أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - حورس ( المعبود المصري الفرعوني) متخفياً في عقيدة وعبادة المسيحيين!!!















المزيد.....


حورس ( المعبود المصري الفرعوني) متخفياً في عقيدة وعبادة المسيحيين!!!


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4171 - 2013 / 8 / 1 - 23:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سأستعرض لكم كيف أن المعبود و الإله المحبب والمفضل عند أهل مصر القديمة الفرعونية ( حورس) لم يُنسى وتضمحل قصصه وعقائده من ذهن المصريين في كافة العصور؛ بل لقد تشكلت هذه العقائد في أشكال أخرى وأنزوى حورس متخفياً في العقائد والطقوس الجديدة/ القديمة التى أعتنقها المصري القديم ومنها المسيحية التى سنرى أنها صورة معدلة من الديانة المصرية القديمة الخاصة بحورس ووالداه الألهة إيزيس وأوزوريس !!

أولاً: بخصوص جوهر وعقائد المسيحية:

لم يختلف عن جوهر الديانة المصرية القديمة ولذلك دعونا نستعرض قصة هذا الإله المصري القديم حورس بإختصار، ثم نستعرض كيف أن قصة الإله المسيحي يسوع المسيح هي صورة معدلة من الإسطورة المحفورة في أذهان بل جينات المصريين على المستوى الشعوري واللاشعوري في كافة العصور وهي الخاصة بالإله حورس !!!

((تعتبر أسطورة أيزيس و أوزوريس من أشهر الأساطير التى وصلت إلينا ، و لقد وصلت هذه القصه من عده مصادر مختلفه التفاصيل ولكنها متفقه المضمون ،وتتعلق هذه الاسطوره باربع الهه هم ايزيس واوزوريس وست وحورس

يعتقد في هذه الأسطورة أن أوزوريس كان ملكاً عادلاً محباً للخير يحكم مصر من مقره بالوجه البحري ، وقد علم شعبه الزراعه وحب الوطن ونشر العدل في فتره حكمه لذلك كسب حب الشعب له، ولقد اثار هذا الحب حقد اخوه ست عليه لذلك فكر في عمل موامره لقتله والتخلص منه، وكان أخوه ست يحسده ويريد عرش مصر فأعد وليمة كبيرة دعا إليها أخاه

وكان قد قدم تابوت مرصع بالذهب والجواهر وذكر ان هذا التابوت سوف يكون من حق من يأتي علي مقاسه، وكان هذا التابوت مصنوعا علي مقاس اوزوريس وكان ست قد أعده على مقاس أوزوريس ، و بدأ الجميع في التناوب علي التابوت حتي جاء دور اوزوريس . وعندما استلقى فيه أوزوريس أغلق ست وأعوانه التابوت عليه ورموه في النيل فمات أوزوريس غرقاً.

ولكن ايزيس لم تقف مكتوفه الايدي وانما ضربت الارض سعيا وبحثا عن جثه زوجها حتي عثرت عليها في جبيل (بيبلوس) ولكن ست أفلح في سرقة الجثة وقطعها إلى 14 جزءاً (وفي بعض الروايات 16 جزءاً) ثم قام بتفريقها في أماكن مختلفة في مصر ولكن إيزيس و نفتيس تمكنتا من استعادة الأشلاء، واستعانت بقواها الالهية لإعاده الروح اليه لفتره من الوقت وولدت أيزيس منه ولداً وهو حورس (لاجنسياً) و قد كان من الصعب أن يحيا أوزوريس مثل حياته الأولى فلزم عليه أن يحيا في مملكة الموتى .و يكون ملكا فيها.

و إختفت ايزيس عن اعين ست حتي وضعت طفلها حورس وقامت إيزيس بتربية حورس في أحراش الدلتا سراً و تعاونت معها الألهه في تربيته حتي شب وصار رجلا ، بعدها عادت ايزيس بحورس الي الوادي لتطالب ست بعرش اوزوريس والذي صار حاليا من حق ولده حورس ، وقد دارت العديد من المعارك بين حورس و ست وقفت فيها الالهه الي جوار حورس حتي انتصر في النهايه علي ست.

وقد اقامت الالهه بعد ذلك محاكمه لست وقد ادانته الالهه علي ما فعل ومنحت حكم البلاد لحورس بينما اصبح ست حاكما للصحراء واعادت الالهه الحياه لاوزوريس ولكنه رفض ان يكون ملكا علي الارض وفضل ان يكون حاكما للعالم السفلي بعيدا عن الشر.

