أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - الإله الذي يُشمخ عليه !!!














المزيد.....

الإله الذي يُشمخ عليه !!!


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4100 - 2013 / 5 / 22 - 20:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يذكر الكتاب المقدس أن الله لا يُشمخ عليه...( لا تضلوا الله لا يشمخ عليه فان الذي يزرعه الانسان اياه يحصد ايضا (غل 6 : 7) )... وفي القرأن هو خير الماكرين... (وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ [آل عمران : 54]..... وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ [الأنفال : 30] ).... يعني بالبلدي ومن الأخر ربنا ماينضحكش عليه !!! ولكني لماذا أجد حتى الأطفال الصغار من هم دون الثانية عشر من المسيحيين والمسلمين يتحايلون على الوصايا وبطريقة فذة وفظة يشمخون على الله ويمكرون عليه؟ !!!

هؤلاء ينادون أن الدين يسر لا عسر ... وينادون بالوسطية ...وبأن الله محب... غفار ورحوم بالعباد !!! وخاصة حينما يقعون في مصيبة هم السبب فيها ... فحينما يسرقون، و حينما ينهبون، و حينما يزنون ، و حينما يقسمون بالله زوراً... عن قصد وسبق إصرار... نجدهم يجدوا الحل الشرعي واللاهوتي الذي يريح ضمائرهم ويكفر عن معاصيهم وينامون برضى وبهناء وراحة ضمير! فقد فعلوا ما يريدون من فظائع وقد أرضوا الله شرعاً في ذات الوقت !!!

فالدين عند المتدينين هو ممارسة طقوس معينة يبغون منها مغفرة خطاياهم و يكثرون منها كي يكثروا من خطاياهم ، وهكذا دواليك. فالحسنة تلغى المعصية و لذا نجد أن من يكثر من الحسنات كثير السيئات فهو إنسان شرير القلب و يريد أن يكسب رضا الله بعمل بعض الطقوس؛ و شر قلبه يظهر في أنه يفعل هذه الطقوس كمن يدين الله بدين يسترده عند قيامه بسيئة و لذا يجب علي الله أن يغفر سيئاته لأنه يتعبد و يمارس الطقوس والفرائض والله سيكون ظالماً إن لم يدخله الجنة ؛ أو السماء!!!

فنظام السيئات والحسنات وأن الحسنة بعشرة أمثالها (مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ [الأنعام : 160] من رأيي أنه مفسدة للمجتمع...فيجب أن يُنهىّ عن السيئات نهائياً لا أن نطرك لها الباب موارباً تحت أسم حسنات أخرى حين تنفيذها تلغي من هذه السيئات أو تكفر عنها !!!

ومن أمثلة هذه الأمور من الواقع الفعلي المُعاش حينما يُكثر الانسان من معاصييه؛ نجده يرغب في الحج بشدة... فمن عقيدته الحج يرجعه كوليد ذو صفحة بيضاء من المعاصي !!! ومن يصوم شهر رمضان ؛ من عقيدة المسلم أنه يكفر ذنوب السنة التي تسبقه والسنة التي تليه !!! وهكذا صيام يوم عرفة !!! وليلة القدر وغيرها الكثير من الممارسات كالصوم والتصدق والنحر وغيرها التي تعطي كارت بلانش كدليل محو كافة المعاصي والبدأ في ممارسة غيرها !!!

أليس هذه الأمور ضحك على الدقون وأولهم على لحية الله نفسه ؟!!! فالمذنب لا بد أن يُعاقب حتى يُصلح فيصلح المجتمع حتى لا تتكرر السيئات والأمراض الأجتماعية... وحينما يتم السماح لها بطريقة شرعية ولاهوتية؛ فكيف نُصلح المجتمع حينئذ!!! لأننا سنجد الناس تقول الله غفور رحيم يا أخي وغفرلنا أنت متغفرش ليه؟ أنت كافر ؟!!

