أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - توماس برنابا - سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 1 – الإيمان بالجن والعفاريت !!!















المزيد.....

سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 1 – الإيمان بالجن والعفاريت !!!


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4173 - 2013 / 8 / 3 - 12:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تتعدد الظواهر الغير مفهومة والتي غالباً ما يتم صبغها بصبغة دينية في مختلف المجتمعات ... فما صَعب على الإنسان فهمه غالباً ما ينسبه للشياطين أو الملائكة أو الله !!! وهذه الظواهر من تعددها لا يمكن حصرها بسهولة. وأني الأن أطرق طريق لا أعرف متى سأنتهي منه ولكن في نهاية السلسلة سيمكنكم إجمال الأمر في جملة واحدة ؛ هي خلاصة الأمر لما تقادم من ظواهر باراسيكولوجية وما يُستحدث منها على مر العصور وتعاقب الأجيال في كل البلدان! ولكن دعونا نحلل هذه الظواهر ظاهرة ظاهرة حتى نكتسب المهارة في إكتشاف وإستكشاف وتفسير أي ظاهرة غير مفهومة قد تظهر أمامنا، التفسير العلمي العقلاني الخالى من الخرافات النابعة من الجهل والمرض والخوف !!!

ولنبدأ بظاهرة شاعت منذ القديم وتمكنت من العقل البشري في كافة العصور بطريقة حدت من نموه العقلي والإنساني وربما ساهم الإيمان بالجن والعفاريت والشياطين في تكوين العديد من الأديان في كافة بقاع الأرض! ولكن من أستحدثوا فكرة الجن والشياطين والعفاريت لم يجدوا تفسير لظواهر طبيعية كانت تحدث لهم لذلك لجئوا لفكرة الإيمان بالجن والكائنات الغير بشرية والغير منظورة ولها قدرات تفوق قدرات البشر وقد تنفع وقد تضر وتوالى نَسب قدرات عديدة من القدرات التي تستعصي على البشر لهذه الكائنات الخرافية؛ التي تَسمت في مجتمعات مختلفة بأسماء مختلفة فعندنا الجن وعند أخرين عفاريت وعند أخرين شياطين وأخرين يسمونها أشباح وأخرين يدعونها أرواح وأخرين يدعونه مارد وفي مجتمعات أخري قد تجد الأيمان بالغول وأحادي العين وغيرها الكثير والكثير وكلها تَصب في مُسمى الإيمان بالجان !!


أليكم هذه القصة الاستفتاحية الواقعية الطريفة التي تمثل كيف ظهر هذا الأيمان بالجن منذ القديم وما زال (كان أحد المصريين يزور أحد الأصدقاء. وكان يسكن فى شقة صغيرة تقع فى سطح أحد العمارات بحى شبرا بالقاهرة. وعندما غادر فى وقت متأخر من ليالى الشتاء, كان عليه أن يهبط سلم العمارة ذات الخمس طوابق . ووجد نور السلم لا يعمل. فقرر ترك باب السطوح مفتوحا حتى يعطيه الضوء القادم من السطح بعض الضوء. وتحسس طريقه هابطا السلالم وهو يهتدى بحاجز السلم الحديدى (الدرابزين).

وما أن وصل حتى الدور الثالث, حتى شعر بصوت أقدام تصعد نحوه. فأمعن النظر, ولكن الظلام كان دامسا والخطوات تقترب صاعدة نحوه. فأشعل عود ثقاب, وقد كان وقتها يدخن. ولكن الهواء القادم من باب السلم كان يطفئ أعواد الثقاب كلما أشعلها. وعندما أشعل عودين معا, إستطاع أن يتبين ملامح القادم نحوه فى الظلام. و وجد ويا لهول ما رأي, ماردا طويل القامة وبدون رأس, قادما نحوه. وكلما أمعن النظر, لم يجد سوى الحقيقة المرعبة. مارد يصعد نحوه, جسم وأكتاف فقط ولكن بدون رأس. ولك أن تتخيل عزيزى القارئ مدى الرعب الذى تعرض له هذا الرجل فى هذه الليلة. فأخذ يبسمل ويحوقل, ويقرأ وهو يتلعثم آية الكرسى بصوت عال, مع إشعال أعواد الكبريت بطريقة هستيرية. وبعد فترة صمت وتردد, وجد الشبح يهبط السلم بسرعة ثم إختفى فى الظلام. ثم وصل إلى الشارع يتصبب عرقا, وشعر رأسه واقف مثل الإبر, وهو لم يصدق أنه نجا!!!

