أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - مدونات حب 1950(الفيلم الأول في مسيرة المخرج الكبير مايكل أنجلو أنتونيوني)














المزيد.....

مدونات حب 1950(الفيلم الأول في مسيرة المخرج الكبير مايكل أنجلو أنتونيوني)


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4096 - 2013 / 5 / 18 - 10:30
المحور: الادب والفن
    


مدونات حب 1950(الفيلم الأول في مسيرة المخرج الكبير مايكل أنجلو أنتونيوني):
قصة متكاملة في مسارها السردي الطبيعي المترابط معها أنتونيوني يحاول الانتماء
سينما أنتونيوني بكل اختصار هي سينما الإنسان...سينما حلقت عند بعض النقاد في سماء الواقعية الجديدة،ولكن كان للمخرج نفسه لاحقا،اليد الفصل في نفي هذه التسمية بل اطلاق رصاصة الرحمة على الواقعية في أفلامه،وأنتونيوني سيكون واثقا من نفسه جدا،عندما يحدد العناصر الرئيسية لأفلامه مع فيلمه الأول في مرحلته المتوسطة (المغامرة 1960) الذي يعد أبرز أفلامه والذي من خلاله نستطيع أن نستشف عناصر سينمائية خاصة شكلت سينما هذا المخرج فيما بعد...
إذا سينما أنتونيوني تقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية تبدأ أولها من فيلم(قصة علاقة حب 1950) وتنتهي مع فيلم (الصرخة1957) وهذه المرحلة متوسطة المستوى حاول فيها أنتونيوني أن يلتقط الأدوات التي بها يحاول أن يقول ما يقوله،وهذه المرحلة التي تاه فيها النقاد محاولين اقتباس من سينماه شيئا ما يمس الواقعية ويصلون في النهاية أن سينما أنتونيوني هي سينما (الواقعية الداخلية)،وهذا التشبيه لازال يحاول أن ينسب أنتونيوني إلى سينما واقعية هو بعيد في أفكاره أولا واساليبه ثانيا عنها،ولا بد لنا التنويه أن أنتونيوني انتهى إلى هذه السينما في فيلم(الحب والمدينة) الذي حققه مع بعض المخرجين من ضمنهم فليني،ولكن هذا الانتماء لم يكن جذريا فعلا...وسينما أنتونيوني في بداياتها كانت متوسطة المستوى (محافظة على التوسط) مع استثناء لفيلم الصرخة باعتباره اعلى مستوى أفلام هذه الحقبة.
والأمر المثير للغرابة أن أنتونيوني حافظ على خط واحد من المستوى في كل مرحلة من مراحله الثلاثة،فهو في الأولى متوسط،والثانية حلق فيها إلى السحاب وهي السبب أصلا في شهرته،أما المرحلة الثالثة فأقل ما نقول عنها بأنها الأقل مستوى ضمن انتاجه الفني ولا يمكن أن نقول عن أي فيلم منها بأنه فيلم جيد بالنسبة إلى مخرج على قامة أنتونيوني،وهذا أمر مختلف عن شريكه بيرغمان الذي شكل مستواه تفاوتا كبيرا في كل مراحله وهذا الأمر شبه أيضا فيلموجرافيا مواطنه المثير للجدل بازوليني.
مدونات حب هي قصة متكاملة في مسارها السردي الطبيعي المترابط،لا يوجد فيها أي كنايات غامضة،ولا تحتاج إلى تركيز طويل،والقصة لا تنحو نحو الواقعية إلا إذا أردنا تفسيرها وفقا إلى ذلك،ومن السهولة أن تقع هذه الدراما في فخ الميلودراما ولكن العنصر السردي هو الغالب على كل العناصر السينمائية في الفيلم الأمر الذي حافظ على مستوى مقبول لهذا الفيلم.
تحقيق بوليسي حول (باولا) الممثلة(Lucia Bosa)-التي ستطبع مسار أنتونيوني قبل الحضور الأشهر والأقوى للممثلة(مونيكا فيتي)- وهي على علاقة بجويدو حبيب من الماضي علمان عن جريمة (أو ربما ليست جريمة بل الأمر من الممكن أن يكون تقاعس عن انقاذ) حدثت في علاقتهما في الماضي،ولكن هذا الماضي يوضح أن الحب لازال بينهما قائما كما كان...
هي متزوجة الآن من رجل غني ينفق عليها بسخاء وهي اصبحت أنانية تسرف على نفسها ببذخ وتحب أن تأخذ من الآخرين دون اعطاء مقابل،تعيش في بيئة برجوازية واضحة،ولكن موضوع الفيلم ليس نقد الطبقة البرجوازية ولا التلميح إلى اسلوب حياة في وقت كان الاقتصاد الايطالي يعاني الأمرين جراء الحرب العالمية والازمة الاقتصادية،وجويدو هذا شخص صارم يبدو عليه الفقر والاجهاد من الحياة.
الفيلم تقليدي من حيث الحدث المركزي(حيث أن سينما أنتونيوني الكبيرة هي سينما سوف تعرف فيما بعد بسينما اللاحدث) و أنتونيوني تنصب اهتماماته على الانسان بهمومه المادية العادية ومسرح حياته،ولكنه لا يصل إلى حالة تكثيفية مادية مثل (كيسلوفسكي)،ولا ينطلق أدبيا إلى عوالم أخرى شعرية متصورة على شاكلة (تاركوفسكي) كما أنه لا ينحاز إلى الهموم الدينية أو النفسية مثل بيرغمان...حركة الانسان ودورانها وما تسفر عنه هي هموم أنتونيوني من أي زاوية كانت رآها أنتونيوني،وعلينا أن نتوقف لنقول أن هذه الدوافع مصدرها الانسان نفسه وهي أهم نقطة عند تحليل أنتونيوني.
وإذا كانت الأمور تسير نحو التحقيق في جريمة قتل اسبه بالانتحار(سقوط من الطابق الثالث) والحب أو ماضي الحب بينهما يشتعل من جديد،إلى لقاءات حب يتخللها زنا طبعا،ولكن تسلسل الأحداث بطيء ويسير وكأنه وفقا إلى ما يريده المخرج في هدوء مع كلمات سيناريو بسيطة ومقتضبة،وإن كان يشترك مع افلام أنتونيوني الاخرى بأنه أقرب إلى الصمت ولكن تغيب عنه لحظات أنتونيوني الكبيرة...
تقنع باولا جويدو بقتل زوجها، ولكن أن يموت فونتين بحادث سير في نهاية الفيلم يعتبر قمة الميلودراما وخيبة الأمل وهنا يظهر عنصر التقرير الفعلي وكأن أنتونيوني يعمد هنا إلى حل جميع المشاكل.
سيغادر جويدو ويترك باولا وحيدة في هذه الظروف...اللقطة الأخيرة التي تنظر فيها باولا إلى جويدو وهو يغادر محطم ثم تتابع نظرها إلى الفراغ مع نهاية مفتوحة تجعلنا ندرك تماما بأننا أمام سينما أنتونيوني.
هناك حدث مركزي فعلي،ثم ومن دون تدخل بشري،على الرغم من محاولة ايقاعه،الأمور تمت وكأن شيئا لم يكن...مثل المغامرة تماما.
بالتأكيد هذه النهاية الكبيرة لم تعجب الجمهور وبالتالي سيكون الحكم بالمطلق على الحبكة برمتها...
نلاحظ أن هناك تشتت في المواضيع في هذا الفيلم،فهو عن جريمة ولكن ليست باسلوب هيتشكوك،وهناك علاقة باردة ومشتعلة بين رجل وامرأة تنتهي بقطبيها المذكورين بالفشل،وسينما أنتونيوني ليست سينما نسوية كما نعتت احيانا من بعض النقاد وحتى لو كان غالب أبطالها من النساء...كما أننا نتحدث عن طبقات ضرورية وليست مسقطة على قصة ما كان لها أن تتم من دون وجود هذه الطبقية.
أنتونيوني يريد أن يقول شيئا...إنه يحاول أن يحدد ما الذي يريد أن يقوله وبالتالي يحدد الاسلوب...
نهاية الفيلم كانت مفتوحة،والشخصيات غامضة المستقبل وهذا بالعادة ليس اسلوب أنتونيوني،لأن الانسان بالنسبة إليه يسير نحو المصير وليس مجهول المصير،ولكن غموض مستقبل الشخصيات هو لأن أنتونيوني قال أن الحبكة انتهت في هذا الفيلم.



