|
الإتحاد الوطني .. لِصاحِبهِ .. ؟
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4156 - 2013 / 7 / 17 - 11:14
المحور:
كتابات ساخرة
" في نُكتةٍ قديمة ، أنه في منتصف السبعينيات من القرن الماضي .. أرادَ الحزب الشيوعي العراقي ، إفتتاحَ مَقرٍ له في مدينة تكريت ، حيث كانتْ ( الجبهة الوطنية ) في أوجِها .. وأثناء قيام أحدهم بتعليق لافتة مكتوب عليها [ مَقر الحزب الشيوعي العراقي ] .. توافَدتْ مجموعة من عناصر دائرة الأمن وإقتربَتْ من المقَر .. فما كانَ من صاحبنا ، إلا ان أخذ صبغاَ وفرشاة .. وأضافَ عبارة : لصاحبهِ حزب البعث العربي الإشتراكي ! " . - ففي حين .. ان جهاتٍ لها علاقة مع دوائر الأمن في ذلك الوقت .. وأوساط حزب البعث ، والكارهين والناقدين لسياسة الحزب الشيوعي .. هي التي كانتْ تُرّوِج مثل هذه النكات .. للنَيل من سُمعة الحزب الشيوعي ، والإنتقاص من مصداقيتهِ .. في إشارة مُبّطَنة على سيطرة الحزب الحاكم أي حزب البعث ، على حليفه الحزب الشيوعي . - فاليوم في أقليم كردستان .. تُسمَع العديد من النكات ، حول " الإتحاد الوطني الكردستاني " ، ولا سيما ، بعد تحّمُس قيادات الإتحاد ، لتمديد فترة رئاسة الأقليم للسيد " مسعود البارزاني " لسنتَين .. بل وتلميح الرئيس ، بأنهُ وافقَ على التمديد ، لأنه لايُريد إحراج حلفاءه في الإتحاد الوطني ، الذين كانوا هُم مَنْ إقترحَ فكرة التمديد أساساً ! . - ويُعتَقَد ان جهاتٍ مُقّرَبة من حركة التغيير والمعارضة عموماً ، هي التي تنشُر وتُرّوِج النكات ، حول " تبعِية " الإتحاد الوطني للحزب الديمقراطي .. وأن الحزبَين أصبحا عملياً ، كيانَين ولكن بِرأسٍ واحد ! .. ومن الطبيعي ، ان الرأس الذي يقود ويُسيطر ، هو في هذه الحالة ، السيد مسعود البارزاني . بل ان البعض إقترَح ، أن يتم توحيد المكتبَين السياسيين للحزبَين ، وذلك لتطابُق سياستهما .. أو بالأحرى ، كَون المواقف العملية لقيادات الإتحاد الوطني ، قد أصبحتْ نُسخة طبق الأصل ، عن مواقف الحزب الديمقراطي ! . - ويُقال ، ان حركة التغيير .. كانتْ [ تأمَل ] طيلة السنة الماضية ، ولا سيما بعد غياب الطالباني عن الساحة .. أن تخلق شرخاً كبيراً بين الحليفَين الإستراتيجيين : الإتحاد الوطني والحزب الديمقراطي . وأن يبتعدا عن بعضهما الى غير رجعة .. بحيث يضطر الإتحاد الوطني ، أن يلتحق بحركة التغيير ، ورُبما الإندماج معها .. وبالطبع وِفق شروط زعيمها " نوشيروان " .. لكن حسابات حقل التغيير ، لم تتوافق مع حسابات بيدر الإتحاد الوطني ، كما يبدو ! . فلقد حصل العكس تماماً .. حيث إشتدتْ الخلافات بين التغيير والإتحاد .. وتصاعدتْ الحرب الكلامية والإعلامية بين الطرفَين في الآونة الأخيرة وإطلاق الإتهامات المُتبادلة .. في الوقت الذي ، يتفرج فيه الحزب الديمقراطي ، على الأزمة بين الجانبَين . ويقول بعض الظرفاء في أوساط الحزب الديمقراطي : بأن كِلا الطرفَين أي التغيير والإتحاد الوطني .. على حَق ! . - هنالك دعاية تقول ، ان قسماً من قواعد الإتحاد الوطني ، غير راضية عن طبيعة التحالف مع الحزب الديمقراطي .. ومستائين من أداء قيادات الإتحاد .. وفي قرارة أنفسهم ، يعتقدون ان النكتة المنتشرة حول عائدية الإتحاد الى الحزب الديمقراطي ، فيها الكثير من الصِحة والواقع . ولهذا وكتعبيرٍ عن عدم الرِضا والتبرُم .. فأنهم بادروا الى " تَحّدي " حليفهم الحزب الديمقراطي ، ولو بالضِد من رغبة قيادات الإتحاد نفسه . ودليل على ذلك .. هو ما حدث قبل يومَين ، خلال إنتخابات نقابة مُحامي أربيل .. حيث إشتبك مُحاموا الإتحاد الوطني ، مع مُحامي الحزب الديمقراطي .. بالأيدي والأرجُل .. وتبادلوا الضربات والبوكسات والشتائم والإتهامات ! . كُل ذلك .. حتى يثبتوا بأن قواعد الإتحاد مُستاءة من الوضع الراهن .. وأن لاصحة للقول : الإتحاد الوطني .. لصاحبهِ .. الحزب الديمقراطي ! . والله أعلم .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بينَ التهّور والإتِزان
-
العمل في الشمس .. والتسكع في الفئ
-
على هامش إنتخابات مجالس أقليم كردستان
-
هل سيصبح البرزاني رئيساً لجمهورية العراق ؟
-
أزمَتنا عميقة
-
- السيسي - و - سعدون الدليمي - !
-
مُفتي العمادية .. وأثيل النُجيفي !
-
تأجيل إنتخابات رئاسة أقليم كردستان
-
ساعاتٌ حاسمة ، لشعبِ مصر الحَي
-
ضوء على نتائج إنتخابات نينوى
-
العَمالة المحلية
-
إلتِواءات ديمقراطية في أقليم كردستان
-
( خِدرو ) أكثرٌ شُهرةً وشعبية
-
متى نتعّلَم من المصريين ؟
-
( إطار ) سيارة السُلطة
-
ثقافة ال ( يارمَتي )
-
المُعارَضة .. ودراهم السُلطان !
-
الموصل .. اللوحة القاتمة
-
المالكي في أربيل
-
حذاري من أبناء الذوات
المزيد.....
-
فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
-
مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
-
إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر
...
-
مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز
...
-
الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
-
اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
-
نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم
...
-
هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية
...
-
بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن
...
-
العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|