أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - الحاجّة عيشة...........















المزيد.....

الحاجّة عيشة...........


هاتف بشبوش

الحوار المتمدن-العدد: 3954 - 2012 / 12 / 27 - 00:58
المحور: الادب والفن
    


صديقتهُ الأثيوبيةِ السمراء , كانت تتأوه بين الحين والاخر , كانت تحسر الدمع بين المقل , وكان يحس بنبضها يتزايد خفقانا فتقترب منه اكثر فاكثر وتقول له" آي لف يو" وكالمعتاد يرد عليها بحميمية وحب "آي لف يو تو ", وهكذا تتردد الكلمات على طول التنهيد المنحسر بين القبلة الاولى حتى نهاية الشوط الجنسي المحدود بعظمة الحب وطعم الذروة قبل تدفق سائل الحياة من كليهما. اتخذوا المطرح الهادئ وعيونهم نحو سقف الغرفة ,المليئة بأنفاس الحب المنتهي توا . أطلقتْ آهة كبيرة , لم يستطع السكوت عنها فقال ماالخبر , فقالتْ له : آه لو تعرف عن نساء مكة وأفعالهن , وبالقرب من بيت الله , ودون رادعِ أو خوف من الرب وبيتهِ الكائن هناك وزائريه الملايين من كل صوبٍ وفج . فحكت له عن حياتها في السعودية وهي تعمل لاول مرة بصفة عاملة . فقالتْ : في اول أيامي في السعودية وانا في صالون للحلاقة تديره ايضا فتاة أثيوبية , سألتها عن عمل , فقالت لي , سأرسلك الى الحاج محمد , وبالفعل ذهبت اليه , ووعدني أن يجد لي عملا لائقا لدى امرأة ورعة كما قال , وهي الحاجة عيشة , وبالفعل ذهبتُ وإياه الى الحاجة عيشة , وعلى طول الطريق وهو يمتدح بها ويطري عليها اطراءا بالغا , فتارة يقول أنّ الحاجة عيشة طيبة وتارة بنت حلال وتارة في غاية الشرف , إنها تربية مكة , انها ترعرعت على مفاهيم الله , انها نشأت بالقرب من البيت الحرام , صائمة , مصلّيّة , مستمرة في التراويح , مزكّية , لاتترك فقيرا الاّ وأعطته من جيبها........
استغرقنا في المسير اكثر من ربع ساعة ونحن لم نزل في مدخل القصر المؤدي الى مخدع الحاجة عيشة , وأنا أسأله ألم نصل بعد , فقال بعد قليل , بل عليكِ ان تستمتعي بهذه المناظر الخلاّبة لمدخل القصر . على الجانبين حدائق ,ازاهير , ونخيل وورود من شتى الاصناف , ونافورات , وأحجار مرصوفة ملونة , فقلتُ في نفسي, اي منزل هذا الذي تسكنه الحاجة عيشة وهناك الآلاف بلا مأوى في هذا العالم الفاسد وفي أثيوبيا تحديدا بعد الحكم الشيوعي لمنغستو . دخلنا القصر و واذا بالقصر , باب يدخلنا الى باب اخرى , غرف تطل على غرف اخرى , صالونات مزركشة , زخارف وصور , وبناء فخم , موبيليا فاخرة وثقيلة على الطراز الايطالي , واضاءات تكفي لأنارة العراق المظلم . أصابني الذعر والذهول والشك من المصير الذي قد أواجهه . وفي المشوار الاخير وصلنا الى مخدع الحاجة عيشة , وقال لي الحاج محمد ستدخلين بمفردك . شعرتُ بغمامة في عيني ّ, وازداد خفقان قلبي من الخوف , هل انّ الحاجة هي بالفعل في داخل الغرفة , ام انّ هناك شئ أخر ينتظرني, نظرا لما حصل مع الكثير من الخادمات الاثيوبيات وكيفية تعاملْ أسيادهن معهن بالقسوة المفرطة .
من الخوف الذي بداخلي نسيتُ من انا في تلك اللحظات العصيبة , فتحتُ الباب واذا بي أرى سريراً فاخراً كما يوصف في الف ليلة وليلة على لسان شهرزاد . سرير تنام عليه فتاة عارية تماما وممدة بجسدها البض الناعم والاملس والخالي من اي زغيبات شعيرية لانها قد نتفت تماما بأجود انواع مزيلات الشعر . فتاة عشرينية ممدة على السرير لكنها بثدي واحد , الثدي الاخر قد قص لمرض عضال , فكان التشوه واضحا ومؤلما كما يبدو على ملامحها وطريقة كلامها التي تثير ذلك الالم . فقلتُ لها وانا خائفة خانعة مطيعة , اين هي الحاجة عيشة , فقالت لي : انتِ تتكلمين مع الحاجة عيشة . لم أصدق مما قالت , لان كلمة حاجة هي بعيدة كل البعد عن هذا الجسد الفاضح , هذا الجسد الصارخ بالجنس, الجسد الملمّع بأجود انواع الزيوت الجنسية المستوردة من بلاد الكفر الى مكة المكرمة . هذا الجسد الطري كان جاهزا أمامي , ينتظر تمسيدا , وتدليكا , واثارة ً, تشويقا , ونشوة , وتأوه , صراخا جنسيا خافتا , قـُـبلْ , وعناق , وتطويق بين الذرعين , وريالة مص اللسان والبضر , وايلاج ثم ايلاج , واخراج , وايلاجات اخرى حسب الحميمية والحب , ووربما يحتاج الحبيب لحظة أشتهاء , انْ يرى الكفل وحرارة فردتيه , او لربما يحتاج الى مضغة أو مضغات على قلفة اللايكل ولايشبع , وهمهمة , وحب عارم , وغزل صامت , وأشياء أخرى تأتي أثناء الاغماءات الروحية الوقتية التي تحصل نتيجة السعادة أثناء التصاق الجسدين وتعشيق العضوين .........
هذا الجسد ينتظرني انا كي أقوم بهذه المهمة . فقالت الحاجة عيشة تعالي اقتربي وقولي ما هو اسمك , تعالي اجلسي بالقرب مني . وما عليّ سوى الاطاعة لأنني قادمة من افريقيا , باحثة عن عيش كريم . جلستُ بالقرب من جسدها العاري وفوق الحرير الذي أحسستُ به في تلك اللحظات وكأنهُ دبابيس تحت عجيزتي . قالت لي بضحكةٍ تحمل بين طياتها شئ آخر , أتبحثين عن عمل , اذن ضعي يدك على فرجي , لم انبس ببنت شفة , ولم استجب , وقالت , ضعي يدك على فخذي , ولم استجب , هاكِ خذي هذا , أدخليه في عضوي , المسيه بيدك , انه ناعم الملمس, مثير للراحة والاستئناس , تستطيعين تجربته , أنه عضو اصطناعي ذكري , ولم أستجب لذلك , ليس لشجاعة مني , ولكن بفعل البراءة التي بداخلي.........
عندما يأستْ من ردود أفعالي , قالتْ , تعالي , تعالي وربتت على كتفي , كمن يؤازرُ خائبا وأدلتْ بدلوها : لاعليكِ انها اول مرة , ولكن في المرات القادمة سيكون الامر سهلا عليكِ . أخذتْ العضو الاصطناعي بيدها وأولجته في فرجها أمام ناظري , وهي تتأوه دون خجل , تتلوى من الاثارة , حتى انتهت من وطرها . إسترختْ قليلا مع إغماضة عينيها كدليل للنشوة والرضى , ثم أفاقتْ , وقالت لي , تستطيعين الخروج الان , وسأراك غدا . لكنني اريد الخروج النهائي الذي لايعود بي مرة أخرى , وفي الطريق الخارجي , وانا افكر هل سيتركونني ,لأنني عرفت الحاجة عيشة وحقيقة عملها وهوسها الجنسي...........
في خارج القصر اطلقت ساقيّ للريح ولم أرهُ مرة ثانية. بعدها عرفت انّ هناك الكثير على غرار الحاجة عيشة في مكة واطرافها وبالقرب من الحرم الشريف . فصدَق َمن قال: انّ اهل مكة أدرى بشعابها , كلما اقتربنا من بيوت الله والاولياء, وجدنا الكفر وعدم الايمان والفساد والمجون بشكل يثير الذهول , وكلما ابتعدنا الى القرى والارياف والمدن البعيدة وجدنا الدين والايمان اكثر انغرازا في نفوس الناس البسطاء واندفاعهم الاعمى. ولذلك نجد الحاجة عيشة تتصرف وكأنّ الله لم يقل لها وماخلقناكم الاّ لتعبدون. هذه هي مكة التي تصدّر لنا الارهاب والقتل ,بأسم الله و الدين , وهذه نساؤها....................


