أحمد زحام
الحوار المتمدن-العدد: 4128 - 2013 / 6 / 19 - 09:06
المحور:
الادب والفن
باقة من الورد البلدي
أحمد زحام
كل صباح وقبل أن تعتلي الشمس سطح المجمع وتظهر للعيان في الميدان .. كانت السيدة العجوز تأتي إلى تمثال عمر مكرم الواقف وحده بعد انصراف الثوار عنه ، وتضع عند قدميه باقة من الورد البلدي ، وتقرأ الفاتحة ، وتبكي ، وتدلف إلى مدخل المترو الغربي من ناحية مبنى وزارة الخارجية ، وتختفي في جوفه .
في آخر هذه الصباحات ناداها الفتى الذي يبيع الشاي والقهوة على رصيفه ، وأعطاها كوبا من الماء بدون مقابل ، شربته ، وجلست على كرسيه البلاستيك .. قال :
جاء إلى هنا شرطي بالأمس وسأل عنك ، ودون في ورقة معه عدد المرات التي أتيت فيها ، كما قام بأخذ كل باقات الورود التي وضعتيها عند قدمي عمر مكرم .
شكرته السيدة العجوز بعد أن أراحت قدميها وانصرفت .
في ليل هذا اليوم وفي وقت متأخر .. أذاع التلفزيون المصري خبرا عاجلا من هولندا عن سيدة عجوز تم القبض عليها وهي تضع باقة من الورد البلدي عند النصب التذكاري في ميدان دلم باعتباره عملا ثوريا .
#أحمد_زحام (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