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باري ليندون 1974(ستانلي كوبريك):فيلم عن الفن والحياة
- الحياة معجزة 2005(امير كوستاريكا):عن كوستاريكا المخرج المفعم ...
- البرتقالة الآلية1971(ستانلي كوبريك): احتمالات مستبعدة لأي خي ...
- فاني والكسندر1983(أنغمار بيرغمان):الفيلم الأخير فعليا في مسي ...
- سوناتا الخريف1978(أنغمار بيرغمان): مباراة في الأداء بين ليف ...
- الدكتور سترنجلاف:أو كيف أتعلم أن أتوقف عن القلق واحب القنبلة ...
- تأريخ ووثائقية في قصة اقرب إلى عالم السجون:The Bird man of A ...
- بيضة الأفعى 1977 (أنغمار بيرغمان):سرد غير مقنع لتاريخ يفتقر ...
- وجها لوجه 1976(انغمار بيرغمان):بين بيرسونا ومواجهة النفس وال ...
- النافذة الخلفية 1954(الفرد هيتشكوك):فيلم عن البطل الواحد...م ...
- نوتوريوس(سيء السمعة 1964)الفريد هيتشكوك:حبكة بوليسية مقدمتها ...
- ريبيكا 1940: ألفريد هيتشكوك
- كل هؤلاء النسوة 1964 للمخرج الكبير أنغمار بيرغمان :استراحة ب ...
- Devil’s Eye1960أنغمار بيرغمان:رواية مسرحية محملة بافكار صاغه ...
- الحي الصيني 1972(رومان بولونسكي):عندما تكاملت سينما الجريمة
- فيلم ربيع العذراء 1960(انغمار بيرغمان):المقدمة لثلاثية صمت ا ...
- طفل روزماري 1968 (رومان بولونسكي):تسلسل منطقي فانتازي خارج ن ...
- عيون مغلقة باتساع 1999 ستانلي كوبريك:رؤية خاصة لمشكلة عامة ف ...
- الساحر 1958(انغمار بيرغمان):سرد تقليدي لعبرة وفكرة وعناصر جع ...
- خزانة مليئة بالطلقات (ستانلي كوبريك 1987):خطاب صارم ضد الحرب ...


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - مدونات حب 1950(الفيلم الأول في مسيرة المخرج الكبير مايكل أنجلو أنتونيوني)