أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - ريبيكا 1940: ألفريد هيتشكوك














المزيد.....

ريبيكا 1940: ألفريد هيتشكوك


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4014 - 2013 / 2 / 25 - 20:20
المحور: الادب والفن
    


ريبيكا 1940:ألفريد هيتشكوك:ميلودراما واثارة وخبطات مسرحية في سينما واقعية لا تمت إلى الواقع بصلة
ريبيكا 1940:ألفريد هيتشكوك
ميلودراما واثارة وخبطات مسرحية في سينما واقعية لا تمت إلى الواقع بصلة
الفريد هيتشكوك،سيد الاثارة ورائد الواقعية في عصره،وهذه التسمية ليس لها علاقة بالتقسيم الأدبي ولا المذهب السينمائي،بل لها علاقة فقط بأن الأفلام التي كانت سائدة ودارجه في عصره هي الأفلام الرومانسية...
ريبيكا هو الظهور الأمريكي الأول لهيتشكوك،ومع هذا الظهور حصل هذا الفيلم على أوسكار أفضل صورة وسيكون هذا الحدث الوحيد في حياة البريطاني هيتشكوك موضوع جدال ونقاش وسيعتبر بحد ذاته عبارة عن مفارقة وتناقض لأن فيلم ريبكا ليس الأفضل أبدا بين أفلام هيتشكوك...
من المعروف أن أفلام هيتشكوك لها علاقة بالحبكة والسرد بشكل كبير وأندريه بازان يعتقد أن أفلام هيتشكوك هي أفلام اللحظة المناسبة حيث يلجأ دائما إلى أبسط الحلول وهو السيناريو للتوضيح،مما يبرز عنصر الميلودراما في أفلامه ...
نرى في بداية الفيلم إمرأة تروى حلما ولا نعرف إن كان هذا الفيلم يشكل حلما برمته أو سيدخل فيه هيتشكوك ويمزج معه الواقع وهو الحل الأقرب والمنطقي أكثر بالنسبة لمعطيات الفيلم...هناك رجل على وشك الانتحار وتمنعه هذه السيدة الشابة من ذلك.
القصة تبدأ من مونت كارلو عندما تظهر الممثلة(Joan Fontaine) التي لا نعرف لها اسما طوال الفيلم وهي تعمل كمرافقة لأحد السيدات البرجوازيات التي تصاب بالأنفلونزا خلال هذه الرحلة فتستغل-دعونا نطلق عليها اسم ( I) كما أطلق عليها النقد الغربي-iهذه الفرصة وتنشأ علاقة حب بينها وبين ماكس أو ماكسيمLaurence Olivier وهو الشخص الذي رأته في الحلم وتنتهي هذه العلاقة بزواج سعيد على ما يبدو ظاهريا..
i مبدأيا شخصية حساسة وهادئة بينما ماكس شخص لا يستطاع التعايش أبدا مع قضية موت زوجته التي تدعى ب(ريبيكا) عنوان الفيلم حيث ستلقي ريبيكا هذه بظلالها على كل أحداث الفيلم
ريبيكا توفيت غرقا بينما كانت تصرح دائما بأنها لا تخشى من الغرق...
نلاحظ أن هناك تداخل في الحبكة مع المسير أكثر في أحداث هذا الفيلم،وهذا منطقي،بل منطقي جدا من مخرج على شاكلة هيتشكوك،والتداخل المقصود به الغموض والانتظار حتى نصل طبعا إلى النهاية،لأن عنصر النهاية هو من أهم العناصر عند هيتشكوك،ومن النادر إذا تعلقنا بقصة لألفريد هيتشكوك أن لا ننتظر النهاية لأان هيتشكوك هو مخرج النهايات بامتياز...وحتى لو كانت شخصيات هيتشكوك-في بعض أفلامه وكنظرة عامة- مريضة نفسيا ولكنها في نفس الوقت ليست عميقة ولا تحتاج إلى تأمل طويل..
اللحن هنا في هذا الفيلم الضعيف والضئيل نسبيا في مسيرة طويلة ولكنها متفاوتة الجودة ويصل بعض النقاد متفقين نحن معهم بأنه من الصعب جدا أن نطلق على أي فيلم في هذه المسيرة الغنية بالتحفة...
تجاري...اللحن تجاري محض بلكنة قالوا عنها ذات مرة واقعية لمجرد التفرقة بينها وبين سينما تجارية كانت سائدة لا تختلف عنها سينما ألفريد هيتشكوك بأي شيء..
من الواضح أن تقنية السرد عند هيتشكوك منتظمة ولا يوجد هناك أي معطيات أخرى من حيث السرد التي من الممكن تشبيها على الأقل ب(غودار) وعند ذلك سيكون من المستحيل تماما تشبيه بكيسلوفسكي.
هيتشكوك يروى قصة الأمر الذي يجعلنا نشعر بأننا نناقش فيلما من أفلام السينما السائدة...أصعب مشروع سينمائي هو أن تحقق فيلم تجاري جيد،وهذه المعادلة صاغها ذات مرة مخرجنا في فيلم (النافذة الخلفية) الذي ربما من الممكن أن يصنف من أفضل وأهم أفلام مخرجنا وليس هذا الفيلم الذي نحن بصدد التعليق عليه...
تتداخل العلاقات أكثر من حول محيط ماكس وتبدو i مشوشة أكثر وتبدو عليها عقدة قضم الأصابع حيث ستظهر شخصية شريرة وهي شخصية كبيرة الخدم السيدة (دانفر) المعترضة جدا على هذا الزواج وتذكر دائما اسم السيدة الأولى (ريبيكا)
من الجدير ذكره أن تسمية (السيدة ماكس دي ونتر الثانية) ستصبح التسمية المعتادة لمن دعوناها ب i وهذا ربما المقصودفيه تأكيد أن i
تعاني من عقدة نقص برجوازي وانها أقل فعيا من ريبيكا ..
الأمور حتى الآن لا تقودنا سوى إلى تكرار أو بالأحرى حبكات مكررة،فأجمل غرفة في المنزل مغلقة وهي تطل على البحر مباشرة وكل الخدم يبدون غير مرتاحين لوجود i بينهم،ونستطيع القول بأن هناك رفض غامض لوجودها بينهم التي هي أصلا تبدو خائفة من أفعالها وتصرفاتها كثيرا وليس وكأنها أصبحت آمرة منزل...
الحبكة بحد ذاتها طويلة ومملة نوعا ما لفيلم (غموض) ولا نرى هيتشكوك يدخل إلى صلب الموضوع بقوة،بل هو متعمد أن يجعلنا ننتظر شيئا لا بد في وقت ما أن نكتشفه.
فيلم ريبيكا عبارة عن ميلودراما خالصة غير مقنعة بالمرة فهيتشكوك يحقق فيلما تجاريا بامتياز بخبطات ومفاجآت مسرحية محسوبة ومقررة بدقة إلى درجة من التقرير العالي جدا يجعل من هذا الفيلم يفقد أي منطق،والشيء المشترك بين هذا الفيلم وأفلام هيتشكوك سواء السابقة أو اللاحقة هي العقدة أو المركز فعلى الغالب فإن أبطال هيتشكوك مريضون بعقدة واحدة تكون هي دائما المركز تنغص عليهم حياتهم وتكون هي المحور الأول والوحيد لأفلام هيتشكوك ضمن ميلودراما وشيء من صفة الغموض والإثارة المشهور هيتشكوك في التلاعب بها والمركز طبعا هنا في هذا الفيلم هو ريبيكا.
من الجدير ذكره أن هيتشكوك ناقش حالات خاصة جدا من هذا القبيل خاصة في فيلم (سيكو) وناقش مواضيع أصبحت مقدمات لأفلام رعب تكررت كثيرا هذه الأيام على شاكلة فيلم الطيور والشيء المشترك في كل ذلك هو أن الحبكات ضعيفة ومنتظمة.
فيلم ريبيكا مهما كان وزنه النقدي أو التجاري فيلم لا يشاهد لأكثر من مرة واحدة ومن المستحيل أن يكون له مكانا في الذاكرة.



