أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - توماس برنابا - ( الشماعة ) و النفس البشرية!!!















المزيد.....

( الشماعة ) و النفس البشرية!!!


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4055 - 2013 / 4 / 7 - 07:24
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


من بداية التاريخ المكتوب ونرى كيف يلقي الانسان بعيوبه على غيره!! فنجد في سفر التكوين من الكتاب المقدس حينما عصى أدم وحواء الله ، كيف تصرف كل منهما ( تكوين 3 : 8 – 13 ):

• 8. وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الالَهِ مَاشِيا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ فَاخْتَبَا ادَمُ وَامْرَاتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الالَهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ.
• 9. فَنَادَى الرَّبُّ الالَهُ ادَمَ: «ايْنَ انْتَ؟».
• 10. فَقَالَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ لانِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَاتُ».
• 11. فَقَالَ: «مَنْ اعْلَمَكَ انَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ اكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي اوْصَيْتُكَ انْ لا تَاكُلَ مِنْهَا؟»
• 12. فَقَالَ ادَمُ: «الْمَرْاةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ اعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَاكَلْتُ».
• 13. فَقَالَ الرَّبُّ الالَهُ لِلْمَرْاةِ: «مَا هَذَا الَّذِي فَعَلْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْاةُ: «الْحَيَّةُ غَرَّتْنِي فَاكَلْتُ».

وهنا نرى كيف القى كل من أدم وحواء الوزر على بعضه البعض ، فأدم القاه على إمرأته حواء وحواء القت وزرها على الحية! هذه القصة مزروعة فى اللاشعور الانساني ، حيث نجد الطبيعة البشرية تحتم على الانسان ليتوازن نفسياً أن يبحث على طريقة يبعد بها الشر عن نفسه ويهرب من العقاب عن طريق القاء العبأ على شخص أو شئ أخر؛ قد يكون أخ أو أخت أو أب أو أم ، أو أحد الاقرباء أو أحد الاصدقاء، أو الشيطان ، أو الظروف ، أو الله ( ولخوفه من هذا الاتهام فأنه يلقى الاتهام على الزمن أو الايام أو القدر!!) . وهذا بالطبع يفعله دون أن يقتنع أنه السبب الرئيسي فيما يحدث له ، فهذا أخر شئ يمكن أن يدركه!!

فلكل أنسان شماعة ما ، في موقف ما، يعلق عليها، عيوبه وذنوبه وخطاياه!! بدل من أن ينضج ليعترف بأنه يحمل هذه العيوب ويحاول من تحسين نفسه والتعديل من شخصيته!! فالزوج يلقى بوزر عدم إمكانيته في قيادة البيت على سوء إدارة الزوجة للموارد المتاحة! والابن من صغره حينما يواجه بموقف أخطأ فيه نجده يبحث عن شخص يلقى عليه سبب أخطائه ، ولا أنسى أبداً هذا الموقف حينما كنت أسير في أحد الشوارع وكان هناك طفل دون الثالثة يسير أمام بيته وسقط متعثراً، وبكى بكاءاً شديداً لتخرج أمه وتقول له من فعل هذا بك! وإذ أجد الطفل يشير الىّ وأنا أسير في الشارع ولا دخل لي به ، بل أنا بعيد عنه بأمتار كثيرة!! ومن يومها وأنا أفكر في هذه الشماعة التي بدونها ربما يصاب الانسان بأضطرابات نفسية كثيرة... فهو يجب أن يخرج نفسه بريئاً من أي موقف دون عقاب، سواء على المستوى الشعوري أو اللاشعوري!!

الموظف حينما يواجه بأوجه قصوره، بدلاً من الاعتراف بها، يشحذ ذهنه في أبتداع أسباب وأشخاص يلقى بأوزاره عليهم ، في أنهم السبب ، وهو يعمل عمله جيداً ولكن زملائه لا يجيدون العمل وجروه لأن يشابههم ويجاريهم! والعامل في المصنع يرمي فشله على الالة التي يعمل عليها ومن صنعها، والتلميذ يلقي فشله على معلمه الذي لا يشرح بضمير، والمدرس يلقي فشله على الوزارة التي لا تهتم به كمعلم من الناحية المهنية والمالية، والوزير يلقي عيوبه على عدم فهم وتقبل الشعب لما يريد!! والشعب يلوم الحكومة، والحكومة ترى الشعب جاهل وغير مؤهل لفهم سياساتها!!! والفشل ينتشر في كافة أوجه الحياة من الغفير للوزير ، وينهار المجتمع لسبب بسيط وهو أن الانسان من صغره لم يتعلم أن يعترف بخطئه بل تم تعليمه أن اللف والدوران وإلقاء الذنب على الغير هو الشطارة والحذاقة والنصاحة!!!

