أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - الليل1961(مايكل أنجلو أنتونيوني): حوارات عابرة بين زوج وزوجته يتكشف فيها شذرات من الماضي















المزيد.....

الليل1961(مايكل أنجلو أنتونيوني): حوارات عابرة بين زوج وزوجته يتكشف فيها شذرات من الماضي


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4133 - 2013 / 6 / 24 - 21:50
المحور: الادب والفن
    


الليل1961(مايكل أنجلو أنتونيوني): حوارات عابرة بين زوج وزوجته يتكشف فيها شذرات من الماضي
فيلم الليل هو تتابعات لثلاثية سوف تدعى فيما بعد (بسينما اللاحدث) أو متاهة الانسان،فأنتونيوني يكمل مسيرة فيلم مركزي يعتبر الافضل بين أفلامه قاطبة ألا وهو (المغامرة) بعنوان آخر هو الليل في فيلم يحمل نفس الهموم ومحمل بنفس الاسلوب السينمائي الذي شاهدنا أنتونيوني يتبعه في فيلم المغامرة....
فيلم الليل حصل على جائزة مهرجان برلين السينمائي على الرغم من انه من حيث المستوى أقل وبشكل ملحوظ من فيلم المغامرة والسبب في ذلك أن اسم أنتونيوني اصبح مختلفا الآن بعد فيلم المغامرة،واعماله أصبح ينظر إليها من خلال عيون نقدية ملاحظة تاثير أنتونيوني الفعلي على تيارات السينما السائدة،والذي فيما بعد وعلى شاكلة كل المخرجين الكبار سوف يخلق تيارا سينمائيا خاصا به ضمن هذه الثلاثية أو الرباعية بالذات....
إذا كان عنوان فيلم المغامرة عنوان مجرد لا يدل سوى على حدث عبثي عرضي لا أكثر،ولا يقصد من خلاله الفلسفة أو التفلسف فعنوان فيلم الليل هو ايضا كذلك....
الليل هو زمان الحدث المركزي الذي هو بالاساس عبارة عن حوارات عابرة بين زوج وزوجته يتكشف فيها شذرات من الماضي لن تكون ذات اثر حاسم في تحديد مسار هذه العلاقة....
الفيلم يبدأ بلقطة صامتة جميلة لشخص هو غير معروف حتى الآن في مصعد يهم بالنزول من طابق عالي...الكاميرا تلتقط حدث النزول وكأنها تنظر من أعلى إلى المدينة برمتها...
حدث النزول قد يحمل معاني كثيرة وكبيرة...ومن ضمنها أن أنتونيوني يؤكد على العودة إلى هذا العالم برمته،بروتينه وتتابعاته غير المنتهية....وكأن أنتونيوني يقول بأني مضطر إلى العودة...نوعا ما فهذه النظرة تشبه نظرة اللامنتمي
جيوفاني (في أول تعاون بين أنتونيوني والممثل مارسيلو ماستروياني) شاعر ومؤلف كتب رزين هادئ يزور صديقا له في المستشفى مع بداية الفيلم...
هنا يظهر أن أنتونيوني-تقريبا-اصبح يعتمد على هذه الطبقة المثقفة للنظر إلى هذا العالم،وهو استخدام يشبه استخدام بيرغمان لها والفرق بينهما أن انتونيوني لايحلل ولا يخوض كثيرا ي التحليل...
إذا كنت واقعيا فعليك الحديث عن طبقة عمالية أو طبقة مسحوقة،ولكن إذا كان الذي يدور في ذهنك اسئلة على شاكلة الاسئلة التي تدور في رأس (مايكل أنجلو أنتونيوني) فطبيعة هذه الاسئلة ضمنيا يجب أن تطرح من قبل طبقة مثقفة مرتاحة ماديا كافتراض عقلاني....وهذا توجه عام في فهم كل من أنتونيوني وبيرغمان
إذا اتفقنا على هذا التوجه العام في استخدام الطبقة المثقفة عند كل من بيرغمان وأنتونيوني،فالمثقف عند أنتونيوني في النهاية هو انسان عادي،ثقافته تعطيه القدرة على التفكير بشكل اشمل واوسع ولكن من دون مقدمات معرفية (خاصة) تدفعه للنظر إلى هذا العالم....
وان صح نستطيع القول أن شخصيات أنتونيوني ذات طابع هوسرولي (مؤدلج ومحرف في النظر إلى هذا العالم)
يتعرض جيوفاني إلى محاولة للغواية من فتاة مجنونة حسناء في المستشفى وهو يروي هذا الحدث غير المفهوم...
يعتمد أنتونيوني في هذا المشهد الصمت من دون أن يوضح ما هي الغاية أو ما هو المدلول،وعند بيرغمان علينا البحث إلى درجة التمحيص عن المدلول،أما عند أنتونيوني فيمكن اعتبار أي حدث عرضي ضمن تنسيق وصدف الحياة ولكن ربما من الممكن اعتبار ذلك مقدمة للبحث عن زواج متوتر مدته عشر سنوات....
ليديا (جين ميرو) زوجة جيوفاني تخرج من حفل توقيع كتاب زوجها الجديد وتبدأ بالتسكع من دون أي هدف..؟
نلاحظ أن الزوجة تخرج من الحفل وتهم بالتسكع،ولكن التسكع بحد ذاته ماذا يعني..؟!
المشي على غير هدى هو هروب مقصود من ضوضاء وضجيج حياتي مقرف ومن ازمة داخلية موجودة وتنتظر التفجر في داخل ليديا...إذا هو هروب بشقيه المادي والمعنوي
شوارع مزدحمة...أحياء فقيرة ونائية....وطفل يبكي
من الجدير ذكره أن تونيونو جوريرو شريك تاركوفسكي وكل المبدعين الكبار شارك في كتابة سيناريو هذا الفيلم...
الاشياء عند تاركوفسكي تأخذ أبعادا جمالية بشكل مختلف عن أنتونيوني....أنتونيوني يوظف الاشياء أحيانا للتعبير عن حالة القدم،والقدم بحد ذاته عبارة عن سلسلة غير منتهية من الروتين ضمن مفهوم آخر هو (الخواء)...
تقف أفلام انتونيوني على جمالها وقوتها والحاحاتها الفلسفية متفردة،بحيث لا يجد المرء الكثير ليكتبه عنها...وقفات للتأمل...تشاهد أكثر مما هي تروى
التسكع أو المشي على غير هدى سيقودها إلى أشياء يعرف المشاهد تماما(الملم بسينما أنتونيوني)بأنها ليست سوى تتابعات لسينما اللاحدث ولن تكون ذات تأثير مركزي على أحداث الفيلم،والذي نفهمه من التسكع هو وجود الأزمة ليس إلا....
نحو التدخل غير المقصود في عراك بين الشبان،إلى وقفة في فضاء فسيح لمشاهدة الألعاب النارية،كلها تعتبر تتابعات لسينما وصمت باللاحدث مقتضبة جدا سلاحها الصمت وتخبر عن الملل...
جيوفاني يفتقد ليديا...يجدها ولكن ليس بالصدفة في مكان كانا يعيشان فيه في السابق...له علاقة بماضي الزواج بينهما
نلاحظ أن أنتونيوني في المغامرة تناول محورا عاما وفي الليل انتقل من مجال العام إلى روعة الخاص
نيذهب كل من ليديا وجيوفاني الى نادي ليليوهناك زنجيان-ذكر وانثى-يؤديان رقصة ذات طابع جنسي...
رقص زنجي:أنتونيوني يستخدم الرقص (البدائي) بشكل متكرر في افلامه،والرقص البدائي وكانه عبارة عن حالة اساسية تكوينية لفكرة عامة،وكأن انتونيوني-ضمن فهم خاص جدا لسينما هذا المبدع الكبير-يريد أن يعود بنا إلى اصل الحالة البشرية...باختصار العودة إلى اسئلة قديمة أو حالة بدائية...
وحتى لو كان أنتونيوني يستخدم رقصا مثيرا نوعا ما يظهر فيه التعري وهو من ناحية تقنية هادئ يساعد على التأمل والتفكير،وتقريبا الآن الفيلم خاوي سوى من جمل مختصرة بين ليديا وجيوفاني...
يعلق جيوفاني على الرقص الزنجي:الحياة سوف تكون مقبولة نوعا ما إذا كانت ليست للتسلية
ليديا:تلتقط فكرة للكتابة
الزمن الآن يقود إلى الاحتفال...الاحتفال جزئية مهمة في الفيلم...الحوارات المهمة ...والليل
الاحتفال يخص الفوز الأول لحصان جاردينيا،إذا هو احتفال خاوي يخص طبقة ارستقراطية،ويصح أن ينسب الفيلم عن هموم طبقة ارستقراطية تعيش الخواء وهذا رأي بعض النقاد،ومن الممكن التغاضي عن موضوع الطبقة لأننا حتى الآن نرى انتونيوني يتحدث عن حالة انسانية عامة والطبقة التي استخدمها مهما كانت هي الوعاء الذي رآه مناسبا لذلك،ولكن من المجدي القول أن فيلم الليل وقع في الخلط بين الخاص والعام.
فمن نسب موضوع الاحتفال إلى طبقة ارستقراطية قد يكون محقا لأن الحالة التي تستحق التأمل أن هذا الاحتفال الكبير هو من أجل فوز حصان وقد يكون هناك معنى من وراء ذلك أو قد لايكون...
قلنا قبل ذلك أن الحالة العامة في المغامرة انقلبت إلى حالة أكثر خصوصية في فيلم الليل،حتى لو انتونيوني التفت إلى حالة عامة في الجزئي الأولى من الفيلم(حالة تسكع ليديا) ولكن الاحتفال وكأنه يخص جدوى ومفهوم الزواج بين ليديا وجيوفاني بالاساس والمقياس برمته ليس تفصيليا كما هو عند بيرغمان،ولكنه يخص الزواج كمفهوم للتتابع حياتي بشري وليس كمؤسسة تخضع تصرفاتها للتخليل لغاية النقد كما هو عند بيرغمان...
الحالة بدت أكثر خصوصية الآن،فأنتونيوني يسلط الضوء في الحفل على طبقة ارستقراطية غنية تعيش الملل...المدلول هنا يشبه الحياة حلوة ولكن باسلوب سينمائي وسردي مختلف
يُسأل جيوفاني:إذا توقفت عن الكتابة فماذا سوف تفعل؟
ليديا:سوف ينتحر/جيوفاني:لا اعتقد ذلك مهما...ربما هناك طرق أخرى
ليست الكتابة شيئا لا يمكن السيطرة عليه ولكنه في نفس الوقت غريزة مهجورة
نحن نشاهد في الفيلم ملاحظات عن الحياة...الفيلم بحد ذاته خليط بين الخاص والعام،فإذا قلنا أن انتونيوني غير مهتم بموضوع الطبقية ولكنه يبدو عليه بأنه غير محايد اتجاه هذه الطبقة...
هناك ماضي يجمعه مع فالنتينا(مونيكا فيتي)...حب عالق وليديا تشاهد القبلة العابرة بينهما..
تخرج مع غريب في جولة اثناء المطر...سقوط المطر ينهي الاحتفال ليتحول إلى احتفال هستيري بسقوط المطر
تقول فالنتينا:أنا ناضجة الآن حتى لا أفسد زواجا...الآن الكآبة تزحف مجددا مثل مانوخوليا الكلاب
هذا الدور القصير لمونيكا فيتي اختزل أمور كثيرة...أختزل الملل وسيطرة الروتين...اختزل الوقوف للتفكير في الموقف
كل الاحاديث عابرة لن تقود إلى أي جدوى سوى إلى صلح متحفظ بين الزوجين حتى لو كان من ضمن محاولاته ممارسة الحب بين هذين الزوجين....22/8/2012



