي تقول خلاص يا حبيبي خد الحليب وبلاش البيض. فشربت الحليب وأنا أفكر فى هذا الحلم العجيب. وقمت ذاهباً للعمل، بلا أمل في البيض!!!

#توماس_برنابا (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل