أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - الانعطاف الكامل 1997:أوليفر ستون يعرض جانب أمريكا الأسود














المزيد.....

الانعطاف الكامل 1997:أوليفر ستون يعرض جانب أمريكا الأسود


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4110 - 2013 / 6 / 1 - 16:13
المحور: الادب والفن
    


جيمي كوبر(شزن بن) منهمك يقود سيارته الحمراء الأمريكية موديل الستينات على طريق صحراوي ومن حوله نسور مفترسة وجثث ورمم لحيوانات ومن ثم يدهس قطة سوداء مفترسة لا يتوانى المخرج الكبير أوليفر ستون بأن يرينا جثتها المتهشمة بسبب هذا الحادث...
أول مايقوله المخرج في حبكته الغريبة هذه بأننا في أمريكا...المشاهد القاسية معتادون على رؤيتها في سينما هذا المخرج على أية حال....
يعتمد أوليفر ستون في هذا الفيلم أسلوب اخراجي مغاير وغريب ولا يتعمد أن يستخدم اسلوب السرد العادي المعتادين عليه مبدئيا وسوف نشير إلى ذلك لاحقا...
ويستخدم أحيانا لقطات بالأبيض والأسود،نرى بأن يهدف من خلالها (لفت انتباه المشاهد إلى بداية حلول أو نزول اللعنة) لأن اللعنة سوف تحل فعلا على كوبر مع تعطل السيارة فيجد لائحة مكتوب عليها الانعطاف الكامل مسموح...المكان هو صحراء أريزونا بلدة سوبريور
يتوقف عند ميكانيكي قذر ومقرف فسيارته فقط بحاجة إلى خرطوم مياه...
يغازل غريس(جنيفر لوبيز) وفي ذكرياته هناك من يطالبه بالمال وحرمه من لعبة التنس التي يعشقها،وجيك ماكينا(نيك نولتي) يتعرف عليه وهو بأوضاع صعبة ضمن محاولة لمضاجعة غريس زوجته ولكنه سرعان ما سيعامله بلطف عارضا عليه قتل زوجته مقابل الحصول على نصف مبلغ التأمين...
ستون يلتقط المشاهد من زوايا غريبة شاذة،ففي مشهد السيارة بين كوبر وماكينا يسلط ستون كاميرته على عين كوبر التي بدورها تتامل اللحية والشعر على ذقن ماكينا والتي من حولها يتحرك فمه....
هذه الزوايا قد تكون عبارة عن فنتازيا لا هدف منها(خاصة بأن الفيلم موصوف من قبل النقاد باللاهدفية)
قد تكون هذه محاولة من قبل المخرج لالقاء الضوء على طريقة تامل هؤلاء الأشخاص لبعضهم البعض...
كوبر ذو ماضي أسود،والماضي القريب يحيط به منذ أن قطع أصبعين من أصابعه من أجل مبلغ زهيد من الدولارات وها هو الآن في قرية غريبة فريدة من نوعها حسب تعبيره....
الموضوع هنا ليس تورط كوبر في علاقة مع غريس...الموضوع ليس شخصيا أبدا،فالفيلم يتحدث عن مكان منحوس ونقيسه بالاسطورة مثلث برمودا ...بعبارة اخرى فالفيلم يتلخص بالسؤال:ما هو المكان الذي أنا فيه الآن؟
أوليفر ستون يسلط الضوء على المكان بطريقة عشوائية والتقاط سريع وحس فانتازي خارج عن المألوف،ونحن لا نستطيع أن نصدق أن حالة الهستيريا التي يعيش فيها كل أهل البلدة والحظ العاثر المتوالي أمر من الممكن تصديقه سوى كتقرير لتتابع سينمائي ممكن...
تنقضي قصة قتل ماكينا من قبل غريس مع بعض المساعدة من كوبر،والمشهد الساخر أن كوبر يضاجع غريس مباشرة بعد جريمة القتل هذه ووجه جثة ماكينا ينظر إليهما والثلاثة مغموسين بالدماء..؟!
أوليفر ستون يروي قصة عن قرية مليئة بالمعاتيه ووجودها غير فعلي سوى لتسوية هذه القصة وهي أقرب إلى عوالم ديفيد لينش السوريالية من أي عالم حقيقي آخر...
الذي يصطدم بهذه القرية هو شخص خلق له ستون الظروف المناسبة مع بعض التوتر الفعلي ليتورط مع أهل هذه القرية ونحن ننظر إلى حالة خاصة ولكننا لا نستطيع الحكم عليها سوى بالعام....
غريس تعترف لاحقا بانها كانت تضاجع والدها بل وتزوجت منه وتقتل فيرجيل (شريف أي شرطي القرية) الذي كان يضاجعها هو الآخر...
الحقيقة المطلقة غير الخاضعة للشك أن كل شخصيات الفيلم شريرة وحتى لو تعاطفنا مع أي واحد منها،وبعد هذا الجماع العشوائي والقتل الفنتازي مع لقطات فلاش باك سريعة،من الطبيعي أن ينتهي الفيلم متوافقا مع الحبكة الفنتازية ومع دستة من الأموات منهم غريس وجيمي كوبر.
إذا كان الأداء عالي المستوى فأوليفر ستون هو الذي أنقذ الفيلم وكل ما نستطيع قوله أن أوليفر ستون قد روى حكاية بطريقته الخاصة واسلوبه الفني عالى المستوى...
يرى النقاد أن هذا الفيلم خالي من الهدفية...ولكن هذا الفيلم يحمل أكبر كناية عن هموم أوليفر ستون السياسية وهو منتقد رأس المال وحرب فيتنام،ولعل هذا الفيلم هو خلاصة النقد السياسي الموجه إلى الولايات المتحدة...
دعونا نلاحظ شيئا...أو أشياء
هناك احتفاء بالسيارة الأمريكية التقليدية التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من الثقافة الأمريكية ...هناك انتهازية وجرائم قتل وسطو مسلح وأموال تأمين ودولارات كلها عولجت بشكل سلبي...هناك تعامل سيء لدرجة القبح مع الهنود الحمر يدل على ماضي أسود محفور في ذهن الأمريكي...
هنا نعتبر أن هذا الفيلم الذي اعتبر فاقدا للهدفية كناية واضحة وليست ذكية عن فضح جانب أسود قاتم من جوانب الواقع المرير وقد يكون خلاصة فعلية لكل أفكار هذا المخرج حول هذا الموضوع...



