هاتف بشبوش
الحوار المتمدن-العدد: 4175 - 2013 / 8 / 5 - 00:16
المحور:
الادب والفن
الطيبُ دائمُّ , في العشيّةِ والصباح
الورودُ , كألوانِ الطيفِ الشمسي
على جانبي الفسحةِ البراّقةِ
منَ الحصى المغسولِ , بين ضحىً وغداة.
رملُ ملعبِ الاطفالِ رطيبُّ , من ندى الليلِ
حوضُّ زجاجيُّ تزركشَ بالسمكِ الملوّنِ
آسُّ وداليةُّ من السوفيتات
توتةُّ تبليسيةُّ , حمراءُ قانيةُّ , يهزّها كلّ من هبّ ودبّ.
والناسُ يجيئون.
الممشى طويلُّ , مفروشُّ بتويجات الزهرِ الاصفرِ
والاحمر, الازرق , والابيضِ ..
زهورُ الاوركايد, كالندفِ الثلجيّةِ , تنقرها العصافيرُ
**
الممشى طويلُّ , حتى يصلُ , بهاءَ الطريقِ الضيّقِ
الذي أوصَلنَي الى البيتِ المهلهَلِ
حيث كان الطالبُ مكسيم ُ يسكنْ .
طريقُّ أشعلَ في قلبي لهيبَ الحب
الى تلك الأم ... الأمُ التي قرأتها في الصفحاتِ
قبل ثلاثينَ عام
**
شابُّ أشقرُّ بصحبةِ حاسوبه ِالمحمولِ
منتبذاً تلك الزاويةِ التي
تشيرُ لتأريخِ مكسيم , أيام الثورةِ والصبا
حادثتهُ عن مبتغاي في جورجيا
وعن مكسيم , بعبرةٍ باديةٍ على محيّاي
عبرةُّ جعلتْ منهُ شفيقاً متسائلاً
عن حاليَ الغريب
وعن أسفي على ذكرى الاتحاد السوفيتي
وفرَحي منْ شيوعيتي التي
سترافقني حتى المماتْ........
**
الحديقةُ , تتعثرُ بأقدام شيخٍ كئيبٍ
تركتهُ الشيوعيةُ وحيداً هنا
وحيداً .... ومجهولاً
ليس مثلُ هذا الاثر المرئي , المنحوتُ
لصقَ حائط البيت الطلاّبي , حيثُ تعلّم مكسيم
..............
...............
حديقةُ الورودِ هذي rosesgarden
أخبرَتني عن التفاصيل التي
مرّتْ بها عشرةُ أيامٍ هزّت العالم
أخبرَتني عن الغياب ِوالحضور
وعن الاجيالِ التي تنفستْ , من عبيرِ مكسيم وشيوعيتهِ
حديقةُ الورود ِهذي , بغفوتها
ولقائي َ القصيرِ بها
علّمتني , أشياءاً وأشياء
هاتـــف بشــبوش/ جورجيا/تبليسي 2013/6/14
#هاتف_بشبوش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