أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - ان يثور عليك شعب متعلم ... افضل من ان يثور عليك شعب جاهل















المزيد.....

ان يثور عليك شعب متعلم ... افضل من ان يثور عليك شعب جاهل


حامد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4150 - 2013 / 7 / 11 - 15:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في كل ما يحدث الان في المنطقة العربية من حروب وانقسامات وتجريف للمجتمعات عل اسس عرقية ومذهبية وتشظية للمسلمات الاجتماعية والدينية التي كانت تتحكم بمنظومة القيم المجتمعية وتمنحها طابع التعايش والمشاركة والتسامح .. اضافة الى تراجع الوعي والثقافة من المشهد العام والخاص لتبتلي شعوب المنطقة بالعودة الى قيم الجاهلية والثارات والفتن والاحقاد وبث الكراهية ...في كل ما يحدث ..... ابحث عن اسرائيل....
منذ قيام دولة اسرائيل عام 1948 والمنطقة العربية تتعرض الى سيل من المخططات التي تسعى الى تدمير المنطقة وتغرق الشعوب العربية في فتن وصراعات مذهبية وطائفية وعرقية .وقد عجز اكثر من 300 مليون عربي من الوقوف بوجه المخططات الصهيونية واكتفوا بالصراخ والدعاء في خطب الجمعة والعنتريات الفارغة والضحك على الشعوب ومصادرة حرياتهم وسرقة اموالهم بحجة القضية الفلسطينية والاستعداد لتحرير الارض وعطلت جميع برامج التنمية والتعليم والصحة .... وقد حول الحكام العرب على اختلاف انظمتهم سواء كانت ملكية او جمهورية قضية فلسطين الى ستار تختفي وارئه كل السرقات ومبررا لضرب الحريات العامة وحقوق الانسان وحقوق الاقليات وحق المرأة .....بحجة الاستعداد لتحرير فلسطين وعودة الارض المغتصبة ....فعقدت مؤتمرات القمة ورفعت الشعارات في كل الارض العربية تندد بالاحتلال وتحشد لهزيمته ....واضطهدت الحركات الثورية والاحزاب اليسارية واعتقل واغتيل العديد من الرموز الوطنية وامتلئت السجون باليساريين حيث اتهموا بالوقوف ضد ارادة تحرير فلسطين .... ودخلوا في معارك كانت نتيجتها فقدان المزيد من الاراضي لصالح اسرائيل ولم يتمكنوا حتى بعد احراز انتصارا عظيما في حرب العبور عام 1973 ....من مساندة مصر في حرب السلام وقد بح صوت الرئيس المصري انور السادات وهو يدعوا العرب الى تفهم المرحلة وطبيعة الصراع ....فاتهموه بالعمالة والخيانة وقاطعوا مصر ... سياسيا واقتصاديا وشنوا الحملات الاعلامية الضالمة على مصر ونقلوا مقر جامعة الدول العربية الى تونس .... وتكرر نفس السيناريو في عام 2006 مع حزب الله اللبناني في حربه ضد العدو الاسرائيلي وتحقيقه انتصارا ابهر العالم كله...... ومرة اخرى وقف العرب يتامرون على حزب الله ويوجهون له اشد الاتهامات وكانهم يعاقبونه على احراجهم امام التاريخ ...حيث قد كشف زيفهم وتمزقت ورقة التوت التي كانت تستر عوراتهم ....وبانت بشكل لا يقبل الشك حقيقة ادعاءاتهم وكذبهم على شعوبهم .....لا بل ارتباطهم بالمخططات الصهيونية وتخاذلهم امام رغبات امريكا ....
وما يميز المرحلة الحالية هي افتضاح كل العملاء وبدا اللعب على المكشوف .... ولاول مر ة تشعر اسرائيل بانها قد استطاعت ان تخترق نفسية المواطن العربي وتكسره من الداخل ليقبل دون ان يكون له مبرر في الدفاع عن رأيه ...بحقيقة وجود اسرائيل وضرورة تغير قناعاته بان العدو هو في شرق الامة العربية حيث ايران ...وان اسرائيل قد ظلمت وممكن الاستفادة من القدرات الفائقة للدولة اليهودية في صراع الامة العربية ضد ايران .....في الوقت الذي يصمت فيه المثقف والكاتب والصحفي فلقد تم سحبه الى منزلق المذهبية وامن بان معركة الامة مع ايران دفاعا عن المذهب والطائفة ....وفي نفس الوقت تضطلع انظمة خليجية بتبني الخطاب المذهبي وترصد مليارات الدولارات لتأجيج الصراع الطائفي وتوظف مواردها الهائلة الى السعي لتدمير المجتمعات العربية من الداخل وتمزيق منظومة القيم والمسلمات الاخلاقية والدينية للتعايش بين المذاهب والتي استمرت لعدة قرون منذ مجيء الاسلام قبل 1434سنة ....وسط جهل عملت على استشرائه جميع الانظمة بلا استثناء ...ويذكر انه في لقاء بين الرئيس التونسي الكبير بورقيبة والعقيد معمر القذافي الذي كان يستثمر كل عوائد النفط لشراء الاسلحة ... نصحه بورقيبة ليعمل على تعليم شعبه والقضاء على الامية والجهل اولا ....وكان رد العقيد بانه يخشى ان ينقلب الشعب الليبي ضده حينها ... فقال له الرئيس بورقيبة ..... ان يثور عليك شعب متعلم افضل من ان يثور عليك شعب جاهل .....وقد شاهدنا وسمعنا ما فعلته الجماهير الليبية بالعقيد القذافي وكيف كانت نهايته مأساوية .
