أحمد زحام
الحوار المتمدن-العدد: 4161 - 2013 / 7 / 22 - 17:50
المحور:
الادب والفن
الطبشور
أحمد زحام
خرجت إلى الشارع ، لا يطيب لي الجلوس في البيت ، كانت الشمس تراوح مكانها ، وتغادر ببطء الدنيا وما عليها ، لا أحد يستطيع استعادتها في هذا الوقت من النهار ، مثلي فعل آخرون ، لم تعد الشمس تعطينا وقتا ، ولم تشأ المكوث معنا ، فإذا ظهرت في السماء توارت خلف السحب والأبراج العالية ، خلت الشوارع والميادين من المظاهرات ، كف الناس عن الخروج على الحاكم ، فبدت الميادين خالية على عروشها ، كانت لافتات التأييد للرئيس قد غطت محطات المترو ، وعواميد الإنارة ، قصدت مقهاي القريب من شارع محمد محمود ، جلست ، وطلبت من صاحب المقهى شايا ، فرفض وطلب مني قراءة التعليمات الواردة من قصر الرئاسة لتنظيم العمل بالمقاهي الحلال ، وأن هناك توقيتات لشرب الشاي والنرجيلة والقهوة ، وأن شرب الينسون هو المصرح به في كل الأوقات ، كان هذا توقيت تدخين النرجيلة وأنا لا أحب تدخينها ، فأخبرته أني سأكتفي بالجلوس على المقهى بعضا من الوقت ، وسأعطيه ما يطلبه من مال ، بعد بعض الوقت جاءني وطلب مني الانصراف ، وسيكتفي بانصرافي ثمنا لجلوسي على المقهى ، ذهبت إلى دكان لا يبيع الطباشير واشتريت طبشورا ، وكتبت على كل الحائط بخط كبير :
ارحل حتى أشرب الشاي في كل الآوقات
#أحمد_زحام (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