أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - تركيا .... والصراع حول الهوية ....؟















المزيد.....

تركيا .... والصراع حول الهوية ....؟


حامد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4120 - 2013 / 6 / 11 - 20:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تركيا .... والصراع حول الهوية .....؟


فاجئنا ....بقدر من النزق والغطرسة والتعالي والاستخفاف .... ووصف المتظاهرين السلميين بالرعاع والسفلة والخارجين عن القانون ..... وهو غير مستعد للاعتذار أبدا لشعبه ....بل يهدد بخروج أنصاره لتأديبهم وكسر إرادتهم ....تعالي وغطرسة ولا مبالاة برأي نصف المجتمع التركي ....فأي نوع من القادة هؤلاء ...الذين يتوعدون نصف شعبهم ....ليقول انه يمثل النصف الأخر ......؟؟؟؟
ان تركيا رغم النهضة الاقتصادية وارتفاع معدل الدخل للفرد ثلاثة أضعاف ...ومعدلات النمو التي جعلت من تركيا بالمركز السادس ...الا انها تجر الى صراعات اقليمية ودولية نتيجة طموحات اردوغان بتزعم منطقة الشرق الاوسط الكبير .
ان السيد اردوغان قد افرط في إسداء النصائح للرئيس السوري بشار الأسد عند بدء التظاهرات في دمشق ....عن كيفية احتواء الأزمة والاستماع الى المتظاهرين واستيعاب المتغيرات الإقليمية والدولية ....الا انه الان يكرر نفس الخطأ وإنما يتمادى في غطرسته وتعاليه على المتظاهرين أكثر من بشار الأسد .....متناسيا المشاكل التركية الكبيرة التي لم تتجرأ أي حكومة تركية على حلها بل جرى ترحيلها سنة بعد أخرى ......
لقد كان للتغيرات التي حدثت في المنطقة العربية تداعيات على الشأن الداخلي التركي ....حيث ان تداخل المصالح الاقتصادية والامتدادات العرقية العابرة للحدود السياسية بين تركيا والعالم العربي تؤثر حتما في مواقف الشعب التركي ...وقد كانت المواقف التركية مخطط لها في دوائر صنع القرار في أمريكا ...فكان الدعم التركي لانتفاضة الشعوب العربية بغية إسقاط الأنظمة الفاشية واستبدالها بقيادات أسلامية ... يقدم لها النموذج التركي كبديل ممكن ان يقدم حلولا لمشاكل الشعب العربي وقد تم الترويج للنموذج التركي في عدة عواصم عربية ....والعمل على حصر هذه التغيرات بحدود معينة حفاظا على الانظمة الخليجية ...الممول الحيقيقي لهذا التغيرات .....ولنا ان نعترف ان مقاومة النظام السوري قد حرك الماء الراكد في عدة مدن في المنطقة ومنها تركيا التي لم يكن يتوقع اردوغان ان سيل التغيير سيجرف معه الساحل التركي ...... حيث ان التخوف من وصول التيارات الاسلامية المتشددة الى تركيا وتحالفها مع حزب التنمية والعدالة يهدد المكتسبات التي تحققت للشعب التركي منذ قيام الجمهورية التركية عام 1923واولها العلمانية وليس أخرها حقوق المرأة .... لقد شعرالشعب التركي بخطر تمدد التيارات الدينية الاسلامية المتشددة على الحقوق المدنية مما ينقل تركيا الى صراع بين القوى الليبرالية وبين الإسلاميين من جهة وصراع بين السنة والشيعة من جهة أخرى .....كما ان التظاهرات في تركيا ترسل رسائل مهمة جدا الى الشعوب العربية من فشل النموذج التركي الذي روج له في عدة عواصم عربية ...كما ان انفعال اردوغان وخروجه عن وقاره هو فقدانه الكثير من اوراق القوة ...منها الانتصارات التي يحرزها الجيش العربي السوري على الارض ومنها تنامي الصراع الطائفي وإمكانية ارتداده الى تركيا بهذه السرعة .... ومن الطبيعي ان نفهم طبيعة الحكم في دول الخليج العربي وتحالفها مع التيارات الاسلامية المتشددة وان كانت هي انظمة غير أسلامية بالمرة ولكنها عقدت تحالفا مع القاعدة على ان تمولها وتوفر لها ملاذ امن وقناة اتصال مع العالم (قناة الجزيرة) القطرية .. منذ بداية الاحتلال السوفيتي لافغانستان ...
