أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - العقرب السام














المزيد.....

العقرب السام


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4159 - 2013 / 7 / 20 - 11:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" مُصيبة فَردٍ واحد .. قد تعكس أحياناً ، مأساة أُمّة " .
فجر يوم الخميس 18/7/2013 .. في إحدى قُرى شهرزور ، لَدغَ عقربٌ سام ، فتاةً في الرابعة عشرة من عمرها .. فَقام أهلها ، بنقلها على الفور ، الى المستشفى المَحلي في مركز القضاء .. فرقدتْ حوالي ساعة وقيلَ انها زُرِقتْ بحقنة مُضادة لسُم العقرب .. لكن حالتها ساءتْ .. فنقلوها الى مستشفى السليمانية .. حيث أعْطِيتْ بعض أدوية الحساسية ، والمُغّذي .. لكن وضعها تفاقَمَ .. وفي الساعة الثالثة عصراً ، أخبرَ الاطباء ، أهلها المُرافقين لها .. بانها بِحاجة مّاسة الى أبرة مُضادة لِسم العقرب ( أنتي سكوربيون ) . لكن هذا العلاج غير متوفر في المستشفى .. وعندما هّمَ أحد أقرباء المُصابة .. للذهاب الى المستشفيات الأهلية والصيدليات الخاصة ، أخبره الأطباء ، بأن هذه الحقنة ، غير متوفرة في السليمانية .. وعليهِ الذهاب الى مستشفى أربيل للحصول عليها .. فذهب على الفور .. وقبلَ وصوله الى أربيل ، التي تبعد عن السليمانية حوالي الثلاث ساعات .. أتصلَتْ بهِ عائلة المُصابة .. وأخبروهُ بأنها توفِيَتْ ! " .
- كنتُ أعمل في صيدلية ومذخر أدوية ، مُستشفى العمادية ، سنة 1976 " علماً ان المستشفى كانَ ولا يزال صغيراً ومحدود الإمكانيات " .. كان لدينا مُضادات لِسُم الثعابين وكذلك سُم العقارب ، محفوظة وجاهزة للإستخدام ، وبالفعل كان الملدوغون في مُحيط العمادية ، يستفادون من هذه المضادات .. ولا أتذكر أن أحدهم قد ماتَ من جراء ذلك .
.....................................
هنالك مئات الأسباب ، لموت البشر .. ولكن ان تفقد فتاة يافعة في مُقتبل العمر ، حياتها .. لأن عقاراً مُضاداً لسم العقارب " صالحاً للإستعمال " ، لايُكّلِف سوى بضع دولارات .. غير مُتوّفِر في المستشفيات الحكومية في قضاء شهرزور ولا في مركز محافظة السليمانية " وإذا كان إدعاء مدير المستشفى ورئيس صحة السليمانية ، صحيحاً ، بأن المُصابة حصلتْ على كامل الرعاية والعلاجات المطلوبة .. فلماذا بّلغوا أهلها في الساعة الثالثة عصراً ، بأن العقار المضاد لسم العقارب ، غير متوفر ، وعليهم الذهاب الى أربيل للحصول عليه ؟! " .. فذلكُ إهمالٌ يقترب من الجريمة .. وذلك إستهتارٌ بأرواح الناس ، يُمّثِل أبشع أنواع الفساد .
حكومتنا وإدارتَنا ، التي تفتخرُ بين يومٍ وآخَر ، ب " الإنجازات " التي قامتْ بها .. وإفتتاح " المولات الضخمة " .. ومدائن الألعاب الكبيرة وإعلاناتها بأنها الأكبر في العراق .. بل وكَم المستشفيات الخاصة " التخصصية " ذات البنايات الفخمة والديكورات المبهرجة .. فلماذا يتوجه مواطنوا الأقليم لحد الآن ، الى دول الجوار ، لمراجعة الاطباء وإجراء الفحوص والعمليات والحصول على أدوية جيدة ؟ لماذا لايكون إستيراد الأدوية شفافاً وعلنياً ، ومن مناشئ رصينة ؟ .. بل ، أليسَ من المُعيب ، ان لايكون عندنا في أقليمٍ ذو موارد مالية ضخمة ، نظامٌ لتأمين صحي حقيقي ؟
يبدو ان الفساد ، وسوء الإدارة ، وصل الى مدياتٍ ، باتَتْ حياة المواطن ، بدون قيمة فعلية .. إذ ان مافيات الثعابين والعقارب .. بسياساتها الرعناء .. هي التي أدتْ الى عدم توفُر مَضادات سُم العقارب في مستشفيات شهرزور والسليمانية .. ورُبما غيرها أيضاً ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإتحاد الوطني .. لِصاحِبهِ .. ؟
- بينَ التهّور والإتِزان
- العمل في الشمس .. والتسكع في الفئ
- على هامش إنتخابات مجالس أقليم كردستان
- هل سيصبح البرزاني رئيساً لجمهورية العراق ؟
- أزمَتنا عميقة
- - السيسي - و - سعدون الدليمي - !
- مُفتي العمادية .. وأثيل النُجيفي !
- تأجيل إنتخابات رئاسة أقليم كردستان
- ساعاتٌ حاسمة ، لشعبِ مصر الحَي
- ضوء على نتائج إنتخابات نينوى
- العَمالة المحلية
- إلتِواءات ديمقراطية في أقليم كردستان
- ( خِدرو ) أكثرٌ شُهرةً وشعبية
- متى نتعّلَم من المصريين ؟
- ( إطار ) سيارة السُلطة
- ثقافة ال ( يارمَتي )
- المُعارَضة .. ودراهم السُلطان !
- الموصل .. اللوحة القاتمة
- المالكي في أربيل


المزيد.....




- مقاطع فيديو مُكررة مدتها ست ثوانٍ.. لماذا يُعتبر تطبيق DiVin ...
- السعودية.. فيديو ارتجاف صوت إمام الحرم ياسر الدوسري بحديث عن ...
- إسرائيل تنفي علاقتها.. ماذا نعرف عن انفجار في دمشق حتى الآن؟ ...
- إسرائيل تعلق على انفجار المزة في سوريا
- متى يتحول كوب القهوة إلى خطر سام؟
- فيديو.. ركاب طائرة يرصدون لحظة انفجار ضخم بالأرجنتين
- في قلب -فضيحة إبستين-.. ترامب يحاول قلب الطاولة ضد كلينتون
- -لم أكن أستطيع المشي-، ما هي المشكلة التي تؤثر على واحدة من ...
- فيضان يحول مطعما تايلانديا إلى مزار سياحي غير مألوف
- في اليوم الـ36 لوقف النار.. الأمطار تفاقم معاناة نازحي غزة و ...


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - العقرب السام