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغامرة 1960(مايكل أنجلو أنتونيوني): سينما اللاحدث،أو سينما ...
- الصرخة 1957(مايكل أنجلو أنتونيوني):التحليق فوق سينما واقعية ...
- الانعطاف الكامل 1997:أوليفر ستون يعرض جانب أمريكا الأسود
- حلم أريزنا 1993(امير كوستاريكا): .شخصيات هشة تنتظر الموت بشغ ...
- فيلم بين النساء أو الصديقات (The Girl Friend) مايكل أنجلو أن ...
- أنتونيوني حاول أن يكون واقعيا في قصة يعرف هو نفسه بأنها لأتص ...
- الشباب والحاجات (مايكل أنجلو أنتيوني)1952:سينما وعظية في قصة ...
- مدونات حب 1950(الفيلم الأول في مسيرة المخرج الكبير مايكل أنج ...
- باري ليندون 1974(ستانلي كوبريك):فيلم عن الفن والحياة
- الحياة معجزة 2005(امير كوستاريكا):عن كوستاريكا المخرج المفعم ...
- البرتقالة الآلية1971(ستانلي كوبريك): احتمالات مستبعدة لأي خي ...
- فاني والكسندر1983(أنغمار بيرغمان):الفيلم الأخير فعليا في مسي ...
- سوناتا الخريف1978(أنغمار بيرغمان): مباراة في الأداء بين ليف ...
- الدكتور سترنجلاف:أو كيف أتعلم أن أتوقف عن القلق واحب القنبلة ...
- تأريخ ووثائقية في قصة اقرب إلى عالم السجون:The Bird man of A ...
- بيضة الأفعى 1977 (أنغمار بيرغمان):سرد غير مقنع لتاريخ يفتقر ...
- وجها لوجه 1976(انغمار بيرغمان):بين بيرسونا ومواجهة النفس وال ...
- النافذة الخلفية 1954(الفرد هيتشكوك):فيلم عن البطل الواحد...م ...
- نوتوريوس(سيء السمعة 1964)الفريد هيتشكوك:حبكة بوليسية مقدمتها ...
- ريبيكا 1940: ألفريد هيتشكوك


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - الليل1961(مايكل أنجلو أنتونيوني): حوارات عابرة بين زوج وزوجته يتكشف فيها شذرات من الماضي