أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - طريق العودة الى بابل














المزيد.....

طريق العودة الى بابل


حامد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4175 - 2013 / 8 / 5 - 01:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان العالم يتغير وان قوى عظمى برزت في العقد الاول من القرن الواحد والعشرين وان الاقتصاد هو من يتحكم بالسياسةوالتحالفات .. وتصعد روسيا بخطوات واثقة لاستعادة مواقعها في العالم ...يلحق بها التنين الصيني والفيل الهندي ... ومجموعة دول البريكس ليكون هذا العالم متعدد الروؤس في القرن الواحد والعشرين .....اما العرب فانهم منشغلين بتدوير خلافاتهم للمائة عام القادمة لانهم لا يرغبون بترك تاريخهم الدموي وكراهيتهم لبعضهم البعض ....
اما العراقيين فهم اول المطالبين بالبحث عن خروج امن من المأزق الذي يمر به البلد ....واعادة صياغة هندسة جديدة تفكك المجتمع وتحاول ان تعيد تشكيله وبناءه على اسس جديدة وفرضيات تنمي الشعور بالمواطنة والمشتركات التي كانت كالنقطة التي تجتمع عندها كل الخطوط الا وهي نقطة المركز التي تشد الجميع اليها ..كذلك تبحث في التاريخ عن نظريات كانت فاعلة وموجهة لحركة مجتمع تمكن من بناء حضارات عريقة .... وايضا تعيد تجميع عناصر القوة التي تشترك بها مكونات المجتمع لتشكل عناصر جذب وتجميع لكل منابع القوة .... وتعميق الشعور بمسؤلية الجميع على صناعة مستقبل لامة كانت مهدا لحضارات العالم ...
والبداية تكون بطمر مخلفات العملية السياسية التي اقامها الامريكان والعودة للبحث عن فرضيات جديدة لاعادة تشكيل القيم والمواطنة ووحدة المصير ووحدة رؤية المستقبل بعقل متفتح يعي مكانة العراق ودوره التاريخي ورسالته للعالم ويذكر بالماثر التي قدمها العراق للعالم واهمية وادي الرافدين في تاريخ البشرية ....وان استنباط المشتركات بين المكونات واعلاء الشعور الوطني وقدسية الرسالة المنوط بالعراقيين حملها تتجاوز الشعور الطائفي والانتماء للعشيرة والقبيلة .... ولم يشهد العراق ان برز رجل دين طائفي من كل الملل والنحل وانما كان ولا يزال يخرج علينا سياسي طائفي يوجج الطائفية لمصالحه الخاصة وقد يجد هذا السياسي في بعض الاحيان انصاف رجال دين ممن يدعموه ويؤيدوه ...ولكن عندما نتحدث عن المراجع من كل الطوائف ...لا نجد احدا سلك سلوكا طائفيا ....مما يعني بشكل مؤكد وجازم ان الطائفية في العراق طائفية سياسية بامتياز والامر المهم الذي يجب ان نشير اليه هو ان العراقيين لم يكونوا يوما متدينين متشددين وانما العراقيين معتدلي التدين وغير مبالين بتطبيق الحدود والشريعة ... طالما هم يعتقدون جازمين بحماية ورعاية ال البيت والائمة الاطهار من الشيعة والسنة والمسيحيين والطوائف الاخرى ...لهذا البلد ....وتجد اكثر الناس حينما يتحدث عن الاوضاع في البلد ...يقول لك ان هذا البلد محروس وان ارض العراق طاهرة مطهرة ... طالما احتضنت رفات هؤلاء الائمة الاطهار ... ويختم حديثه معك ...خليهه على الله .... ؟؟؟؟
ان هذا الشعور العام الذي يشكل سمة الغالبية ..لا يشكل روحا عدوانية وانما يؤسس الى سماحة ورضى ولا يحمل الامور اكثر مما تحتمل .... حينما كانت بابل حاضرة الدنيا كانت تستقطب كل البشر من كل بقاع الارض وتصهرهم في مدارسها فيتخرج العلماء والفقهاء والقادة دون تفريق بين البشر على الهوية او القومية او الديانة فحققت الحضارة البابلية انجازات في الفلك والرياضيات والطب والموسيقى فسنت القوانين ونظم الري وازدهرت الحياة ....وصولا الى بغداد في عهد الدولة العباسية كانت محلاتها تشكل هويتها الحضارية المتنوعة ...فهنا محلة الصدرية وهنا محلة الدباغين وهنا محلة السراجين وهنا التجار وهنا العسكر وهنا الوزراء وهنا الحدادين وهنا الوراقيين وهنا العواديين ....وسكنة هذه المحال من كل فج وقد اتوا الى بغداد عاصمة الخلافة الاسلامية ...
حيث التنوع والانصهار في دولة عظيمة مترامية الاطراف ...يشد لها الرحال من كل بقاع العالم .... وهنا الحديث على اعادة هندسة المجتمع العراقي له ارضية وقواعد ارسيت منذ الاف السنين والمطلوب اولا ازاحة نفايات هذه العملية السياسية العرجاء وطمر كل مخلفاتها النتنة التي مزقت وهدمت الثوابت الاجتماعية والاخلاقية والقيمية وازاحتها لصالح طائفية مزقت المجتمع العراقي وانهت دوره الحضاري والانساني في العالم وحولته الى ثور خائر القوى تنهش في لحمه الضباع والطيور الجارحة ...ايضا المطلوب العودة الى استخراج المعدن الاصيل لهذا الشعب العريق وبعث دوره الانساني والحضاري واكتشاف مصل الحياة والاستمرار من جديد وايجاد الباعث الذاتي لتغذية وتسخين الارادة والعزيمة لشعب يحمل في جيناته اسرار حضارات توالت على ارض الرافدين منذ بدء الخليقة .... فعلى الجانب الاخر من الوطن العربي انتفض الشعب المصري على المؤامرة وعاد الى جذوره العريقة في محاولة ممارسة دوره الانساني والحضاري ....مستلهما تراثه في رفض مخططات الاخونة والتجهيل .



