أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - عوامل تعرية حصون المتدين الذهنية !!!















المزيد.....

عوامل تعرية حصون المتدين الذهنية !!!


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4104 - 2013 / 5 / 26 - 19:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تعرف موسوعة الويكيبديا التعرية (بالإنجليزية: Erosion) بأنها عملية طبيعية تؤدي إلى انفصال الصخور أو التربة عن سطح الأرض في بقعة ما وانتقالها إلى بقعة آخرى. وهي تشمل ثلاث عمليات مبدئيه: التجويه، والتآكل، والنقل. وتمتد عملية التعرية، عادة على امتداد آلاف بل ملايين السنين ومع ذلك فإن بعض الأنشطة البشرية مثل التعدين يمكن أن تؤدي إلى الإسراع بحدوثها... ومن عوامل التعرية : الماء، الهواء ، الاحياء ، تقلب الحرارة ، الرياح ، الثلاجات ، حركات الارض ، والجاذبية .

وهكذا عملية تفتيت وتآكل وتعرية الحصون الذهنية المتحجرة والصلبة للمتدين؛ لا يمكن أبداً أن تتم في يوم وليلة بل قد تستغرق شهور بل سنين وأحياناً عقود من السنوات مع بعض العقول العنيدة !!! ويمكن لبعض العوامل حين يتم توافرها أو توفيرها أن تُعجل من التعرية والانهيار التام لهذه الحصون ومن هذه العوامل ما يلي:


1. التفكير الناقد


يتواجد المؤمن الطائفي داخل دائرة منغلقة من العقائد والقيم والمبادئ المقتبسة من طائفته ( أو مذهبه) لا يستطيع الفكاك والانفلات منها ولا يستطيع التفكير الا من خلالها... ولذلك يجب أن يتعلم الانسان أن يستخدم عقله وفكره الناقد حينما يتناقش او يفكر في أي أمر مبتدأً من الامور الدنيوية الى أن يتعلم أن يُعمل عقله في الأمور الدينية... وأن يكون حيادياً ويتقبل إحتمال كونه على خطأ... وهذا هو أهم عامل من عوامل التعرية ويعتبر نقطة إنطلاق لبقية العوامل !


2. دراسة اللاهوت المقارن ومقارنة الأديان


دراسة اللاهوت المقارن هوالاطلاع على المذاهب الاخرى داخل الدين الواحد.. وكيف يفكر أصحاب مذهب ما وكيف يُنظرون ويأولون ويفسرون وكيف ينطبع هذا على سلوكياتهم داخل مذهبهم، هذا يوسع الافق ويتيح للأنسان نظرة فوقية (A Bird s Eye View) على مذهبه ومذاهب الاخرين.... وأيضاً القراءة في الاديان الأخرى تعتبر مرحلة تالية للوقوف على أهم ما يميزها والتيقن الفردي من الاتهامات التي توجه لهذه الاديان من قبل علماء ديني أنا وعلماء الأديان الأخرى عن كل دين على حدا... والمقارنة والمقابلة الشعورية واللاشعورية بين هذه الاديان وديني الخاص... فأيهما أرقى وأيهما أصلح لحياة إجتماعية أفضل؟...بل أيهما أصح من وجهة نظر لاهوتية؟ ... وأسباب ذلك!... ولماذا أفضل ديني على هذه الاديان؟... هل يوجد في ديني ما يميزه عن هذه الاديان للأفضل أم العكس ؟!


