أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - فيلم بين النساء أو الصديقات (The Girl Friend) مايكل أنجلو أنتونيوني1955:














المزيد.....

فيلم بين النساء أو الصديقات (The Girl Friend) مايكل أنجلو أنتونيوني1955:


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4097 - 2013 / 5 / 19 - 12:08
المحور: الادب والفن
    


فيلم بين النساء أو الصديقات (The Girl Friend) مايكل أنجلو أنتونيوني1955:
فيلم ضائع بين هموم كثيرة غير واضحة في ثيمة اساسية واحدة
على شاكلة بيرغمان وألمودفار،فغالبا ما يكون ابطال أنتونيوني من النساء،وإذا أردنا اطلاق أحكام بالنسبة للشخصيات ففيلم (الصديقات) هو فيلم نسوي بامتياز،ولكن ومن ناحية اخرى،فالهواجس الداخلية للمرأة ليست من هموم أنتونيوني الأولى،حتى إن كان يشير ويلمح لها بين الحين والآخر،لذلك فعلى الغالب نرى أنتونيوني يعبر عن همومه الخاصة بالمفهوم البشري العام من خلال المرأة وهذا أمر مختلف جذريا عن سينما ألمودفار،ومن ثم عن سينما بيرغمان...وإذا كان فيلم الصديقات ابطاله من النساء فعلا ولكنه فيلم ضائع بين هموم كثيرة غير واضحة في ثيمة أساسية واحدة،وهو بحد ذاته الغروب الفعلي لبدايات أنتونيوني الخجولة،لأن قوة أنتونيوني ستبدأ فعليا مع الفيلم القادم (الصرخة) ولن تغرب إلا متأخرة وطبعا سيراوح هذه القوة بعض التفاوت.
الفيلم قائم على السرد مع النزوع أحيانا إلى الميلودراما التي دعاها النقاد (بالنفسية) وهنا علينا أن لانقع بالخلط،فأفلام أنتونيوني ليست أفلاما نفسية على الاطلاق،إنها أفلام ذات حاجز نفسي ولكنها ليست أفلاما نفسية،وليس من الجدوى البحث في فيلم الصديقات عن المعاني لأن الفيلم برمته يبدو بأنه عبارة عن علاقات متشابكة غير معقدة وكأن أنتونيوني يحاول وضع مجتمع بكامله تحت المجهر،وحتى في فيلم على شاكلة الصحراء الحمراء الذي كان خاتمة موضوع (ضياع الانسان) فالمعاني لو بحثت عنها لن تجدها بل ستأتي هي إليك...
روزيتا تحاول الانتحار مع بداية الفيلم وسيليا القادمة من روما إلى تورين (البلدة الأصلية لأنتونيوني) تصبح شاهدة من دون ارادتها على هذه المحاولة لأنها جارتها في الغرفة وبالتالي ستصبح في منظومة من الصداقة التي كانت في السابق لا وقت لها في حياتها...
روزيتا شخصية هشة يفتتح الفيلم على محاولة انتحارها،وسيليا المرأة الغريبة هي العملية الوحيدة في هذه المنظومة الاجتماعية ونستطيع القول عنها أيضا بالايجابية،والباقي سلسلة صديقات من الطبقة المخملية (مومينا) متغطرسة مع سلسلة من الغراميات وماريلا فتاة سطحية بكل شكل من الاشكال،بينما نينا فنانة سيراميك ناجحة ومتزوجة من فنان بورتريه فاشل يدعى لورينزو....
الجميل في هذه المنظومة أنها ستقود إلى كثير من الأحداث ولكن في نفس الوقت لن تقود إلى أي شيء مركزي مؤثر،فسبب انتحار روزيتا هو وقوعها في غرام لورينزو الغيور من نجاح زوجته وفشله....عندما تسأل سيليا روزيتا عن سبب انتحارها تقول لها:
"عندها سأتخلص من هم التفكير بالشيء الذي أريد أن البسه...من التفكير من أي شيء للأمام"
ولكن الضعف الذي يعاني منه لورينزو يجعله يعود صاغرا إلى زوجته نينيا فتنتحر روزيتا مرة أخرى ولا نعرف مصيرها،بينما تهرب سيليا من موقع الشاهدة إلى روما مرة أخرى...
ولاشيء يذكر عن حياة الشخصيات الأخرى...
كما قلت...ففي هذا الفيلم علينا أن لانخضع للتحليل وأن لانبحث عن المعاني لأن أنتونيوني يعود بنا إلى نقطة البداية من جديد...
أنتونيوني في الصديقات لايطرح قصة بالقدر الذي يتحدث فيه عن أسباب أدت إلى وجود قصة وشخصية...أسباب على شاكلة لماذا انتحرت روزيتا؟!
لماذا قدمت سيليا إلى تورين؟!
والأهم من ذلك كله...لماذا اجتمعت كل هذه الشخصيات مع بعضها...
وعندما يضع الحلول نراه يستدير ويعود بنا إلى نقطة البداية...روزيتا انتحرت فعليا وعلينا انتظار شخص قادم من مكان ما الآن...
الفكرة جميلة بحد ذاتها،والثيمات التي نراها هي ثيمات أنتونيوني الحقيقية،ولكن وكعادة أنتونيوني في بداياته وحتى مع أقوى أفلامه لم يكن موفقا في التعبير عن الذي يريد أن يقوله وهي مشكلة أنتونيوني الحقيقية في أفلامه الأولى.
10/04/2012