ويقال أن أصل أسطورة أوزوريس أنه شخصية حقيقة كان ملكاً في عصر سحيق للغاية على أرض مصر كلها وكانت عاصمته شرق الدلتا "بوزيريس" (أبو صير – بنها الحالية) وقد فسر موته غرقاً على يد الإله ست أنه مات في ثورة ضده كان مركزها مدينة "أتبوس" التي أصبحت مقر عبادة الإله ست (مكان طوخ بمحافظة قنا) !!))

يالها من قصة شيقة ممتعة من الجانب القصصي ولكن ما بين السطور تقع عقيدة دينية لم تفلح العصور وتعاقبها في محوها من الاذهان ... بل قبعت في العقائد والطقوس والثقافات المتتالية على مصر ولكن تحورت في صور ( أديان) أخرى ومنها أنتقلت لبلدان أخرى في العصور اليونانية الرومانية !!

هناك كتاب صدر عام 2004 بعنوان: "المسيح الوثني، إعادة الضوء المفقود" The Pagan Christ, Recovering the Lost Light والكتاب من تأليف توم هاربور Tom Harpur وهو دراسة حول ثلاثة مؤلفات، لعلماء المصريات غودفري هيجينز ( 1834ـ 1771) وجيرالد ماسي (1907ـ 1828) وألفين بويد (1963ـ 1880)، وفيه يكشف الكاتب أوجه التشابه بين الميثولوجية المصرية، والكتابات المسيحية التي يُفترض أنها تاريخية، ويكشف أن الإله حورس كان فعلا، صيغة و صورة مستنسخة قديمة للمسيح الوثني ( حورس)، وفيما يلي ترجمة عربية (بتصرف) لملخص هذا الكتاب:

مقارنة بعض النتائج بين سيرة حورس والمسيح:

1. ـ ولد حورس من عذراء (هناك شكوك حول هذه المعلومة)، كما ولد يسوع من عذراء
2. ـ حورس هو الإبن الوحيد، الذي أنجبه الإله أوزيريس. يسوع هو الإبن الوحيد الذي أنجبه الله ( بواسطة الروح القدس)
3. ـ الأم التي حملت حورس هي ميري Meri، مقابل مريم (ماريا) أم يسوع
4. ـ الأب الذي تكفل برعاية حورس كان إسمه سب (Seb)، وليسوع كان يوسف (Jo- Seph)
5. ـ كلاهما يعود لأصول ملكية (يوسف النجار ينتمي لنسل الملك داوود)
6. ـ ولد حورس في مغارة ، كذلك يسوع في مغارة أو إسطبل
7. ـ تمت البشارة من خلال ملاك أخبر الأم إيزيس بولادة حورس، أيضا بواسطة ملاك أخبر مريم بولادة يسوع
8. ـ علامات الولادة للأول بواسطة نجمة الصباح، وللثاني بواسطة نجم غير معروف دُعيّ: الشرق
9. ـ تاريخ الولادة: دأب المصريون القدماء، وقت الإنقلاب الشتوي 21 ديسمبر، على عرض طفل (يمثل حورس) في مذود (محمل)، ثم يطوفون به في الشوارع. يُحتفل يوم 25 ديسمبر، بميلاد يسوع، وتم إختيار التاريخ ليطابق ميلاد ميثرا، حيث إقتران الشمس مع ديونيسوس
10. ـ شهود الميلاد: في كلا الحالتين كانوا من الرعاة
11. ـ شهود أتوا بعد الميلاد: ثلاثة من آلهة الشمس في حالة حورس، وثلاثة من الحكماء (المجوس) في حالة يسوع
12. ـ هيروت Herutحاول قتل الطفل حورس. هيرودس (ملك اليهودية) حاول قتل يسوع
13. ـ ردود الفعل على التهديدات: الإله تهات قال لأم حورس: تعالي أيتها الإلهة إيزيس، وإختبئي مع طفلك. الملاك أخبر يوسف: إنهض وخذ الطفل وأمه واهرب إلى مصر.
14. ـ في كلا الحاليتن إنقطعت السيرة بين عمر 12 و30 سنة
15. ـ مكان العماد: في نهر إريدانوسEridanus لحورس، وفي نهر الأردن ليسوع
16. ـ كان سنّ العماد لكليهما ثلاثين عاما
17. ـ إسم المُعمّد: للأول كان أنوب، وللثاني يوحنا المعمدان
18. ـ مصير المُعمّد: كلاهما قُطع رأسه
19. ـ تعرض حورس للغواية (التجربة) في صحراء أمنتا بواسطة خصمه اللدود "ست" وهو الصيغة القيمة ل Satan الشيطان العبري. أيضا تمت تجربة يسوع على جبل في صحراء فلسطين، بواسطة الشيطان
20. ـ كلاهما إنتصر على غواية الشيطان
21. ـ عدد تلامذة حورس إثنا عشر (هناك شكوك في المعلومة) وهم نفس عدد تلامذة يسوع
22. ـ من معجزات حورس:المشي على الماء، طرد الأرواح الشريرة، شفاء المرضى، إعادة بصر العميان، وتهدأة هيجان البحر. يسوع أيضا مشى على الماء وطرد الأرواح النجسة، وشفا المرضى وأعاد النور للعميان، وأمر البحر: سلاما كن هادئا.
23. ـ حورس أقام أباه الميّت أوزيريس من القبر، يسوع أقام عازر (اليعازر) من القبر
24. ـ في مدينة "حنو" المصرية جرت الشعائر السنوية لموت ودفن وقيامة حورس. العبرانيون أضافوا متعلقا لفظيا "بيت" فأصبحت "بيت حنو أو حنين" كما في إنجيل يوحنا 11 وهي إسم البلدة التي أقيم فيها لعازر من الموت.
25. ـ "لعازر" هو تحوير لإسم اوزيريس أب حورس
26. ـ أهم مواعظ حورس ويسوع كانت: موعظة الجبل
27. ـ كلاهما مات مصلوبا
28. ـ كلاهما صُلب بين إثنين من اللصوص
29. ـ كلاهما أودع القبر
30. ـ حورس نهض وقام من الموت بعد ثلاثة أيام، وكذلك الأمر فقد صُلب يسوع يوم الجمعة وقام يوم الأحد (بعد حوالي 38 ساعة من موته)

