أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - الشعرُ في سطور..........














المزيد.....

الشعرُ في سطور..........


هاتف بشبوش

الحوار المتمدن-العدد: 3856 - 2012 / 9 / 20 - 01:09
المحور: الادب والفن
    





الشـعرُ في سـطور..........





الشعر هو سطوع الضياء من جنة الكلمات الصامتة والصارخة بوجه جحيم الطغاة , الشعر هو اختراع أصبح مُلك الانسانية جميعا , مثلما اخترع أديسون الضور فأصبح مُلك البشرية جمعاء , ومثلما ميكو موتو الياباني الذي اخترع اللؤلؤ وأضاء فيه أعناق النساء , فهناك ايضا مخترع للشعر الذي أظهر مفاتنهنّ , الشعر هو الميراث البوحيّ القادم من الازل , هوالميراث الذي لايباع ولايشترى. في الشعر تستطيع الكلمات ان تذرف حروفها اللامنتهية على السطور, الشعرهو هدير الماء وعليل الهواء المترامي في السموت, هو ايقاع الكون وطقوس الازاهير, هو الجَمال المترامي في الأودية والجبال والهضاب والوهاد. الشعر ماء العين , دم القلب , هو الذي أطلق لنا مفاهيم الحب , هو الرغبة في حياة بلاموت , وبما انه ليس ثمة حياة اخرى , فالشعر أخبرنا بأنها حياة رائعة .
في الشعر نستطيع ان نجد كيف ان اللغة واللسان هما عضوان فعالان , أنه كلام الانسان النابع من نهر خياله , والذي يصب في محكمة العقل , أنه الاسمى من الايديولوجية , أنه الانفعال المنبعث من الروح القلقة , أنه الجنون الابداعي , أنه الباكي حرقة ًوألماَ على المصير المفقود والضائع لبني الانسان .
الشعر هو الحقيقة والوهم في نفس الوقت , أنه اللسان الحذق , واللبق , والمتدفق , أنه لايحب الحَذر ولايحب اللجام , يدركه الكبار ويذكره الصغار , الشعر عابر الحصون والقلاع , يلوّح دائما ويغني للعابرين في قطارات العمر اللامنتهية , الشعر له الاف العيون , التي نراها في السحب والشمس والانهر والاثير , و في كل ماهو جميل لايحب النظر الى القبيح من الاشياء والافعال , انه منشد الاغاني في الساحات والمدارس والمحافل وحشود الثورات , أنه مثير الحماس , حليف موسيقى الروح , مسرف في عطاءه , هو المديح والهجاء , هو الخمر والغزل , هو الوجوم والغضب الساطع , هو الوطن الصاعد فوق أديم الغيم , هو المأثور الشعبي والاساطير , هو الشعور واللاشعور , هو سلاح لايحتاج الى شحذ . هو العمق التأريخي والتناقض الداخلي , هو مفهوم إيجابي على الدوام , هو الذي يقوم بأبراز العناصر الثورية , هو الديالكتيك , هو القدرة على الانتصار , هو ذلك البطل المنتمي للمعدمين والجياع ,هو الذي يجسد لنا الابوّة والامومة والبنوّة والاخوّة , أنه القضية التي ترتبط مع العوامل البيئية والثقافية , هو المقامرة الواعية اللامسؤولة , هو الذي يشرح لنا المآسي الضاغطة على صدور الشعوب , هو كل تلك السمات والملامح الانسانية التوّاقة الى الحياة والحرية والكرامة .
الشعر هو ذلك الشكل الهندسي الذي تشكّلت أبعاده من الشواطئ التي تنضح بروائحها , ومن المحيط الذي يلعق الساحل بهدوء رائق , ومن صخور الغرانيت التي تماثلت دعاماتها بألياف الطحالب غير المشذبة , ومن الموج المتلاطم بعنفوان في مقدمة البحر المفتوح , ومن الاسفنج بكامل رقته بين الآجر والحصى المثلومة , ومن المراكب العارية التي تذكّرنا بالسفر والحدود المشرّعة , ومن البواخر التي تلوح في الافق البعيد , ومن غفوة النساء على ياقات الاقمصة المخملية للرجال عند الاضطجاع على السواحل , ومن أصابع النوارس وهي تترك مايشبه الختم على الرمل الغافي , ومن كل ماهو مرئي وغير مرئي في هذا الكون الفسيح .
الشعر هو ذلك الجنس الادبي الذي يرتكز الى فهم جدلي برّاق للاممية والتراث الايجابي , هو العصارة الكلماتية التي تخرج من عمق مبدعيها وتشكل الاواصر القوية مع الجماهير , هو التجربة الذاتية للشاعر بكونه عضوا فعالا لاينفصل عن التجارب الموضوعية للحشود العامة . الشعر هو ذلك الضرب الفني الذي له القدرة على عكس الواقع والخيال في آن واحد . هو ذلك الممر الخرافي الطويل العريض الذي يفتح آفاقا مستقبلية عن طريق جمالية التوظيف .
هو التشكيل البوحي اللامنهجي الذي يستنهض تواريخ الشعوب بما يمور فيها من صخب واهتزازات وصراعات ولواعج الانسان الذي عاش مع ازمة حب او غواية ومات كمدا أو جنونا . هو الذي يجعل من الشخصيات الثائرة مشجبا تراجيديا . الشعر نستطيع ان نجده في ألسنة السادة الاحرار والعبيد , حتى غدا صراعاً بينهم من أجل المساواة . هو الزي الخاص الذي نستطيع من خلاله التعرف على حقبة زمنية معينة وقرائتها واستكشاف مايدور في بواطنها من تفاصيل دقيقة . الشعر في أغلب الاحيان لايحب القدرية والخنوع , بل يميل الى التحدي وامكانية التغيير وحتمية التمرد , واصراره على اجتياز المسافات بين الظلم والفاقة , أنه دافع المعدَمين الى اعتماد البدائل الثورية ضد الطغيان , والى نسيان الخلاص الغيبي والحلول القابعة في السماء .
الشعر هو الهوية الخالدة على مر العصور , كما نراها في عنترة ابن شداد , وامرؤ القيس , محمود درويش , ولوركا , بابلو نيرودا , ناظم حكمت ,بورخيس , وولت وايتمان , وكل الذين سطروا أجمل الملاحم .



