أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد زحام - الحصان والشرطي














المزيد.....

الحصان والشرطي


أحمد زحام

الحوار المتمدن-العدد: 4112 - 2013 / 6 / 3 - 18:26
المحور: الادب والفن
    


الحصان والشرطي

أحمد زحام

(حكاية لطفلتي ذات السنوات العشر)
باب حديقة الحيوان واسع مرسوم عليه حصان كبير من نحاس.. الحصان يقف رافعاً قدميه الأماميتين وكل يوم يأتي العم رضوان الى الحديقة يأتي بعربته الصغيرة ويقف جانب الباب.. يبيع الفول السوداني والبذر والحمص.. يأتي قبل ان يدخل الرجال والنساء والأولاد والبنات الى حديقة الحيوان. ومن زمان الكبار والصغار يعرفون العم رضوان.
العم رضوان رجل كبير السن.. يحب الأولاد والبنات ويحب الحصان المرسوم على باب الحديقة يعطي الأولاد الفول السوداني والحمص ويقلّد الحصان ويقول: انا حصان ويضحك الأولاد والبنات.. ويقول ولد صغير للعم رضوان: هات بقرش حمصا يا عم يا حصان.
ويضحك العم رضوان.. ويذهب الى الحصان ويخرج من جيب جلبابه القديم منديلا ابيض نظيفا ويمسح العم رضوان التراب من فوق الحصان المرسوم على باب الحديقة ثم يضع أذنه على فم الحصان.
ويقول الأولاد: ماذا يقول الحصان يا عم رضوان؟
ويقول العم رضوان: يقول هات حبة فول سوداني
ويسأل الاولاد العم رضوان: هل يتكلم الحصان؟
ويقول العم رضوان وهو يعطي الحصان حبة فول سوداني: نعم.. ولكنه لا يكلم أحدا غيري.
ثم يقول وهو يأكل حبة فول سوداني:
لا يريد ان يأكل يقول لي كل أنت يا عم رضوان ويضحك الأولاد والرجال والنساء ويدخلون الحديقة.
وفي يوم جاءت سيارة نقل كبيرة ووقفت في الشارع أمام باب الحديقة.. وخرج منها شرطي وذهب الى العم رضوان وقال الشرطي:
- أنت يا رجل.. خذ عربتك وانصرف من هنا
وسأله العم رضوان: لماذا؟
قال الشرطي: ممنوع
قال العم رضوان: من زمان وأنا أقف هنا..
قال الشرطي: ممنوع
قال العم رضوان للشرطي: اين الضابط سوف أقول له اني اقف هنا من زمان..
في يوم من الأيام كان هذا الضابط صغيراً.. وجاء الى الحديقة مع والده واشترى مني فولا سوادنيا وحمصا لا بد أنه يعرفني.. أنا العم رضوان.
وقبل ان يذهب العم رضوان الى الضابط في السيارة الكبيرة جاء صوت الضابط من السيارة عالياً.. سمعه العم رضوان.. وسمعه الشرطي يقول: يا شرطي هات العربة.
أمسك العم رضوان العربة بيديه.. نزل شرطي من صندوق السيارة الكبيرة وذهب الى العم رضوان.
قال العم رضوان:
- لا تأخذ العربة.. أنا اقف هنا من زمان اسألوا هذا الحصان وأشار العم رضوان الى الحصان النحاسي المرسوم على باب الحديقة ضحك الشرطة وقال واحد منهم:
- نسأل حصانا من نحاس.. أنت مجنون!
ترك العم رضوان العربة.. ووقف الى جانب الحصان وقال له:
- قل لهم يا حصاني.. اني اقف هنا من زمان..
لكن الشرطة لم يسألوا الحصان اخذوا عربة العم رضوان ووضعوها في صندوق السيارة الكبيرة.
جرى العم رضوان وراء الشرطة ووراء السيارة الكبيرة وهو يقول:
الحصان يقول اني أقف هنا من زمان.. أنا العم رضوان واختفت السيارة الكبيرة.. والعم رضوان يجري وراءها.
وفي اليوم التالي: ذهب الأولاد الصغار إلى حديقة الحيوان لكنهم لم يجدوا العم رضوان ولم يجدوا الحصان النحاسي المرسوم على باب الحديقة.
هرب الحصان النحاسي من الباب أخذ يبحث عن العم رضوان ووجد الحصان العم رضوان يبكي في الشوارع.. يبحث عن عربة البذر والحمص والفول السوداني.
ركب العم رضوان على ظهر الحصان وسافر الحصان والعم رضوان الى بلاد بعيدة يوجد فيها أولاد صغار يحبون الحصان.. ويحبون العم رضوان.. وفيها فول سوداني وحمص كثير وليس فيها شرطة.



#أحمد_زحام (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موت عسكري أمن مركزي
- الخروج العظيم
- قاسم وأخوته
- النافذة الضيقة
- الهتاف يليق بالطيور
- أنت حمار
- مذكرات طفلة اسمها ثورة
- آخر الآيام
- صاحبي الذي في الميدان
- السلطان والقمر
- المنصة
- غرفة رطبة
- علبة الكبريت


المزيد.....




- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...
- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
- فيديو يوثق اعتداء على فنان سوري.. قصوا شعره وكتبوا على وجهه ...
- فيديو.. تفاصيل -انفجار- حفلة الفنان محمد رمضان
- جواسيس ولغة.. كيف تعيد إسرائيل بناء -الثقافة المخابراتية-؟


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد زحام - الحصان والشرطي