أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - فوضى بغداد .. وإستقرار أربيل














المزيد.....

فوضى بغداد .. وإستقرار أربيل


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4161 - 2013 / 7 / 22 - 12:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين الكتابةِ عن العراق .. أصبحَ لِزاماً عليك أن تُشير الى " عدا أقليم كردستان " .. سواءاً كُنتَ من مُؤيدي الأقليم أم من مُعارضيهِ .. لاسيما عند التحدث عن الوضع الأمني والخدمات . فالفرقُ الأبرز والواضح بين الجانبَين ، يتمثل في : الإستقرار الأمني المقبول في الأقليم .. مُقابِل التدهور في بغداد والمحافظات الأخرى ، وكذلك توفُر الخدمات وخصوصاً الكهرباء في الأقليم ، مقابل الشِحة في بقية العراق .
وحتى الإستقرار ( السياسي ) ، فأن أقليم كردستان أكثر إستقراراً اليوم .. ففي أربيل هنالك فقط حِزبان حاكمان ، من الناحية الفعلية ، منذ أكثر من عشرين سنة ولِحد اليوم ، وهما الحزب الديمقراطي والإتحاد الوطني .. وهنالك مُعارَضة معلومة ومُحّدَدة ولا سيما في السنوات الأربع المنصرمة ، تتمثل في حركة التغيير والحزبَين الإسلاميَين .
أعتقد ان " الإستقرار السياسي " في الأقليم ، ناجمٌ عن [ إحتكار أدوات العُنف ] مِنْ قِبَل الحزبَين الحاكمَين ، فالبيشمركة والشرطة وقوات الأمن ، كُلها عائدة لسيطرة الحزبَين ، كُل في منطقة نفوذه . وفي السنوات الأولى من التسعينيات ، حين كانتْ بعض جماعات الإسلام السياسي ، تمتلك سلاحاً وميليشيات ، فأن معارك شرسة إندلعتْ ، إنتهتْ بتصفية هذه الجماعات المُسلحة . وحتى حزب العمال الكردستاني ، حين شعرَ بأنه قوي ويستطيع بَسط نفوذهِ على مناطق شاسعة من الأقليم ، فأنه خاضَ حرباً طويلة مع بيشمركة الحزبَين ، دون نتيجةٍ حاسمة . بل ان كِلا الحزبَين الحاكمَين نفسيهما ، حاولا إقصاء أحدهما الآخر ، ومُحاولة التفّرُد بالسيطرة على كامل الأقليم ، وتحاربا طويلاً .. الى ان أقتنعا بلا جدوى ذلك !، فإتفقا بضغوط خارجية وداخلية ، على إنهاء الإقتتال والتفاهُم على تقاسُم السلطة والنفوذ والمال . ان جميع هذه المعارك الداخلية العقيمة ، والتي سقط فيها الآلاف من القتلى والجرحى ، على مدى سنوات ، كانتْ هي [ الثَمَن الباهض ] الذي دَفعه شعب الأقليم ، للوصول الى ( الإستقرار السياسي الحالي ) ! . أرى ان هذه المعارك الأهلية ، أدتْ بالنتيجة الى ان يحتكر الحزبان الحاكمان ، كافة أدوات العُنف .. وهذا هو السبب الرئيسي في [ إستقرار ] الوضع السياسي والأمني في الأقليم .
فلو كانتْ الأحزاب المعارضة ، تمتلك أيضاً السلاح والميليشيات .. لحدثتْ الكثير من المشاكل والصدامات المُسلحة . فعلى الرغم ان أقليم كردستان ، ليسَ " دولة " ، وعلى الرغم ان ولاء قوات الجيش والشرطة والأمن ، هو للحزبَين ، كُلٌ في منطقتهِ .. فأن إحتكار السُلطة في الأقليم ، لأدوات العُنف .. هي نقطة إيجابية ، واعتقد انها السبب الرئيسي " للإستقرار " الأمني والسياسي خلال السنوات العشر الماضية .
أما ما يحدث في بغداد ، فمُختلف كثيراً . لأن ( أدوات العُنف ) ليستْ مُحتَكرة بيد " الدولة " .. بل ان مقومات الدولة ليستْ مُكتملة أساساً . فبعد حَل الجيش والشرطة وقوى الأمن الداخلي في 2003 .. فأن إعادة تشكيل هذه المؤسسات ، جرتْ بطريقةٍ خاطئة أصلاً من قبل بريمر ومستشاريه .. وتَم تكريس مبدأ المُحاصصة بكافة انواعها .. وما زادَ الطين بَلة ، بعد ذلك .. انه جرى ( دَمج ) الميليشيات الطائفية المُسلحة ، مثل " قوات بدر " وبعدها " جيش المهدي " والعديد من فصائل " المقاومة " السُنية وكذلك " الصحوات " ، تحت ذريعة المُصالحة الوطنية .. تم دمجها جميعاً في الجيش والشرطة والأمن ( دون أي مُراعاة حقيقية ، لشروط الولاء للوطن والإخلاص ولا حتى المواصفات العمرية واللياقة البدنية والتعليم ) . فتكّونَ من جراء ذلك : جيشٌ إتحادي عرمرم من ناحية العَدد ، مُترهِل ، مُتعدد الولاءات ، مفتقد لأبسط قواعد العسكرية التقليدية . وشرطة إتحادية بنفس المواصفات أعلاه . وكذلك شرطة محلية في المحافظات ، ذو ولاءات عشائرية ومناطقية .
وطالما ، شاهدنا التقاطعات الحادة ، بين الشرطة الإتحادية وبين الشرطة المحلية في المحافظات ، ولا سيما في نينوى والأنبار وغيرها .. وطالما حدثت مناوشات ومشاكل كثيرة ، بين قيادات القوات الإتحادية ، وبين السلطات المحلية في المحافظات . والمصيبة في هذه التشكيلات جميعاً ، ان أداءها مُحاط بكثيرٍ من الشك والريبة : فكثير من قوى الأمن في بغداد وغيرها ، وهُم بالأساس من المُدمَجين من قوات بدر وجيش المهدي وميليشيات اُخرى ، يمارسون نشاطاً يصب في خانة إذكاء الصراعات الطائفية .. وبالمُقابل هنالك الكثير من ضُباط الجيش السابق ، يقودون أفواجاً من طائفة ٍ واحدة في غالبيتها ، ويُمارسون أفعالاً لاتختلف عن الإرهاب التقليدي . ومن نافلة القول ، ان جيشاً وشرطة وقوات أمن ، يتجاوز عددها المليون ونصف المليون .. وصُرِفتْ على تجهيزها وتسليحها ، أموال طائلة ، خلال السنوات العشر الماضية .. وتتمتع بإتفاقيات أمنية إستراتيجية ، مع أكبر قوة في العالم وهي الولايات المتحدة الامريكية .. ان هذا العدد المهول من الجيش والشرطة والأمن والإستخبارات .. تعجز عن ردع المجاميع الإرهابية ووقفها عند حدها .. تعجز عن توفير الأمن والأمان في بغداد والمحافظات .. ان ذلك عارٌ على حكومة بغداد ، وإستهتارٌ ما بعده إستهتار بأرواح الناس . في عشرين يومٍ فقط من تموز الحالي ، سقط أكثر من 500 قتيل وآلاف الجرحى في بغداد والمحافظات ، من جراء العمليات الإرهابية ، والمسلسل الإجرامي مُستمرٌ كما يبدو ، في هذا المشهَد من الرُعب اليومي ، هذا المشهد المَنسي من العالم الخارجي ، وسط أخبار سوريا ومصر .
ان " الثمن الباهض جداً " الذي يدفعه الشعب العراقي ، ولا سيما في بغداد ونينوى وغيرها ، وما زال يدفع يومياً .. هو ثمنٌ مَجاني ، لم ينتج عنه ، إحتكار السلطة لأدوات العُنف ، ولا نتجَ عنه إستقرارٌ أمني ولا سياسي .
إذا كان أقليم كردستان ، يشترك مع بغداد ، في فساد السلطة ، ويتباريان حول ، مَنْ هو الأفسد ؟ .. فعلى الأقل .. ان إحتكار أدوات العنف في الأقليم بيد السلطة فقط ، في السنوات الماضية .. ادى الى إستقرارٍ أمني مقبول !.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقرب السام
- الإتحاد الوطني .. لِصاحِبهِ .. ؟
- بينَ التهّور والإتِزان
- العمل في الشمس .. والتسكع في الفئ
- على هامش إنتخابات مجالس أقليم كردستان
- هل سيصبح البرزاني رئيساً لجمهورية العراق ؟
- أزمَتنا عميقة
- - السيسي - و - سعدون الدليمي - !
- مُفتي العمادية .. وأثيل النُجيفي !
- تأجيل إنتخابات رئاسة أقليم كردستان
- ساعاتٌ حاسمة ، لشعبِ مصر الحَي
- ضوء على نتائج إنتخابات نينوى
- العَمالة المحلية
- إلتِواءات ديمقراطية في أقليم كردستان
- ( خِدرو ) أكثرٌ شُهرةً وشعبية
- متى نتعّلَم من المصريين ؟
- ( إطار ) سيارة السُلطة
- ثقافة ال ( يارمَتي )
- المُعارَضة .. ودراهم السُلطان !
- الموصل .. اللوحة القاتمة


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - فوضى بغداد .. وإستقرار أربيل