مطابقة الصفات بين حورس ويسوع:

حورس: نُظر إليه كشخصية ميثولوجية، ومخلص للبشرية، و(إنسان ـ إله) ، رعت طفولته إيزيس، ولقبه كان "كرست" (المسيح) (الاستخدام المسيحي لكلمة يسوع المسيح (Christ) مأخوذ من الكلمة الفرعونية (Karast) ومعناها عند الفراعنة: الممسوح بالزيت، وكان الموصوف بذلك حورس ) ، ومن أسمائه: الراعي، خروف الإله، خبز الحياة، إبن الإنسان، الكلمة، صيّاد السمك، الحارس، وربط مع برج السمكة، وأهم رموزه هي: السمكة، والعنب، وعصا الراعي!!!

يسوع: نُظر إليه كإنسان ـ إله، ومخلص للبشرية، رعت طفولته العذراء مريم. لقبه المسيح، ومن أسمائه: الراعي، خروف الإله، خبز الحياة، إبن الإنسان، الكلمة، صيّاد السمك، الحارس. وأهم رموزه هي: السمكة، والعنب، وعصا الراعي !!!

عقيدتا حورس ويسوع:

1ـ عن خصائص عقيدة حورس ، يوم الدينونة يقول حورس: أنا أطعمت الجياع خبزا، وسقيت العطاش ماءا وكسيّت العراة، وأعطيت قاربا لمن تحطمت مراكبهم. أنا حورس العظيم، أنا سيد الضوء، أنا المنتصر، أنا وراث الأبدية، أنا الذي يعرف مسالك السماء، أنا أمير الأبدية، أنا حورس الذي المستمر إلى الأبد. والأبدية هي إسمي، أنا مالك خبز "أنو" وخبز السماء مع رع !!

2ـ أما خصائص عقيدة يسوع فتقول (لاني جعت فاطعمتموني عطشت فسقيتموني كنت غريبا فاويتموني (مت 25 : 35) أنا نور العالم (ما دمت في العالم فانا نور العالم (يو 9 : 5)) أنا الطريق إلى الحقيقة والحياة (قال له يسوع انا هو الطريق و الحق و الحياة ليس احد ياتي الى الاب الا بي (يو 14 : 6) )، قال لهم يسوع الحق الحق اقول لكم قبل ان يكون ابراهيم انا كائن (يو 8 : 58)، هو في الأمس واليوم ودائما (يسوع المسيح هو هو امسا و اليوم و الى الابد (عب 13 : 8) ) ، أنا الخبز الحيّ الذي نزل من السماء (هذا هو الخبز الذي نزل من السماء ليس كما اكل اباؤكم المن و ماتوا من ياكل هذا الخبز فانه يحيا الى الابد (يو 6 : 58))