هاتــف بشـــــبوش/ عراق/ أثيوبيا



#هاتف_بشبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغنيةُ سرديّةُّ لأسياد الرجعية
- الدكتورة انعام العاشمي وعبد الرزاق عبد الواحد , شبيه الشئ من ...
- الشعرُ في سطور..........
- غزالة جاويد**
- لعبة الجوع the hungers games ....
- الى/ خلدون جاويد , الوميضُ الاخضر
- عبد الفتاح المطلبي , بين السرد والتهويم ............2
- عبد الفتاح المطلبي , بين السرد والتهويم .............1
- حميميّة ُّ بلاتعقيد
- رائحة ُ الموز
- سجّادة بلون الكلب
- واكا .......واكا
- سامي العامري يستمحيَ بالورد , بينما الاخرون يعزفون بالمخالب
- الثائر , الضابط الشيوعي محمد منغستو
- صباح خطاب , محدّث ُّ , يتخذ ُ الانسانَ محورا للعالم , فينغمس ...
- طفلُ الصليب*
- وظيفةُّ في قبر
- مكي الربيعي ,ملكُ الشوارع, في شيخوخةِ حلم القصيدة, يكتبُ نصا ...
- رجلُّ بكلّ التفاصيل
- حامد المالكي والحوارية المثيرة بين أبي طبر والعميد زهير( الم ...


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاتف بشبوش - الحاجّة عيشة...........