ناهيك ان مصنع التفريخ والتعبئة والانتاج للقاعدة هو المدارس الدينية الوهابية المنتشرة في العالم , لذلك نشهد تحالفا غير مقدس بين هذه الدول الخليجة والقاعدة .....ومن هنا لا نشهد اية عمليات انتحارية او تفجيرات تطال امن واستقرار هذه الدول او اسرائيل .... ولكن هذا التحالف لن يلزم القاعدة بأي التزام اتجاه تركيا العلمانية ...مما يعرض امن تركيا وقواعد حلف شمال الاطلسي للخطر ويفقد اوربا ميزة مهمة لصالح روسيا والصين .... وهذا ما يفسر قلق اوربا واستيائها من استخدام القوة المفرطة مع المتظاهرين السلميين ...لأنها تعي قلقهم من التمدد الديني والأساليب الملتوية التي يناور بها اردوغان للبقاء في السلطة مهما كان الثمن....كما ان كل المؤشرات تشير الى ان اوربا في طريقها الى التخلي عن دعم اردوغان والمجيء بالمعارضة الى السلطة في تركيا ... لئلا تضطر اوربا الى الدفاع عن انظمتها في داخل شوارعها الفرعية ..... مع الاقليات المسلمة في اوربا ...ولنا ان نتفهم اصرار المانيا عن عدم توريد السلاح الى المعارضة السورية ووقوفها بوجه التوجهات الفرنسية والبريطانية ....والضغوط الامريكية والاسرائيلية .
ان اوربا اخلاقيا مطالبة بدعم الصراع الذي تقوده القوى الليبرالية العربية ضد التيارات الاسلامية ...التي اثبتت عدم اعتدالها واختراقها من قبل المتشددين .....حيث اننا نشهد لاول مرة الاختلاف بين المصالح الامريكية الصهيونية وبين المصالح الاوربية ......وهذا ايضا ما يفسر اتهامات اسرائيل لاوربا بالازدواجية بالمعايير او عدم اعتبار حزب الله من المنظمات الارهابية . ولفهم صفاقة ما يحدث ان دول الخليج هي من تنادي بمعاقبة حزب الله واعتباره خارجا عن القانون ....وتحمل السلطة اللبنانية المسؤولية ..... محاولة منها للتبرأ من الدماء التي تسببت في اهدارها في كل المنطقة العربية .... ودفعت هي فواتيرها .....
ان سياسة اردوغان ادخلت تركيا في دائرة الصراع الاقليمي والدولي بحجة ملء الفراغ وتزعم المنطقة وعودة تركيا لرعي القطعان الشاردة وجلبها الى الحظيرة الام ............ بهذا المنطق يريد اردوغان ومن خلال جولاته في دول الوطن العربي الترويج لزعامته ...في الوقت الذي يخطط مع اسرائيل لاستثمار غاز البحر الابيض المتوسط واستبعاد سوريا ولبنان عن الاستفادة منه .
الامر الذي دفع روسيا الى زيادة حجم اسطولها الحربي وتكاثف تواجدها في حوض البحر الابيض المتوسط حيث اعلن الرئيس بوتين ان الوجود الروسي في البحر الابيض المتوسط هو امر يمس المصالح الحيوية لروسيا في هذه المنطقة من العالم .
وبدلا من ان ينعم الشعب التركي في ما وصل اليه من تقدم وازدهار .... يزج به اردوغان في مشاريع لا تخدم الا مصلحة إسرائيل وأمريكا . وهو التركي الذي لم يفهم ان تقسيم تعني الهوية العلمانية لتركيا ....



حـــامـــد الـــزبيــــدي

12/6/2013



#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل التفريط بالسيادة .....؟
- معركة القصير ....؟
- العنف بالعنف ....؟؟؟؟؟؟
- الشيعة ...مع بقاء العراق موحدا او تقسيمه ...؟؟؟
- العرب وحالة .....كأن
- حاكمية اللئام
- اسلحة الدمار الشامل ....النسخة الثانية
- امة العرب
- الخيال والابتكار والاتقان .... في بناء الاوطان
- جهاد النكاح ....!!!!!!!!!!!
- رجال في الحكم
- يوم دامي اخر
- الرسالة الشيطانية
- السنة والخيارات الصعبة
- الكتاب الازرق
- الشام شامك اذا الدهر ضامك
- 55
- تونس .... في حضن الجماعة
- فشل امريكا في عبور اسوار دمشق
- فيروس الاخونة...يهاجم مصر


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - تركيا .... والصراع حول الهوية ....؟