ثانياً بخصوص طقوس المسيحية :

جدير بالذكر أن المسيحية بالشكل الحالي تم صياغتها عن طريق بولس ( الرسول ) صائغاً أياها من عقائد المصريين ( عن حورس ) وعقائد أخرى من الهند وبابل واليونان وغيرها من الديانات الشرقية والغربية... وحينما أتت هذه الديانة المسيحية عن طريق الرومان قبلوها لأنها إستنساخ لعقيدتهم وأعتبروا المسيح تجسد لحورس معبودهم العزيز... كما فعل الهندوس حينما بشروا بالمسيح قبلوه كتجسد جديد للإله كريشنا !!!

ولذلك لم يتدخل المصريين في صياغة دين المسيحية... ولكنهم ساهموا بالكثير في العبادات الفرعية والطقوس المسيحية وقد البسوا ثوب وأقاصيص وأساطير معبودهم حورس على أحد جنود الرومان يدعى جرجس وعاملوه وكأنه ( معبود أدنى من المسيح أو قديس أو شفيع) وأليكم قصته:

((يتمتع القديس مارجرجس بمكانة مهمة في قلوب الأقباط.. فهو "أمير الشهداء "و"أبو حربة الروماني" و"سريع الندهة" ويوجد في احتفالات الكنيسة القبطية أكثر من عيد للشهيد مارجرجس، فهناك عيد استشهاده ويقع في 23 برمودة 1 مايو، وهناك عيد آخر يوم 16 أبيب الموافق الموافق 23 يوليو تذكار نقل أعضاء مارجرجس إلي كنيسته الأثرية بمصر القديمة، وهناك 7 هاتور الموافق 16 نوفمبر تكريس أول كنيسة في العالم علي اسم الشهيد مارجرجس .، 13 بؤونة الموافق 10 يونيو تذكار بناء أول كنيسة علي اسمه في بلدة برما مركز طنطا محافظة الغربية.. وبمناسبة الاحتفال بأعياده نلقي الضوء علي هذه الشخصية الفريدة. أما عن سيرة مارجرجس نفسه فهو ولد في كبادوكيا قرب فلسطين الحالية من أب يدعي "أنسطاسيوس "وأم تدعي "ثاؤبستا"، واهتم الوالدان بتربيته تربية مسيحية حقيقية، ولقد توفي والده عندما كان مارجرجس في سن 17 سنة وكان يعمل قائدا كبيرا في الجيش، فطلب الإمبراطور من ابنه جرجس أن يعين مكانه قائدا للجيش، وعندما لمس بطولته وشجاعته عينه قائد مائة، وعندما رأي الأمبراطور دقلديانوس النمو المتزايد للمسيحية أصدر منشورا بخضوع جميع أفراد الإمبراطورية للأمبراطور، والسجود للآلهة أبولون وأرطاميس، ثم قام بتعليق هذا المنشور في الميادين الكبري، فما كان من الفارس الشجاع مارجرجس إلا أنه قام بتقطيع المنشور أمام الجميع، وعندما مثل جرجس أمام الإمبراطور أصر علي إعلان إيمانه المسيحي أمامه فما كان من الإمبراطور إلا أن أن استشاط غضبا، وأمر بتعذيبه حتي يرجع عن رأيه ويجحد مسيحيته ويسجد لإلهة الرومان، ومن هنا مر جرجس بسلسلة طويلة من العذابات استمرت حوالي 7 سنوات وقيل إنه وصل في ثلاث مرات إلي حافة الموت، ولكن في كل مرة كان الرب ينجيه ويقيمه مرة أخري، وخلال هذه السنوات السبع ذاق الشهيد جميع أنواع العذابات تحمل جميعها في صبر وشجاعة، وأخيرا عندما يئس منه الأمبراطور من إرجاعه عن إيمانه المسيحي أمر بقطع رأسه، وكان ذلك في عام 307م تقريبا.