فى اليوم التالى, أخبر صديقه الذي كان يزوره في اليوم السابق بما حدث, فوجده يضحك ضحكات هستيرية. وعندما سأله: لماذا تضحك, ألا تصدقنى؟ أجاب: "لأننى كنت عند المكوجى وأخبرنى أن صبيه هو أيضا قد رأى عفريتا على سلالم العمارة أثناء الليل." وعندما سأله, هل رأى هو الآخر شبحا بدون رأس؟ أجاب: كلا لقد رأى عفريتا يبرطم بكلمات غريبة ويشعل أعواد الثقاب.

لقد إتضح أن صبى المكوجى كان يحمل بالطو لتوصيله إلى أحد سكان العمارة فى هذا الوقت المتأخر من الليل. وخوفا من أن يصل البالطو إلى الأرض, كان صبى المكوجى يرفعه بيده ويختفى خلفه. وبالطبع فى الظلام, لم يرى الصبى. ولكنه رأي المارد مقطوع الرأس.

عندما تنزل إلى البدروم المظلم أو بير السلم, فإنك قد تشعر بشئ غريب موجود معك يلمس جسدك وتحس به. وقد كان فى الماضى هذا الإحساس دليلا مؤكدا على وجود الجان والشياطين و يجعل كلامنا خفيف عليهم. ولكن ثبت علميا أن هذا الإحساس يرجع إلى وجود موجات صوتية لا تسمعها الأذن لأنها خارج النطاق السمعى لموجات الصوت. موجات الصوت هذه طويلة. يقاس طولها بالمترات. تأتى وتستقر فى الأماكن المنخفضة. وأجسامنا تشعر بها. مثل ضربات الطبل والإيقاع الغليظ. تشعر بها أجسامنا أيضا. وحيث أننا لا نعلم شيئا عن وجود موجات الصوت هذه, لذلك إعتقدنا أن الأماكن المنخفضة الرطبة المظلمة مسكونة وبها عفاريت. الجهل مصيبة و ما يُحكم علي أحدكم به.

الإيمان بالعفاريت والقوى الخارقة للطبيعة ليس جديدا علينا. لأن معظم تاريخنا المدون, يشير إلى وجود ظواهر غير مفهومة فى الماضى, كانت تفسر بوجود قوى خارقة للطبيعة. وهى الطريقة الوحيدة التى تمكننا من تفسير هذه الظواهر. فالميكروبات والفيروسات والبكتيريا لم تكن معروفة حينئذّ . وإذا مات رجل ذو صحة جيدة فجأة, فعقل الإنسان لم يكن فى مقدوره تفسير سبب الموت هذا. وقد كان يرجع سبب الموت فى كثير من الحالات إلى وجود السحر, أو الحسد, أو العين, أو الجان, أو الشياطين!!!

أنتقل الأيمان بهذه الكائنات الخرافية لنا من أجدادنا الذين لم يستطيعوا تفسير ظواهر كانوا يختبرونها مثل الأصوات التي تصدر من كهف أو كوخ أو بيت مهجور تشبه الصفير... وقد يكون هذا الصفير ناتج من مرور الرياح في أشياء وأماكن مدورة كالمواسير فيحدث هذا الأمر! ولكن الأنسان البدائي والإنسان البسيط كان لا يرهق ذهنه بتفاسير غريبة فأسهل أمر لعقله البسيط الساذج هو نسب ما يحدث للجان وأن هذه الأماكن مسكونة وينتشر الأمر للأخرين الذين لم يسمعوا ولم يروا مشيعين أن هذه الاماكن مسكونة وتتوارث الاجيال هذه الفكرة دون تحليل ودون فحص ! مثل ما حدث مع تجربة نظرية القرود الخمسة وهي كالأتي لمن لم يقرأ عنها:

(أحضر خمسة قرود، وضعها في قفص !، وعلِّق في منتصف القفص حزمة موز، وضع تحتها سلماً. بعد مدة قصيرة ستجد أنَّ قرداً لنسميه القرد أ ما من المجموعة سيسارع كيما يرتقي السلم محاولاً الوصول إلى الموز. والآن !، كلما حاول القرد أ أنْ يلمس الموز، ينبغي عليك أن تطلق رشاشاً من الماء البارد على القردة الأربعة الباقين في الأسفل وأرعبهم!! بعد قليل سيحاول قردٌ آخر القرد ب أن يعتلي نفس السلم ليصل إلى الموز، والمطلوب منك أن تكرر نفس العملية، رش القردة الباقين في الأسفل بالماء البارد. كرر العملية أكثر من مرة! بعد فترة ستجد أنه ما أن يحاول أي قرد أن يعتلي السلم للوصول إلى الموز ستمنعه المجموعة خوفاً من ألم الماء البارد.