ويتمادى الانسان في هذه الحيلة الدفاعية، حينما لا يمكنه تنفيذ التعاليم الدينية، فأنه يلقي بالذنب على الشيطان بأنه هو الذي يوسوس ويغوي وليس للأنسان أي حول ولا قوة تجاه ما يفعله الشيطان!! في الحقيقة الانسان مسئول عن أفعاله، ولا وجود لموسوس ولا حتى قدر يقدر الشر! ويستشهد الناس بالكتب المقدسة التي تؤيد كلامهم ففي القرأن الكريم (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا [الشمس : 7] ، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا [الشمس : 8] ) فبحسب الفكر الديني أن كل ما تفعله النفس من خير وشر هو ملهم من الله!! بحسب الاية السابقة!! وأيضاً هذا موجود في الكتاب المقدس (مصور النور و خالق الظلمة صانع السلام و خالق الشر انا الرب صانع كل هذه (اش 45 : 7) ) فالله هو هنا من يصنع الشر ، فما ذنب الانسان حينما يقع في الشر ، فإما الشيطان وزه عليه أو أن الله قدر هذا!! والانسان لا حول له ولا قوة، ولا يمكن لله أن يحاسبه، بل يجب عليه أن يقدر ضعفه ويغفر له لان الله رحوم غفور ورحمن رحيم!!!

كيف يمكن لله مصدر الخير أن يكون مصدر الشر أيضاً ! أليس في هذا تناقض منطقي فكل إناء ينضح بما فيه! فهل الله شرير حتى يلهم الفجور ويكون خالق الشر كما تقول الكتب المقدسة؟! أرجو من القارئ العزيز أن يتأمل هذه الايات جيداً فهي نصوص مقدسة ولم أتِ بها من عندياتي!!

فيا صديقي العزيز لتتقدم في حياتك الاجتماعية والمهنية ولتطور من شخصيتك ، فأعتبر كل ما يحدث لك أنت مسئول مسئولية كاملة عنه. أحمل المسئولية وإياك والقاء الذنب على الظروف أو الزمن أو القدر أو الشيطان أو الله! فحتى إن كان ما يحدث لك سببه يرجع لأخرين مثل الوالدين أو الاخوة أو الاقرباء أو الاصدقاء أو الزملاء أو رب عملك؛ فأعتبر أيضاً أنك أنت المذنب في أنك لم تفهمهم الفهم الكافي من قبل لتعاملهم بالطريقة الملائمة ، فلكل أنسان مدخل خاص ! كن فطناً وحب نفسك ليحبك الاخرون بحبك لهم! ساعد الجميع ، تطوع دائماً لمساعدة أيّ كان سواء سيرد لك الجميل أم لا! وستجد نفسك إنساناً سعيداً، مكتفياً بما عندك، ناجحاً في عملك و بين أسرتك وفي تربية أبنائك!!


وأختم أيضاً بإقتباس مفضل عندي للفيلسوف الاغريقي أبيقور في غابر الزمان في معالجته لهذا الامر:
هل الله يريد منع الشر ، و لكنه غير قادر؟
أذن هو ليس قادر على كل شيء
هو قادر ، و لكنه لا يريد؟
أذن هو حاقد و غير محب
هل هو قادر و يريد؟
أذن ، من أين يأتي الشر؟
هل هو غير قادر ولا يريد؟
لماذا ندعوه إله أذن؟
-- Epicurus أبيقور







#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شوم إن نيسيم أو( شم النسيم )!!!
- ماذا كان سيحدث لو لم تكن هناك أي معدة ولا جهاز هضمي ؟!!!
- الصديق الخيالي الأكبر!!!
- رتابة الافلام المسيحية للقديسين !!
- شفاعة القديسين من منظور محايد!!
- الفصامية في السلوك المصري !!
- تسمية الاطفال وأثارها النفسية!!
- الافيون .... والصحة النفسية!!
- ذهب! ياقوت !مرجان! أحمدك يا رب!!
- هل تكلم الحمار؟!
- زهقنا ! كل يوم فول!
- الجهمية والمعتزلة في الاسلام في مقابل الكالفينية و الارمينية ...
- الغناء والانشاد الديني الذى غزا الكنيسة في طريقه لغزو المساج ...
- أصبع الله.... أم عشوائية؟!
- رحمة يا دنيا رحمة !!!
- إختيار صعب: إما موت يونان النبي ( يونس ) في بطن الحوت أو عدم ...
- ثلاث إشكاليات منطقية تنتظر الرد في أول صفحة فقط في الكتاب ال ...
- تقويض فكرة الثواب والعقاب الدينية
- المسيح والشيطان يؤكدان أن الارض مسطحة من إنجيل متى!
- الصوم من منظور لا ديني


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - توماس برنابا - ( الشماعة ) و النفس البشرية!!!