أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - توماس برنابا - الاعمال السحرية والحسد من منطلق علمي لاديني!!















المزيد.....

الاعمال السحرية والحسد من منطلق علمي لاديني!!


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4056 - 2013 / 4 / 8 - 19:55
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


هناك أمور تجعل المتدين يتمسك بدينه أكثر ، ومن هذه الامور الايمان بالسحر والاعمال وخاصة أن حدث شئ شرير لأحد الاقرباء أو للنفس من تلقاء هذه الامور. وأن لن أُكذب هنا هذه الممارسات بل سألقي الضوء عليها بصورة محايدة وسأؤكد على صحتها ولكن من منظور علمي!!

حدث معي موقف من سنوات، حيث قام أحدهم بإعطائي مائة جنيه من العملات المعدنية وقد أئتمنته دون عدها وكانت في كيس بلاستيكي أسود ، وحينما فتحت الكيس بعد رحيله وجدت رائحة نتنة تخرج من الكيس ! لست أعلم هل وضع قطعة نشادر مع النقود أم ماذا؟! ولكن ما تأكدت منه ، خاصة عند مقابلتي له ثاني يوم وسؤاله عن صحتي، هو أنه كان يقصد أن يعمل لي عمل!!! وأبتسمت في قرارة نفسي ورحت أتصرف معه لأؤكد له أنه لا يجوز فيّ أعمال ولا أسحار!! ورحت أتأمل الممارسات الكثيرة التي يقصد من عملها تقييد أنسان وهل لها فعالية فعلا؟! وهل لذلك تفسير علمي؟!

يستلزم لحدوث أثر لأي أنسان يُعمل له عمل أو سحر أن يكون مؤمن بهذه الامور ليتوافر عامل الايحاء والتوقع Suggestion and Expectation !! ويلزم ليتأثر أن يدرك أن هناك أمر يصاغ ضده لتقييده وذلك يجب أن يدخل لإدراكه الذهني عن طريق أحد الحواس الخمس! فربما يشم شئ منفر ( مثلما حدث معي) وربما يلمسه أحد أو يجعله يلمس شئ ما، أو يرى أمر غير طبيعي مثل مياه مرشوشة حول بيته ، أو حجاب تحت مرتبته او مخدته! أو يسمع تعويذه تقال على مسامعه! أو يتذوق مياه من طعمها يدرك أن شئ مذاب فيها! فيدرك الانسان أن أحدهم قد عمل له عمل!! أذا أدرك الانسان أنه تم عمل سحر له وهو في ذات الوقت يؤمن بالسحر والاعمال ، سيدخل دائرة الايحاء والتوقع ، ليتوقع حدوث مكروه له. وبذلك يوهم العقل الباطن بالامر ويرتعب الانسان فيقوم جهاز الهيبوثلاموس Hypothalamus بتحويل اتجاه قوىّ مشاعر الخوف السلبية نحو أحد أعضاء الجسم الحشوية فيصاب الجسم بأمراض سيكوسوماتية Psychosomatic مثل دمامل على الجسم ، أو قرحة ، أو شلل جزئي لاطراف معينة ، أم شلل كلي! أو زيادة في ضربات القلب ممايوحي بخطب في القلب أو زيادة في وظائف الكلي أو أنزيمات الكبد مما يوحي بحدوث خطب بهما وغيرها الكثر من الامراض التي لا أساس عضوي لها ولكنها مستوحاة من الوهم ومبنية على مشاعر سلبية كالخوف والقلق والصراع والارق والعصبة والغضب، ويحاول العقل الباطن إحداث توازن بالجسم بجعل جهاز الهيبوثلاموس ( الموجود أسفل المخيخ) بترجمة هذه المشاعر السلبية لاعراض بدنية! وعند إدخال الطمأنينة لقلب هذا الانسان بأي وسيلة كانت دينية أم طبية أم دجلية!، تزول المشاعر السلبية فتزول الاعراض البدنية فوراً أو بعد حين!!


وعلميا يطلق على هذه الامور أثر النوسيبو Nocebo Effect وكلمة Nocebo من كلمة لاتينية تعني (I will harm) " أنا سوف أؤذي" وهذا يتوقف على إيمان وتوقع المريض أن مادة ما أو ممارسة ما ضارة له أم نافعة له!!


