أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد زحام - السلطان والقمر














المزيد.....

السلطان والقمر


أحمد زحام

الحوار المتمدن-العدد: 4088 - 2013 / 5 / 10 - 17:11
المحور: الادب والفن
    



( حكاية لطفلتي ذات السنوات العشر )
تمشى السلطان في حديقة القصر الواسعة، وكان القمر في السماء، ينير الحديقة، فجأة توقف السلطان ثم مشى ثم توقف وضحك وقال: (القمر يمشي عندما أمشي، ويقف عندما أقف).
فرح السلطان، نادى وزيره وقال: (يا وزير إمش، وسمع الوزير كلام السلطان، فجأة قال السلطان: قف وقف الوزير، صاح السلطان سعيداً: انظر يا وزير، القمر لا يسير إلا معي، أنا السلطان صاحب الأرض والسماء.
وفكر السلطان وفكر وقال: (قل لي يا وزير، هل هناك أحد يرى القمر غيري)؟
أجاب الوزير: (نعم، أهل البلد).
هز السلطان رأسه وقال: (من اليوم يدفع أهل البلد مبلغاً من المال ثمناً لرؤية القمر. واجتمع شيوخ البلد، وقال الوزير: (السلطان يأمر الناس بدفع سبعة قروش لرؤية القمر).
وقال شيخ من الشيوخ: (نعم، نعم، فالقمر ملك السلطان، والسلطان له حق التصرف فيه.
وقال شيخ آخر: ولكن نرى أن يكون الثمن ستة قروش، فأهالي البلد فقراء، وسلطان البلاد يهمه مصلحة الأهالي. وخرج المنادي ينادي: (يا أهل البلد، السلطان صاحب الأرض والسماء، والقمر يظهر في سماء السلطان، وقد قدر السلطان وشيوخ البلد أن يدفع كل إنسان وحيوان ستة قروش ثمناً لرؤية القمر.
وفي الليلة التالية، سأل السلطان وزيره: يا وزير كيف الحال؟ وقال الوزير: كل أهل البلد يدعون للسلطان بطول العمر غير أنه يا سلطان البلاد هناك بعض الناس لا يريدون دفع النقود.
فصاح السلطان: (اجلدوهم).
وقال الوزير: جلدناهم.
ويغضب السلطان، السلطان لا يعجبه الحال، ويفكر ويقول: (إسمع يا وزير من اليوم كل الناس تغلق الأبواب والنوافذ. كل الناس تنام مبكرين قبل ظهور القمر، ممنوعة على أي شخص أو حيوان رؤية القمر.
ويجتمع شيوخ البلد ليتباحثوا في الموضوع، ويقول شيخ من الشيوخ قرار حكيم لسلطان عظيم.
ويقول شيخ آخر: السلطان تهمه صحة الأهالي، فالناس عندما ينامون مبكرين يستطيعون أن يستيقظوا مبكرين وأن يذهبوا إلى العمل في همة وصحة ونشاط.
وخرج المنادي ينادي: قرر السلطان وشيوخ البلد، ممنوع السهر، وعندما يأتي الليل كل الأهالي يغلقون الأبواب والنوافذ، ممنوع الخروج من البيوت ممنوعة رؤية القمر.
لكن في ليلة خرج فيها السلطان بصحبة القمر، يمشي فيمشي القمر ويقف فيقف القمر، جاء الوزير وقال: يا سلطان البلاد، أهالي البلد فتحوا الأبواب والنوافذ وتركوا القمر يدخل بيوتهم وجلسوا على عتبات البيوت يحكون الحكايات. يا سلطان البلاد أهل البلد لا يسمعون الكلام.
غضب السلطان وقال: (اجلدوهم).
وقال الوزير: (جلدناهم).
وفكر السلطان وفكر، وقال في نفسه: لكن القمر يسمع الكلام.
ونظر السلطان للقمر وقال: يا قمر أنا السلطان صاحب الأرض والسماء وما بينهما، آمرك بعدم الظهور لأهل البلد والقمر لم يسمع الكلام، ففي الليلة التالية ظهر القمر لأهل البلد وغضب السلطان وقال: سوف أعاقب القمر. وفكر وقال: قررت حرمان القمر من رؤية السلطان، قررت حرمان القمر من دخول قصر السلطان لن يرى القمر وجهي البهي بعد اليوم.
ودخل السلطان قصره وأغلق الأبواب والنوافذ ودخل شيوخ البلد بيوتهم وأغلقوا الأبواب والنوافذ، وهكذا يأتي الليل فيظهر القمر، ويدخل بيوت أهل البلد من الأبواب والنوافذ ويجلس الأهالي على عتبات البيوت يحكون الحكايات ويضحكون من السلطان، ومن شيوخ البلد.



#أحمد_زحام (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنصة
- غرفة رطبة
- علبة الكبريت


المزيد.....




- هكذا أطلّت الممثلات العالميات في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...
- أول متحف عربي مكرّس لتخليد إرث الفنان مقبول فدا حسين
- المسرحيون يعلنون القطيعة: عصيان مفتوح في وجه دولة خانت ثقافت ...
- فيلم -أحلام قطار-.. صوت الصمت في مواجهة الزمن
- مهرجان مراكش: الممثلة جودي فوستر تعتبر السينما العربية غائبة ...
- مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة يصدر دليل المخرجات السينمائي ...
- مهرجان فجر السينمائي:لقاءالإبداع العالمي على أرض إيران
- المغربية ليلى العلمي.. -أميركية أخرى- تمزج الإنجليزية بالعرب ...
- ثقافة المقاومة: كيف نبني روح الصمود في مواجهة التحديات؟
- فيلم جديد يكشف ماذا فعل معمر القذافي بجثة وزير خارجيته المعا ...


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد زحام - السلطان والقمر