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلم أريزنا 1993(امير كوستاريكا): .شخصيات هشة تنتظر الموت بشغ ...
- فيلم بين النساء أو الصديقات (The Girl Friend) مايكل أنجلو أن ...
- أنتونيوني حاول أن يكون واقعيا في قصة يعرف هو نفسه بأنها لأتص ...
- الشباب والحاجات (مايكل أنجلو أنتيوني)1952:سينما وعظية في قصة ...
- مدونات حب 1950(الفيلم الأول في مسيرة المخرج الكبير مايكل أنج ...
- باري ليندون 1974(ستانلي كوبريك):فيلم عن الفن والحياة
- الحياة معجزة 2005(امير كوستاريكا):عن كوستاريكا المخرج المفعم ...
- البرتقالة الآلية1971(ستانلي كوبريك): احتمالات مستبعدة لأي خي ...
- فاني والكسندر1983(أنغمار بيرغمان):الفيلم الأخير فعليا في مسي ...
- سوناتا الخريف1978(أنغمار بيرغمان): مباراة في الأداء بين ليف ...
- الدكتور سترنجلاف:أو كيف أتعلم أن أتوقف عن القلق واحب القنبلة ...
- تأريخ ووثائقية في قصة اقرب إلى عالم السجون:The Bird man of A ...
- بيضة الأفعى 1977 (أنغمار بيرغمان):سرد غير مقنع لتاريخ يفتقر ...
- وجها لوجه 1976(انغمار بيرغمان):بين بيرسونا ومواجهة النفس وال ...
- النافذة الخلفية 1954(الفرد هيتشكوك):فيلم عن البطل الواحد...م ...
- نوتوريوس(سيء السمعة 1964)الفريد هيتشكوك:حبكة بوليسية مقدمتها ...
- ريبيكا 1940: ألفريد هيتشكوك
- كل هؤلاء النسوة 1964 للمخرج الكبير أنغمار بيرغمان :استراحة ب ...
- Devil’s Eye1960أنغمار بيرغمان:رواية مسرحية محملة بافكار صاغه ...
- الحي الصيني 1972(رومان بولونسكي):عندما تكاملت سينما الجريمة


المزيد.....




- شاهد رجل يقاطع -سام ألتمان- على المسرح ليسلمه أمر المحكمة
- مدينة إسرائيلية تعيش -فيلم رعب-.. بسبب الثعابين
- اتحاد الأدباء يحتفي بشوقي كريم حسن ويروي رحلته من السرد إلى ...
- الناصرية تحتفي بتوثيق الأطوار الغنائية وتستذكر 50 فناناً أسه ...
- زهران بن محمود ممداني.. من صفعة ترامب بفوز -فخر الهند- والنا ...
- من غزة إلى عيتا الشعب.. حين يتحول الألم إلى مسرح
- الممثلة التركية فهريّة أفجين تتألّق بتصميمين عربيين في أبوظب ...
- تعاون جديد بين دمشق وأنقرة عنوانه -اللغة التركية-
- -ليلة السكاكين- للكاتب والمخرج عروة المقداد: تغذية الأسطورة ...
- بابا كريستوفر والعم سام


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - الانعطاف الكامل 1997:أوليفر ستون يعرض جانب أمريكا الأسود