3. نبذ الطائفية


حينما يتفقه الانسان في اللاهوت المقارن والقراءة المتأنية والناقدة في المذاهب الاخرى... تنفتح عيناه على أن في التشرذم والطائفية والتمذهب خطر على الدين ذاته ... لأن في كل مذهب ما يُخطئ الاخر... وإذا جُمعت هذه الاخطاء من كل مذهب ووضعوا بجانب بعضهم البعض ، إنهار الدين بمجمله أمام موجات الألحاد المتنامية ! لذلك حينما يقرأ الشباب في المذاهب والطوائف المختلفة في الدين الواحد يصل لدرجة نبذ الطائفية وينادي باللاطائفية ( اللامذهبية)Non-Denomination ويكرس كل غالي ونفيس في توحيد إخوان دينه من وهدة الفرقة ويحاول أن ينادي بمجامع مسكونية ( في المسيحية ) ومؤتمرات إسلامية ( في الاسلام) للم الشمل والتصالح والاتفاق على بنيان عقائدي واحد !!! وغالباً ما يصيب هؤلاء الناس اليأس و الفشل بسبب صلادة وصلابة حصن الطائفية في ذهن المتدين وصعوبة تخلي الناس عما نشأوا فيه من عقائد !!!


4. دراسة الدفاعيات والنقد النصي ومحاولات فردية لرد الشبهات


تواجه الاديان المتعايشة سويا Co-existent في مجتمع واحد، تفاعلات حتمية بعضها ببعض تجعل معتنق الدين الواحد ينتقد ويوجه الشُبهات نحو الدين الأخر لجذب معتنقي الدين الأخر وحماية أبناء وبنات دينه من إعتناق الدين المنافس... وأحيانا تكون هذه الإتهامات أو الشُبهات وهمية لا أساس لها من الصحة وأحيانا تكون حقيقية وفي الصميم !! مما يُغضب الطرف الأخر ويرد إما بتوجيه الشبهات نحو الدين الأخر بالمثل أو بالرد الموضوعي عما وجه لدينه من إتهامات وشُبهات !! لذلك ظهر في كل دين علم الدفاعيات Apologetics لصد ورد كل من يشكك في الدين بالنقد سواء التاريخي أم النصي! ويتحمس الشباب من كل دين لدراسة الدفاعيات و شبُهات الاديان الأخرى ليجاهدوا ( أو يخدموا ) ضد أعداء الدين الذين يلوثون عقول الأبناء والبنات والشباب والشابات بالاكاذيب !!! ولكن كونك دخلت في هذه المتاهة فدليل على تآكل معظم حصونك الذهنية الدفاعية دون أن تدرى !!!


5. المجادلات


والمجادلات مع الاهل والاصدقاء الواقعيين والافتراضيين تعتبر مرحلة متقدمة لتعرية الحصون الذهنية للمتدين... حيث لا يستطيع المتدين حينما تراوده شكوك في دينه أو يوجه أحدهم من الأديان الاخرى والملحدين تشكيكات عن دينه، ان يهدأ الا بعد أن يثبت خطأ مزاعم أعداء الدين... فينخرط في دراسات ثم مجادلات على المقاهي والنوادي مع الاصدقاء وأيضاً على الأنترنت مع أصدقاء أفتراضيين... حتى يثبت لنفسه أولاً ثم للأخرين ثانياً أن دينه هو الأفضل والأصدق وكذب كل المشككين فيه!!

والمجادلات هامة في إراحة النفس والضمير وهذا لأنه لن تستطيع أنت من التأكد من جدوى وفعالية اراءك الا عند وضعها في بوتقة المناقشة مع الأخر... والأفضل أن تكون المناقشة صوتية ( وليست كتابةً على البريد الالكتروني أو الفيسبوك) حتى يسمع الأنسان نفسه ويرى مقدرته على الدفاع عن دينه وتحويل أرائه من عقله الصامت الى دفاع صوتي... والكثيرين من المتشككين يلاحظون عدم مقدرتهم بالأقناع أن يصوغوا دفاعياتهم بطريقة منظمة مقنعة لضعف الأدلة وعدم جداوها!! والكثير من الناس تنهار حصونهم الذهنية بمجملها في هذه المرحلة !!! ويعترفوا بضعف وخطأ دينهم.