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل هؤلاء النسوة 1964 للمخرج الكبير أنغمار بيرغمان :استراحة ب ...
- Devil’s Eye1960أنغمار بيرغمان:رواية مسرحية محملة بافكار صاغه ...
- الحي الصيني 1972(رومان بولونسكي):عندما تكاملت سينما الجريمة
- فيلم ربيع العذراء 1960(انغمار بيرغمان):المقدمة لثلاثية صمت ا ...
- طفل روزماري 1968 (رومان بولونسكي):تسلسل منطقي فانتازي خارج ن ...
- عيون مغلقة باتساع 1999 ستانلي كوبريك:رؤية خاصة لمشكلة عامة ف ...
- الساحر 1958(انغمار بيرغمان):سرد تقليدي لعبرة وفكرة وعناصر جع ...
- خزانة مليئة بالطلقات (ستانلي كوبريك 1987):خطاب صارم ضد الحرب ...
- الختم السابع أنغمار بيرغمان:عن الفارس الذي لعب الشطرنح مع مل ...
- احدهم يحلق بعيدا عن عش الوقواق1975 ميلوش فورمان:قصة فرد يحلق ...
- Firman Ball1967(ميلوش فورمان):كناية سياسية ساخرة عن أوضاع تش ...
- حب الشقراء 1965(ميلوش فورمان):مراجع فكرية كبيرة من دون رؤية ...
- التوت البري(انغمار بيرغمان)1957:البساطة عندما تصنع فيلما خال ...
- مانهاتن 1979(وودي الن): سيرة ذاتية مختصرة عن شخص مشوش ومضطرب ...
- Annie Hall 1977وودي الن): رومانسية عصبية عن شخص لا يقبل الان ...
- ابتسامة ليلة صيف 1955(انغمار بيرغمان):بحث في علاقات متشابكة ...
- آلام المسيح(ميل جيبسون)2004: تأمل لسلوك بشري يبدو معتما وغير ...
- Dream 1955(حلم) لانغمار بيرغمان:متاهة خلقها بيرغمان ولم يعرف ...
- ضد المسيح-المسيح الدجال 2009(لارسون فون تراير): رؤية ذاتية ل ...
- لوليتا (ستانلي كوبريك)1962:قصة سينمائية تغازل في مضمونها روا ...


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - ريبيكا 1940: ألفريد هيتشكوك