|
على هامش إنتخابات مجالس أقليم كردستان
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4151 - 2013 / 7 / 12 - 18:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لو جرَتْ إنتخابات مجالس المُحافظات في أقليم كردستان ، في موعدها المُقّرَر في 21/9/2013 .. ولو حصلتْ المُعارَضة في السليمانية ، ولا سيما " حركة التغيير " ، على الأغلبية ، كما تقول توّقعات الحركة نفسها ، وكذلك بعض المُراقبين " ورُبما يكون لهذه التوقعات ، نصيبٌ من الجِدية والإحتمال ، إذا أخذنا نتائج إنتخابات البرلمان في 2009 مقياساً " .. إذ حصلتْ الحركة وهي مازالتْ فَتِية على 25 مقعداً في أول إنتخابات تُشارِك فيها ، وإقتربَتْ من المقاعد التي حصلَ عليها الحزب الأم أي الإتحاد الوطني الكردستاني . فما هي التغييرات التي ستطال إدارة المُحافظة ، وخصوصاً إذا إستمرَ التحالف بين التغيير والحزبَين الإسلاميَين المعارضَين ؟ . في هذهِ الحالة ، ستُشّكِل المُعارضة الحالية ، الحكومة المحلية في السليمانية ، وسيكون المُحافِظ ورُبما رئيس مجلس المحافظة أيضاً ، من المنضوين تحت حركة التغيير والإتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية . وعلى الأغلب ، لن تُعطى مناصب تنفيذية مهمة ، للإتحاد الوطني الكردستاني . أي سينتهي ، تَفّرُد الحزب الحاكم الذي إحتكرَ السلطة في المحافظة لمدة إحدى وعشرين سنة متواصلة ! . وسيكون ذلك والحَق يُقال ، تبّدُلاً كبيراً وتغييراً ، رُبما يتجاوز ، الوجوه والاشخاص ، ليشمل إسلوب الحُكم ونَمط النظام نفسه . ولهذا السبب ، فأن الإتحاد الوطني الكردستاني ، الذي تَعّودَ الحُكم وإعتادَ على مُمارسة السُلطة .. لايستطيع " تَحّمُل فكرة فقدانه ذلك " ، شأنه في ذلك شان الحزب الديمقراطي الكردستاني ، على الجانب الآخر من الاقليم . ويقوم الآن وسوف يقوم في الفترة القادمة أيضاً ، بِكل الخطوات التي يراها ضرورية ، للمُحافظة على سُلطته وإمتيازاتهِ .. حتى لو كانتْ ، هذه الخطوات ، تتنافى مع [ المبادئ ] التي كان يُنادي بها ! . وما دامَ هنالك ( إحتمال ) ، أن تفوز المُعارضة ولا سيما حركة التغيير ، بأكثرية المقاعِد في السليمانية .. فأن الإتحاد الوطني ، سيحاول تأجيل الإنتخابات قَدر المُستطاع .. وإذا إنتفَتْ كُل الذرائع والحجج ، كما يحصل هذه الأيام .. وتَقّررَ إجراء الإنتخابات في موعدها ، فقد يتّجِه نحو تصعيد الموقف ضد حركة التغيير ، ورُبما الكشف التدريجي عن ملفات قديمة وإبراز الأدوار التي إضطلع بها " نوشيروان " ، تلك الادوار التي تحوم حولها الشكوك والتأويلات ، لإسقاطه سياسياً وتشويه صورتهِ ! .. وأخيراً فأنه ، أي الإتحاد الوطني ، سيلجأ الى الوسائل التقليدية ، في التلاعب بنتائج الإنتخابات ومُحاولات التزوير على نطاقٍ واسِع ، كي يضمن فوزه ولو بأغلبية بسيطة ! . هنالك بعض الإختلاف ، في منطقة بهدينان .. فالحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم أيضاً منذ إحدى وعشرين سنة .. لا يُواجِه إحتمال ، فوز المُعارَضة بأغلبية مقاعد مجلس المحافظة في دهوك مثلاً ، فذلك غير واقعي ، ولكنه يخشى من حصول أحزاب المعارضة ، على خمسة عشر مقعداً أو حتى عشرة مقاعد .. وذلك سيُشّكِل فرقاً كبيراً .. فخلال الثمانية سنوات الماضية ، كان وجود مقعدَين او ثلاثة من الذين يُفتَرَض انهم مُعارَضة ، في ظل مَجلسٍ " منزوع الصلاحية وعديم الفعالية عموماً " .. لم يكن ذو جدوى . لكن إذا حازَ الإسلاميون وحركة التغيير ، على عشرة مقاعَد أو اكثر .. فلا بُدَ من إشراكهم في اللجان .. ويستطيعون حينها ، الوقوف بِجدية في وجه تَفّرُد الحزب الديمقراطي .. بل ومُراقبة أداء المُحافِظ والدوائر الحكومية والحَد أيضاً من الفساد المُستشري ! . وبِمُجّرَد وجود رقابة جدية على صرف الميزانية ، وعلى اداء المحافِظ والإدارات والوقوف بوجه التجاوزات على القوانين .. بِمُجّرد توّقُع هذه [ الإحتمالات ] التي رُبما ستنتج عن الإنتخابات .. فأنها تُسّبِب الصداع للحزب الديمقراطي الكردستاني وربما تكون بداية النهاية لإمبراطوريتهم ! . ومن المفهوم ومن المُنتَظر ان لا يسمح الحزب الديمقراطي ، بحدوث هذه الامور التي تُسّبِب الصداع ومشتقاته ! . ......................... ان ما يجري اليوم على الساحة الكردستانية .. هو فصلٌ من مسرحيةٍ تراجيكوميدية إسمها : ( الديمقراطية ) .. فيها المُبكي والمُضحِك والمُحبِط والواعِد ، الوَسِخ والشريف والمُنحَط والنزيه . وهكذا هي الحياة كما يبدو .. فلا نَيل الحقوق سهلٌ ولا تَعّلُم الديمقراطية مَجاني .. ولا التخَلي عن السُلطة والإمتيازات .. سلِسٌ ولا هو بلا ثَمَن .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل سيصبح البرزاني رئيساً لجمهورية العراق ؟
-
أزمَتنا عميقة
-
- السيسي - و - سعدون الدليمي - !
-
مُفتي العمادية .. وأثيل النُجيفي !
-
تأجيل إنتخابات رئاسة أقليم كردستان
-
ساعاتٌ حاسمة ، لشعبِ مصر الحَي
-
ضوء على نتائج إنتخابات نينوى
-
العَمالة المحلية
-
إلتِواءات ديمقراطية في أقليم كردستان
-
( خِدرو ) أكثرٌ شُهرةً وشعبية
-
متى نتعّلَم من المصريين ؟
-
( إطار ) سيارة السُلطة
-
ثقافة ال ( يارمَتي )
-
المُعارَضة .. ودراهم السُلطان !
-
الموصل .. اللوحة القاتمة
-
المالكي في أربيل
-
حذاري من أبناء الذوات
-
لماذا يتكلم الشهرستاني ب ( حيل صَدِر ) ؟
-
مع الإعتذارِ .. من الحمير !
-
يِمْكِن الحِلو زَعْلان !
المزيد.....
-
-الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن
...
-
شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
-
آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف
...
-
مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا
...
-
هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات
...
-
باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ
...
-
توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
-
ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي
...
-
زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران
...
-
توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|