هـاتـف بشبـوش/عراق/دنمــارك



#هاتف_بشبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزالة جاويد**
- لعبة الجوع the hungers games ....
- الى/ خلدون جاويد , الوميضُ الاخضر
- عبد الفتاح المطلبي , بين السرد والتهويم ............2
- عبد الفتاح المطلبي , بين السرد والتهويم .............1
- حميميّة ُّ بلاتعقيد
- رائحة ُ الموز
- سجّادة بلون الكلب
- واكا .......واكا
- سامي العامري يستمحيَ بالورد , بينما الاخرون يعزفون بالمخالب
- الثائر , الضابط الشيوعي محمد منغستو
- صباح خطاب , محدّث ُّ , يتخذ ُ الانسانَ محورا للعالم , فينغمس ...
- طفلُ الصليب*
- وظيفةُّ في قبر
- مكي الربيعي ,ملكُ الشوارع, في شيخوخةِ حلم القصيدة, يكتبُ نصا ...
- رجلُّ بكلّ التفاصيل
- حامد المالكي والحوارية المثيرة بين أبي طبر والعميد زهير( الم ...
- إحتجاجُّ دنماركي
- صباح محسن جاسم صرخةُّ صامتةُّ , تمتد من فم الجوع حتى سيماءِ ...
- حطام ُّ متناثرُّ


المزيد.....




- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - الشعرُ في سطور..........