ومن أشهر المؤرخين الذين كتبوا عن سيرة مارجرجس يوسابيوس القيصري ( 260- 340 م ) والملقب بأبي التاريخ الكنسي وذلك في الفصل الخامس من الجزء الثامن من موسوعته الشهيرة "تاريخ الكنيسة " والاسم الأصلي لجرجس هو "جوارجيوس " وهو مكون من مقطعين: المقطع الأول هو "جي " ومعناها الأرض باللغة اليونانية ومنها جاء علم الجيولوجيا Geology ومعناه علم طبقات الأرض، المقطع الثاني هو "أرجيوس Ergios" " ومعناه "عامل " باللغة اليونانية، فيكون معني الاسم مكتملا هو "العامل بالأرض " أو "الفلاح " ومن مشتقات الاسم "جورجي " و"كركي "باللغة الأرمنية، و"جورج "باللغة الإنجليزية ومنها "سان جورج "، وبالعربية يختصر الأسم إلي "جرجس " . ومؤنث الاسم هو "جورجينا ". أما كلمة "مار" التي تسبق اسمه فهي كلمة سريانية ومعناها "السيد " ومؤنثها هو "مارت" ومعناها "سيدة".))

هذه مجرد قصة من قصص الكنيسة القبطية بسيناريو يتطابق مع أغلب قصص القديسين الأقباط !!! ولكن ما نحن بصدده هو إلصاق بعض ما يخص الاله حورس بالقديس مارجرجس :

((في الفلكلور القبطي صورة أو أيقونة ، وهي تمثل مارجرجس ممتطيا الحصان ويقتل التنين تحت أقدامه، وفي طرف الصورة توجد فتاة صغيرة واقفة تصلي، وتروي الأسطورة عن هذه الصورة أنه كان يوجد تنين كبير يسكن أحد الأنهار في مدينة ، وكان يطلب كل سنة عروسًا صغيرة تقدم له كأضحية، وذات مرة طلب بنت السلطان وكانت ذات جمال خارق، كما كانت لها شعبية كبيرة في المدينة كلها، فوقع الملك في مأزق، فهو لا يستطيع كسر طلب التنين، كما أنه لا يستطيع التضحية بابنته الوحيدة، وقبل أن يلقوا بالفتاة في النهر صرخت الفتاة والجموع معها مستغيثين بمارجرجس، فظهر الفارس مارجرجس فجأة ودارت معركة كبري بين مارجرجس والتنين انتهت أخيرا بمقتل التنين ونجاة بنت الملك من الموت، هذه هي قصة الأسطورة، وينظر الاقباط إلي الأيقونة بمعني رمزي، فالتنين هنا هو الشيطان الذي يريد تضليل المؤمنين، والفتاة التي تقف بعيدا هي الكنيسة التي تنتظر جهاد أبنائها وانتصارهم علي الشيطان))

ولكن هذه الايقونة كما يري بعض المؤرخين لها جذور في الفن المصري القديم حيث توجد لوحة حورس وهو يمتطي حصانه أيضاً وهو يقتل بالرمح "ست" إله الشر ويرمز له علي شكل التمساح !! ويمكنك مشاهدة هذه الصورة ومقارنتها بصورة مارجرجس على الرابط الأتي :

http://www.google.com.eg/search?hl=en&site=imghp&tbm=isch&source=hp&biw=1280&bih=487&q=St.+George+and+Horus&oq=St.+George+and+Horus&gs_l=img.3...856.17718.0.19176.10.7.0.3.0.0.747.1690.2-2j1j6-1.4.0....0...1ac.1.23.img..7.3.943.FAXyg_HtS9s#facrc=_&imgdii=_&imgrc=vQkDVL_KkkaS0M%3A%3BUDPdrJTREh8KUM%3Bhttp%253A%252F%252F4.bp.blogspot.com%252F-BT9Iuoa_EY4%252FT9pxTMRc7DI%252FAAAAAAAAEk8%252FnmmwMbGVsWI%252Fs400%252FStGeorge_Horus.jpg%3Bhttp%253A%252F%252Fallthehappycreatures.blogspot.com%252F2012%252F06%252Fgreat-gig-in-sky-part-4-age-of.html%3B400%3B297

وقد تمكنت عقيدة حورس من الإنسان القبطي لدرجة أنه أصبح يعامل القديسين كبشر مؤلهين ومنهم القديس مارجرجس الروماني... فهو شفيع أغلبية الشعب القبطي وأيضا الأوربي ... ينتظر أغلب الشعب القبطي مولد مارجرجس ليقدم العطايا والنذور لهذا القديس إبتغاءاً منه أن يتشفع لهم عند المسيح حتي ينجحوا في عمل او دراسة أو شفاء أو ولادة مولود ... وغالباً ما تتحقق هذه الرغبات والصلوات لا إستجابة من هذا الإنسان الميت الخرافي الاسطوري ( جرجس) ولكن بسبب التفكير التوقعي الايجابي الايحائي لأي إنسان ( ويا عزيزي القارئ لقد عالجت هذه القضية بالتفصيل في أول موضوع لي على الحوار المتمدن بعنوان ( كوانتم الشفاء) لمن يبتغي قراءته وهاك الرابط: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=351283