#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهلال الخصيب .... تأريخ ومستقبل
- فيضان النيل في 30 يونيو
- ان يثور عليك شعب متعلم ... افضل من ان يثور عليك شعب جاهل
- صدق اولا تصدق ...من قطر يأتي الخبر ...؟
- الدولة الفاشلة
- مؤتمرا ت نصرة جيش النصرة ....؟؟؟
- تركيا .... والصراع حول الهوية ....؟
- مسلسل التفريط بالسيادة .....؟
- معركة القصير ....؟
- العنف بالعنف ....؟؟؟؟؟؟
- الشيعة ...مع بقاء العراق موحدا او تقسيمه ...؟؟؟
- العرب وحالة .....كأن
- حاكمية اللئام
- اسلحة الدمار الشامل ....النسخة الثانية
- امة العرب
- الخيال والابتكار والاتقان .... في بناء الاوطان
- جهاد النكاح ....!!!!!!!!!!!
- رجال في الحكم
- يوم دامي اخر
- الرسالة الشيطانية


المزيد.....




- احتمال حدوثها واحد من عشرة آلف.. لِمَ اعتبرت ولادة هذه الفرس ...
- -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لـCNN تجربته في غ ...
- 20 قتيلا على الأقل بغرق قارب في شرق أفغانستان (فيديو)
- السعودية تعلن عملية بيع حصة إضافية من شركة أرامكو النفطية
- أرقام صينية: ازدهار التجارة بين الصين والدول العربية على مدى ...
- بدء تطبيق -بطاقة الفرص- لجذب عمال مؤهلين إلى ألمانيا
- سياسية ألمانية تضطر لمغادرة بلادها مع أطفالها الثلاثة بسبب م ...
- بالتفاصيل.. المقترح الذي أعلنه بايدن وقابلته حماس بإيجابية
- وزير الدفاع الإندونيسي يؤكد استعداد بلاده لإرسال قوات حفظ سل ...
- وزير دفاع إندونيسيا: خطتنا للسلام في أوكرانيا تبقى منطقية وم ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - طريق العودة الى بابل