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنتونيوني حاول أن يكون واقعيا في قصة يعرف هو نفسه بأنها لأتص ...
- الشباب والحاجات (مايكل أنجلو أنتيوني)1952:سينما وعظية في قصة ...
- مدونات حب 1950(الفيلم الأول في مسيرة المخرج الكبير مايكل أنج ...
- باري ليندون 1974(ستانلي كوبريك):فيلم عن الفن والحياة
- الحياة معجزة 2005(امير كوستاريكا):عن كوستاريكا المخرج المفعم ...
- البرتقالة الآلية1971(ستانلي كوبريك): احتمالات مستبعدة لأي خي ...
- فاني والكسندر1983(أنغمار بيرغمان):الفيلم الأخير فعليا في مسي ...
- سوناتا الخريف1978(أنغمار بيرغمان): مباراة في الأداء بين ليف ...
- الدكتور سترنجلاف:أو كيف أتعلم أن أتوقف عن القلق واحب القنبلة ...
- تأريخ ووثائقية في قصة اقرب إلى عالم السجون:The Bird man of A ...
- بيضة الأفعى 1977 (أنغمار بيرغمان):سرد غير مقنع لتاريخ يفتقر ...
- وجها لوجه 1976(انغمار بيرغمان):بين بيرسونا ومواجهة النفس وال ...
- النافذة الخلفية 1954(الفرد هيتشكوك):فيلم عن البطل الواحد...م ...
- نوتوريوس(سيء السمعة 1964)الفريد هيتشكوك:حبكة بوليسية مقدمتها ...
- ريبيكا 1940: ألفريد هيتشكوك
- كل هؤلاء النسوة 1964 للمخرج الكبير أنغمار بيرغمان :استراحة ب ...
- Devil’s Eye1960أنغمار بيرغمان:رواية مسرحية محملة بافكار صاغه ...
- الحي الصيني 1972(رومان بولونسكي):عندما تكاملت سينما الجريمة
- فيلم ربيع العذراء 1960(انغمار بيرغمان):المقدمة لثلاثية صمت ا ...
- طفل روزماري 1968 (رومان بولونسكي):تسلسل منطقي فانتازي خارج ن ...


المزيد.....




- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - فيلم بين النساء أو الصديقات (The Girl Friend) مايكل أنجلو أنتونيوني1955: