أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - الخسوف 1962(مايكل أنجلو أنتونيوني):عن سينما غارقة في التفاصيل التي لا معنى لها















المزيد.....

الخسوف 1962(مايكل أنجلو أنتونيوني):عن سينما غارقة في التفاصيل التي لا معنى لها


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4163 - 2013 / 7 / 24 - 02:14
المحور: الادب والفن
    


الخسوف 1962(مايكل أنجلو أنتونيوني):عن سينما غارقة في التفاصيل التي لا معنى لها
الاسم أو عنوان الفيلم يحمل مدلولا آخر مختلف عن الفيلمين السابقين،لأن المغامرة والليل كانا عبارة عن اسم تجريدي عبثي يشير إلى حدث مركزي أو إلى مكان حدوث حدث تجريدي وعبثي،ولكن الاسم في هذا الفيلم يحمل في ثناياه الكناية وهذا مشابه جدا لعنوان فيلم (الصحراء الحمراء) وهو الفيلم الذي يلي هذا الفيلم مباشرة.
الفيلم طبعا من بطولة مونيكا فيتي ممثلة أنتونيوني الأثيرة وحبيبته في ذلك الوقت،وهي متميزة كشخصية في الثلاثية وفي خلاصة متاهة الانسان(الصحراء الحمراء) بالحساسية كمقياس ضروري للنظر إلى هذا الكون،ويتميز فيلم الخسوف بشكل عام بنفس المميزات التي صبغت الفيلمين السابقين من حيث الاسلوب السينمائي والسرد السينمائي والموضوع الفلسفي،ومقياس الحساسية هو السعادة...
مونيكا فيتي سواء كانت فيتوريا وهو اسمها في هذا الفيلم أو كانت في فيلم المغامرة أو الليل،مفتقدة دائما للسعادة وأوضح ما يكون هذا الأمر في فيلم الليل حتى لو كان واضحا في الافلام الأخرى السابقة ولكن أوضح ما يكون هذا الأمر في فيلم الصحراء الحمراء...
في لقطة طويلة أحد مميزاتها التقليدية هي الشخصيات التي بالكاد يتبادلون الكلام،ريكاردو(فرانشيسكو رابال) يحاول اقناع فيتوريا بالبقاء معه وبالزواج منه ولكنها ترفض ذلك...إذا الفيلم من البداية يتحدث عن نهاية،وليس من الضروري في سينما أنتونيوني أن نتذكر هذه النهاية ونحن نتابع ما الذي سيحدث لها الآن.
ام فيتوريا مضاربة بالاسهم،وبييرو(الن ديلون) سمسار في البورصة واحيانا وفي بعض الجزئيات نعيش شيء من ازمة الحضارة الحديثة...الفيلم من كتابة أنتونيوني مع توني غويرا
شخص ما يعرفه الجميع في ساحة المضاربة (دومينيك) يُعلن موته على الملأ أثر صدمة قلبية،وبعد لحظات صمت قليلة نعيا للمتوفي يعود الجميع إلى عالم المضاربة وبالصراخ على صوت واحد...
وهذا إن كان يعني شيئا فمن الممكن أن يكون شيئا عن تفاهة الحياة...التعلق المقرف بالماديات التي بدورها صبغت السلسلة البشرية الحديثة بضعف التواصل،أو مرور حدث وبداية حدث آخر بقمة البساطة على شاكلة هذه الحياة.
من الواضح أن الحدث ليس عرضيا وان كان مقصود أنتونيوني أن يبرزه للمشاهد كحدث عرضي ليس إلا،بل ومن الممكن مناقشة فيلم الخسوف كله كاحداث عرضية ليس إلا...
في الواقع سينما أنتونيوني مقررة تقريرا محكما...حتى البطأ في السرد الذي امتاز به فيلم الليل وفيلم الخسوف مقرر فعليا،فهي سينما سهلة ومعقدة في نفس الوقت،لكنها لا تخضع للصدفة أبدا...كل شيء مقرر فعليا في أقدار هذه الحياة.
التهمة التي الصقت بأنتونيوني بعد فيلم الصحراء الحمراء قد تكون صحيحة في أنه يصور ويدور في عوالم متكررة تحدث عنها باسهاب شديد واطالة واضحة وعلينا أن لا ننكر أن هذه العوالم هي التي برع أنتونيوني في تصويرها وهي التي أكسبته الشهرة.
وحتى لو نفي أنتونيوني عن نفسه هذه التهمة لأنه سوف يقدم فيلما بعد هذه الرباعية-ان جاز ان نضيف اليها فيلم-الصحراء الحمراء يدعى بBlowe-up)سوف يفضله بعض النقاد لاحقا على فيلم المغامرة،إلا أن أنتونيوني سوف يعود إلى هذه العوالم في أفلام على شاكلة (تعريف امرأة) وبالأخص فيلم المسافر الذي نلاحظ اقترابه جدا من هذا الموضوع من حيث الموضوع والسرد(سينما ضياع الانسان)
حتى لو أن بعض النقاد توقفوا وقالوا أن فيلم الانفجار هو الأفضل في فيلموجرافيا هذا المخرج القليلة نسبيا،وحتى لو أن فيلم الانفجار له تفرد خاص من حيث أن الوحيد في تاريخ السينما الذي الف عنه كتابا كاملا إلا أن فيلم المغامرة يبقى الأفضل في فيلموجرافيا هذا المخرج لحيثيات كثيرة....
