أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - الفيلُ والنملة














المزيد.....

الفيلُ والنملة


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4166 - 2013 / 7 / 27 - 02:26
المحور: كتابات ساخرة
    


" في وطني .. يسرق الفيل كيس سُكّر .. والنملة تسرق حبة سُكّر .. وسريعاً ، يٌلقى القبض على النملة .. ولكن حجم الفيل الضخم ، يُساعده على الإختباء ! " . قرأتُ ذلك اليوم في الفيسبوك .
أعرفُ " نملة " هُنا .. كان مُوظفاً في إحدى الدوائر التي تجبي المال .. فكان يأخذ الرشوة من المراجعين المواطنين .. رشوة صغيرة لتمشية وتسهيل معاملاتهم .. أي كان يسرق ويُخالف القانون .. جمعَ عدة آلاف من الدولارات من هذه الرشى البسيطة ، وإستطاع بالكاد ، ان يبني قطعة الأرض التي كان يملكها . كان ذلك قبل سنوات . ولكن وبِضغطٍ من الشارع حينها .. قامتْ الحكومة ، ب " حملةٍ لمحاربة الفساد " .. وكالعادة : تمّخضَ ( جبل ) محاربة الفساد ، فَوّلدَ ( فأراً ) .. أي ، ان كُل الكلام الكبير الذي صّرح به المسؤولون وكل الوعود بمحاسبة الفاسدين والسارقين .. تمّخض عنه ، إلقاء القبض على صاحبنا " النملة " أعلاه .. ومحاسبته ومحاكمته ومعاقبتهِ بقسوة ، على " الخُردة " التي سرقها ! .
وأعرفُ " فيلاً " هُنا .. وفي نفس السنوات .. كانَ مُجرَد حزبي من الصف الثاني او الثالث ، في صفوف الحزب الحاكم .. توّلى بعض المهام المتعلقة بالقطاع المالي والتجاري .. وكان في بدايتهِ شخصاً بسيطاً ، يلعب دور " النملة " ، فيشطف شيئاً من هنا ، ويلتهم لقمةً صغيرة من هناك .. لكنه سرعان ما كَبَر وتجّبرَ وتطوَرَ ، فتحولَ الى " فيلٍ " لاتُشبعه الوجبات المتواضعة ، ولا تُرضيه الأرقام التي على يمينها أصفارٌ قليلة ! . فحصلَ على أراضٍ ثمينة وعلى سيارات فارهة وبنى قصوراً فخمة .. كُل ذلك خلال بضع سنواتٍ فقط . وتوّقع الكثير من الناس ، من حَسني النية وأفترضُ أنني واحدٌ منهم .. بأن حَمْلة " مُكافحة الفساد " المُفتَرَضة ، حينذاك .. سوف تَطالهُ وتقتص من السيد الفيل .. وتلقي القبض عليه ، وتحاكمه .. وتحجز أمواله المنقولة وغير المنقولة ، التي جمعها بالسحت الحرام ومخالفة وتجاوز القوانين ، وتعاقبه على كُل النهب والفساد الذي مارسهُ . لكن كُل هذه التكهنات والتوقعات ، كانتْ مُجرَد أضغاث أحلام وقبض ريح ! . فلم يتم الإقتراب منه .. وكما يبدو ، فأنهُ من كُبر وضخامة حجمهِ ، فأنه أصبحَ غير مرئي ، ولم تراهُ لِجان النزاهة ومكافحة الفساد ! .
.........................
حينَ تَختَل الموازين .. وتعوَج مسطرة العدالة .. فأن رُؤية " نملة بالغة الصُغر " أسهلُ كثيراً من رُؤية " فيلٍ ضَخم " ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللعنةُ .. اللعنةُ !
- السُمعة الجيدة ، والنوايا الطيبة .. ليستْ كافية
- فوضى بغداد .. وإستقرار أربيل
- العقرب السام
- الإتحاد الوطني .. لِصاحِبهِ .. ؟
- بينَ التهّور والإتِزان
- العمل في الشمس .. والتسكع في الفئ
- على هامش إنتخابات مجالس أقليم كردستان
- هل سيصبح البرزاني رئيساً لجمهورية العراق ؟
- أزمَتنا عميقة
- - السيسي - و - سعدون الدليمي - !
- مُفتي العمادية .. وأثيل النُجيفي !
- تأجيل إنتخابات رئاسة أقليم كردستان
- ساعاتٌ حاسمة ، لشعبِ مصر الحَي
- ضوء على نتائج إنتخابات نينوى
- العَمالة المحلية
- إلتِواءات ديمقراطية في أقليم كردستان
- ( خِدرو ) أكثرٌ شُهرةً وشعبية
- متى نتعّلَم من المصريين ؟
- ( إطار ) سيارة السُلطة


المزيد.....




- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...


المزيد.....

- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - الفيلُ والنملة