وعلى ما يبدو انه حتى بعد انتقال السلطة من مكة الى دمشق والكوفة ثم بغداد .استثمر العرب الخلافات على السلطة والحروب ليتخندق كل في اعتقاده ولم يبذل الاجداد جهودا للتقارب بل نشهد العكس تماما ...حيث تقاسم وقاد الاختلاف رجال دين وعلم وخير مثال على ذالك العهد العباسي الذي استشرت فيه الخلافات العقائدية وبرز ميل لدى بني العباس لتكسير جدار الدين وتم ذلك باستمالة وتبني طروحات بعض العلماء تارة ثم بتغير الخليفة يتم تبني قناعات تختلف عن ما سبق تارة اخرى وهكذا ....فظهرت السلفية التي هي امتداد لمدرسة اهل الحديث والاثر الذين برزوا في القرن الثالث الهجري في مواجهة المعتزلة ....حيث كان المعتزلة يتخذون المنهج العقلي في قراءة النصوص وتأويلها حيث استمدوا اصولهم المنطقية من الحضارة الاغريقية عن طريق الترجمة والتعامل المباشر .
ولتوضيح ارادة السعي لدى الخلفاء العباسيين على الاصرار لاحداث الشقاق بين الامة هو تصرف بعض الخلفاء ...فمثلا في عهد الخليفة المتوكل اطلق سراح بن حنبل وانتصر لمنهجه وفي عهد الخليفة القادر بالله تم نشر العقيدة القادرية وامر ان يتلى منشور العقيدة القادرية في المساجد يوم الجمعة حيث اعتبر المنهج القادري منهجا رسميا للدولة العباسية عام 433هجري .وانقسم الفقهاء الاسلاميين الى حنبلية واشعرية ....ففي الوقت الذي يضرب فيه ابن حنبل في زمن الخليفة المعتصم 80 جلدة نجد ان المتوكل ابن المعتصم يكرم ابن حنبل حيث كان شافعي المذهب ....ونرى كذلك الخليفة ابو العباس احمد الناصر لدين الله كان متشيعا ويعتنق المذهب الامامية وقد ازال اثار العجم وهدم قصور السلاجقة وهو كان يحضى بولاء صلاح الدين الايوبي الذي اهدى له رايته وترسه دليلا على تبعيته للخليفة ....وصولا الى سقوط بغداد على يد هولاكو عام 1258 ميلادية حيث كان احد الاسباب الرئيسية لانهيار الدولة العباسية هي الخلافات المذهبية التي عمت الحياة في بغداد ونزلت الى عامة الشعب.... حيث كان بين الوزير الاول ابن العلقمي وبين مجاهد الدين أيبك الدواتدار الصغير الذي يستند على تأييد السنيين والجيش خلافات مذهبية عميقة .
فالوزير ابن العلقمي كان يرغب بتجنب الحرب عن طريق مهادنة هولاكو قي حين ان الجيش لم يوافق على ذلك .....وفشل الخليفة المستعصم بالله في توفيرالمال الازم لتمويل حملة الدفاع عن بغداد بعد اقتراح الوزيرالاول بالاستعداد للحرب ...مما جعل الجيش يترك ثكناته في بغداد التي خلت ألا من الحرس الخاص للقصور الملكية .......مما سهل سقوط بغداد المدوي .....والذي تعاني من اثاره الامة الاسلامية لحد الان ....
وقد كان سقوط بغداد درسا كبيرا للامة بسبب استغراقها في الخلافات المذهبية والعرقية الى درجة التضحية ببغداد عاصمة الخلافة الاسلامية .... ذلك ان واحدا من اهم اسباب سقوط بغداد ونخرها من الداخل هو الامعان في التخندق المذهبي على حساب الامة ومستقبلها ...
واليوم يتم اعادة انتاج نفس الخلافات المذهبية لتمزيق الامة الاسلامية على ما هي عليه من انقسام وتشرذم ...ويتم هدر مواردها في حروب طائفية وعرقية لوأد اي امكانية للوحدة والتقدم والتطور والبناء ......وزجها فيما اصطلح على تسميته بالجيل الرابع من الحروب ...



#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدق اولا تصدق ...من قطر يأتي الخبر ...؟
- الدولة الفاشلة
- مؤتمرا ت نصرة جيش النصرة ....؟؟؟
- تركيا .... والصراع حول الهوية ....؟
- مسلسل التفريط بالسيادة .....؟
- معركة القصير ....؟
- العنف بالعنف ....؟؟؟؟؟؟
- الشيعة ...مع بقاء العراق موحدا او تقسيمه ...؟؟؟
- العرب وحالة .....كأن
- حاكمية اللئام
- اسلحة الدمار الشامل ....النسخة الثانية
- امة العرب
- الخيال والابتكار والاتقان .... في بناء الاوطان
- جهاد النكاح ....!!!!!!!!!!!
- رجال في الحكم
- يوم دامي اخر
- الرسالة الشيطانية
- السنة والخيارات الصعبة
- الكتاب الازرق
- الشام شامك اذا الدهر ضامك


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - ان يثور عليك شعب متعلم ... افضل من ان يثور عليك شعب جاهل