نلاحظ أن هناك ضعف في التواصل بينها وبين أمها،ومن خلال ذلك ومع بعض التأمل نجد أن فيتوريا تقف موقفا اساسه عدم التواصل في محاولة لفهم العالم...
موسيقى كينية بدائية،على خلفية صور لرجال ونساء أفريقيين باللباس الفريقي التقليدي البدائي لترتدي فيتوريا مثل ملابسهم...لتلطخ نفسها بالسواد وبالحلي الأفريقة الضخمة التقليدية وترقص مثلهم على انغام هذه الموسيقى.
أنتونيوني نراه احيانا متعلق بالبدائية وبالتاريخ القديم وهذا عندما يركز على رقصة زنجية فيها شيء من تلميح إلى اباحية في فيلم الليل،أو على تحفة في فيلم المغامرة...
في محاولة لفهم ذلك نقول بأن أنتونيوني لا يقدم تفسيرا،وهو غير مهتم أيضا بأن يضع حلولا على شاكلة بأنه يطلب منا البساطة والتلقائية في التعامل مع الحياة،وأخطأ من قال أن ذكر أفريقيا في الفيلم يحمل في مكنوناته هم انساني أو سياسي أو أي شيء من هذا القبيل...
كل هذا يعتبر شطحات في تفسير لقطات على هذه الشاكلة،ونضيف على ذلك أن هناك أشياء كثيرة غير مفهومة في سينما هؤلاء المبدعين الكبار...
رقص زنجي...ملاحقة كلاب..حوارات عابرة لاتخدم القصة...جولة في طائرة...حوارات قصيرة مقتضبة..
شهرة سينما أنتونيوني قادمة أصلا من هذه الأحداث التي لا لزوم لها...علينا أن ننظر عامة كاملة شاملة إلى سلسلة ضياع الانسان إذا اردنا الفهم او الاستمتاع...
هي السينما التي ينطبق عليها مقولة بأنها تقول كل شيء ولا شيء في نفس الوقت
في الحديث عن مصيبة والدتها التي خسرت 10 ملايين في البورصة،يشير بييرو إلى أحد الأشخاص الذين خسروا 50 مليون ليرة وفيتوريا تلاحق هذا الرجل لكي تدرك ردة فعل الآخرين اتجاه المعاناة ...تحاول الادراك...أن تجد طريقة ما لمواجهة معاناتها وأزمتها الداخلية اتجاه الحياة...
فيتوريا شخصية مثالية للتأمل وهذا مقصود،ويجب علينا أن ندعو سينما أنتونيوني بالسينما القصدية...
فيتوريا هي الشخصية المركزية في الفيلم...كل الشخصيات تابعة لها والاحداث متعلقة بها أيضا وهذا مختلف تماما عن فيلم المغامرة أو فيلم الصحراء الحمراء.
عندما تلتقط ورقة رسمها هذا الرجل ترى صورة لزهور...أمي ليست من النوعية التي ترسم زهورا
بييرو يترصد من حول منزل فيتوريا...شخص ثمل يسلم على فيتوريا عرضيا فترد عليه من غير اي اهتمام وبابتسامة ساخرة...ولكن من تكون انت..؟!
يسرق سيارة بييرو وفي الصباح حادث مع رجل ميت...
العلاقة بين فيتوريو وبييرو غير محسومة بعد...هي خائفة من اقامة أي علاقة مع بييرو،فهي تخلو من عنصر العفوية ونحن نجزم مبكرا بأن بييرو هو شخصية عابرة في حياتها...
لانستطيع القول أبدا أن الفيلم تحول عن مساره بتركيزه على العلاقة بين البطلين،لأن سينما أنتونيوني كامر لامجال للشك فيه سينما عامة حتى لودمجت مع الخاص فالنظرة إليها عامة...
الاماكن التي يستخدمها أنتونيوني دائما ما تكون في اعماق المدينة ولكنها فارغة خالية من الزحام في أحداث عرضية وشخصيات عادية عرضية ايضا وهي سمة من سمات هذا المخرج في هذه الفترة الفنية الاقوى تسبيا،كما أن فيتوريا تتسكع في الشوارع ببلا هدف مثل ليديا تماما في فيلم الليل.
ربم تكون نهاية الخسوف اشهر ما في الفيلم لأن أنتونيوني لن يحسم مسار اعلاقة بين فيتوريا وبييرو مع اعتقادنا بأن بييرو عبارة عن شخصية غير مستمرة طويلا في حياة فيتوريا،ولكن المشهد الطويل النهائي للقطات عامة في شوارع فارغة مع التركيز على الاشخاص العرضيين الذين لا نعير لهما اي اهتمام أو بال ومن ثم يحل الليل...
هذه اللقطة التي تذكر قطعا بالمشهد النهائي لفيلم المسافر،تقع ضمن عوالم خاصة جدا بأنتونيوني طبعت أنتونيوني وطبعت سينما شابه حاولت تقليده ومحاكاته وللخسوف معنى ضمني يمكن أن يكون كل شيء ضمن هذه السينما ولكننا لا نفهم منه بل من المستحيل أن نستشف منه أي معنى تفاؤلي صوب أزمة الانسان الوجودية.
بلال سمير الصدّر 17/9/2012