ومثال واضح لأثر النوسيبو هو موت أحدهم من الفزع بعد أن تم عضه من قبل ثعبان غير سام. وجدير بالذكر أن المادة الخاوية الفعالية -أو أي إجراء- ليس لها عامل كيميائي أو غير كيميائي يمكنه أن يسبب الأثر الضار على المريض وبذلك يرجع أي تغيير للأسوء إلى عامل داخلي للمريض وهو توقعه وإيمانه المتشائم والسلبي نحو هذا الامر او الدواء الخاوي الفعالية.

ونحن نرى هذا الامر فى حياتنا اليومية فى أمور شتى:

مثلاً التشاؤم والتفاؤل بأمورما تندرج تحت موضوع Nocebo فحينما يتفائل انسان بشئ ما مثلاً عقد او قلادة اوفستان او بدلة او شخص ما يراه صباحاً، ايّ كان السبب، يجد يومه سعيداً لان العقل الباطن يزيد من فرز المواد الكيمائية المسببة للسعادة واليقظة فنجد الانسان منفرج الاسارير فينجح يومه! والعكس صحيح فهناك من يتشائم من شخص او قطة سوداء او من رقم 13، فهم مقتنعين تماماً بالاثر السلبي لهذه الامور عليهم ولذلك تضعف المواد الكيميائية فى الدم المسئولة عن السعادة والحيطة من قبل العقل الباطن، ولذلك نجد الانسان لا يؤدي مهامه اليومية بتركيز ويفشل يومه ويخسر الكثير بسبب تجهمه. ويزداد ايمانه بالتشاؤم من ناحية اخرى بسبب هذه النتائج وبذلك يعيش سجين اطار عقيدة التشاؤم!

وأيضاً الايمان بالحسد ، حيث يقتنع المسلم وبعض تابعي العقائد الاخرى، بأن هناك تأثير لعين الحسود على جسم او مقتنيات المحسود، وهذا الامر موثق بالنصوص الدينية فيكون مقتنعاً تماماً به. ويرى المسلم أن الشخص المحروم دائماً حسود، فمن حُرم الاطفال يحسد من يرزق بمولود فتخاف الام وتعمل ما يسمى بالعروسة: حيث تأتي بعروسة ورقية وتظل تثقب العروسة وتقول فى عين فلان وفلان الى ان تنتهي من كل من تشك فيهم ان حسدوا الطفل ثم تحرقها وترسم من رمادها صليب على جبهة الطفل او هلال كلّ حسب دينه! ومن أشترى سيارة جديدة يرى ان الجميع سيحسدونه ولخوفه من زوال هذه النعمة يذبح خروف ويطبع من دمه على كفه كفوف فى جميع جوانب السيارة او البيت.... الخ، أعتقادا منه ان الكف يذهب الحسد بل ايضاً الخرزة الزرقاء ورقم خمسة وغيرها.

فإن حدث ونسى الانسان ان يتلو تعويذة كلامية ( معوذة) او يلبس تعويذة مادية وشعر بأن أحدهم حسده، يصاب بمرض ( حيث يترجم جهاز الهيبوثلاموس هذا الخوف الى عرض بدني فى احد اعضاء الجسم) او يضعف تركيزه فيفسد ما فى يده متهماُ أن فلان حسده! فإيمان الفرد بالحسد يجعله فى حالة تخوف دائماً ودائما ما يتلو المعوذات الكلامية ويرتدي ما يرد الحسد مما يفسد العلاقات البشرية. وهذا الايمان هو ما يجعل الانسان إيحائياً يرتبك فيما يقوم به من اعمال فتفسد فى يده او يخسرها وعين الاخرين بريئة كل البراءة لكن هذا ما نطلق عليه أثر النوسيبو Nocebo. وإن تحرر الانسان من التشاؤم والايمان بالحسد وأقتنع بعدم فعاليتهم لن تتكرر معه هذه الامور!

بالرغم من ان التشاؤم والايمان بالحسد يَنسب لله عجز فى حماية الانسان وفى ذات الوقت نقتنع ان اخواننا من البشر لديم طاقة ماورائية سحرية لضرر الاخرين وهو أمر عاري من الصحة والحقيقة!