ولكن الملاحظ في قريتي كمثال لقرى ومدن مصر؛ أن ثلاث أرباع أقباط القرية يذهبون للأديرة المسماة على أسم القديس جرجس حاملين معهم التقدمات والنذور من نقود وبقر وخرفان وماعز!! أما الربع المتبقي من القرية لا يذهب لا لعدم رغبة في ذلك ولكن لضيق ذات اليد فلا يمكن لقبطي أن يزور مارجرجس دون حمل العطايا لديره خاصة في المولد المخصص له .... وهذا من حسن حظ ودهاء الكهنة الأرثوذكس مما يجعلهم يستميتون في الدفاع على الموالد وعقيدة الشفاعة في المسيحية لما تُدري عليهم من أرباح وثراء فاحش ... بالضبط كما كان يحدث في مصر الفرعونية القديمة ... فهذا إمتداد لذاك !!!

ومن الملاحظ أيضاً أن الشعب القبطي يفضل القديس مارجرجس بدرجة تتفوق على أغلب القديسين في مصر ولا يتفوق عليه في التشفع سوى العذراء مريم ... ومن بين الموالد جميعها... يبرز إحتفالان تتضائل بجانبهما أي مولد أو إحتفال لأي قديس أخر وهما صيام العذراء والذي يليه مباشرة مولد مارجرجس في كافة الاديرة المسماة بإسمه ... وبالمناسبة ستجد حوالي نصف كنائس مصر مسماة بإسم هذا القديس حيث لا توجد منطقة في مصر وإلا ستجد كنيسة بإسم مارجرجس !!!

وتتوالى وتتواتر قصص الشفاء والمعجزات للقديس مارجرجس إمتداداً لمثيلاتها في القديم المنسوبة للإله حورس حبيب القدماء المصريين !!! فلقد تمكن حورس من عقل المصريين لدرجة أن حتى حينما أُجبروا على عبادة غيره ؛ ظلت صفاته وأقاصيصه في الأذهان ثم أُلصقت بشخوص أخرى مثل الجندي الروماني جرجس !!! هذا بعد ما وجدوا أيضا أن العبادة الجديدة التي أُجبروا على إعتناقها هي صورة طبق الاصل من ديانتهم ومعبودهم حورس !!!



#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يوجد فعلاً إله يتحكم في مصائر ومقادير البشر ؟!!
- كتابات أرسطو هي مصدر محمد لقضية مراحل تكون الجنين ونوع الجني ...
- هل هناك علاقة دالة إحصائياً بين الضعف الجنسي والتدين ؟!!
- تقويض تاريخية قصة يونان النبي ( يونس) وبقائه حياً في جوف الح ...
- هل هناك علاقة دالة إحصائياً بين التدين والفصام العقلي Schizo ...
- العلاقة بين الفول المدمس والإسلام في الساحة السياسية في مصر ...
- وأد الابداع... حينما يكون الأختلاف إقتراف لجريمة !!!
- هل من فائدة تُذكر للتبشير ( أو التبليغ) !!!
- الإختراق الصهيوني للمسيحية !!!
- الطرب المقدس !!!
- أليست س – س = صفر ؟!...وأليس الجمع بين الأخلاق ونقيضها في آن ...
- لماذا القولبة والإستنساخ الفكري ... يا أهل الخير؟!!
- هل الشعور بالراحة والطمأنينة داخل الكنيسة مصدره إلهي ؟!!
- أيها الخراف المسيحيون... لماذا تلوموا الذئاب على إفتراسكم ؟! ...
- ما تفسير مشاعرالتعزية والرهبة التي تنتاب المسيحي ؟
- عوامل تعرية حصون المتدين الذهنية !!!
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -8- التوائم الملتصقة !
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -7- الخنثى والعاجز جنسيا ...
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -6- ضحايا الكوارث الطبيع ...
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه -5- الحيوانات !


المزيد.....




- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - حورس ( المعبود المصري الفرعوني) متخفياً في عقيدة وعبادة المسيحيين!!!