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- Eros2004:مايكل أنجلو أنتونيوني وستيفن سوديربرج وونغ كار واي
- اسطورة 1900 جوسبي تورانتوري1999:حكاية شخص لم تلمس قدميه أرض ...
- سينما براديسو1990(جوسبي تورانتوري): حكاية افضل فيلم يتحدث عن ...
- الليل1961(مايكل أنجلو أنتونيوني): حوارات عابرة بين زوج وزوجت ...
- المغامرة 1960(مايكل أنجلو أنتونيوني): سينما اللاحدث،أو سينما ...
- الصرخة 1957(مايكل أنجلو أنتونيوني):التحليق فوق سينما واقعية ...
- الانعطاف الكامل 1997:أوليفر ستون يعرض جانب أمريكا الأسود
- حلم أريزنا 1993(امير كوستاريكا): .شخصيات هشة تنتظر الموت بشغ ...
- فيلم بين النساء أو الصديقات (The Girl Friend) مايكل أنجلو أن ...
- أنتونيوني حاول أن يكون واقعيا في قصة يعرف هو نفسه بأنها لأتص ...
- الشباب والحاجات (مايكل أنجلو أنتيوني)1952:سينما وعظية في قصة ...
- مدونات حب 1950(الفيلم الأول في مسيرة المخرج الكبير مايكل أنج ...
- باري ليندون 1974(ستانلي كوبريك):فيلم عن الفن والحياة
- الحياة معجزة 2005(امير كوستاريكا):عن كوستاريكا المخرج المفعم ...
- البرتقالة الآلية1971(ستانلي كوبريك): احتمالات مستبعدة لأي خي ...
- فاني والكسندر1983(أنغمار بيرغمان):الفيلم الأخير فعليا في مسي ...
- سوناتا الخريف1978(أنغمار بيرغمان): مباراة في الأداء بين ليف ...
- الدكتور سترنجلاف:أو كيف أتعلم أن أتوقف عن القلق واحب القنبلة ...
- تأريخ ووثائقية في قصة اقرب إلى عالم السجون:The Bird man of A ...
- بيضة الأفعى 1977 (أنغمار بيرغمان):سرد غير مقنع لتاريخ يفتقر ...


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - الخسوف 1962(مايكل أنجلو أنتونيوني):عن سينما غارقة في التفاصيل التي لا معنى لها