وأيضاً الايمان بالسحر ، حيث لا وجود لما يسمى سحر witchcraft ولكن خفة اليد magic يمكننا أن ندعوه سحراً ولكنه ليس أمر خرافي بل يمكننا تعلمه. أما أن يمتلك فرداً ما قدرة سحرية ما لضرر احدهم او رفع اشياء او اخفاءها فهذا الامر اسطورة وليس حقيقي. ويرجع البعض ان هناك بعض العرافين والسحرة لديهم مقدرة على ضرر ونفع الاخرين. ومن المنافع ما تم ذكره انفاً من اقتراح مواد علاجية خاوية الفعالية Placebo ويتم الشفاء من أمراض فيزداد الايمان بأن هذا العراف او الساحر لديه قدرة خارقة مستمدة من الاسياد او الجان او الشياطين وبالتالي فأيضاً لديه القدرة على إيذاء الاخرين! وهنا يأتي ما يسمى بالعمل والحجاب ، حيث يقنع العراف الناس بأن لديه المقدرة على عمل (عمل) لأحدهم لضرره، وحينما يشك ويعلم الانسان المستهدف هذا يصاب فعلا بالمرض! تأييدا لمبدأ أثر النوسيبو حيث يترجم الهيبوثلاموس الخوف الشديد الذي ينتابه حينما يرى(العمل) او ماء مرشوش حول باب بيته الى أعراض بدنيه يصاب بها. وبما انه ليس هناك سبب فيزيقي للمرض بل مسببه الوهم فلإزالته يجب أن نوهم المريض ايضا عن طريق رجل دين او عراف أخر يكون لديه ذات العقيدة فى ان هذا ( العمل) يستدعي طاقة روحية او جان او شياطين تمس الجسد. فيذهب المريض لسحار يعمل له حجاب وحينما يقتنع بقدرة الساحر وحجابه تزول الاعراض. أو حينما تجري له رقية أو صلاة عليه تزول الاعراض والسبب ايمان الانسان بقدرة الساحر او رجل الدين فى هزم وطرد الارواح الشريرة والسحر والمس والاعمال. بالرغم من ان هذه الامور أوهام!

وفي الاوساط البدائية يخاف الجميع ساحر القبيلة، ويؤجر بعضهم ساحر القبيلة لإلقاء تعويذة شريرة على أحدهم فيقوم بذلك ويُفاجأ المستهدف بالساحر يلقاه بالطريق ويلقى عليه التعويذه ولان المستهدف مؤمن تماماً بمقدرة الساحر الخارقة فعلا يصاب بالمرض ويموت بعد ايام قليلة! ولكن ان كان المستهدف لا يؤمن بهذه الامور فلن يصيبه اي شئ! فالمُمرض هو عقل الانسان نفسه وايضا هو الشافي!

ولذلك فعقل الانسان هو أساس كل داء وأساس كل شفاء!! ولذلك أذا أمن هذا العقل بالاعمال والاسحار والحسد ؛ سيصاب بأمراض نفسجسمية ناتجة من هذا الايمان عند التأكد أو الشك بأن هنالك من حسده أو سحره!! ولكن إن أقتنع الانسان بعدم فعالية هذه الامور وأنها خرافات لا تضر ولا تنفع ، فسينجح الانسان في عدم التأثر بأي شئ من هذه الامور! وسيصبح الانسان شخصاً لا يجوز فيه لا سحر ولا أعمال!!!



#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنهج الخفي!!
- الميلاد الثاني!!
- ( الشماعة ) و النفس البشرية!!!
- شوم إن نيسيم أو( شم النسيم )!!!
- ماذا كان سيحدث لو لم تكن هناك أي معدة ولا جهاز هضمي ؟!!!
- الصديق الخيالي الأكبر!!!
- رتابة الافلام المسيحية للقديسين !!
- شفاعة القديسين من منظور محايد!!
- الفصامية في السلوك المصري !!
- تسمية الاطفال وأثارها النفسية!!
- الافيون .... والصحة النفسية!!
- ذهب! ياقوت !مرجان! أحمدك يا رب!!
- هل تكلم الحمار؟!
- زهقنا ! كل يوم فول!
- الجهمية والمعتزلة في الاسلام في مقابل الكالفينية و الارمينية ...
- الغناء والانشاد الديني الذى غزا الكنيسة في طريقه لغزو المساج ...
- أصبع الله.... أم عشوائية؟!
- رحمة يا دنيا رحمة !!!
- إختيار صعب: إما موت يونان النبي ( يونس ) في بطن الحوت أو عدم ...
- ثلاث إشكاليات منطقية تنتظر الرد في أول صفحة فقط في الكتاب ال ...


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - توماس برنابا - الاعمال السحرية والحسد من منطلق علمي لاديني!!