6. القراءة الناقدة المحايدة للكتب المقدسة


عند هذه النقطة ومن جراء الارهاق الذهني الناتج عن كثرة الاراء وتناقضها من العلماء داخل دينه وخارجه... يتوصل الانسان الى إزاحة الكتب والتفاسير جانباً... ويعتمد على نفسه فقط في فهم الدين من خلال القراءة المحايدة الناقدة والمتأنية للكتاب المقدس أو القرأن أو التوراة فقط دون أي كتب أخرى من أي نوع جانبه!!! ويكتشف المتدين أنه لأول مرة في حياته يقرأ كتابه المقدس بعيون وذهن مفتوح ... وعقل ناقد! وهذا كافي جداً للكثيرين أن يخرجوا من الدين.. ويتوجهوا لدراسة أديان أخرى بنفس المنطق مما يتسبب بعد حين لنبذ الفكر الديني والأديان بمجملها !!!


7. الانترنت


ويلعب الأنترنت ممثلاً في الفيسبوك والتويتر والبلوجات ( المدونات) والبرامج الحوارية الصوتية المختلفة والمواقع العديدة التي تتيح الفرصة المجانية لقراءة الكتب المحظورة... دورالقشة التي تقسم ظهر البعير في ذهن المتدين! فعند هذه المرحلة تنهار كل الحصون ويحصل الانسان على نظرة موسوعية وناقدة للأديان بمجملها... فهذا العالم الأفتراضي السيبرنطيقي المسمى ( الانترنت) لا حواجز ولا حصون ولا ممنوعات ومحظورات فيه !!! يمكنك السباحة فيه في أي وقت في اليوم... وحدك دون أن يراك أحد لتقرأ وتتسائل وتحاور وتناقش وتجادل دون أن يمنعك أحد !!! ويمكنك من خلال الانترنت فقط أن تعيش كافة المراحل السابقة وتنهار حصونك الذهنية في وقت يسير!


لذلك أخي القارئ وأختي القارئة... يمكنك أن توفروا هذه العوامل لمن تريدون هدم حصون تعصبه الديني الأعمى بطريقة غير مباشرة ومتدرجة على مستوى الأفراد أو على مستوى المجتمعات... وصبراً على النتيجة فقد نحتاج شهور مع البعض وربما سنوات مع غيرهم ولكن المؤكد أنه لن ينجح أحد في الفرار من هذه العوامل أذا ما نالته وتمكنت من ذهنه... فعوامل التعرية الطبيعية قد تذيب الصخر والصوان... وكذلك العوامل المذكورة أعلاه لها نفس الفعالية بمرور الزمن، فنحن نتعامل مع عقول بشر... فقط صبراً... فالأفكار مستحيل أن تموت طالما دخلت ذهن الأنسان وحينما تدخل الذهن فلها فعالية فيروس حصان طرواده الألكتروني الشهير !!!



#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -8- التوائم الملتصقة !
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -7- الخنثى والعاجز جنسيا ...
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -6- ضحايا الكوارث الطبيع ...
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -5- الحيوانات !
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -4- المعوق !
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -3- الأجنة والاطفال الرض ...
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -2- المثلي !
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -1- أبن الزنا !
- عقل المتدين المُجزء !!!
- الإله الذي يُشمخ عليه !!!
- الإله الشحاذ !!!
- التدرج السُباعي نحو الإلحاد الواعي !!!
- إلحاد ... أم ... إستلحاد !!!
- الاعجاز الرقمي والعلمي في النصوص المقدسة
- المرآة والأزدواجية في المجتمع المصري !!!
- إبداع أم هرطقة !!!
- عمق عينيكي !!!
- نصارى ... أم ... نتذارى ... أم ... مسيحيين ؟!!
- خطة مقترحة من محشش للتعليم ما قبل الجامعي الالزامي!
- في نقد المسيحية أثناء الأيمان -10- التدين !!!


المزيد.....




- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - عوامل تعرية حصون المتدين الذهنية !!!