تحت هذه العقلية نجد ممارسات إجتماعية خطيرة تنتشر بين ثنايا المجتمع الشرق الأوسطي وخاصة مصر... فنجد الناس من الغفير للوزير مقتنعين أيدولوجياً بهذه الأمور... فحينما يخطأ الانسان لا بد أن يُصلح الانسان خطئه بفعل أخر... مثل أن يقبل هامة المُخطئ في حقه !! وبذلك نصطفي ويا دار ما دخلك شر !!! وهناك على المستوى المحلي، المجالس العرفية حينما يتم التهجم على مسيحيين وحرق كنائسهم نجد من ينادي بالتصالح وذبح ونحر الذبائح إحتفالاً بهذا الُصلح دون إرجاع المسلوب أو تسديد ثمن التالف أو حتى معاقبة الجناة !!! والأفظع من هذا جميعه نجد المسيحيين منفرجي الاسارير والاوداج راضيين وكأنما قد أخذوا حقوقهم فعلاً بعد هذه المجالس !!
يا سادة !!! أين حق المجتمع ؟!! فأنت حينما تسرق أو تضرب أو تُخطأ في حق الأخر؛ ففي حقيقة الأمر أنت أخطئت في حق المجتمع أولاً ثم أخيك المواطن ثانياً... فحينما تؤكد لي أنه تم التراضي والصلح بينكما... لخوف الشخص المُغتصب حقه أو قبضه الدية؛ فأنت لم ترد حق المجتمع بعد !!! فالمجتمع من أسسه معاقبة المخالف للقواعد المجتمعية التي تتيح لأفراد المجتمع أن تتعايش سويا داخله ... فالسارق كما تحدد القوانين يجب أن يُعاقب بالحبس ... والقاتل والمغتصب أيضا كذلك؛ فكل مجرم يجب أن تتم معاقبته حتى يأخذ العدل مجراه وينال المجتمع حقه !!! فأفراد المجتمع يجب أن يثقوا في مؤسساته حتى تحميهم ولا تتكرر الجرائم فيه !!! فكيف يتم إطلاق سراح مجرمين بسبب أنهم تصالحوا مع الضحايا... أو بسبب عفو رئاسي... أو لأي سبب !!! فالمجرم مكانه السجن لا بين الأمنين حتى يكون أُمثولة لغيره وليس قُدوة للصغار فيفسد المجتمع من أساسه...!!!!

يا سادة أليس الدين سبب إنهيار المجتمعات وهذا الأمر مجرد مثال يملأ عقل المسلم وعقل المسيحي... فالله غفور رحيم محب ويغفر للجميع... فيجب بالتالي أن يكون البشر مثله غفورين لبعضهم زلاتهم !! وحتى على مستوى الفرد نجد إيمان المسيحي وخاصة الارثوذكسي الذي يفعل المعاصي ثم ينظف نفسه منها في جلسة إعتراف ؛ فهو يؤمن أن سر الأعتراف مثله مثل حمام يغتسل فيه... وهذا لا يردعه عن إرتكاب الشرور مرة أخرى !! مثله مثل المسلم الذي يؤمن بنظام السيئات والحسنات وأن ممارسة طقوس ما كصوم أيام معينة كأيام رمضان أو يوم عرفة أو الحج لها فعالية محو بل غسل النفس بأكملها من المعاصي ، بلا أي نية مستقبلية للإقلاع عن نفس المعاصي...!

فمفهوم التوبة البسيط يعني عدم الرجوع للأغلاط والخطايا مرة أخرى بل تحويل إتجاه الانسان من إتجاه السلوك العاصي لإتجاه السلوك الصالح ... ولكن من يفهم؟ لا أحد !! الكل يبحث عن التحايل والضحك على النفس... بل على الله ذاته المذكور أنه خير الماكرين وأنه لا يُشمخ عليه !!!



#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإله الشحاذ !!!
- التدرج السُباعي نحو الإلحاد الواعي !!!
- إلحاد ... أم ... إستلحاد !!!
- الاعجاز الرقمي والعلمي في النصوص المقدسة
- المرآة والأزدواجية في المجتمع المصري !!!
- إبداع أم هرطقة !!!
- عمق عينيكي !!!
- نصارى ... أم ... نتذارى ... أم ... مسيحيين ؟!!
- خطة مقترحة من محشش للتعليم ما قبل الجامعي الالزامي!
- في نقد المسيحية أثناء الأيمان -10- التدين !!!
- في نقد المسيحية أثناء الأيمان -9- ظاهرة تأخر الخادم و الوقت ...
- في نقد المسيحية أثناء الأيمان -8- التسبيح !!!
- في نقد المسيحية أثناء الأيمان -7- سيادة الله !!!
- في نقد المسيحية أثناء الأيمان -6- الرحمة اولاً ثم الذبيحة !! ...
- في نقد المسيحية أثناء الأيمان -5- فعالية الماضي في الحاضر و ...
- في نقد المسيحية أثناء الأيمان -4- نظرية النسبية و الصليب !!!
- في نقد المسيحية أثناء الأيمان -3- التلاميذ خريجوأفضل جامعات ...
- في نقد المسيحية أثناء الأيمان -2- رنم صح !!!
- في نقد المسيحية أثناء الأيمان -1- رنم صح !!!
- تفنيد ظاهرة النور المقدس !!!


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - الإله الذي يُشمخ عليه !!!