الآن، أبعد الماء البارد، وأخرج قرداً من الخمسة إلى خارج القفص، وضع مكانه قرداً جديداً القرد س 1، هذا القرد لم يعاصر حادثة الماء البارد، ولم يشاهد شيئاً مما جرى داخل القفص. سرعان ما سيذهب القرد س 1 إلى السلم لقطف الموز، حينها ستهب مجموعة القردة المرعوبة ألم من الماء البارد لمنعه وستهاجمه. ستجد أن القرد س 1 مستغرباً من القرود، ولكن بعد أكثر من محاولة سيتعلم القرد س 1 أنه متى حاول قطف الموز فإنه سينال عقاباً قاسياً من مجتمعه لا يعرف سببه ولا يتبينه.

الآن أخرج قرداً آخر ممن عاصر حوادث شر الماء البارد غير القرد س 1، وأدخل قرداً جديداً عوضا عنه، ليكن القرد س 2. ستجد أن نفس المشهد السابق يتكرر من جديد. القرد س 2 يذهب إلى الموز بكل برآءة وسذاجة، بينما القردة الباقية تنهال عليه ضرباً لمنعه. بما فيهم القرد س 1 على الرغم من أنه لم يعاصر رش الماء، ولا يدري لماذا يعاقبه أبناء مجتمعه، كل ما هنالك أنه تعلم أن لمس الموز يعني عقاب المجتمع. لذلك ستجده يشارك، ربما بحماس أكثر من غيره بكيل اللكمات والصفعات للقرد الجديد القرد س 2، وربما يعاقبه كي يشفي غليله من عقاب المجتمع له.

استمر بتكرار نفس العملية، أخرج قرداً ممن عاصر حوادث رش الماء، وضع قرداً جديداً. النتيجة : سيتكرر الموقف. كرر هذا الأمر إلى أن تستبدل كل المجموعة القديمة الجيل الأول/القديم ممن تعرضوا لرش الماء حتى تستبدلهم بقرود جديدة! الجيل الثاني/الجديد في النهاية ستجد أن القردة ستستمر تنهال ضرباً على كل من يجرؤ على الاقتراب من سُلم الموز. لماذا؟، لا أحد منهم يدري!!، لا أحد من أبناء المجتمع يدري حقيقة ما يجري، لكن هذا ما وجد المجتمع نفسه عليه منذ أن تَكَوَّن !.)

ولذلك على الإنسان أن يسأل نفسه حين يتصرف بسلوك ما أو يؤمن بخرافة أو عقيدة ما. لماذا أتصرف هكذا ؟، حتى يتبين له مكامن الخطأ، ويتبين له السلوك الصحيح من السلوك الخاطيء و يميز الخرافة من العلم. أما عن إلتباس بالجن والشياطين بالبشر وعمليات إخراج الشياطين من الأبدان في كافة الأديان وكيف تمكنت هذه الكائنات الوهمية من عقل الإنسان وإمراضه؛ فلنفرد له مقالة أخرى لمن سيتابع معي هذه السلسلة !!!



المقالة التالية : سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 2 – الإيمان بالعين والحسد !!!




#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خسئ كل من قال أن أجدادي الفراعنة كانوا من عابدي الحجر والشجر ...
- حورس ( المعبود المصري الفرعوني) متخفياً في عقيدة وعبادة المس ...
- هل يوجد فعلاً إله يتحكم في مصائر ومقادير البشر ؟!!
- كتابات أرسطو هي مصدر محمد لقضية مراحل تكون الجنين ونوع الجني ...
- هل هناك علاقة دالة إحصائياً بين الضعف الجنسي والتدين ؟!!
- تقويض تاريخية قصة يونان النبي ( يونس) وبقائه حياً في جوف الح ...
- هل هناك علاقة دالة إحصائياً بين التدين والفصام العقلي Schizo ...
- العلاقة بين الفول المدمس والإسلام في الساحة السياسية في مصر ...
- وأد الابداع... حينما يكون الأختلاف إقتراف لجريمة !!!
- هل من فائدة تُذكر للتبشير ( أو التبليغ) !!!
- الإختراق الصهيوني للمسيحية !!!
- الطرب المقدس !!!
- أليست س – س = صفر ؟!...وأليس الجمع بين الأخلاق ونقيضها في آن ...
- لماذا القولبة والإستنساخ الفكري ... يا أهل الخير؟!!
- هل الشعور بالراحة والطمأنينة داخل الكنيسة مصدره إلهي ؟!!
- أيها الخراف المسيحيون... لماذا تلوموا الذئاب على إفتراسكم ؟! ...
- ما تفسير مشاعرالتعزية والرهبة التي تنتاب المسيحي ؟
- عوامل تعرية حصون المتدين الذهنية !!!
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -8- التوائم الملتصقة !
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -7- الخنثى والعاجز جنسيا ...


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - توماس برنابا - سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 1 – الإيمان بالجن والعفاريت !!!