Eros2004:مايكل أنجلو أنتونيوني وستيفن سوديربرج وونغ كار واي

بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4161 - 2013 / 7 / 22 - 18:44
المحور: الادب والفن
    

Eros2004:مايكل أنجلو أنتونيوني وستيفن سوديربرج وونغ كار واي
أن نتقدم نحو النهاية أمر لا بد منه،لأننا نعتبر هذا استراحة في أفلام الحقبة الكبرى لمخرج كبير يسمى أنتونيوني،ولكن النهاية لن تكون سعيدة أبدا...
في ثلاثية قدمها أنتونيوني مع مساهمة من قبل مخرجين عبرو ذات مرة عن حبهم الشديد لأنتونيوني،كان للمخرج وانغ كاي واي نصيب الأسد فيها من ناحية الطول والمستوى الفني...
الموضوع يتعلق بالجنس،والفيلم ذو موضوع جنسي (غير بحت) فعنوان الفيلم لا يحمل أي كناية،ولكن الجنس هنا في كل جزئية يحمل وجهة نظر خاصة ومن جزئية خاصة وليست عامة،فالفيلم بعد جدا عن أي نظرة عامة للجنس،والأصح أن نقول أن الفيلم في اجزاءه الثلاث يناقش الجنس باعتباره علاقة بين رجل وامرأة ولكل مخرج وجهة نظر في محركات هذه العلاقة...
أنتونيوني يقدم (الخطر يحيط بالاشياء) ونحن نتحدث هنا ونحن على يقين تام أن أنتونيوني المقعد الآن الذي بالكاد يرى وهو في أيامه الأخيرة على أي حال لن يعود إلى سينما ولت وغابت منذ زمن اختتمت كتاريخ فعلي ويقيني مع فيلم المسافر...نحن نكتفي بحب أنتونيوني حتى لو قدم أفلاما هي من حيث المستوى أقل من مستواه بكثير...
العجيب أن أنتونيوني شارك كاتب السيناريو الشهير (تونينو غويرا)في كتابة النص والذي نجح فيه فقط هو أن يثير فينا غريزة البحث عن معنى أو مدلول سرعان ما سوف تخبو وتندثر...
زوجان على خلاف كبير في وجهات النظر وعلاقة التفاهم بينهما معدومة وأنتونيوني التي تعتبر جزأيته صريحة خاصة في التعبير عن عنوان الفيلم بحيث يجعلنا ترى الموضوع الايروتوكي بوضوح لأن كلو(الزوجة) تتمشى شبه عارية طوال الفيلم وسترقص رقصا موجزا معبرا عن كناية وشاعرية عارية هي واخرى معها....
قد نكتب الكثير في موضوع البحث عن مدلول ولكننا لا نستطيع أن نخوض في ذلك إذا كان الفيلم يعاني من الابتذال والتقرير...
أما ستيفن سوديربرج فجاء فيلمه متوسطا وهو يحمل عنوان التوازن...عن مريض نفسي قام بدوره روبرت داوني جونيور يتعمد طبيبه النفسي أن يلهيه لأنه مشغول بعارض ما يتابعه من خلال النافذة وموضوع الايروسية هو حلم متكرر للمريض عن امرأة تستحم...
الأداء كان جميلا وكوميديا منطقيا دون أن يصل إلى درجة الهزل ولكن سوديربرج يخلط بين الحلم والحقيقة ليأتي عنوان التوازن مثل عنوان أنتونيوني بالضبط...أكبر من حجمه بكثير
أما فيلم وونج كار واي (الايدي) جاء أكثر الأفلام جمالا وبتسلسل مقبول لأن واي ينسج قصة حب رائعة وجميلة مع كثير من التورية الجنسية ويصح عن هذا الفيلم أن نكتب عنه مقالا منفصلا إذا أردنا ذلك...
لمسة فقط من قبل يدي عاهرة صنعت قصة حب...جعلته يتعلق بها...يتعلق بالشيء الذي لمسه منها،واللمسة الأخيرة سوف تكون مثل اللمسة الأولى ...النشوة الجنسية سوف تكون بهذه اللمسة...
هناك لقطة لا تنسى في الفيلم عندما تقول له:كل ما تبقى هو يداي
وونغ كار واي مختلف...صنع قصة حب دون البحث عن مدلول...ربما أراد أن يقول أن الحب من الممكن أن تصنعه أبسط الأشياء،والنهاية سوف تكون حزينة وشاعرية إلى أبعد الحدود...
تسلسل الأيدي كان جميلا...هناك تكثيف عالي للدراما مع لقطات انعكاس للمرايا التي حاول فيها المخرج أن يلتقط المشاعر أكثر من أن يقولها...أكثر من أن يسرد،ولو أطال واي قليلا لصنع فيلما لا يمكن له أن ينسى...
واي في فيلمه أيضا يلتقط لحظات الوحدة في الوجود...اللحظات التي لا تنسى في الحياة،فهو ينتقل من العهر بسرعة إلى الجفاف والاندمال الجنسي ومن ثم المرض الذي لن يقول واي بأنه سوف يودي إلى الموت...كل هذا والسيد زانج يعيش أهم لحظات العمر...أهم قصة مؤلمة في حياته...قصة حبه لعاهرة لمسته ذات مرة باستعلاء...
ربما يختلف واي في هذه الجزئية عن المخرجين السابقين بانه جعل الهم الذي يريد أن يقوله هو آخر همومه بعكس المخرجان السابقين اللذان كان الهم الفكري لهما هو المسيطر على القصة التي صنعت من أجله وليس العكس.

#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل